الاجتماع مع العميد أمين شريبة في مبنى محافظة اللاذقية
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:10:13:23
اتصل بي الشيخ فهد راعي، وقال: أنا سوف أكون معك عند رياض حجاب(محافظ اللاذقية حينها)، وسوف يتم التحقيق معك في المكتب عند رياض حجاب. قال لي: لا تخاف. وفعلًا، نزلت إلى [مبنى] المحافظة، كان الشيخ فهد راعي موجودًا ورياض حجاب وشخص لا أعرفه، فعرفني بنفسه، وقال: أنا العميد أمين الشريبة رئيس اللجنة الأمنية في اللاذقية، ابتعثني الرئيس لتهدئة الوضع، وحتى أحقق معك شخصيًا. قلت له: تفضل، ليس لدي مشكلة. وابتدأ الحديث حول سيادة البلد وأن قناة "الجزيرة" مغرضة، ونحن نريد أن نحقق أكثر متطلبات شعبنا، الوضع صعب، الهجمات على سورية ودولة سورية وتماسك سورية والمقاومة والممانعة وما إلى هنالك-لا أريد أن أطيل في هذه الأمور- وقال لي: ولكنك ارتكبت خطًأ كبيرًا بخروجك على قناة "الجزيرة". قلت له: أنا عندما خرجت على قناة الجزيرة خرجت؛ لأن قناة الدنيا أو التلفزيون السوري لم يغطّ مثل هذا الحدث، وهذا الحدث الكبير لو غطته قناة الدنيا أو تلفزيون سورية فربما كنت أنا سوف أخرج على قناة الدنيا أو سورية، أو سوف يخرج غيري، وينقل بمهنية، لم يتم النقل بمهنية من قبل...، وأنا ينبغي أن أوصل ما حدث إلى الخارج، واتصلوا بي، ولم أردّهم، ولو اتصلت بي قناة "الدنيا" فكنت سوف أتكلم بكل شفافية، هذا أولًا. وثانيًا- قلت: صحيح أنني تكلمت عن الشبيحة وما حدث، ولكنني ناشدت بالحرف الواحد السيد الرئيس، أنا لم أناشد إسرائيل، أو أمريكا، أو الصين، أو أبطال الفضاء، أنا ناشدت السيد الرئيس، وينبغي على السيد الرئيس أن يعلم ماذا يحدث الآن في البلد التي ينتسب إليها، والذي يقول: إن اللاذقية بلدي. فقال: نحن لهذا الأمر، و[بسبب] ما تكلم به عنك الدكتور رياض حجاب والشيخ فهد راعي نحن قررنا أن نطوي الصفحة، ولكن أرجوك مرة أخرى إذا أردت أن تتكلم بأي شيء- طبعًا، كان يتحدث معي بلباقة عالية جدًا- إذا أردت أن تتكلم في أي شيء اتصل بي، وأنا سوف أحدد لك موعدًا على قناة الدنيا، وتكلم بما تريد على قناة الدنيا، هذه قناتك قناة شعبنا.. قناة بلدنا. قلت له: خير إن شاء الله. وقال لي: هل من الممكن أن آخذ رقمك ونبقى على تواصل؟ قلت له: طبعًا، على الرحب والسعة. وقال: أرجوك نحن نريد أن نتعاون؛ لنحقق طلبات الشارع والمتظاهرين، وأن نهدّئ الوضع. قلت له: أنا جاهز أيضًا، وانتهى اللقاء، ويُشكر الدكتور رياض حجاب والشيخ فهد راعي رحمه الله.
وأمين شريبة له أهدافه، الرجل كان رئيس فرع فلسطين سابقًا، يعني هو مجرم، ولكنة ابتعث لإكمال الدراسة في السوربون في فرنسا، وهو يتكلم على أساس أنه جاء من فرنسا بحضارة جديدة، ولكنه لا يستطيع أن يغير حقيقته الأصلية، وقال لي: أنا أريد أن أزورك، سمعت أن والدك مريض. كان والدي على فراش الموت في تلك الأيام، قلت له: أهلًا وسهلًا، وجاء وزارني هو والدكتور أسامه الفروة، وأسامة الفروة هو ابن خالة بشار الأسد، ولكنه رجل محترم، يعيش في مناطق السنة وقريب جدًا، أصدقاء الصبا عنده من السنة، وهو فعلًا كان في ذلك الوقت يريد أن يساهم في تحقيق طلبات المتظاهرين. زاروني في المنزل، زاروا والدي، وزاروني طبعًا، وابتدأت العلاقة بيني وبين أمين الشريبة على أساس أننا نريد تهدئة الشارع، وأنا كنت أستغل هذه الصحبة في تمرير مشاريعي الأخرى التي كنت أشتغلها (أقوم بها) في الثورة بالسر، للأسف سرعان ما ظهرت أنياب هذا العميد المجرم في إحدى المظاهرات عندي في مسجد الرحمن، كان عندي في مسجد الرحمن، في كل خطبة جمعة، تخرج مظاهرة كبيرة جدًا، حتى لو توقفت في كل الجوامع لم تتوقف عندي أبدًا. في شهر نيسان/ أبريل، خرجت مظاهرة من عندي، من جامع الرحمن، وكان هناك عنصر من عناصر الأمن العسكري يصور بهاتفه المظاهرة، وأثناء تصويره، ظهر طرف مسدسه، والشباب انتبهوا إلى المسدس، وأخذوا منه المسدس والهاتف وهويته العسكرية، وضربوه ضربًا شديدًا، وتركوه، وأنا لم أعرف بهذه القصة؛ لأنني ما زلت في المسجد، أو خرجت إلى المنزل، وإذا باتصال يأتيني قال لي بلهجة مغايرة تمامًا للهجة التي بدأ يتحدث بها، قال: "بدك تخلقوا للمسدس خلقة". هو أمين الشريبة، قلت له: عن أي مسدس تتكلم؟ قال: المسدس إذا لم يكن عندي خلال ساعة سوف أحرق اللاذقية. وهنا أنا بصراحة تغيرت لديّ صيغة الأدب مع هذا الرجل، قلت له: "لا أنت ولا الأكبر منك يحرق اللاذقية، وهذا الكلام أنت مسؤول عنه، وأنا سوف أوصله إلى السيد الرئيس، إذا كنت تريد أن تحرق اللاذقية من أجل مسدس فأنت إنسان تافه، تعال، وخذ حق المسدس مني، ولا أسمح لك أنت ولا للأكبر منك أن تحرق اللاذقية". وأغلقت الهاتف في وجهه، واتصل بي رياض حجاب، قال: يا شيخ خالد، أرجوك نريد المسدس. قلت له: حتى أنت يا دكتور! أنا يصلي عندي في المسجد أكثر من 2000 مصلٍّ، هل تظن أنني أعرفهم جميعًا، هذا أمر، والأمر الثاني: الخطأ يتحمله عنصر الأمن الغبي الذي جاء حتى يصور ومعه مسدس على خصره، لا يتحمله إمام المسجد، أنا أتحمل الشيء الذي أنا مسؤول عنه، أنا فعلًا لا أعرف أين المسدس، وحتى الذي أخذ المسدس، هل تتصور أنه سوف يقول لجميع الناس: إن المسدس معي؟ أكيد(حتمًا) شاب أخذه، وهرب، وأن تشاهد(تجد) المسدس فهذا أمر مستحيل، لا يمكن أن ترى المسدس، وأنا قلت لأمين الشريبة: وأنا سأرجع، وأقولها لك: تعالوا، خذوا ثمن المسدس مني، وغطوا النقص الذي حصل في الأمن. قال: لا، هذا الموضوع يخص الدولة. قلت له في النهاية: للأسف، أنتم تفكرون في وادٍ والناس في وادٍ آخر، الناس الآن في المظاهرات وأنت تتكلم معي بالآلاف، وأنتم لازلتم تفكرون بالمسدس وكيفية استعاده المسدس، للأسف على مسؤولين كهؤلاء، يمسكون بزمام الأمور في الدولة.
فيما بعد، عاد، وتدخل أسامة الفروة مرة أخرى، وقال: سوف أصالحك مع أمين الشريبة. قلت له: يجب أن يعتذر، وإذا لم يعتذر فليست لدي مصلحة بمصالحته هو أو غيره. وفي ذلك الوقت، كانوا في الأفرع الأمنية فعلًا يخافون مني؛ لأنني أتكلم على المنبر، وخطبي أيام الجمعة موجودة على "يوتيوب"، وجميعها كانت حول ما يحدث في سورية، مثلًا: عندي خطبتين: "أغيثوا درعا"، وعندي خطبة عندما سقط مبارك عنوانها: "زلزال اليابان و زلزال مصر". وتحدثت بكل صراحة على المنبر، وتحدثت عن الظلم الذي كان يحدث في السجون، تناولت رؤساء الأفرع الأمنية على المنبر، وكان ويخافون مني، ويقولون: هذا من يدعمه حتى يتكلم معنا؟! وكنت أهددهم أنني سوف أنقل هذا للرئيس، وأنا في حياتي لم أجتمع مع الرئيس إلا مرة واحدة، دعا مشايخ سورية إلى إفطار ، وكنت من بينهم. في هذا الوقت، في نهاية شهر نيسان/ أبريل فيما أذكر، عدت، واجتمعت مع أمين الشريبة، واعتذر، وقال: أنا كنت غاضبًا، وهذا موضوع يخصّ الأمن، وأنا مسؤول عنه، وأنت تعرف عندنا النظام العسكري، إذا العسكري أضاع السلاح... قلت له: هو يُعاقب، عاقبوه، ولا تعاقبوا الشعب، ولا تحرقوا اللاذقية. فقلت له: هذه الكلمة كبيرة جدًا. قال: أنا أعتذر. ولكن قطعت علاقتي معه تمامًا، وأصبحت رسمية جدًا.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/12/07
الموضوع الرئیس
محافظة اللاذقيةكود الشهادة
SMI/OH/60-06/
أجرى المقابلة
يوسف الموسى
مكان المقابلة
أنطاكيا
التصنيف
مدني
المجال الزمني
نيسان 2011
updatedAt
2024/04/20
المنطقة الجغرافية
محافظة اللاذقية-مدينة اللاذقيةشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
قناة الجزيرة
قناة الدنيا الفضائية
فرع الأمن العسكري في اللاذقية