الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

اقتحام جيش الأسد لجبل الزاوية وارتكاب مجزرة في وادي بدمايا

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:18:52:07

بعد حاجز مرعيان زادت ثقتنا بنفسنا، وعناصر النظام أصبحوا مهزوزين وعندهم ذعر وخوف، وازداد عدد المسلحين لدينا، وبعد تقريبًا شهرين من هذه الفترة، قمنا بتشكيل كتيبة شهداء جبل الزاوية، وكان عددها تقريبًا 300 إلى 400 مقاتل، يوجد فيها ضباط منشقون، وكان موجودًا فيها النقيب أبو محيو والملازم علاء الحسين، وطبعًا يوجد فيها صف ضباط ومساعدون رقباء بالعشرات.

الجميع كانوا متظاهرين وأُجبروا خلال هذه الفترة الزمنية -بسبب ممارسات النظام القمعية- على حمل السلاح والدفاع عن النفس، وأغلبهم من جبل الزاوية، وكان المنشقون من كل بلدات ومدن سورية.

نحن أردنا تنظيم العمل العسكري حتى يستوعب عددًا كبيرًا من المنشقين، يعني أصبح جبل الزاوية الملاذ الآمن للمنشقين، يعني المنشق الذي يقرر أن يشارك في أعمال عسكرية فإنه كان يبقى عندنا في جبل الزاوية، أو يريد الانتقال إلى منطقة آمنة فيذهب إلى شرق معرة النعمان أو إلى تركيا إلى مخيم الضباط.

كان تاريخ التشكيل في الشهر 12 (كانون الأول/ ديسمير) 2011، في تاريخ 15 (كانون الأول/ ديسمبر) [ كان ] تشكيل أول كتيبة، لم يكن يوجد أعمال عسكرية، وهي كانت عبارة عن تجهيزات، وضرب حواجز بشكل منفرد، ولا نقوم بمداهمة الحاجز واقتحامه، وإنما إشغال حاجز أو استهداف حاجز كل 48 ساعة أو 72 ساعة، نقوم بتجهيز 5 أو 6 أشخاص تقريبًا، يتسللون إلى مكان يبعد عن الحاجز 300 أو 400 متر، ويتم استهداف عناصر الحاجز، وأحيانًا تتحقق إصابات مباشرة، وأحيانًا لا تتحقق، وهي كانت عملية إرباك وإشغال تتم في كل فترة مكوث عناصر الجيش في جبل الزاوية، يعيشون في رعب.

نحن لم نكن نشتري الأسلحة، ولكن أحيانًا تأتينا تبرعات ونقوم بشراء بندقية أو بندقيتين ونشتري الذخيرة، ولا يشترط أن يكون لديك 400 مقاتل ويكون لديك أيضًا 400 بندقية، تكفي 200 بندقية فقط لأي عمل.

نحن استطعنا تأطير الشباب وتشكيل أول تشكيل منظم من المنشقين والثوار. يعني نحن في هذه الفترة كان النظام يتهيأ للدخول إلى جبل الزاوية ويقتحمه، ونحن لا بد من تنظيم صفوفنا ومواجهة هذا الاقتحام، فكان هذا التشكيل، يعني هذا التشكيل وبداية هذا التشكيل، وأهم أهداف هذا التشكيل وأسبابه هو الدفاع عن نفسك والمنطقة الموجود بها، والدفاع عن الثورة.

موضوع التشكيل ليس القصد بقيادة جمال معروف، ونحن في تلك الفترة لم يكن لدينا قيادة، ولكن تبرز القيادة في المعركة، يعني أينما يجد العناصر المقاتلون من يثبت معهم في المعركة فإنهم ينقادون إلى أمره، ولكن إذا كان القائد في المنزل أو المقر فإن قيادته تصبح ضعيفة، مثلًا اقتحام رتل للنظام أكون موجودًا، واقتحام حاجز أكون موجودًا، وأي مشاركة في العمل العسكري فإنني أكون موجودًا، وبشكل بديهي جميع الشباب اختاروني.

وفي فترة الثورة في عام 2011 أنت لا تعيش في منطقة آمنة، وكان كل متر من المناطق المتواجدين فيها كان مهددًا أن يسقط فيه قذيفة هاون، ولا يخلو مكان في جبل الزاوية في المناطق المتواجدين فيها من قذيفة هاون، وكان أقرب حاجز يبعد عنا 500 متر، وأبعد حاجز يبعد عنا 7 كيلو متر، يعني أنت تعيش محاصرًا من قبل قوات النظام.

علاقتنا مع الجيش السوري الحر نحن من الجيش السوري الحر، يعني نحن تشكيلنا هو جيش حر، وعندما شكلنا هذه الكتيبة هي كانت من ضمن الجيش الحر.

وهذا المسمى هو من أجل الانتقال من العشوائية إلى التنظيم، حتى يصبح عملنا منظمًا، وحتى يكون البيت الداخلي والبيت العسكري وأماكن تواجدنا متهيئة لاستقبال المنشقين.

يعني نحن لا يوجد لدينا الإمكانية الكافية حتى نواجه قوات النظام، وعندما يأتي المنشقون ويجدون عندنا المكان الآمن والمناسب لهم ويأتون إلينا نكون نحن خلقنا شيئًا من التوازن.

أنا أتكلم عن مرحلة احتلال جبل الزاوية ضمن 2011، وكان يوجد فقط كتيبة شهداء جبل الزاوية، والثوار والمسلحون كانوا كثيرين في جبل الزاوية، ولكن هؤلاء المسلحين جلهم كان في المناطق التي تقع شرق مدينة معرة النعمان، وكان يوجد مسلحون في جبل الزاوية، وكان يوجد مسلحون من قرية سرجة، ويوجد مسلحون من بلدة كنصفرة، ويوجد مسلحون من كفرعويد كانوا متواجدين، وفي هذه الفترة وبعد تشكيل كتيبة شهداء جبل الزاوية أصبح جبل الزاوية مهددًا بالاقتحام، وبقي مهددًا بالاقتحام أكثر من 15 يومًا تقريبًا، وتم اقتحام جبل الزاوية بتاريخ 19 (كانون الأول/ ديسمبر).

يتواجد من الثوار المسلحين في جبل الزاوية قرابة أكثر من 1000 مسلح، والمتظاهرون بالآلاف، وإذا اقتحم النظام هذه البقعة الجغرافية فإنه يشتت الثوار والمتظاهرين، ويحقق خطوة كبيرة في القضاء على الثورة، ونحن في هذه الفترة كان لدينا إعداد، والإعداد بدأ من تاريخ الأول من (كانون الأول/ ديسمبر) حتى تاريخ اقتحام الجيش لجبل الزاوية، نحن قسمنا جبل الزاوية الغربي إلى محورين: المحور الشرقي، وكانت متمركزة فيه كتيبة شهداء جبل الزاوية، والمحور الجنوبي الغربي الذي كان متمركزًا فيه مقاتلون من سرجة مع أبو عيسى الشيخ ويوسف الحسن من كفرعويد ونضال حاج علي من بلدة كنصفرة، وكان معهم الضابط المقدم أحمد القناطري أيضًا في صفوف المتظاهرين المسلحين.

ومجرد وصول المعلومات عن نية النظام لاقتحام الجبل (جبل الزاوية) قبل أكثر من 20 يومًا، قمنا بزرع عبوات وألغام على المدخلين المدخل الجنوبي الغربي والمدخل الشرقي الشمالي من جبل الزاوية، ونضال الحاج علي وأخوه نهاد.. نهاد كان عنده خبرة في الألغام والعبوات، وأنا أعطيته حوالي 100عبوة 100 لغم، وزرعت على الطريق الواصل بين كنصفرة وكفرنبل، وبنفس الوقت زرعنا ألغامًا على مداخل جبل الزاوية من الجهة الشرقية من الشق الغربي من جبل الزاوية، يعني الجهة التي نحن متواجدون بها.

وفي صباح اليوم 19 (كانون الأول/ ديسمبر) تم اقتحام جبل الزاوية من الجهة الشرقية وحصلت حادثة في ليلة الـ 19 قبل اقتحام جبل الزاوية بحوالي 12 ساعة، جاء نضال الحاج علي والمقدم أحمد قناطري وكنا مجتمعين في قرية أبديتا في غرفة المسجد قرابة 40 مسلح وثائر، وبدأ يتكلم أحمد قناطري ويوجه الكلام لي شخصيًا، وقال: يوجد هناك إشاعات بأن النظام سوف يقتحم جبل الزاوية في الصباح، ماذا سوف تفعلون؟ فقلت له: سنقاوم. فقال: بماذا؟ فقلت له: زرعنا ألغامًا. وأجابني بأن النظام سوف يقتحم بالدبابات، وهذه الألغام لا تؤثر بالدبابات، فقلت له: سوف نفجر الألغام بالعربات، عندما تدخل السيارات والعربات سوف نفجر الألغام. فقال: سيقتحم النظام بالمشاة ويكون معززًا بطائرات مروحية. وقلت له حرفيًا: نحن مسؤولون عن هذا القطاع، وأنتم لديكم قطاع ولديكم ألغام، قرروا ما شئتم ونحن سوف ندافع عن هذه المنطقة. والرجل ذهب وبقينا نحن، وفعلًا قررنا في تلك الليلة أن نقاوم، وكان بحوزتنا تقريبًا 160 بندقية وحوالي 6 قناصات.

وفي الساعة 06:30- 07:00 صباحًا تقريبًا مع بزوغ الشمس من يوم 19 (كانون الأول/ ديسمبر) [2011] بدأ النظام يتحشد في حاجز عابدين في بلدة البارة، وبدأ بالفعل يقتحم بالمشاة من مدخل قرية أبديتا ومدخل البارة إبلين ومدخل بلشون، ومن هذه المحاور بدأ النظام يتقدم بشكل مشاة.

ونحن كان لدينا قرابة 25 أو 30 مقاتلًا من الجهة الشرقية من جبل الزاوية المحتلة، وعندما اقتحم جيش النظام جبل قرية أبديتا، وهذا الجبل كان يطل على الجهة الشرقية والمقاتلين الذين أتوا مؤازرة إلينا من الجبل الشرقي من قريتنا والقرى المجاورة أصبح ظهر جيش قوات النظام مكشوفًا لهم، وحدثت مقتلة عظيمة في الساعة 08:00 صباحًا.

واستمر الاشتباك في هذا اليوم من الساعة 7:30 تقريبًا حتى الساعة 09:00 ليلًا، والمسافة التي قطعها النظام في هذا اليوم القتالي الكامل تقدر بـ 600 متر فقط، من قرية أبديتا حتى مفرق بليون الواقع في قرية إبلين، ويبعد هذا المفرق عن قرية أبديتا حوالي 600 متر، يعني المسافة التي قطعها جيش النظام في هذا اليوم تقدر بـ 600 متر، وكان الاشتباك يبدأ من مسافة 50 متر وينتهي بمسافة 300 أو 400 متر.

وفي الساعة 09:00 مساء، انسحبنا إلى مسجد في قرية بليون، وتقريبًا كان لدينا 4 قبضات لاسلكي قمنا بشحنها عن طريق المولدة، وفي اليوم الثاني في الساعة 08:00 صباحًا جمعنا بعض المقاتلين لأن أغلب البنادق أصبحت معطلة في اليوم الأول، وتقريبًا العدد 65 أو 70 مقاتلًا، والقناصات بقيت منها فقط 4 قناصات تعمل، وبقينا نقاتل في نفس المكان نفس مفرق بليون-إبلين، يعني النظام لم يتقدم بعد، ولم يتجاوز قرية إبلين، ولم يتجاوز 1 كيلومتر، وما يزال النظام في اليوم الأول والثاني محصورًا ضمن قرية إبلين، وفي اليوم الأول ارتقى لدينا 5 شهداء، ومن أحد الشهداء هو أخ أبو محيو و 3 آخرون -تقبلهم الله جميعًا- ورجل من قرية أبديتا عمره 80 سنة تقريبًا، يعني هو رجل ليس مقاتلًا، ولكن أصابته رصاصة طائشة واستشهد.

وفي اليوم الثاني (20 كانون الأول/ ديسمبر) حتى الساعة 11:00 ظهرًا تقريبًا وصلنا إلى مرحلة يعني بعد أول يوم قتالي وثاني يوم قتالي لم يبق لدينا رصاص إلا في مخازن البنادق فقط، وقررنا الانسحاب بشكل مجموعات وفرادى إلى قرية دير سنبل، والنظام تابع في مسيره، وفي اليوم الثالث حوالي الساعة 08:00 مساءً ليلًا تفاجئنا بحدوث مجزرة وادي بدمايا، ارتكب النظام بحق المدنيين العزل مجزرة، وكان العدد أكثر من 104 شهداء ارتقوا في تلك المجزرة، على الرغم من أنه كان يوجد مسلحون ثوار يتجاوز عددهم 200 مقاتل، ولم تحصل عملية اشتباك مع أنه كان مزروع أكثر من 100 لغم، ولم يفجَّر أي منها.

قبل وصول الجيش إلى منطقة جبل الزاوية الميل الغربي الجنوبي، يوجد 48 ساعة مقاومة من قبل المقاتلين والثوار، يعني كان يكفي بانسحاب المقاتلين، يعني أنت لا يوجد لديك نية القتال فعليك الانسحاب وإخلاء المنطقة، لماذا حتى أنت تكون موجودًا ولا تدافع عن هؤلاء الثوار وتقع مجزرة في حق هؤلاء؟ تقريبًا 104 شهداء استشهدوا خلال ساعات.

نحن سمعنا الخبر في مساء اليوم الثالث على قناة الجزيرة، لأنه كانت وسائل التواصل منقطعة عنا، ونحن خرجنا منتصرين من المعركة خلال يوم ونصف، وكبدنا النظام قتلى بالعشرات 313 عسكريًا وضابطًا في هذه المواجهات، ونحن كان لدينا نشوة النصر، وصحيح أنه نحن تركنا جبل الزاوية وانسحبنا، ولكن نحن انسحبنا بأقل الخسائر، وخسرنا فقط 4 شهداء، والنظام خسر العشرات والمئات، ولكن تفاجئنا في اليوم الثالث بعد 72 ساعة، بمجزرة يرتكبها النظام.

النظام دخل من المحور الشمالي من مدينة كفرنبل، وأكمل من محور مكان المواجهات عندنا من المحور الشرقي الشمالي ومن المحور الجنوبي الغربي، الذي هو مدينة كفرنبل وكنصفرة والذي كان يوجد فيه ألغام، وعلى هذا الطريق الواصل من كفرنبل إلى كنصفرة كانت الألغام مزروعة، ولم يتم تفجير أي لغم، ودخل النظام ووقع الثوار في فكي كماشة، وارتقى أكثر من 100 شهيد في هذا العمل، وهذا كان في اليوم الثالث.

وفي يوم 24 (كانون الأول/ ديسمبر) عندما دخل الجيش قريتنا وصلت معلومات للنظام أننا بدأنا نتحشد في قرية دير سنبل، وكان عدد المحتشدين بين المسلحين و السلميين قرابة 300 ثائر، ولكن يوجد أشخاص يحملون أسلحة وأشخاص لا يحملون أسلحة، ليس عندهم بنادق، فكان موجودًا أكثر من 300 ثائر ومقاتل في قرية دير سنبل.

وطبعًا في اليوم الثاني بعد مجزرة بدمايا في 24 الشهر تقريبًا قرر النظام اقتحام قرية دير سنبل، ونحن جاءنا خبر اقتحام القرية قبل حوالي ساعتين، وأنا كما أسلفت أن الهواتف الأرضية كانت لا تزال تعمل، وكل قرية أو بلدة أو ناحية يوجد فيها ثوار وبيوت ثائرة، وفي ناحية إحسم المنازل المجاورة لحواجز النظام كانت تتواصل معنا بشكل مباشر ومتواصل، يعني أي تحرك لآليات النظام كانوا يقومون بالاتصال إلى أقرب هاتف في أماكن تواجدنا أن النظام تحرك وعلينا أخذ الحذر، ولكن لا يعرفون الوجهة أين؟ ولكن يعلمون أنه يوجد تشغيل للآليات وهذا يعني أن النظام يريد اقتحام منطقة ما، ونحن عندما كان النظام يجهز القوات والدبابات في ناحية إحسم، وتبعد عنا ناحية إحسم 7 كيلومتر، ونحن موجودون في قرية دير سنبل، ولا يوجد مسلحون إلا في تلك القرية، فهذا يعني أن النظام يريد الاقتحام علينا.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/11/09

الموضوع الرئیس

التعامل الأمني والعسكري لنظام الأسدالمعارك الأولى في جبل الزاوية

كود الشهادة

SMI/OH/104-07/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

(كانون الأول/ ديسمبر) 2011

updatedAt

2024/03/22

المنطقة الجغرافية

محافظة إدلب-كنصفرةمحافظة إدلب-دير سنبلمحافظة إدلب-وادي بدمايامحافظة إدلب-جبل الزاوية

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش السوري الحر

الجيش السوري الحر

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

كتيبة شهداء جبل الزاوية

كتيبة شهداء جبل الزاوية

الشهادات المرتبطة