الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

سقوط أول قتيلين في مظاهرات ساحة الشيخ ضاهر باللاذقية يوم 26 آذار 2011

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:09:54:05

والنظام غضب غضبًا شديدًا في اليوم الثاني، في اليوم الثاني، الشباب يريدون أن يكسروا التمثال الكبير الموجود في ساحة الشيخ ضاهر، وأعتقد أنه ثاني أكبر تمثال في سورية، و نحن كنا نرى التمثال، ولكن الجميع كان يعتقد أنه من الجبصين (الجبس)، لم نكن نعتقد أبدأ أنه من الباطون(الخرسانة) والحديد القاسي، ونحن من بعيد كنا نعتقد أنه جبصين (جبس)، وفي اليوم الثاني، الشباب تجمهروا في ساحة الشيخ ضاهر بأعداد كبيرة جدًا جدًا، ولكن بدأت رسائل هاتفية تنتقل بين الشباب أن العلويين نزلوا حتى يقاتلوا الشباب السنة، والشباب السنة ذهبوا ليقتلوا الشباب العلويين، و[وبالنسبة] لهذا الأمر فأنت تعرف أن شبكات الاتصال كانت بيد "سيريتيل"، والرسالتان تستطيع أن تنشرهما مباشرة بين الشباب، يعني مُطلق الرسالة الأولى بين الشباب العلويين أنا أجزم بأنه النظام، ومُطلق الرسالة الأولى بين الشباب السنة أنا أجزم أيضًا أنه من النظام، لم يكن هدف المظاهرات أن تكون حربًا بين الشباب السنة والشباب العلويين، والنظام أراد أن يبرّئ نفسه أنني أريد فقط أن أدافع عن الإثنين.

نزل الشباب، وكان الشباب السنة مجتمعين عن يمين التمثال والشباب العلويون عن يسار التمثال، وفي ذلك الوقت، اتصل مدير الأوقاف بنا كمشايخ، وقال: تعالوا مباشرة إلى بناء مديرية الأوقاف. وذهبنا إلى هناك، وكنا مجتمعين أكثر من 40 شيخًا تقريبًا، بيننا بعض الشيوخ من الطائفة العلوية، وبدأ مدير الأوقاف يقول: يا مشايخنا، ينبغي أن نهدّئ الوضع؛ لأن الوضع بدأ يتأزّم. ولو حدثت فعلًا فتنة طائفية بين المجموعتين؛ فسيكون هناك كارثة، وليس الموضوع موضوع ثورة، وليس كما حصل في حمص ودرعا، هذا الموضوع سوف يكون كارثة، واللاذقية لها حساسيتها؛ لأنها تجمع بين الطائفتين.

أخطأ مدير الأوقاف بحق الشباب المتظاهرين بعبارات لا تليق، في الحقيقة، قام الشيخ حسن صاري بموقف- أنا أعتبره موقفًا بطوليًا في وقتها- ورفع العصا، كان يحمل العصا، وقال: هؤلاء الشباب أولادنا، ومن يتكلم عنهم وكأنه يتكلم عني شخصيًا، لا أسمح لكم أبدًا أن تتكلموا على هؤلاء الشباب؛ لأنهم أولادنا ولهم مطالبهم، ومن الممكن أن يخطئوا، ومن الممكن أن يصيبوا. وتغير الحوار [شكل الطرح] الذي كان من المشايخ العلويين ومدير الأوقاف، وبدأ يقول: نحن فقط نريد تهدئة الوضع، طبعاً، لا نريد أن تحدث دماء.

كان هذا اللقاء في الحقيقة مؤشرًا كبيرًا بأنه سيكون هناك دماء بالنسبة لي، ورأينا أنه ينبغي عدم تهدئة الشارع، أو لا نهدّئه، ولكن أن نُبعد الشباب عن ساحة الشيخ ضاهر التي فيها قرب من العلويين أو إمكانية حدوث اصطدام مع العلويين. فعلًا، قررنا النزول إلى الشارع كمشايخ، وكان مكتب الأوقاف قريبًا جدًا من ساحة الشيخ ضاهر، ذهبنا مشيًا على الأقدام، كان يريد أن ينزل(يذهب) الشيوخ جميعًا، وأنا قلت لهم: لا تنزلوا؛ لأنه لو نزل مدير الأوقاف أو شيخ علوي أو الشيخ وليد البرادعي من جماعة حسون فالناس سوف ترجمنا بالحجارة، دعونا ننزل(نذهب) نحن المشايخ القريبون من الشباب. ونزلنا فعلًا أنا والشيخ حسن صاري والشيخ أيمن راعي والشيخ بلال شاهين والشيخ يوسف بيروتية، والشيخ وليد البرادعي أيضًا أصر أن يذهب معنا وبعض الشيوخ الآخرين. وفي بداية وصولنا، الناس رفعونا على الأكتاف أنا والشيخ حسن صاري، وسبوا الشيخ وليد البرادعي، وسبوا شيخه حسون، فانصرف مباشرة، والشيخ سعد الله العبد الله من الشيوخ التركمان كان إمامًا في جامع الشيخ ضاهر، كان معنا أيضًا، و طلبت منه أن نصعد إلى شرفة المسجد (جامع الشيخ ضاهر) الذي كان هو خطيبه وإمامه، وفتح لنا الجامع، وصعدنا نحن الشيوخ إلى شرفة المسجد، وبدأنا نخاطب الناس، ونحاول أن نهدئهم، الناس في الحقيقة لا يريدون التهدئة أبدًا في ذلك الوقت، كل ما يريدونه هو إسقاط النظام وكسر التمثال، و الشيخ حسن صاري صرخ في الشباب أنه بدون عصي[قائلاً]: اتركوا العصي، و ارموها، نحن نريد أن نطالب بأصواتنا فقط. وفعلًا، الشباب امتثلوا، وعندما حملوني على الأكتاف كانوا يطالبونني بعبارات: "الشعب يريد إسقاط النظام" مثل عبارات تونس، وأنا أصبحت أطالب بالحرية، قلت للشباب: هدئوا من روعكم الآن، لا نريد أن نطالب بإسقاط النظام، دعونا نطالب بالحرية. وأصبحنا[نقول]: نريد حرية، نريد كرامة فقط. وصلينا صلاة العصر، وقف بنا إمامًا الشيخ بلال شاهين، والناس كانوا يسألون: كيف سوف نتوضا؟ قلت لهم: "تيمم". كانت من أجمل الصلوات التي صليناها في حياتنا، الناس جميعهم يصلون في الشارع أمام الجيش والأمن والشباب العلويين، أظهرنا فيها قوة وسنية المدينة، وبعدها رجع الكثير من الشباب معنا، قلنا لهم: تعالوا حتى نذهب إلى الصليبة. لأننا نعرف أن الشباب أقلية، وسوف يكون هناك دماء، ورجع معنا الكثير من الشباب، ولكن للأسف بقي بعضهم، واعتلوا التمثال متجاوزين عناصر الأمن، وبدؤوا بضربه فسقط أول شهيد في اللاذقية، الشهيد الأول من عائلة بيازيد (مصطفى بيازيد- المحرر) 26 آذار/مارس، [قُتل] قنصًا بطلقة نار واحدة، أطلقت من مبنى المحافظة الجديد مقابل الشرطة العسكرية. في الشرطة العسكرية، يوجد أصدقاء أو جيران لنا في المنطقة، فقالوا: إن طلقة النار خرجت من أحد عناصر الشرطة العسكرية من مبنى المحافظة، واستطاع أن يقنص الشهيد الأول، والناس في الحقيقة هنا تفرقوا، وهربوا، وحملوا الجرحى؛ لأنه كان هناك جرحى، وبدأ إطلاق نار كثيف للتخويف والقتل والإصابة، وقُتل شاب آخر من عائلة أندرون (أحمد محمد ديب أندرون- المحرر)، وأصيب الكثيرون، وبدأنا نسعفهم، وشاركت في إسعاف شابين لا أعرف من هما، وفي الحقيقة، تغير تمامًا مسار المظاهرات مع أول قطرة دماء خرجت من الشباب.

وهنا الغضب كان شديدًا من الجميع ومني شخصيًا، فأنا غضبت لدرجة أنني لا أعرف ماذا سوف أفعله عندما رأيت دماء الشباب، اتصل بي أحد أصدقائي، كان يعمل في قناة الحوار من بيت جانودي (طارق جانودي)، وقال لي: ما الذي يحدث عندكم؟ قلت له: كذا وكذا. قال: هل تخرج على الإعلام باسم وهمي؟ قلت له: نعم أخرج، لا توجد مشكلة. واتصل معي موسى العمر، وخرجت أول مقابلة على قناة الحوار، وقلت له ما حدث، وخرجت باسمي الشخصي، ثم بعدها اتصلت بي قناة الجزيرة، وطلبوا مني المداخلة على نشرة الساعة 9 مساء، وطلبوا مني أن أذكر ما حدث، وسألوني: هل تريد أن تخرج باسمك الحقيقي أم الوهمي؟ فقلت لهم: لا، أريد أن أخرج باسمي الحقيقي (الشيخ خالد كمال، خطيب مسجد الرحمن)، حتى إنني أريد أن تكون صفتي معروفة، وليس هناك شيء نخاف منه بعد الآن. وخرجت، وقلت: إن ما حدث هو أنه الشباب خرجوا فقط حتى يطالبوا ببعض الكرامة والحرية وإيقاف القمع الموجود، وحدث إطلاق النار، وقُتل فيه بعض الشباب، وناشدت بشار الأسد في ذلك الوقت، لم أناشد أمريكا أو إسرائيل أو غيرهم.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/12/07

الموضوع الرئیس

محافظة اللاذقيةالمظاهرات الأولى

كود الشهادة

SMI/OH/60-04/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

مدني

المجال الزمني

26 آذار 2011

updatedAt

2024/04/20

المنطقة الجغرافية

محافظة اللاذقية-مدينة اللاذقيةمحافظة اللاذقية-الشيخ ضاهر

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

فرع الأمن العسكري في اللاذقية

فرع الأمن العسكري في اللاذقية

مديرية الأوقاف في اللاذقية

مديرية الأوقاف في اللاذقية

الشهادات المرتبطة