الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الحراك السلمي في دمشق والتضييق الأمني

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:08:02:08

بما أن كل الشباب أصبحوا موجودين في دمشق كشباب تنسيقية قرّرنا أن نستفيد من تواجدنا في دمشق بتفعيل المشاركة بالحراك مع الموجودين في دمشق، وأصبحنا نتواصل مع تنسيقيات أحياء دمشق لنقوم بأعمال ومظاهرات، وفي إحدى المرات أذكر أننا نسّقنا مع مجموعة في البحصة ومع أهالي التل وشباب من داريا أننا نقوم بمظاهرة طيارة في قلب دمشق، ويكون عددها كبيرًا. طبعًا هذا الشيء كان يحتاج إلى حذر بشكل كبير، لأن الوضع في دمشق كان صعبًا أمنيًا، فقمنا باختيار يوم كان به مباراة لريال مدريد وبرشلونة، وكان يوجد مقاهي في سوق ساروجة، وكانت هذه المقاهي في الشارع ، فيشاهدون المباراة في الشارع ويكون تفاعل الناس بالشارع مع المباراة، فاخترنا هناك مسجدًا اسمه مسجد الوردة حتى نصلّي فيه [صلاة] العشاء ونذهب أمام المقاهي ونخرج بمظاهرة في وسط هذا التجمع مع مشجعي المباراة، وندخل في الحارات حتى نهرب الأمن إذا لحق بنا.

طبعًا، لم تكن فقط تنسيقية الكسوة هي الموجودة في الشام [دمشق]، وإنما معظم الشباب الذي شاركوا بمظاهرات جميعهم كانوا في الشام هاربين من الكسوة، لأن عمل الشباب أغلبه في الشام ولا يريدون المرور بحواجز، فكانوا جميعهم قد استأجروا المنازل واختبأوا في أحياء دمشق ليذهبون إلى عملهم. تواصلنا مع معظم الشباب الموجودين في الشام وجاؤوا جميعًا إلى الجامع، ولكن تفاجئنا أنه لم تأتِ المجموعات الأخرى ولم تستطيع أن تصل، مثل جماعة التل وداريا، وأصبح من الواضح أنه لا يوجد أحد غيرنا مجموعة من الكسوة، وحتى جماعة أحياء دمشق لم يستطيعوا المشاركة معنا، لم يكن الترتيب معهم بشكل جيد، فوقفنا كما أذكر لمدة 5 دقائق وهتفنا ثم هربنا بشكل سريع، يعني كانت هذه أول مشاركة فعلية لنا ضمن أحياء دمشق.

وبعدها تطور الموضوع أصبحنا نفكر بطرق وأساليب أكثر ولا نكون نحن في الواجهة، لأننا أصبحنا معروفين من أول مظاهرة في وجوهنا إذا راقبَنا أحد ما، فقمنا بمحاولة حيث ذهبنا الساعة 2 ليلًا إلى مدرسة السعادة، وهي موجودة في منطقة قديمة في دمشق، ويوجد بها عدد كبير من الطلاب، وقمنا بزرع آلة تسجيل فوق مكيف الهواء بجانب الشباك وفيها كرت ذاكرة، وأحد الشباب الذي كان يعمل بالإلكترونيات معنا ربط معها ساعة مؤقت حيث ستعمل الساعة 1:15 ظهراً ويوجد بها هتاف القاشوش، وقمنا بتغيير لباس أحد شبابنا -اسمه ورد، وهو موجود هنا- له ملامح أصغر من عمره، وقمنا بحلق ذقنه وشعره ولبس لباس طالب مدرسة لون رمادي، وحمّلناه الكتب وأرسلناه إلى أمام المدرسة حتى عندما يعمل الجهاز يقوم هو بتحريض الطلاب[على الهتاف]. وقمنا بدعوة أصدقائنا وحتى أشخاص من خارج الكسوة قمنا بدعوتهم، حتى أصدقائي من الجامعة دعوتهم لهذا الموقف، وفعلًا اشتغل الجهاز وتحمّس الطلاب وعندما أراد أن يهتف وإذ بسيارة الأمن قد أغلقت الطريقين في وقتها، والأساتذة والإدارة خرجوا وكانوا يريدون الوصول إلى مكيف الهواء حتى يقطعوا الاتصال، فكانت هذه حركة لها وخزة في قلب دمشق.

شاركنا أيضًا.. وهذه الفكرة وجدنا أنها جدًا جيدة: أينما نذهب نضع مسجّل أغاني، وأصبحنا نرسل إلى المديريات الرسمية، ونقوم بتوقيتها ونضعها أثناء دوام الناس حتى تخرج المظاهرات، وهو نوع من أنواع تحريك الناس في دمشق أكثر من أن تكون مظاهرة بشكل كامل وكبير، أي أنها عبارة عن محاولات. والشيء الإيجابي أن الناس لم يهربوا، ولم يشمئزوا من الأمر، وكانوا يتفرجون ولكن من دون حركة أو إبداء مشاركة، لأن الوضع في دمشق مختلف جدًا، فقد يكون بياع البسطة من المخابرات أو صاحب المحل يعمل مع المخابرات، [ولذلك] كانت الناس حذرة في هذا الموضوع. وهذه أكثر النشاطات، وبعدها أصبحنا نشارك في اجتماعات تنسيقيات الأحياء، مثلًا يوجد مظاهرة في كفرسوسة كنا نرسل الشباب إلى مظاهرة كفرسوسة حتى يشاركوا بها، وفي الميدان وحتى في المزة في إحدى المظاهرات شاركنا بها. وفي إحدى المرات في العيد الكبير اتفقنا مع المجموعات أن نذهب إلى جامع زيد بن ثابت، كان الشيخ سارية الرفاعي هو من يخطب به، وأخذنا كلمة [وعداً] بأن الشيخ سارية الرفاعي هو الذي سيحرّض الناس حتى تخرج مظاهرة بعد صلاة العيد، وفعلًا ذهبنا وكنا مستعدين، وهنا كنا نسكن أنا ومجموعة من الشباب في السويقة، يعني بالقرب من جامع زيد بن ثابت، وعندما وصلنا إلى مدخل الجامع كان قائد شرطة دمشق موجوداً، يعني ليس فقط الأمن، وكان الخبر قد وصل لأنه كان دعوة عامة إلى التظاهر أمام جامع زيد بن ثابت، وعندما دخلنا تفاجئنا أن الشيخ سارية لم يخطب في وقتها وإنما خطب شخص كفيف، وطبعًا لا أعرف ماذا خطب، يعني شيء غير مهم بالنسبة لنا، وهنا أصابتنا نكسة وذهبنا وألقينا التحية على الشيخ سارية وسألنا وبدأ يبكي ويقول: أنتم رأيتم ماذا يوجد في الخارج. أيضًا كان صعبًا علينا الخروج.

أيضًا شاركنا أمام جامع الرفاعي، وحاولنا في وقتها فعل شيء في يوم جمعة ولم نستطع، وإحدى المرات تمّ الاعتداء على ناس في داخل الجامع، وكان الناس يريدون الذهاب مشيًا إلى جامع الرفاعي. فكان يوجد رغبة لدينا ولم تنجح، وأيضًا في إحدى المرات كان يوجد تجار وناس قد جهّزوا لاعتصام مستمر في دمشق، وحتى يمكنهم تمويله أيضًا، ولم ينجح.

كل النشاطات التي كان يمكن أن تحدث في دمشق كانت جدًا صعبة، والتضييق الأمني عليها كثير، وأنا أذكر مجموعة شباب، وكان يوجد شاب اسمه محمد زريق توفي وهو في السجن، كانوا مجموعة من الناشطين في دمشق، وكان صعبًا عليهم حتى الكتابة على الحائط، أو البخّ أو توزيع المناشير ٫ وأي شيء نريد القيام به حتى في الليل يكون صعبًا، فكانت دمشق جدًا صعبة، بعكس ما اعتقدوا بأن الناس هي التي لم تتحرّك.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/10/05

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي في دمشق

كود الشهادة

SMI/OH/47-19/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

أيلول- تشرين الأول 2011

updatedAt

2024/06/10

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-ساروجةمحافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

تنسيقية الكسوة

تنسيقية الكسوة

تنسيقيات أحياء دمشق

تنسيقيات أحياء دمشق

معلومات الشاهد

الموضوعات المرتبطة

الكلمات المفتاحية

الشهادات المرتبطة