الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

سيرة ذاتية وواقع داريا والحملة المضادة للمشروع الإيراني فيها

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:24:17:05

السلام عليكم ورحمة الله 

بسم الله الرحمن الرحيم 

أنا مؤيد حبيب الملقب أبو وائل من مدينة داريا تولد 5 حزيران/ يونيو 1986 وقبل الثورة أنا كنت أدرس في معهد الفتح الإسلامي وصلت إلى السنة الثانية وأكملتها، وبعدها انقطعت لأنه انتهى التأجيل وخدمت خدمة عسكرية في 2008 وبعد انتهاء الخدمة العسكرية دخلت في مجال المحاسبة ودرست دورات محاسبة وعملت محاسبًا لمدة ثلاث سنوات كمحاسب عام في مول تجاري. وطبعًا كان عندي عمل ثانِ قبل الثورة وهو تربية النحل وتجارة العسل والوضع المادي كان جيدًا قبل الثورة. وعندي أربعة إخوة شباب وأنا الخامس ولا يوجد عندي أخوات إناث، والدي يعمل في الزراعة ولدينا أراضٍ في منطقة خان الشيح. وطبعًا بالإضافة إلى هذا الشيء أنا كنت من طلاب جامع أنس بن مالك عند الشيخ نبيل الأحمر وأنا حاليًا أقدم شهادتي إلى مركز توثيق الثورة (منصة الذاكرة السورية) بإشراف المركز العربي (المركز العربي للأبحاث والدراسات) وأنا مسؤول عن هذه الشهادة التي سوف أقولها.

في بداية الثورة بدأت المظاهرات السلمية، وكنت ضمن التنسيق للمظاهرات السلمية وبعدها انتقلت إلى العمل المسلح وكنت مساهمًا في تشكيل "كتيبة سعد بن أبي وقاص" وبعدها انتقلت إلى تشكيل "كتيبة شهداء داريا" في مدينة داريا واستلمت قائد "كتيبة شهداء داريا" وبعدها استلمت قائد الكتيبة الموحدة وكنت في نفس الوقت نائب قائد "لواء شهداء الإسلام" وكنت أيضًا عضوًا في المكتب التنفيذي للمجلس المحلي في مدينة داريا وأيضًا عضوًا في "حركة فجر الإسلامية" التي كانت مشروعًا لجمع الكتب في المكتبة في مدينة داريا. وبعد تهجيرنا في عام 2016 إلى الشمال استلمت القائد العام "للواء شهداء الإسلام" وبقيت من شهر آب/ أغسطس 2016 حتى شهر آب/ أغسطس عام 2018 القائد العام للواء شهداء الإسلام وشاركت في مفاوضات "الرياض2" وشاركت في مفاوضات "أستانة 1" وبعدها تركت العمل المسلح بشكل كامل وانتقلت إلى تركيا للدراسة وسجلت في جامعة ماردين آرتكلو علوم سياسية وعلاقات دولية، وأيضًا أعمل في مجال تجارة العسل ولم أنقطع عنه خلال تواجدي في تركيا. وحاليا بدأت مشروعًا جديدًا كمدير وحدة التدريب في مركز مقاربات للتنمية السياسية.

في البداية إذا أردنا الحديث عن داريا يجب أن نتحدث عن الموقع الجغرافي لمدينة داريا ومدينة داريا من أكبر المدن في ريف دمشق وهي أقرب المدن إلى دمشق وتبعد عن القصر الجمهوري بحدود تسعة كيلو مترات كخط نظر. وحدود داريا الجغرافية هي مطار المزة العسكري وصحنايا والمزة من طرف، والجديدة من طرف آخر ومعضمية الشام وهذا هو محيط داريا كمنطقة جغرافية وطبعًا جبال الفرقة الرابعة أيضًا مطلة على مدينة داريا. وتعتبر داريا هي العاصمة الاقتصادية لمدينة دمشق لتواجد جميع أنواع الحرف وهي أيضًا منطقة زراعية وخزان زراعي ضخم كان يضخ المواد الغذائية إلى الشام إلى مدينة دمشق. وداريا كانت مشهورة بكروم العنب الموجودة فيها والعنب الديراني كان معروفًا على مستوى عالمي وليس فقط على المستوى المحلي وكانت الأراضي الزراعية الغربية والشرقية ممتلئة بالأشجار، يعني توجد مناطق ضمن مدينة داريا تمشي فيها ولا ترى أشعة الشمس بسبب الأشجار الكثيفة الموجودة فيها. وكل أنواع الخضروات موجودة فيها وكل أنواع الفواكه موجودة في مدينة داريا بسبب طبيعة أرضها الزراعية الخصبة وطبعًا كانت داريا تشتهر ليس فقط بالزراعة وإنما بالمهن الصناعية، فكان يوجد فيها نجارة الموبيليا غرف النوم التي كانت تخرج من مدينة داريا كانت تغذي غالب المحافظات السورية، ويوجد فيها مصانع وكان يوجد تكامل اقتصادي لأنه كان يوجد توزع حرفي يعني ليس فقط حرفة واحدة وإنما جميع أنواع الحرف موجودة في داريا.

عدد سكان مدينة داريا قبل الثورة بحدود 250 ألف نسمة من ضمنهم 25 ألفًا كانوا من الشام (دمشق) يسكنون ضمن مدينة داريا ومعروف عن مدينة داريا الجو المحافظ يعني الالتزام الديني يعني عادات وتقاليد وأعراف تحكم مدينة داريا وتعطيها طابعًا محافظًا، ويوجد فيها الكثير من المساجد وطبعًا مدينة داريا عانت في الثمانينات من ظلم نظام الأسد لأنه كان يوجد طلاب مساجد وجميعهم حسبهم النظام على "الإخوان المسلمين" وهم كانوا طبقة من مدينة داريا طبقة المثقفين والمتعلمين وخريجي المساجد في الثمانينات، ومنهم عمي الذي هُجر إلى الأردن وأخو عمي بقي 20 سنة في السجن وكل الطبقة المثقفة في الثمانينات عانت من ظلم الأسد ومنهم من أُبعد ومنهم من اعتقل وبقي 20 سنة في المعتقل ومنهم من أُعدم ميدانيًا في الحملة التي قام بها نظام حافظ الأسد وهذا بالنسبة لعدد السكان وطبيعة مدينة داريا الاقتصادية والزراعية.

إذا انتقلنا إلى الجانب الاجتماعي هناك ترابط اجتماعي كبير بين مدينة داريا كصلات قرابة يعني يوجد عائلات كبيرة في داريا مثل: عائلة حبيب وهي من أكبر عائلات داريا وعائلة عبار وعائلة خولاني وعائلة الشربجي وهذه هي العائلات الكبيرة في مدينة داريا ويوجد عائلات أخرى وجميعهم تربطهم صلة قرابة من طرف العم أو الخال وهذا الشيء كقاعدة اجتماعية كان جدًا جيدًا لأنه تشعر نفسك في مدينة داريا أينما مشيت والتفتّ تجد أقاربك أو ابن عمك وهذه كانت ناحية إيجابية في مدينة داريا.

إذا أردنا الحديث عن الأمر الثاني الذي هو الأمر الديني في مدينة داريا والتوجه داخل مدينة داريا، بصراحة كانت داريا موزعة إلى ثلاثة أقسام كتقسيم منهجي" القسم الأول والقسم الأكبر: هو مساجد تابعة إداريًا أو دعويًا لجامع عبد الكريم أو مسجد زيد بن ثابت ويوجد فيها خطباء مساجد إذا لم يكونوا متخرجين من هذه المعاهد فهم يحضرون وعلى تواصل مباشر مع الشيخ أسامة الرفاعي ومع الشيخ سارية الرفاعي ومنهم جامع المصطفى وجامع أنس لاحقًا لأنه سابقًا كان في استلام جماعة أخرى.

القسم الثاني: كان قسمًا تابعًا لجماعة مجمع أبو النور وهذا القسم كان صغيرًا ويوجد مسجد واحد في داريا تابع لمجمع أبو النور وهو جامع حزقيل وكان معهده قويًا ويوجد فيه طلاب ودورات صيفية وشتوية ويوجد ارتباط مباشر مع معهد أبو النور.

القسم الثالث: هو القسم التنويري أو قسم الشباب الذين لديهم فكر حداثي وطابعهم مختلف عن طابع مدينة داريا، وهم جماعة الأستاذ عبد الأكرم السقا -فرج الله عنه إذا كان لا يزال على قيد الحياة في المعتقل ورحمه الله إن كان قد استشهد- وطبعًا جماعة الأستاذ عبد الأكرم والأستاذ عبد الأكرم السقا كان قد استلم جامع أنس بن مالك قبل الشيخ نبيل الأحمر وبقي فيه حتى عام 2003 تقريبًا وكان توجهه توجه الأستاذ جودت سعيد والدكتور محمد حبش وكان يوجد لقاءات مستمرة بينهم، وكان يضم أيضًا الطبقة المثقفة في مدينة داريا الجماعة، المثقفين وخريجي الجامعات وكوادر كانت مهمة في مدينة داريا.

توجه القسم الذي أنتمي إليه: أنا كنت أنتمي إلى جماعة أنس بن مالك على دور (على عهد) الشيخ نبيل الأحمر التابع دعويًا لجامع زيد بن ثابت، وطبعًا الشيخ نبيل الأحمر هو أحد خطباء مدينة داريا وهو خريج معهد الفتح الإسلامي وكان يحضر دروسًا عند الشيخ أسامة الرفاعي، لذلك كان يوجد توجه ظاهر في مسجد أنس كمناهج تدريسية للطلاب عن طريق الشيخ عبد الكريم، ولكن الذي كان يميز الشيخ نبيل هو قربه من الشباب واعتماده على الشباب حتى ينهضوا في مدينة داريا، ولم يكن يركز فقط على الجانب الدعوي يعني لا ينصح الطلاب يعني كتوجه بدراسة العلم الشرعي فقط، ويجب دراسة العلم الشرعي حتى يستطيع أن ينهض بالأمة. وإنما يجب دراسة الطب والهندسة والفنون لأن الكل يكمل بعضه، وقام بدورات إعداد خطباء خاصة بجامع أنس ودورات لغة عربية، وكان مما يميز الشيخ نبيل تميزه في اللغة العربية، وهذا هو الجامع الذي كنت أنتمي إليه وكان من أكبر معاهد مدينة داريا وكان عدد الطلاب قبل الثورة يصل إلى 600 أو 700 طالب من أبناء مدينة داريا بأعمار مختلفة، يعني كان الطلاب من الصف الأول حتى طلاب الجامعات موجودين في جامع أنس بن مالك ويوجد دورات صيفية ودورات في النهار والليل.

طبعًا المعاهد الثانية كان معهد جامع المصطفى كان خطيبه الأستاذ عبدو الكوشك (أبو أحمد) -رحمه الله- وأيضًا كان جامعًا مميزًا ومعهدًا مميزًا من حيث عدد الطلاب والنشاطات التي يقوم بها في المسجد. كان يوجد لدينا أيضًا جامع العباس الذي انطلقت منه أول مظاهرة في مدينة داريا، وطبعًا جامع العباس كان يوجد فيه دورات نسائية، ولكن كمعهد تحفيظ قرآن ثابت لا يوجد فيه هذا النشاط الظاهر، ولكن كان يميز الشيخ فياض أنه من المجازين في القرآن الكريم وأي طالب من الطلاب من باقي المساجد يريد حفظ القرآن ويأخذ إجازة كان يذهب إلى الشيخ فياض أو الشيخ شمس الدين خولاني.

من أعلام مدينة داريا قبل الثورة أيضًا الأستاذ شمس الدين خولاني وهو كان مجازًا في القرآن وهو من طلاب الدكتور سعيد البوطي وطبعًا الشيخ شمس لم يُعط موقفه من الثورة وبقي موجودًا عند النظام وأيضًا لم يُعطِ موقفه ضد الثورة وبقي بجانب القرآن، وهو من الناس الطيبين الذين كانوا موجودين في داريا.

وأيضًا كان يوجد رموز في مدينة داريا قبل الثورة الدكتور إحسان حسين، وهو دكتور طبيب وكان مميزًا بكرمه وخدمته لأهالي داريا على مدار 24 ساعة، وكانت عيادته مفتوحة ليلًا نهارًا لجميع المرضى بأسعار زهيدة، ومن لا يستطيع أن يدفع كان يسامحه وبعدها أسس مشفى الرضوان.

من المشاريع التي كانت موجودة في مدينة داريا قبل الثورة يوجد مشروع الجمعية الخيرية الذي كان يُعنى بتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة إن كان يتيمًا أو معاقًا أو ذا وضع سيء، وكان له نشاط كبير في سد حاجات داريا والنشاطات كانت تحصل بشكل مستمر لجمع التبرعات لهؤلاء الناس.

كان يوجد جمعية الزواج أسسها الشيخ نبيل الأحمر لإعانة الشباب على الزواج، وقاموا بأكثر من مشروع لتزويج الشباب في مدينة داريا، وطبعًا لم يكن يخص فقط الشباب من طلاب المساجد بالعكس كان الذين يزوجهم ويسجل أسماءهم من خارج طلاب المساجد أكثر من طلاب المساجد، وكانوا يخضعون إلى دورة في فقه الزواج ومعاملات الزواج وكيف يعامل الشخص زوجته، وبعدها يقدمون له مساعدات مثل: غرفة نوم وغرفة سفرة وعدة المطبخ وهذه المشاريع كانت تشتهر فيها مدينة داريا.

الذي يشهر مدينة داريا هو أفراحها وكانت أفراح مدينة داريا يلتقي في كل فرح أكثر من ألفي شخص. وهي عبارة عن موالد ولكن موالد هادئة ولا يوجد فيها رقص، وأيضًا كانت داريا تشتهر بالولائم مثل الغداء في العرس أو يوم الأسبوع فمن الناحية الاجتماعية كانت أكثر من ممتازة في مدينة داريا. ومن الناحية الدينية كانت كما ذكرت المعاهد الموجودة في مدينة داريا ومدينة داريا أيضًا تشتهر بكثرة المساجد فيها، وعدد المساجد مع المصليات أكثر من 50 مسجدًا ومصلىً موزعين على كافة [أنحاء] مدينة داريا وجميع المساجد بنيت من خلال جمع التبرعات.

القبضة الأمنية قبل الثورة كانت شديدة في مدينة داريا لأنها في موقع استراتيجي وقريبة من المطار (مطار المزة العسكري) وهم يخافون على المطار من أي خلل، وهي قريبة من مساكن الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة في الجديدة. ويوجد قبضة أمنية ومساءلات أمنية، يعني خطيب المسجد في مدينة داريا إذا لا يذهب في الشهر مرة يكون كل أسبوع بعد الخطبة يجب أن يراجع الفرع ويعطي أقواله، وكان يوجد خطباء مساجد قريبين من النظام والنظام كان يهيئهم لأي موقف عصيب في مدينة داريا.

الأمر الأخير الذي أريد الحديث عنه عن مدينة داريا هو مقام سكينة، وهذا المقام اخترعه الإيرانيون بمساعدة النظام، ولا يوجد مقام تاريخيًا لا يوجد مقام لسكينة في مدينة داريا، ولكن كان كما يروي جدي و جدتي كانوا يقولون أنه هنا كانت تسكن امرأة اسمها سكينة لطيفة وهي كبيرة في العمر، وكانت تجلس وكان يوجد كلب اسمه كلب أبو صادق موجود في هذا المقام، وسيطر عليه الشيعة وكذبوا وقالوا أنه هنا كان يوجد مقام لسكينة ابنة سيدنا علي بن أبي طالب، وقاموا ببناء مقام مصفح وليس فقط مسلحًا بالحديد يعني استمروا في بناء قواعد الحديد أكثر من أربعة شهور، بعدها قاموا ببناء القبة يعني إلى درجة أن مقام سكينة سقط عليه براميل متفجرة أثناء المعركة على القبة ولم يحصل لها شيء بسبب تصفيح الحديد والإسمنت. وكان الشيعة يأتون قبل الثورة للحج إلى مقام سكينة وكل يوم يأتي بحدود 50 باصًا تتوقف في مدينة داريا وجميعهم أشخاص إيرانيين جاؤوا لزيارة المقام، وطبعًا كان يوجد مشروع إيراني لشراء الأراضي والمنازل حول مقام سكينة، واستطاعوا شراء بعض المنازل وكانت مصممة حتى تصبح فنادق للإيرانيين بجانب المقام، وأحد الأشخاص الذين نعتز بهم هو شخص نسيت اسمه من عائلة الخطيب، كان محله موجودًا بالقرب من مقام سكينة وهي أقرب منطقة إلى مقام سكينة، وكان مخصصًا لبيع الأعلاف وهذا الشخص رفض البيع ودفعوا له أموالًا طائلة لبيع المحل ومنزله ولكنه رفض بشكل كامل، ورفضه فتح له باب رزق جديد، وأصبح جميع الناس يقولون أن هذا الشخص لم يبع منزله ومحله للإيرانيين ونحن واجبنا الشراء من عنده، وكنت تجد الناس واقفين على الدور لشراء الأعلاف للحيوانات من عند هذا الشخص، وهذا من الأشخاص الذين يُحترمون في مدينة داريا.

مقام سكينة كان له تأثير أولًا: تأثير جغرافي لأنه حصل تغيير ديموغرافي في المدينة على المدى البعيد في شراء الأراضي والمحلات القريبة من المقام، والتأثير الثاني: هو التأثير الديني وكان يوجد حملات تبشير إيرانية في مدينة داريا يعني كانوا يذهبون إلى الأشخاص من عوام الناس في مدينة داريا البعيدين عن المساجد ويشرحون لهم عن زواج المتعة والتشيع وهذه الأمور. ويوجد بعض الأشخاص لا أقول أنهم دخلوا إلى الدين الشيعي أو المذهب الشيعي ولكن تأثروا به كثيرًا وأصبحوا يناقشون في زواج المتعة ويناقشون في مظلومية سيدنا الحسن والحسين وهذه الأمور، وكان تأثير الإيرانيين في داريا على المدى الطويل كان بعيدًا.

كان يوجد حملة مضادة في الثورة لهذا المشروع الإيراني قام به عدد خطباء منهم الأستاذ عبدو الكوشك، ومنهم الشيخ نبيل الأحمر، الأستاذ فياض وهبة، وهؤلاء هم الأشخاص الذين أذكرهم ويوجد فريق من الخطباء كان معهم وبُني مسجد مقابل مقام سكينة مسجد الخولاني، وكان مؤسسًا حتى يصبح مجمعًا كبيرًا ضخمًا لتدريس الطلاب والتوعية الشرعية وهذا المسجد بنيت طوابقه ومئذنته، ولكنه توقف وفي بداية الثورة دمر النظام مئذنته انتقامًا لهذا المشروع.

الأمر الثاني الذي كانوا يعملون عليه هو توعية الشباب ضد المشروع الشيعي والخطر الشيعي يعني الشيخ نبيل قبل الثورة كان يخصص لنا دروسًا بعد صلاة الفجر، دروس سرية ويعرفنا عن حزب الله والمشروع الإيراني وخطره على سورية ومناطق أهل السنة، وأتذكر أنه أعطانا معلومات دقيقة من كتبهم وأنا كرهت حزب الله. وفي عام 2006 تقريبا عندما حصلت المعركة في لبنان وقتها الدكتور سعيد البوطي قال: يا ليتني خاتم في إصبع حسن نصر الله، ونحن انفعلنا كطلاب وأنا كنت لا أزال طالب بكالوريا أو حادي عشر، وأنا بدأت أنفعل أمام العائلة أن هذا الرجل قذر، وكنت أتعرض للتأنيب من عائلتي ويقولون هذا أفضل وأكبر مجاهد. وبعد عام 2006 بعد المعركة الوهمية التي قام بها حسن نصر الله تجد أن صور حسن نصر الله مزروعة في المحلات وفي جيوب الشباب وكان الأساتذة والخطباء -جزاهم الله خيرًا -وعلى رأسهم الشيخ نبيل كان يوجهنا ويعرفنا على خطر الشيعة وهو لم يطلب منا التوقف، ولكن أنت يجب أن تعرف من هو حسن نصر الله ويجب أن تعرف من هي دولة إيران وما هو تاريخها الصفوي وفتاويهم ضدنا يعني أحد الفتاوى التي قرأناها قبل الثورة أنه إذا قتلت شخصًا سنيًا فهي تعادل حجة وعمرة، وهذه الأمور قرأناها من كتبهم وليس قيلًا عن قال، وهذا هو التوجه الديني والدعوي الذي كان موجودًا في مدينة داريا وتكلمنا عن الوضع الاجتماعي.

تاريخيًا يعود أهالي داريا يعني عائلات كبيرة من مدينة داريا أصلها من اليمن هاجرت وسكنت في مدينة داريا ويوجد عدة مقامات، مقام أبو مسلم الخولاني في مدينة داريا ومقام سيدنا بلال الحبشي أيضًا كان في مدينة داريا وسكن وتزوج من عائلة الخولاني وهذه لمحة مختصرة عن مدينة داريا قبل الثورة.

أي شخص يريد الحديث عن داريا قبل الثورة إذا تناول الجانب الأمني لا يخفى عليه الحراك الشبابي الذي حصل في عام 2003 وهم كانوا من طلاب الأستاذ عبد الأكرم السقا الذي كان لايزال خطيب وإمام جامع أنس بن مالك. والحراك كان مقسمًا إلى قسمين لافتات ضد الرشوة، والنشاط الثاني هو مساعدة البلدية في تنظيف شوارع مدينة داريا. وشارك فيها عدد من الشباب وأخي - فرج الله عنه - محمود حبيب معتقل منذ عام 2012 كان من طلاب الأستاذ عبد الأكرم السقا وشارك ضمن هذا الحراك، وطبعًا ارتدوا لباس البلدية وحملوا المكانس ونظفوا الشوارع ضمن حملة نظافة كاملة ووزعوا هذه اللافتات لا للرشوة يعني بمعنى سوف تسألون، وهذه اللافتات يعني هي حملة نظافة داريا وضد الرشوة. 

وطبعًا استاء النظام كثيرًا يعني النظام غير متعود أن يرى أحدًا يقف في وجهه يعني حتى لو أردت تنظيف داريا فأنت ممنوع عليك هذه الأمور، وهو حرمنا من العمل السياسي وحتى من العمل الإداري وتنظيف البلد أيضًا حرمنا منها. وهذه الحملة لاقت صدى كبيرًا في مدينة داريا وتأييدًا كبيرًا من الشباب وأهالي داريا وكان يوجد سرور عند الأهالي، يعني الذي لم يشارك في الحملة كان مؤيدًا للحملة بشكل أو بآخر، وكان يوجد جماعات ضد توجه الأستاذ عبد الأكرم وكانوا ضد هذه الحملة يعني هذا لا يعني أنهم مع النظام ولكنهم ضد فكر الأستاذ عبد الأكرم، وأنا ضد أي شيء يقوم به الأستاذ عبد الأكرم وضد شبابه. 

وبعد انتهاء الحملة قام النظام بحملة أمنية واعتقل جميع هؤلاء الشباب، وعزل الأستاذ عبد الأكرم واعتقل إلى فترة معينة وعُزل عن الخطابة وعن استلام أي أمر دعوي وطبعًا لا يخفى على أحد أن معهد الأسد لتحفيظ القرآن في جامع أنس قبل أن يستلمه الأستاذ نبيل كان من أنشط المساجد يعني الأستاذ عبد الأكرم كان عنده خلية تدخل إلى المسجد وتجد حلقات القرآن متغلغلة في كل المسجد، وأيضًا كان عدد الطلاب كبيرًا، ويميز جامع أنس أنه لا يوجد مساجد أخرى حوله والمنطقة كانت مكتظة بالسكان في شارع الشاميات لذلك كان عدد الطلاب دائمًا كبيرًا، وكان جامع أنس مميزًا بنشاطه. وهذه الحملة اعتقل على أثرها عدد من الشباب وتمت ملاحقة عدد آخر، وكُمّت أفواه عدد معين ولم يعد يستطع التحرك ومنهم الأخ معتز (معتز مراد - المحرر) والأستاذ يحيى الشربجي -رحمه الله- ومحمد شحادة وأبو ماجد بشار معضماني. وهؤلاء هم الأشخاص الذين أذكرهم الذين اعتقلوا وبقوا بحدود سنتين ونصف ضمن المعتقل، وهذه الحملة كان لها أثر كبير أو كسرت حاجزًا بسيطًا بيننا وبين النظام. ومن سلبيات الحملة أنه كانت جهة واحدة تقوم بها وليس باقي الجهات ولو أنه كان يوجد تنسيق مع باقي الجهات لكانت الحملة أكبر. وبصراحة ليس فقط الطرف الثاني لا يتقبل الطرف الأول وحتى أطراف جماعة عبد الأكرم لا يتقبلون الطرف الآخر، وغير مستعدين للتنسيق معه لخلافات فكرية وخلافات على القشور ويوجد بعض المواضيع الرئيسية كانوا مختلفين عليها.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/12/18

الموضوع الرئیس

سيرة ذاتيةالتركيبة الاجتماعية

كود الشهادة

SMI/OH/7-01/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

عام

updatedAt

2024/09/25

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-مدينة داريا

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

حزب الله اللبناني

حزب الله اللبناني

الحرس الجمهوري

الحرس الجمهوري

الفرقة الرابعة دبابات (مدرعات) - نظام

الفرقة الرابعة دبابات (مدرعات) - نظام

مطار المزة العسكري

مطار المزة العسكري

كتيبة شهداء داريا

كتيبة شهداء داريا

كتيبة سعد بن أبي وقاص - داريا

كتيبة سعد بن أبي وقاص - داريا

جماعة زيد

جماعة زيد

الشهادات المرتبطة