الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

المقاومة وبدء الهجوم على الحواجز العسكرية في جبل الزاوية

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:15:40:15

في اليوم التالي، في 27 (حزيران/ يونيو) 2011 الساعة 09:00 صباحًا استطعنا أن نجتمع فقط سبعة أشخاص، يعني فقط سبعة مقاتلين ثوار، وأعرفهم بالاسم، استشهد منهم شخصان والباقون لا يزالون موجودين على قيد الحياة، وطبعًا أبو علي كفرحايا -تقبله الله- وزهير معروف وأنا ومحمد العوض من فركيا ونصر العوض من فركيا وإبراهيم بركات من فركيا وأبو غازي الشلح (أحمد غازي الشلح) من معرة النعمان، ونحن جميعنا لم يكن لدينا سلاح روسي، وأبو غازي الشلح كان معه سلاح صيد، وإبراهيم البركات كان معه أوتوماتيك صيد، والباقون كان معهم سلاح روسي.

وصلنا خبر أن الجيش سوف يدخل بسيارات زيل وسيارات بشكل أرتال، سيدخل وينتشر في قرى وبلدات جبل الزاوية.

طبعًا الطريق الذي اتخذه كان دخوله عبر بوابة أورم الجوز، إلى قرية الرامي، ونحن قررنا عمل كمين على الطريق، ونعيق قدر الإمكان تقدم الجيش الذي سيقتحم.

بعد قرية الرامي كان يوجد هناك كازية باتجاه مدخل جبل الزاوية، وهي تبعد عن الرامي تقريبًا 500 متر، ومقابل الكازية يوجد منطقة جبلية تبعد عن الطريق المعبّد تقريبًا 150 إلى 300 متر، ونحن قررنا التمركز نعمل كمين، وقررنا الانقسام إلى مجموعتين، بين المجموعة والأخرى 1 كيلومتر تقريبًا.

وهنا طبيعة الأرض كانت بشكل دائري، الطريق كان بشكل دائري، ونحن فعلًا وضعنا كمينًا متقدمًا، وكمينًا من الخلف، والكمين الأول يبعد تقريبًا 130 أو 140 مترًا عن الطريق المعبد، والكمين الثاني تقريبًا من 80 إلى 100 متر تقريبًا.

وفي الساعة 10:00 تقريبًا بدأ رتل قوات بشار الأسد بالدخول إلى جبل الزاوية، كان يظهر علينا من طريق الأوتوستراد تقريبًا 1 كيلومتر، ونحن كنا نشاهد سيارات الزيل، وقمنا بإحصاء حوالي 80 سيارة زيل، جميعها ممتلئة بعناصر الجيش، وكل سيارة تحمل أكثر من 30 عسكريًا، وبعد سيارات الزيل كان يوجد أكثر من 50 أو 60 سيارة من السيارات العسكرية والرباعية الدفع، ونحن بالنسبة لنا كان اتخاذ القرار صعبًا قليلًا، وهو قرار لحظي وارتجالي، أنت لديك كم هائل من الجيش مقتحم ونحن 7 أشخاص، قال أحد الشباب: إنهم كثيرون ولا يجب علينا إطلاق النار عليهم، وأنا قلت: بل يجب. وكانت شبكة الهاتف تعمل، واتصلت مع أبو علي كفرحايا -رحمه الله- وقلت له: لا تطلق النار حتى نبدأ نحن قبلكم، وإذا نحن أطلقنا النار بادروا بإطلاق النار.

وفعلًا آخر عشرة سيارات زيل تقريبًا، وأنا كان تقديري أن أول الرتل قد وصل إلى قرية مرعيان وقطعها أيضًا، يعني قد يكون وصل إلى ناحية إحسم، وبدأ إطلاق النار على سيارات الزيل، ونحنا أطلقنا النار لمدة دقيقتين لا أكثر، يعني كل شخص أطلق مخزنًا أو مخزنين فقط لا غير، وطريق الزفت كان مرتفعًا عن الأرض تقريبًا ثلاثة أمتار، وعندما بدأ إطلاق النار سقطت تقريبًا ثلاث سيارات زيل أو أربعة إلى أسفل الطريق، وسقط قتلى من الجيش، ونحن بقينا في مكاننا في الكمين لمدة 20 دقيقة تقريبًا، والرصاص الذي أطلقوه علينا كان بشكل كبير جدًا.

يعني هم كانوا يظنون أن كل ثوار جبل الزاوية موجودون في هذه المنطقة التي طولها تقريبًا 1 كيلومتر، ونحن بين أول كمين وثاني كمين تقريبًا 800 متر، وهم كانوا يظنون أنه كل هذه المنطقة يوجد فيها مقاتلون، واستمر الكمين لمدة 20 دقيقة، ونحن انسحبنا الحمد لله بدون جروح، وخرجنا نحن 7 أشخاص سالمين.

وأكمل جيش النظام ودخل إلى قرى وبلدات جبل الزاوية، وفي اليوم الثاني والثالث أخذ ينتشر بطريقة تدريجية، يعني وصل إلى إحسم وقام بوضع حواجز في إحسم، وانتشر إلى أبديتا وبلشون وبعدها البارة وهكذا، وخلال أول أربعة أيام كان قد انتشر في أغلب بلدات وقرى جبل الزاوية، كان يقيم الحواجز، مثلًا قرية البارة وضع فيها ثلاثة حواجز أو أربعة، مثلًا حاجزعليه دبابتان، والحاجز الآخر اثنان من عربات بي إم بي، وهكذا، وأقل حاجز كان يتواجد عليه تقريبًا 30 عنصرًا.

في دخول الجيش خلال خمسة أيام قام بتمشيط كل قرى جبل الزاوية، ولكن قسَّم جبل الزاوية إلى قسمين، قسم شرقي وقسم غربي، وكان الخط الفيصل هي بلدة البارة، ومن البارة باتجاه الشرق انتشر الجيش، ومن البارة باتجاه الغرب لا يوجد جيش، ولكن الجيش قام بتمشيط المنطقة خلال 72 ساعة، وعاد وانحصر في الجهة الشرقية من جبل الزاوية وصولًا إلى كفرنبل إلى معرة النعمان إلى أورم الجوز إلى الرامي، وهذا الخط كله سيطر عليه الجيش، والجهة الغربية لا يوجد فيها جيش، ولكن عمل دورة تمشيطية وتمركز في هذه المحاور.

صار المكان آمنًا، والحواجز التي انتشر فيها تقدر بحوالي 37 حاجزًا.

بتاريخ الأول من شهر (آب/ أغسطس) 2011 تحولنا إلى بلدة كنصفرة، وكنا نسكن مجموعات في مداجن وفي منازل عند الأصدقاء وكنا مقيمين هناك.

بعد انتشار الجيش في الميل الشرقي من جبل الزاوية لم يكن أحد عنده فكرة إلا أن نبقى مستمرين في المظاهرات، ونحول الميل الغربي من جبل الزاوية إلى أماكن مظاهرات، لأننا لا نستطيع التظاهر في معرة النعمان أو مدينة أريحا أو مدينة كفرنبل.

نحن في الشهر الثامن (آب/ أغسطس) عندما حوصرنا في الميل الغربي من جبل الزاوية، أصبح يوجد احتكاك أكبر بين بعضنا، لأننا أصبحنا جميعًا محاصَرين في بقعة جغرافية صغيرة، وتعرفنا على بعضنا أكثر، وأخذنا نحصي الإمكانيات الموجودة لدينا، يعني عدد المقاتلين الذين لدينا، ومَن القادر على حمل البندقية ومواجهة حواجز الجيش، وأصبح لدينا خبرة أكثر، يعني شبه تنظيم في هذه المرحلة.

وفي تاريخ 5 رمضان كان أول عمل عسكري على حاجز في بلدة البارة، وأحيانًا يكون هناك حواجز على مداخل القرى والبلدات، وأحيانًا يكون هناك حواجز ضمن القرية الواحدة.

كان يوجد حاجز على مدخل البارة باتجاه بلدة كنصفرة، وبعض الشباب الذين معنا باغتوا عناصر الجيش وقييدوهم، واغتنموا منهم خمس بنادق ورشاش بيكيسي، وطبعًا لم يسقط جرحى لا من العساكر ولا من الثوار، ولم يحصل إطلاق نار، وفقط اغتنمنا الأسلحة التي معهم وانسحبنا ولم نقتل أحدًا منهم.

نحن نعرف أن جل العساكر الذين أحضرهم النظام إلينا ونشرهم على الحواجز هم مجبرون، وهو يريد تكسير السواد فقط، وجميعهم أبناؤنا، وفي النهاية انشقوا وكان منهم من يطلق النار بشكل عشوائي ولا يطلق النار بشكل مباشر، ونحن نعرف هذا الأمر ونحن أعطيناهم المجال، يعني نحن كنا نعطي مجالًا للعساكر للهروب أو الانشقاق أو الذهاب إلى أهلهم، يلقون السلاح ويذهبون.

في هذه الفترة في الشهر الثامن (آب/ أغسطس) انشق الضابط أبو محيو وعمار الواوي.

كان أول عمل عسكري لدينا في تاريخ 20 رمضان على حاجز مرعيان على مدرسة مرعيان، وطبعًا هذا الحاجز كان كبيرًا ومحصنًا، وكانوا موجودين في مدرسة مرعيان، وكان ملاك الحاجز أكثر من ثلاثين عسكريًا، ويوجد ضابطان، ضابط برتبة نقيب وضابط برتبة مقدم، ونحن نظمنا المقاتلين وكان أول عمل منظم لنا، وجمعنا المقاتلين المسلحين الذين بحوزتهم بنادق، غير المسلحين كثير يبلغون المئات، أما المسلحون فكان العدد الذي أحصيته بشكل صحيح 104 أو 105 مسلحين.

وكان في الميل الثاني من الميل الشرقي لجبل الزاوية أكثر من 30 مسلحًا أيضًا، يعني النظام عندما دخل إلى قرى جبل الزاوية أنا كانت قريتي دير سنبل من الميل الشرقي، وأنا موجود في الميل الغربي، وكان إخوتي ومعنا مقاتلون موجودون لا يزالون موجودين في القرية وينامون في المداجن والأراضي الزراعية، ونحن في هذا اليوم اجتمعنا في إبلين، وأخذنا قرار ضرب الحاجز في بلدة مرعيان، واجتمعنا 105 ثوار مسلحين. وحتى الضابط المقدم فيه وجد عبارة مكتوبة على جدار مدرسة مرعيان "يسقط بشار الأسد" وأحد المارة كان عمره يتجاوز 70 سنة من أهالي مرعيان، يعني رجل كبير بالسن، وقام بغطس رأسه بالدهان وطمس كلمة يسقط بشار الأسد برأس الرجل الكبير بالسن، ونحن وصلتنا هذه الأخبار عنه، وكان هذا الحاجز سيء السمعة، واعتقل العشرات من أهالي بلدة مرعيان والقرى المجاورة.

يعني هذه الحواجز كانت على الطرقات الرئيسية ضمن البلدة، وأي دراجة نارية أو سيارة تعبر على الحاجز يعتقل الناس بشكل تعسفي، والمعتقلون الموجودون عند النظام البالغ عددهم عشرات الآلاف اعتقلوا من الطرقات بعد انتشار الجيش بحواجزه، وأي شخص مدني يمر يركب سيارة أو دراجة نارية وله صلة قرابة على الكنية والهوية، يعني أنا مثلًا جمال معروف وشخص من الناس كنيته معروف يعتقل حتى لو لم يشارك في أي مظاهرة، ولا يزالون في السجون، ومنهم من استشهد في سجون النظام، هكذا كانت الاعتقالات التعسفية من قبل النظام.

ونحن اتخذنا قرارًا بضرب 27 حاجزًا، وتبدأ الحواجز من مدينة كفرنبل وتنتهي في بلدة الرامي، وكان العمل العسكري بدأ تنفيذه الساعة الثالثة صباحًا، ومجموعة الاقتحام كانت بقيادة النقيب أبو محيو، وكان معه تقريبًا 22 مقتحم، وحوصرت جميع الحواجز، وتمت عملية الاقتحام بنجاح، وأغلب من كان على الحواجز قُتل، وغنمنا تقريبًا 30 بندقية واثنين من رشاشات البيكيسي.

واستشهد أول شهيد كان معنا اسمه عبدو الجزار ابن أحمد من قرية أبديتا -تقبله الله- أثناء الاقتحام عند دخولهم إلى مبنى المدرسة، استشهد مع أنه الشهيد الوحيد الذي كان يرتدي درعًا، أصابته طلقة في أسفل الدرع وأدت إلى استشهاده.

هذا كان أول عمل، وكان ناجحًا بنسبة 100%، وقتل المقدم والنقيب وأغلب من كان في الحاجز قُتل، وأسرنا تقريبًا 7 عساكر وسلمناهم إلى أهلهم.

ونحن كنا نخير العسكري بالبقاء معنا أو الذهاب إلى أهله، ولكن المشكلة الكبيرة لدينا هي العودة إلى النظام، ونحن كنا نوثق أسماءهم، يعني مثلًا إذا أُسر عسكري اليوم وثقنا اسمه وأطلقنا سراحه، وإذا تم أسره مرة أخرى هنا الطامة الكبرى، لماذا عدت؟

أبو محيو وكل المنشقين وكل الضباط المنشقين مجرد وصولهم إلى المناطق الثائرة أزيلت عنهم صفة العسكرة، وأصبحوا جميعهم ثوارًا، يعني جلوسه ومأكله مع الثوار، وإبداعك وإقدامك هو على أرض المعركة في الميدان، ما الفائدة إذا كنت تحمل أعلى الرتب العسكرية ولا تستطيع مواجهة العدو في أي معركة؟ فكانت أرض الميدان هي التي تشهد للضابط أو الثائر، ولم يكن يوجد لدينا ثائر أو ضابط، جميعهم سواسية ولم يكن يوجد تمييز أبدًا.

بدأت العملية الساعة 3:00 صباحًا واستمرت تقريبًا 20 دقيقة، وانتهى العمل ووصل الشباب تقريبًا مع أذان الفجر، وقمنا بتشييع الشهيد -تقبله الله- وهذا كان أول عمل عسكري.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/11/09

الموضوع الرئیس

المعارك الأولى في جبل الزاوية

كود الشهادة

SMI/OH/104-06/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

حزيران- آب 2011

updatedAt

2024/03/22

المنطقة الجغرافية

محافظة إدلب-مرعيانمحافظة إدلب-جبل الزاوية

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

الشهادات المرتبطة