الشيخ سارية الرفاعي
الشيخ والداعية الإسلامي سارية الرفاعي، عضو رابطة علماء الشام، والمجلس الإسلامي السوري.
وُلد في حي القنوات بمدينة دمشق عام 1948، وهو ابن العلامة الشيخ عبد الكريم الرفاعي، مؤسس جماعة زيد بن ثابت، وشقيق رئيس المجلس الإسلامي السوري أسامة الرفاعي، درس الابتدائية والإعدادية والثانوية في معهد الجمعية الغراء، وتخرج منه عام 1966، وحصل على إجازة في أصول الدين من جامعة الأزهر في مصر عام 1971، ونال بعدها درجة الماجتسير في التفسير عام 1977.
عاد الشيخ سارية إلى دمشق، وتسلم إمامة جامع زيد بن ثابت في حي القنوات، بعد وفاة والده عام 1973، وعُين مدرسًا في دائرة الإفتاء العام، ثم اضطر الشيخ سارية الرفاعي إلى مغادرة سورية برفقة شقيقه الشيخ أسامة إلى السعودية عام 1980، هربًا من مضايقات أجهزة الاستخبارات التابعة لنظام حافظ الأسد في أثناء أحداث الثمانينات التي انتهت بارتكابه مجزرة حماة في شباط/فبراير 1982.
عاد الشيخ مجددًا إلى دمشق عام 1993، بعد سماح حافظ الأسد لبعض الرموز الدينية بالعودة، وتسلم من جديد إمامة وخطابة جامع زيد بن ثابت، وعمل في مجال الدعوة، حيث أسس "معهد الفرقان" لتدريس الإناث عام 1994، ونشط في المجال الخيري والمجتمعي، مؤسسًا عدة مشاريع خيرية، أهمها جمعية حفظ النعمة عام 2003، ومركز زيد بن ثابت لخدمة الأنشطة القرآنية في دمشق، وقناة الدعوة الفضائية عام 2008 (أغلقها نظام الأسد وصادر معداتها بعد عدة أشهر من انطلاقها).
عاد الشيخ مجددًا إلى دمشق عام 1993، بعد سماح حافظ الأسد لبعض الرموز الدينية بالعودة. تسلّم من جديد إمامة وخطابة جامع زيد بن ثابت، وعمل في مجال الدعوة، حيث أسس "معهد الفرقان" لتدريس الإناث عام 1994، ونشط في المجال الخيري والمجتمعي، مؤسسًا عدة مشاريع خيرية، أهمها جمعية حفظ النعمة عام 2003، ومركز زيد بن ثابت، وقناة الدعوة الفضائية عام 2008 (كان يديرها ابنه عمار وأغلقها النظام وصادر معداتها بعد عدة أشهر من انطلاقها).
شارك الشيخ سارية مع بداية الثورة السورية عام 2011 مع مجموعة من المشايخ في جهود وساطة مع نظام الأسد بهدف وقف القتل وإطلاق سراح المعتقلين، ويذكر الشيخ سارية في كتابه "مذكرات في زمن الثورة - الجزء الأول" (الصادر عام 2020 عن مكتبة الأسرة العربية في إسطنبول) أنه التقى برفقة شقيقه أسامة مع بشار الأسد في بداية الثورة، حيث سمع منهما شكاوى الناس ومطالبها، وطلب منهما مقابلة وجهاء درعا، والتقى الشيخان وجهاء درعا الذين قدموا لهما 14 مطلبًا، بينها إقالة محافظ درعا فيصل كلثوم ورئيس فرع الأمن السياسي عاطف نجيب وإلغاء قانون الطوارئ وقانون الموافقات الأمنية، ونقل الشيخان هذه المطالب لبشار الأسد، وفي 25 آذار/مارس 2011 ارتكبت قوات نظام الأسد مجزرة في مدينة الصنمين (فتح عناصر الأمن العسكري والفرقة التاسعة وقناصة موزعون على الأسطح الرصاص على متظاهرين في المدينة، ما أسفر عن مجزرة، أُصيب فيها قرابة 40 شخصًا، وتم تأكيد مقتل 10 أشخاص)، ويقول الشيخ بعد المجزرة "ما جعلني أقسم يمينًا ألا أزوره بعد الآن، ولا ألتقي بأحد من ضباط الأمن".
في 1 آب/أغسطس 2011، في أول أيام شهر رمضان، ألقى الشيخ سارية الرفاعي كلمة في جامع زيد بن ثابت بمدينة دمشق، استنكر فيها اقتحام قوات نظام الأسد مدينة حماة بالدبابات في اليوم السابق، وطالب بانسحاب الجيش والإفراج عن المعتقلين، وقال في كلمته: "سورية بأسرها ستقوم إن لم ينسحب الجيش، وإن لم يُفرجوا عن المعتقلين"، و"هم يطالبون بالتهدئة، ونحن نهدأ، ولكنهم يحرضون. هذا الذي حصل بالأمس ما هو إلا تحريض، وهو أكبر تحريض للشباب في كل مكان، في كل مدينة، في كل قرية، أن يقوموا جميعًا وأن يقولوا الله أكبر التي تهز القلوب، شاؤوا أم أبوا".
في اليوم ذاته ( 1 آب/أغسطس 2011)، أصدر الشيخ سارية، مع 20 عالم دين، بينهم أسامة الرفاعي وكريم راجح وأحمد معاذ الخطيب وجودت سعيد وعدنان السقا، بيانًا استنكروا ما سمّوه "استخدام العنف المفرط في حماة وسائر المحافظات السورية والذي أسفر عن سفك دماء مئات من أبناء الشعب السوري"، وأكد البيان "ضرورة تطبيق ما صدر من مراسيم وقوانين وقرارات، وخاصة فيما يتعلق بإطلاق سراح جميع معتقلي الرأي دون تأخير".
وفي أيار/مايو 2012 دعا الشيخ سارية في مقطع مصور إلى إضراب المحال التجارية في مدينة دمشق لمدة 3 أيام تنديدًا بمجزرة الحولة (ارتكبتها قوات النظام ومجموعات الشبيحة في بلدة تلدو في سهل الحولة 25 أيار/مايو 2012، وراح ضحيتها 107 أشخاص، بينهم 49 طفلًا دون العاشرة و32 امرأة، أعدمتهم قوات النظام ميدانيًا ذبحًا بالسكاكين، بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان).
غادر الشيخ سارية سورية إلى مصر عام 2012، إثر تهديد من مكتب الأمن القومي التابع للنظام، وذكر الشيخ هذا التهديد في كتابه "مذكرات في زمن الثورة"، وقال: "في شهر آذار/مارس 2012، جاءنا تهديد غير مباشر من أجهزة الأمن القومي، بأن المعلومات الاستخبارية لديهم تشير إلى أن العصابات المسلحة قد تطالنا بالقتل، فخرجنا من البلد".
أسس الشيخ سارية مؤسسة زيد بن ثابت الأهلية في مصر، ثم انتقل إلى مدينة إسطنبول في تركيا عام 2013، وأعاد تفعيل "رابطة علماء الشام" (تأسست بتاريخ 13 آب/أغسطس 2012)، ونشط في المجال الدعوي والإغاثي، كما شارك في تأسيس "المجلس الإسلامي السوري" (14 نيسان/إبريل 2014).
توفي الشيخ سارية الرفاعي في 6 كانون الثاني/يناير 2025، إثر تعرضه لجلطة دماغية نُقل بسببها إلى مستشفى في مدينة إسطنبول بتركيا في 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، وأقيمت صلاة الجنازة عليه في اليوم التالي (7 كانون الثاني/يناير 2025) في حي الفاتح بمدينة إسطنبول.
المعلومات الأساسية
تصنيف الشخصية
ديني / شرعيمنصب
عالم دينمكان الميلاد (محلي)
محافظة دمشق-مدينة دمشقملفات مرفقة
rocham.org-رابطة علماء الشام (2)كود الذاكرة السورية
SMI/A300/1587
firstLetter
ش
كيانات منتمي إليها حالياً
يوميات مرتبطة
مظاهرات دمشق في أول أيام شهر رمضان
مظاهرات دمشق في "جمعة لن نركع إلا لله"
حماة: استمرار الحملة العسكرية وعلماء دين يستنكرون
دمشق: قوات النظام تقتحم جامع الرفاعي وتعتدي على المصلّين
رجال دين سوريون يخرجون عن صمتهم ويحذرون الأسد
الوثائق المتعلقة
شخصيات مرتبطة
لايوجد معلومات حالية
فيديوهات ذات صلة
لايوجد معلومات حالية
كيانات منتمي إليها سابقاً
لايوجد معلومات حالية