دور يارا بدر في عمل المركز السوري للإعلام وحرية التعبير
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:08:35:16
تعرّفت على يارا [يارا بدر] عام 2009 في ثاني يوم إغلاق المكتب [مكتب المركز السوري للإعلام وحرية التعبير]، وكنت أعرفها قبل ذلك في الوسط (السياسي والاجتماعي) فهي بنت أنور بدر ومجموعة حزب العمل الشيوعي، وهو جزء من الدوائر. وفي اليوم التالي لإغلاق المكتب كنت مخنوقًا جدًّا لأنهم أخذوا [عناصر الأمن] كل شيء حتى المقتنيات المادية، وكان هناك مجموعة من اللوحات لكاظم خليل وجزء منها كان أمانة تمّ وضعها عندي وأحضرتها من الإمارات، وواحدة منها كانت ملكي، وحقيقة كنت أعتبرها واحدة من ضماناتي المالية في الحياة، وكان هناك لوحات أصلية لدلدار فلمز، وكذا شخص، وقسمٌ من اللوحات لأسماء معروفة ومشهورة، وجزء منها هدايا، فأنا لستُ جامع مقتنيات فنية، ولكن المكتب كان به كل الأشياء التي يمكن أن تحتفظي بها في البيت، فقد كنت أعتبر المكتب هو البيت والبيت أقل من المكتب، وكنت أذهب إلى البيت بين الفترة والأخرى لأتأكد فقط أنه موجود. وكنت جالساً في مقهى الروضة، وكنت مخنوقًا والدخان يخرج من رأسي أكثر من السيجارة، وأبو الحكم (عامل المقهى) كلما انتهيت من فنجان قهوتي وحده يأتي بآخر يضعه ويذهب، بينما هو في العادة يتكلم معي كثيرًا. وجاءت يارا: مرحبًا كيف حالك؟ ولم يكن هناك معرفة [عميقة] بيننا سابقاً. وقالت لي: ما بك؟ وكان قد عرف خبر مداهمة المكتب قبل يوم وصدر بيان بهذا الخصوص، وقلت لها: ما بي؟، فقالت لي: لازلتم تنوون [الاستمرار بـ] العمل؟ فقلت: طبعًا. فقالت: أنا معكم، وأنا من اليوم في المركز.
وفعلًا في ذلك الوقت الذين يعرفوني كانوا يهربون مني، والذين معي "انجُ سعد فقد هلك سعيد"، شعرت وكأنه كفّ علي خدي، أنَّه يجب أن أشدَّ نفسي، وهكذا بدأت معرفتي بالمعنى المباشر بيارا، وبدأت فعلًا بالعمل معنا، وهذه [المعرفة] كانت في شهر حزيران 2009؛ أي: في اليوم التالي لإغلاق المكتب. والعلاقة بالمعنى الشخصي فيما بعد تحولت لشيء شخصي، وذلك في نهاية 2010، وكنت قد أخذت مكتبًا ثانيًا (آخر)، ولم يكن عندي خيارات، ففي كل مرة أذهب وأسجل اسم شركة معينة، واحترق الاسم أكثر من مرة، فأيضًا يارا قالت: سوف آخذ المكتب على اسمي أنا. وقامت بترخيص دار نشر باسمها، واستأجرت المكتب باسمها كدار نشر، وفعلًا غطَّت المركز، بمعنى هذا الغطاء القانوني، وفي ذلك الوقت لم يكن هناك علاقة شخصية، ولكن أيضًا هذه الصبية الجَدْعة (القويَّة) التي يُشدُّ بها ظهرك (يمكن أن تعتمد عليها في الأمور الصَّعبة).
بعد خطبتنا، استدعاها الفرع 251 في أمن الدولة، وكان الموضوع [المطروح] "ألم يعجبك غير مازن درويش، وأنت لم تتعلمي من تجربة والدتك التي بقت كل هذه السنوات تنتظر والدك من سجن لسجن، وآخر مرة [استمرّ اعتقاله] 12 سنة؟ لماذا تفعلين مثلها؟ وماذا تريدين منه وهو مطلّق؟". وهي كانت مستغربة أن يتم استدعاؤها لهذا السبب، وقالت للضابط [ساخرةً]: عندك عريس ثانٍ؟! ويارا لديها خبرة مع أجهزة الأمن و[ٌسجن] صيدنايا، وهي حين تكون في زيارة جهاز أمن أو أمام عنصر الأمن تقوم بدور "البلهاء" التي لا تفهم شيئًا، ولا تعرف شيئًا، وليس لها علاقة بأي شيء، فكانت تجيب: "أشعر أنَّه ظريف وآدمي وسأتكلَّم مع أمي وأرى ماذا نفعل". والمحقق يسألها: أنت لا تعرفين ماذا يعمل؟ وكانت تقول: أنا أعرف أنَّه كان في المحاماة ولكنكم فصلتموه، وبعد ذلك عمل في شركة لها علاقة في الإنتاج الإعلامي. فقال: طبعًا. ولكنه يقوم بأشياء أخرى غير عمله في شركات الإنتاج. فتخيلوا أنَّ جهاز أمن وعميدًا ورئيس قسم الأحزاب يستدعي صبية لهذا الموضوع، إضافة للرسالة المبطَّنة بأنَّك "لم تتربِّ من والدتك التي بقت 16 عامًا وراء والدك من سجن إلى سجن وفي المرة الأخيرة 12 عاماً وأنت ووالدتك تذهبون لزيارته في [سجن] صيدنايا، ألا يكفي؟"، وهذه رسالة واضحة بهذا الخصوص.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/02/24
الموضوع الرئیس
قمع الحراك السلميكود الشهادة
SMI/OH/90-18/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
باريس
التصنيف
مدني
المجال الزمني
6/2009 لغاية نهايات عام 2010
updatedAt
2024/04/18
المنطقة الجغرافية
محافظة دمشق-مدينة دمشقشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
سجن صيدنايا العسكري
حزب العمل الشيوعي في سوريا
المركز السوري للإعلام وحرية التعبير
الفرع الداخلي في أمن الدولة 251 - الخطيب