الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الهروب إلى حلب والعودة بضمانة محافظ اللاذقية رياض حجاب

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:07:55:13

هذه المقابلة كانت بالنسبة لي تغييرًا مفصليًا، أصبحت الأنظار كلها عليّ، جاءتني تهديدات كثيرة بالقتل من آل مخلوف وشاليش، من حافظ مخلوف ومحمد شاليش شخصيًا عبر الرسائل على هاتفي، وبعد أن انتهت مقابلتي على "الجزيرة" مباشرة جاءني اتصال من فرع الأمن السياسي، وقال لي: أنت ماذا فعلت؟ قلت لهم: ماذا فعلت؟! قال: أنت فعلت أمراً كبير جدًا بقبولك الخروج على قناة "الجزيرة"، وأنت تعلم أن المشاركة عليها ممنوعة في الأساس. قلت له: أنا مضطر فهناك دماء، ومستعد للمساءلة. قال: على كل حال، خير إن شاء الله، لا تخرج من البيت الآن لأنك في خطر. وهم تظاهروا بأنهم يريدون حمايتي، ولم يتم التحقيق معي، ولكن صارت هناك اتصالات مباشرة مع الأفرع الأمنية [وقالوا لي]: توقف عن الخطابة الآن، لا تذهب إلى خطبة الجمعة، وانتظر منا اتصالًا.

وهنا في الحقيقة، الأهل خافوا عليّ، واضطررت للهروب إلى حلب، وكان الوضع مخيفًا جدًا، والجميع يتحدث-أقصد العلويين- بأنهم يريدون قتلي؛ لأنني ذكرت لهم كلمة أثرت بهم كثيرًا، ذكرت على "الجزيرة" أن الشبيحة هم من قتلونا، والشبيحة هم الزعران (سيئوا الخُلق) للأسف من الطائفة العلوية، ويوجد منهم من السنة أيضًا من يكونون مع آل الأسد أو مخلوف وشاليش. التهديدات لي بالقتل كانت كثيرة، هذا الأمر الذي اضطرني للهروب إلى مدينة حلب (مدينتي الأساسية) اختبأت في منزل خالتي في حلب، وطبعًا، خروجي من اللاذقية إلى حلب أيضًا كان فيه نوع من الخطورة، وأنا اضطررت للخروج؛ لأنني لو خرجت بالقطار فسوف يمسكني الأمن؛ لأن الأمن قال لي: لا تخرج من المنزل. ولو خرجت بالسيارة فسوف توقفني اللجان الشعبية من الطائفة العلوية الذين أقاموا حواجز وحاصروا اللاذقية تمامًا، فكان الخروج صعبًا جدًا. وكان صديقي مدير شركة الخرافي، وهو مصري، ومعه سيارات تشبه سيارات "الأمم المتحدة"، كانت سيارات الخرافي تمشي على الطريق حتى تتابع عملها، ولها علاقة طيبة، سواء مع السنة أو مع العلويين. وأنا طلبت منه الخروج بسيارته، فقال لي: أنا أخرجك بسيارتي، طبعًا، بالتواصل مع الشيخ أحمد كيخيا، وعائلتي ذهبت بسيارة الحاج أحمد كيخيا إلى حلب، وأنا ذهبت بالسيارة التي تشبه سيارات "الأمم المتحدة".

 فلما وقفنا على حواجز الشباب العلويين كانوا جميعًا مستعدين بالأسلحة (بواريد الصيد) وغيرها، أوقفونا، وكانوا عادة يطلبون الهويات، ولكن عندما شاهدوا أن من يقود السيارة هو نفسه مدير "الخرافي"، كانوا يعرفونه جميعًا، فألقوا التحية عليه، وقالوا له: تفضل. وفعلًا، أوصلني إلى أبعد نقطة يمكن أن يوصلني إليها، ركبت فيما بعد في سيارة الحاج أحمد كيخيا، وتابعنا إلى حلب، و اختبأت في حلب تقريبًا لمدة 4 أو 5 أيام فقط، أغلقت فيها هواتفي، وحاولت من خلال علاقاتي وأقربائي من حلب أن أرى الشارع الحلبي من خلال الدكان ومن خلال الاجتماعات مع خالي، وكان خالي يريد أن تنطلق الثورة، ولكن يريد تشجيع أصدقائه؛ فكان يجمعني مع أصدقائه حتى أحكي لهم قصة خروج المظاهرات في اللاذقية. وفي هذا الوقت، محافظ اللاذقية الدكتور رياض حجاب نزل بنفسه إلى ساحة الصليبة، وأراد أن يسأل الناس عن مطالبهم، في ذلك الوقت، في يوم 28 آذار/مارس، نزل الدكتور رياض حجاب إلى الصليبة، إلى مكان تجمع الثوار، والثوار في وقتها أغلقوا مفاصل البلد، وناموا في الشوارع من أجل إيصال رسالة للنظام: أن الثورة مستمرة صباحًا ومساء، لن نتوقف حتى تحقق مطالبنا. ونزل رياض حجاب، وصعد إلى منزل في الطابق الأول، إلى شرفة المنزل، وبدأ يخاطب الناس: ما الذي تريدونه؟ وماذا يمكن أن نفعل؟ سوف نحقق كل مطالبكم. وكان من المطالب في وقتها التي طالبوا بها إطلاق سراحي، فجميع الناس كانوا يظنون أنني اعتقلت بعد مقابلة "الجزيرة"، فقال لهم رياض حجاب: هو ليس عندنا، نحن أصلًا لا نعرف أين هو. كان موجودًا على الشرفة بجانب رياض حجاب أخي، وقال له: أين أخوك؟ قال له: أخي مختبئ. وقال له رياض حجاب: دعه يعود، وهو بحمايتي الشخصية، لن يستطيع أن يقترب منه أي عنصر أمن أو شرطة أو أي شيء، يأتي إلى مكتبي، وهو بحمايتي الشخصية. فرجعت بعد كلام رياض حجاب، وأنا كنت أحبه، رياض حجاب جاءنا إلى اللاذقية قبل الثورة بشهر أو شهرين، وكانت سيرته حسنة، أول ما قدم، حاول أن يحارب الفاسدين، وحاول أن يتقرّب من الناس، وأنا باركت له قبل الثورة بمنصبه بحكم أنني كنت في مديرية الأوقاف، و كنا نبارك، وسبحان الله توسمت فيه الخير، رياض حجاب من المؤكد أنه بين نارين( نار إرضاء السلطة ونار إرضاء الشارع)، وأكيد(حتمًا) لن يعجب الناس كل ما يتكلم عنه؛ لذلك عندما بدأ بخطابات التهدئة و ذكر محاسن الرئيس فالناس رفضوا، ويُروى أنهم ضربوه بالأحذية، وأنا لم أكن موجودًا في وقتها. الذي حدث أنه بعد مقابلة رياض حجاب مع الناس وتخفيف حدة الشارع قليلًا، طلب مني الرجوع، رجعت إلى اللاذقية، الشيخ فهد راعي بحكم موقعه كرجل مسؤول في الدولة كانت له علاقات مع المحافظ ورئيس [فرع] الحزب (حزب البعث) والأفرع الأمنية، وكان دائمًا في الحقيقة يقول لهم: تريدون أن تعتقلوا خالد كمال كما فعل مبارك، واعتقل خالد سعيد؟ أتريدون خالدًا ثانيًا؟ الشاب لم يتكلم بشيء، وإنما أراد فقط أن يوصل ما حدث، وربما كان كلامه مقنعًا، فاتصل بي الشيخ فهد، وقال: أنا سوف أكون معك عند رياض حجاب، دعنا نلتقي مع بعض(معًا)، وإن شاء الله لن يحصل شيء. قلت له: توكلنا على الله.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/12/07

الموضوع الرئیس

محافظة اللاذقية

كود الشهادة

SMI/OH/60-05/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

مدني

المجال الزمني

آذار 2011

updatedAt

2024/04/20

المنطقة الجغرافية

محافظة اللاذقية-مدينة اللاذقيةمحافظة حلب-مدينة حلبمحافظة اللاذقية-الصليبة

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

فرع الأمن السياسي في اللاذقية

فرع الأمن السياسي في اللاذقية

معلومات الشاهد

الموضوعات المرتبطة

الشهادات المرتبطة