الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

مظاهرة جمعة الشهداء في جامع الرفاعي بدمشق

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:09:04:09

في الأسبوع الذي بعده، بدأت نوال [شاهين] تلحّ عليّ بشكل كبير، و[تقول]: هناك مظاهرة، ويجب أن نخرج. بينما أصبحت ممتلئاً بالخوف، وبالنسبة لقراري الذاتي فإنني لا أريد أن أخرج في مظاهرة. في النهاية، خرجت، ورأيت الكمّ الكبير من الوحشية، وأحتاج إلى عدة أيام على الأقل حتى أتعافى، ولكن نوال لم تسمح لي، وإذا لم أذهب إليهم فإنها تأتي، ونذهب معاً إلى مقهى أو إلى مكان آخر، وتتحدث دائماً عن المظاهرة، وعن الأسبوع القادم، وأين ستكون المظاهرة؟ يعني كل كلامها عن هذه الأمور. وجاء الخميس الثاني مسرعاً، وكانت المظاهرات قد خرجت في درعا، وكانت هناك أحداث أكبر، ويوجد قتلى، وسقط في التشييع قتلى وشهداء، والحدث كان فيه زخماً كبيراً، وكان سريعاً، وكانت نوال تقول لي: نريد أن نخرج بشكل متكرر. في النهاية، ربما من رأى ذلك -أنا أتكلم عن أهلي في درعا- يكون الإحساس لديه أعلى، ولكنني في دوما رأيت ذلك أيضاً، ولم يكن قد حدث في دمشق شيء من هذا القبيل.

جاء الخميس 31 آذار، وبعده الجمعة 1 نيسان 2011، ونوال منذ الصباح تقول: هيا لنذهب إلى المظاهرة، أين المظاهرة اليوم؟ فأجبتها وأنا أريد أن أهرب، وأريد أن يمضي الوقت، كان لدي 3 أو 4 ساعات ويتخللها صلاة الجمعة والمظاهرة، ويجب أن أنهيهم مع نوال، فقلت لها: اهدئي، نحن لا نعرف أين ستخرج المظاهرات، في المرة الماضية، قالوا لنا: في جامع المنجك. وذهبنا، وتورطنا، سنذهب أنا وأنت إلى مقهى اللغات، ونخطّط. فقالت: لا، ويجب أن نرتب أمورنا، ثم نذهب. فقلت لها: كيف ذلك؟ فقالت: نقوم بالتصوير. وكانت قد أحضرت هاتفاً من عند أختها له كاميرا، فقمتُ، ووضعتُ الشال حول رقبتها، وكانت قد أحضرت معها ربطة للهاتف، وقمنا بفتح الشال من الزاوية، وثبتنا الهاتف على الشال بحيث تكون الكاميرا مقابل الثقب، وهي لن تحتاج إلى أكثر من تشغيل الكاميرا قبل أن نصل حتى تبدأ بالتصوير. فقلت لها: سنذهب إلى مقهى اللغات، ثم سنرى أين ستخرج المظاهرات، ثم نذهب. ولكنني ممتلئ بالخوف، وجلسنا في مقهى اللغات، وبدأت نوال تسأل عن طريق الهاتف عن أماكن تواجد المظاهرات، وفجأة، اتصل بها سامر، وقال لها: يوجد مظاهرة في جامع الرفاعي الآن. وهو بجانبنا (بجانب مقهى اللغات)، وأخذنا سيارة أجرة، وذهبنا يوم الجمعة، وكان هناك تعليم مفتوح في الجامعة، وركبنا سيارة أجرة من أمام الجامعة، وذهبنا، ولكن بعد أن قطعت السيارة مسافة قصيرة، كان الطريق مغلقاً، ويُسمح المرور للمشاة فقط، ونزلنا من التكسي، ومشينا. كنا قادمين من جهة الجمارك إلى جامع الرفاعي (باتجاه المزة)، والأشخاص الذين بدأنا نراهم كانوا من اتحاد الطلبة، كانوا مجتمعين، وكان هناك صوت، وكنا نقترب شيئاً فشيئاً، والصوت صادر من المسجد، ربما كان صوت تكبير وصوت هتاف، لم يكن واضحاً، وأثناء اقترابنا، كانت فلول اتحاد الطلبة تزداد، ويصبحون أكثر كثافة ، وقمنا بالمشي من الرصيف الشمالي المقابل للمسجد، وفجأة وأثناء مشينا، أمسكني شخص من يدي، وطلب هويتي، فانصدمت؛ لأنني من آل الحريري، ومن درعا، والأمور مضطربة، ونحن في 1 نيسان 2011. فجأة، جاء بشار مطلق، وهو كان رئيس المكتب الإداري لاتحاد الطلبة، وقال له: هذا معنا. كان بشار مطلق يعرفني جيداً، وهكذا أنقذني منه، وأكملت سيري، وعندما وصلت إلى زاوية الساحة عند "فروج الزين"- كان المحل مغلقاً طبعاً- كان الهتاف يصدر من المسجد: "الله أكبر حرية". ولأن باب المسجد مغلق فكان الصوت يخرج مجلجلاً مع صداه، ومن الخارج، من الناحية التي دخلنا منها، كان أفراد اتحاد الطلبة مجتمعين أمام باب المسجد الصغير على الدوار ومعهم عصي، وفي الأصل، الأعلام واللافتات والصور التي يحملونها لبشار [الأسد] عليها عصي ثخينة، كانت قد رُبطت بها، ويوجد أشخاص معهم هراوات. وأوقفني شخص آخر، وطلب هويتي، ثم قال له بشار مطلق: هذا معنا. ونجوت من هذين الشخصين، ثم التففنا أنا ونوال من الطرف الثاني، كانت نوال قد قامت بتشغيل الكاميرا، فانعطفنا عند الطرف الثاني من الدوار فكان هناك أمن، وفي الأصل، تتواجد هناك فروع الأمن، مثل: فرع أمن المنطقة. كان على طرف الدوار الثاني، وكان هناك شخص يلبس ملابس الرياضة، ويبدو أنه ضابط، ورآنا أنا ونوال، وكانت نوال غير محجبة، فقال: هؤلاء بعض المخربين أو المندسين -لا أذكر الكلمة التي قالها- ابقوا جانباً حتى لا يصيبكم أذى. وبقينا واقفين هكذا، فكان أفراد اتحاد الطلبة قد أغلقوا باب المسجد، والأمن من الطرف الثاني، والشباب في الداخل يتظاهرون. وفجأة، صدر صوت من "ميكرفون" المسجد، ولا أعرف من كان الشيخ الذي يتكلم، هل كان أسامة أم سارية الرفاعي؟ لا أعرف. قال: نحن تكلمنا مع سيادة العميد أو رئيس الفرع، واتفقنا معه أن يبتعدوا عن الباب، وأنتم تخرجون، ولكن تُوقفون الهتاف، ولن يتكلم معكم أحد، ولا تتكلمون مع أحد. وفعلاً، ابتعد الأشخاص الذين كانوا عند باب المسجد. في هذه الأثناء، قبل هذه الأحداث، كان الموجودون خارج المسجد يضربون الحجارة على من في المسجد، رغم أنها ساحة، ولكن أين تسقط الحجارة لا أعلم.

فعلاً. ابتعدوا عن باب المسجد، ابتعدوا مسافة متر ونصف أو مترين تقريباً، وفتحوا باب المسجد، وبدأ الناس بالخروج، ونحن كنا نراهم، ومشوا مسافة 15 أو 20 متراً، ثم أطبق عليهم اتحاد الطلبة، فأغلق المتظاهرون الموجودون داخل المسجد الباب على أنفسهم مرة أخرى، والذين خرجوا أمسكوا بهم، وضربوهم بشدة، وأصبح الناس مرميين في الشارع، وجاء الأمن، وأخذهم، يقوم أفراد اتحاد الطلبة بضربهم، ثم يأتي الأمن، ويأخذهم، وعلى ما يبدو أنه تمّ أخذهم إلى فرع أمن الدولة الذي بجانبنا فإدارة أمن الدولة بجانبنا تماماً. كنا نقف أنا ونوال، وكانت نوال تقوم بالتصوير، والأمور جيدة، وفجأة، قال شخص: تصوير. وأشار بإصبعه علينا، ولكن كيف انتبه إلى التصوير؟ هل لمعت الشمس على العدسة؟ لا أعرف، ولكنه انتبه لذلك، وقال: تصوير. وأشار إلينا، ولكن بسبب كثرة العناصر لم نرَه، وهجم العناصر علينا، وكان هناك محل عصير خلفنا، وكانت نوال تقف خلفي، فقمت بدفعها، ودخلت إلى محل العصير، وأمسكوا بي، ثم أخذوني بسيارة شرطة لونها أخضر مكتوب عليها: ضابطة. كان معي السائق وشخص بجانبه، وأنا في الخلف، وهنا رنّ هاتفي، لا أعرف من اتصل بي، وكانت النغمة هي: موطني موطني. فبدؤوا بالسخرية، وكانت هذه ضربات خفيفة، وانعطفت السيارة من جانب الدوار، وكان باب فرع قيادة أمن الدولة بالقرب منا، وفتحوا باباً أسود، والتفّ بنا على شكل قوس، ولم أكن معصوب العينين بعد، ودخلوا إلى طريق كانت الأشجار على جانبيه، والتفّ حول بناء، وأصبحنا في الطرف الثاني، وكان يفصلنا عن الشارع سور فقط. وفي هذه اللحظة، توقفت السيارة، وفُتح الباب الذي بجانبي من جهة اليسار، وأمسك بشعري، وسحبني منه.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/10/14

الموضوع الرئیس

قمع الحراك السلمي

كود الشهادة

SMI/OH/53-13/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

1/4/2011

updatedAt

2024/05/06

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

إدارة المخابرات العامة / أمن الدولة

إدارة المخابرات العامة / أمن الدولة

الاتحاد الوطني لطلبة سورية

الاتحاد الوطني لطلبة سورية

الشهادات المرتبطة