الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

بدء المظاهرات في مدينة معرة النعمان وجبل الزاوية

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:16:23:22

ذهبنا لأداء صلاة الجمعة في المسجد الكبير في معرة النعمان، وبعد انتهاء خطبة الجمعة وخروج الناس من أداء الصلاة، كانت الخطبة في ذلك اليوم وكأن بشار الأسد كان موجودًا، يعني الخطيب -وأنا لا أستغرب من تلاميذ البوطي (محمد سعيد رمضان البوطي - المحرر) أن يخرج منهم هكذا، لأن إمامهم الأكبر البوطي. وقال [خطيب المسجد]: إن خروج هذه المظاهرات هي فتنة، ولا يجب خروج الناس. وكان الموقف سلبيًا جدًا، ونحن كنا نريد التظاهر، وأنا اتخذت قرار حتى لو خرجت وحدي ضد النظام في هذا اليوم في سورية سوف أخرج، وقد اتخذنا القرار ونحن حشدنا أنفسنا أمام المسجد وأصبحنا تقريبًا 50 أو 60 شخصًا، وكانت الصرخة الأولى والذي صرخ هو شاب معتقل اسمه محمد من قرية فركيا -فرج الله عنه- وهو أول من صرخ وقال: الله أكبر، وهو كان أطولنا قامة وعمره لا يتجاوز 20 سنة، وكان شابًا جريئًا جدًا وطيبًا، والمظاهرة في أول خمس دقائق بلغت أكثر من ألف متظاهر وكأنها سيل جارف، واستمرت لمدة ربع ساعة، وعضو مجلس الشعب أحمد درويش قام بإطلاق النار على المظاهرة، وطبعًا نحن بادرنا بالهجوم على سيارته وحطمنا الزجاج الأمامي ولاذ بالفرار.

وطبعًا معرة النعمان هي مدينة يبلغ عدد سكانها أكثر من 120 ألف نسمة. وجند النظام أكثر من 4 آلاف شخص

النسبة الأكبر كانوا من حارة السَّلَطة في معرة النعمان، وهي معروفة عند أهالي معرة النعمان، وهم هجموا على المظاهرة وفرقوها، وبعد ربع ساعة انقلبت المظاهرة إلى مسيرة مؤيدة لبشار الأسد.

اعتُقل بعض المتظاهرين الذين كانوا معنا، وتم اعتقال شخص من قريتنا اسمه محمود الشيبون، اعتقله النظام، وتفاجئنا بعد أربع ساعات أنه يوجد مظاهرة أخرى في قرية تلمنس وجرجناز والغدفة وجاءت إلى معرة النعمان ولكنها لم تصل إلى مظاهرتنا، وتم اعتقال أكثر من 15 متظاهر من المظاهرة التي خرجت من تلك القرى، والمعتقلون بقوا في سجون النظام شهرًا تقريبًا ثم خرجوا، وهذه كانت أول مظاهرة.

طبعًا أنا شعوري وشعور كل متظاهر خرج في يوم 25 (آذار/ مارس) يعني كان هو اليوم الأول من حياتنا، يعني أنا فعلًا كل أيام عمري التي خلت وسبقت يوم الجمعة قبل تاريخ 25 (آذار/ مارس) كانت غير محسوبة أبدًا، وأنا كنت أقول إن هذا هو اليوم الذي أشعر فيه أنني مواطن فعلًا، يعني فعلًا أنت تحس أن جبالًا من الظلم والهموم والكبت ألقيتها عن كاهلك وخرجت من جديد، وتحس أنك أصبحت مواطنًا، وفعلًا أنت اليوم أديت في هذه اللحظة الرسالة التي خلقك الله من أجلها، واليوم وقفت في وجه سلطان جائر، وهذا فضل من الله سبحانه وتعالى، يعني لا يمكن للإنسان أن يختار هذا الأمر وخروجه ضد هكذا نظام استخباراتي وقمعي بمحض إرادته، يعني يوجد الكثير من الأشخاص كنا نعرفهم في يوم 25، بعد سنة خرجوا معنا، ولكن لم يتجرؤوا على الخروج والوقوف معنا في المظاهرة أو المشاركة معنا، وكانوا من بعيد يصورون المظاهرة في 25 (آذار/ مارس) وبعد شهور.. بعد سنة أُجبروا على الخروج ضد النظام وخرجوا.

صعوبتها في الوهلة الأولى ولكن بعد كسر حاجز الخوف تصبح بالنسبة لك حياتك لا تساوي شيئًا مقابل هذه الكلمة التي قلتها، ولا تأسف على عمرك لو مت بعد أن قلت هذه الكلمة وصرخت في وجه هذا الجائر.

كانت أول الهتافات هي "الله أكبر"، و"بالروح بالدم نفديك يا درعا"، و"يا درعا نحن معك للموت". وبعدها بجمعة أو جمعتين أخذنا نهتف "الشعب يريد إسقاط النظام".

نحن كنا ثلاثة أخوة، والوالد كان وحيدًا على إخوته، وجدي أيضًا وحيد، ونحن ثلاثة إخوة ولا يوجد غيرنا، ونحن طائفتنا [عائلتنا] كبيرة من 200 شاب، ولكن نحن الذين خرجنا من هذا البيت كنا ثلاثة إخوة، ويوجد ابن عم والدي، يعني ابن عم جدي أيضًا خرج معنا، يعني شاب واحد من باقي أولاد عمنا، ونحن حُكم علينا بالإعدام، ونحن الثلاثة انتهينا، وأنا عندما عدت إلى المنزل قالت لي أمي وأختي -وأنا في ذلك الوقت كان يوجد عندي 8 أولاد- قالوا لي: يوجد عندك أولاد. وأنا أصبح لي أربعة شهور منذ أن أجريت عملية ديسك. وقالوا لي: أنت رجل لديه عملية، وعندك أولاد، وهذا النظام..

قلت لهم: أنا في هذا اليوم إذا خسرت كل شيء ذكرتموه من الأولاد والرزق والمنزل مقابل هذه اللحظة التي خرجتها أنا لا أحزن أبدًا. وفعلًا لم أكن منزعجًا أبدًا، وكانت أجمل اللحظات حتى الآن التي تمر في حياتي، وحتى إنها توازي لحظات -إن قدّر الله لنا العمر- إسقاط النظام، يعني أنا أعتبر أنه سقط النظام من أول صرخة الله أكبر في تاريخ 25 (أذار/ مارس) وأنا بالنسبة لي سقط النظام، وأنا بالنسبة لي لا يوجد عندي شيء اسمه نظام، والنظام موجود بالنسبة للناس الذين يعتبرون أنه نظام، وأنا لا يوجد عندي نظام، وأنا أعتبره فسادًا ويجب إسقاطه بكل الوسائل المتاحة والمشروعة، ومن تاريخ 25 (آذار/ مارس) أنا أعتبره في نظري سقط، ولكن الأذيال والأذناب التابعة للنظام وقذارة النظام ما زالوا مستمرين، وإن شاء الله سوف يسقطون تباعًا.

طبعًا يوجد قسم من الشباب لا يزال على قيد الحياة، وأتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يبقوا على صحتهم وعافيتهم حتى يشاهدوا إسقاط النظام، ويوجد منهم من استشهد، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يسكنهم الفردوس الأعلى من الجنة، ويوجد منهم معتقلون.

نحن بعد المظاهرة الأولى كان أينما وجد شاب أو رجل لديه أنفة ويريد أن يسأل ويستفسر أنه مَن هم هؤلاء الشباب الذين خرجوا في هذه المظاهرة؟ فكانت فترة الأسبوع، يعني مثلًا اليوم جمعة، فتكون خمسة أيام كانت كلها لقاءات من باقي القرى المجاورة أنه مِن أين خرجتم؟ واستمرت هذه اللقاءات طوال الشهر الرابع (نيسان/ أبريل) في قرى جبل الزاوية ومعرة النعمان، وهنا ازدادت رقعة المظاهرات، نحن بقينا تقريبًا الجمعة الأولى 25 (آذار/ مارس)، وفي الشهر الرابع (نيسان/ أبريل) الجمعة الوسط في الشهر الرابع دخلنا إلى معرة النعمان وحررت معرة النعمان من الشبيحة وجماعة الموالين لبشار الأسد، لأن معرة النعمان يوجد لها ثقل.

أكبر النواحي والبلدات التي كانت ترجح الكفة إلى مصلحة المظاهرات هي مدينة كفرنبل وكفروما وباقي قرى جبل الزاوية، ولكن نحن كنا نَخرج من كل قرية 50 أو 60 شابًا، وأحيانًا 100 شاب بحسب حجم القرية، ونصل إلى بلدة كفرنبل وتصبح المظاهرة بالآلاف، ثم نستمر إلى كفروما، وتصل المظاهرة إلى معرة النعمان ويأتينا الريف الشرقي.

نحن اعتمدنا خطين للمظاهرات من قرى جبل الزاوية، لأن جبل الزاوية يوجد فيه كثافة سكانية لا بأس بها، وتقريبًا عدد سكانه ثلث محافظة إدلب، وكان لدينا المدينتان: مدينة أريحا ومدينة معرة النعمان، وكان تقريبًا نصف جبل الزاوية يذهبون للتظاهر في منطقة أريحا، والنصف الآخر يذهب للتظاهر في معرة النعمان، وفريق الشباب الذين يذهبون إلى مدينة أريحا كانت تتجمع أغلب قرى جبل الزاوية، التجمع في قرية الرامي في مظاهرة لمدة 20 دقيقة، ومن ثم تتابع المسير حتى منطقة أريحا، ويكون التجمع والحشد في منطقة أريحا، وكذلك يوجد قرى وأرياف قريبة لمنطقة أريحا كانت تجتمع أيضًا في منطقة أريحا، ونحن بالنسبة لقريتنا كنا نذهب إلى مدينة كفرنبل، ونجتمع في كفرنبل نحن وأكثر من ثلث قرى جبل الزاوية، وكنا نتظاهر في كفرنبل، لأنها تعتبر الأم بالنسبة إلى المظاهرات، بالنسبة للريف، ونتابع إلى بلدة كفروما وأيضًا نتظاهر لمدة 20 دقيقة في كفروما، ونتابع المسير إلى مدينة معرة النعمان، ونلتقي مع المتظاهرين الذين جاءوا من باقي القرى والأرياف إلى معرة النعمان.

المظاهرات في أيام الجمعة التي كانت تخرج في معرة النعمان في الشهر الرابع (نيسان/ أبريل) والخامس (أيار/ مايو) كانت مظاهرات هائلة، يعني مظاهرات كبيرة جدًا، وكانت تلتقي المظاهرات التي تأتي من غرب معرة النعمان والتي تأتي من شرق معرة النعمان، كان مكان التجمع على الأوتوستراد.

بعد منتصف الشهر الرابع (نيسان/ أبريل) لم تكن تخلو أي مظاهرة من القمع، وكل مظاهرة يواجهها النظام بحفظ النظام ويأتون بالمئات بل بالآلاف، وإطلاق القنابل المسيلة للدموع والغازات المسيلة للدموع والرصاص الحي، وبدأ هناك من المتظاهرين يوجد أعداد من المتظاهرين ارتقوا شهداء بعد منتصف الشهر الرابع (نيسان/ أبريل)، يعني النظام بدأ يطلق الرصاص الحي على المتظاهرين، واستشهد عشرات الشهداء بعد منتصف الشهر الرابع (نيسان/ أبريل) وما بعد.

أنا لا أعرف أشخاصًا بالتحديد سقطوا شهداء، ولكن في مجزرة المسطومة التي حصلت في الشهر الخامس (أيار/ مايو) أنا أعرف أكثر من خمسة شهداء من قرى مجاورة لنا.

النظام كان ينظم دوريات، وهي عبارة عن حفظ النظام وأمن دولة، ويركبون في سيارات ويقفون بشكل حاجز أمام المظاهرات ويطلقون النار على المظاهرات، وليس الأمر بشكل عشوائي أو فردي، يعني أعمال ممنهجة ومدروسة ومنظمة ولديها الإذن بإطلاق النار على المتظاهرين.

فكرة الرد جاءت، يعني أنت بشكل بديهي عندما تسير في الشارع وفي جوارك صديقك أو أخوك، وإذا تم الاعتداء عليه فأنت بشكل غير مباشر تقوم بالدفاع عنه أو منع الاعتداء عليه إن استطعت، ونحن بعد منتصف الشهر الرابع (نيسان/ أبريل) النظام بدأ يطلق علينا الرصاص الحي، وبدأ الاعتقال بشكل كبير، وتطورت معنا الأمور، ولاحظنا بعد منتصف الشهر الخامس (أيار/ مايو) أصبح النظام يجمع ثكناته العسكرية ويقوم بتعزيزات وينشرها في الأرياف.

بالنسبة للدفاع عن النفس.. أكثر مظاهرة حصل فيها اشتباك، ولكن نحن.. اشتباكنا كان عبارة.. سلاحنا كان أكثر شيء هو الحجارة، في دخول معرة النعمان في الشهر الرابع (نيسان/ أبريل) عندما دخلنا معرة النعمان وكان عدد الشبيحة أكثر من 4000 وحفظ النظام بالمئات، وحتى نكسر هذا الحاجز اشتبكنا معهم بالحجارة وتغلبنا عليهم ودخلنا إلى معرة النعمان، وهنا النظام استخدم الرصاص وأصيب أكثر من تسعة متظاهرين واستشهد شخص واحد معنا في هذه المظاهرة، ونحن في هذه المظاهرة الوحيدة التي نحن أُجبِرنا.. والنظام كان يطلق علينا الغازات المسيلة للدموع، ومن البديهي المبادرة برميه بالحجارة حتى تمكنا من الدخول إلى معرة النعمان ونتظاهر.

ليست المسألة أن المواجهة كانت مستبعدة أو غير مستبعدة.. نحن بقينا تقريبًا ثلاثة شهور نخرج في مظاهرات سلمية، نخرج في الليل، وكل المظاهرات التي نخرج بها نحن كنا على الدراجات النارية ويصعد على الدراجة النارية ثلاثة شباب ونقوم بتجميع بعضنا ونذهب إلى المظاهرات، ولم يكن لدينا الوسائل والإمكانيات المتاحة حتى نتظاهر، ولم يكن يوجد وسائل تواصل اجتماعي منتشرة، يعني كان يوجد فقط شبكة الهاتف الخليوي نستطيع استخدامها، فلم يكن لدينا عندنا تفكير في مواجهة هذا النظام، ولا يوجد لدينا الإمكانيات، ونحن غير مستعدين أو مهيئين لهذا العمل، ولكن نحن أُجبرنا، يعني النظام بعد مجزرة المسطومة قام بتفريق المظاهرة وارتقى عشرات من الشهداء والعديد من الجرحى، واعتقل العديد من المعتقلين، هنا أصبح لا بد من الدفاع عن نفسك بالوسائل المشروعة، وكانت البداية عندما بدأ النظام يحشد أرتاله حتى يدخل إلى الأرياف ويقمع هذه المظاهرات، لأنه نحن بدأنا نتظاهر في الأرياف، وكانت تحصل مظاهرات شبه يومية بعد أذان المغرب وتستمر حتى الساعة العاشرة ليلًا بعد صلاة العشاء في كل قرية وبلدة في جبل الزاوية وفي أرياف معرة النعمان ومدينة أريحا، والنظام هنا بدأ يجلب قوات لدعم قوات الأمن والشرطة من الجيش النظامي، وكان دخول أول رتل له إلى مدينة خان شيخون، وأثناء دخول الرتل إلى خان شيخون -وطبعًا كانت الدبابات على الحاملة- قام بعض الثوار الذين كانوا يتظاهرون بشكل مدني وسلمي قاموا بالتصدي لهذا الرتل، يعني نحن كنا نرى أن النظام يقمعنا بعناصره الأمنية وبالشرطة، واليوم أحضر دبابات وأحضر الجيش النظامي لقمع هذه المظاهرات، فاشتبكوا مع جيش النظام الذي لا تزال دباباته على الحاملات، وتمكنوا من حرق حاملة وإيقاف الرتل، وعددهم لا يتجاوز سبعة شباب فقط، وكان بحوزتهم أسلحة فردية.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/11/04

الموضوع الرئیس

التعامل الأمني والعسكري لنظام الأسدمظاهرة جمعة العزة في معرة النعمان

كود الشهادة

SMI/OH/104-02/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

مدني

المجال الزمني

آذار 2011

updatedAt

2024/03/22

المنطقة الجغرافية

محافظة إدلب-المسطومةمحافظة إدلب-مدينة أريحامحافظة إدلب-مدينة معرة النعمانمحافظة إدلب-خان شيخونمحافظة إدلب-كفر نبلمحافظة إدلب-جبل الزاوية

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

قوات حفظ النظام

قوات حفظ النظام

مفرزة أمن الدولة في معرة النعمان

مفرزة أمن الدولة في معرة النعمان

الشهادات المرتبطة