صد اقتحام قرية دير سنبل وطرد قوات الأسد منها
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:15:39:24
الساعة 06:00 صباحًا ذهبت إلى منطقة أثرية تبعد عن قريتنا قرية دير سنبل حوالي ثلاثة كيلومتر اسمها قرية دير لوزة، حتى أرصد الطريق وأتبين إذا كان يوجد هناك تعزيزات للنظام ونية الاقتحام أم لا.
وفعلًا ذهبت وكان برفقتي غازي حج إبراهيم من بلدة البارة وحسن من بلدة بليون، وفعلًا شاهدنا عدة عربات بي إم بي وسيارات زيل للنظام تبعد عنا حوالي 700 متر يعني حوالي 1 كيلومتر تقريبًا، وكانت متجهة باتجاه قرية دير سنبل، ومباشرة صعدنا إلى السيارة وأنا كنت أقود السيارة، وقررت الإسراع حتى نذهب لإخبار الشباب في المقرات، لأنه يوجد أكثر من 300 ثائر نائمين في المقرات الساعة 6:00 صباحًا وكل الناس نيام.
وتقريبًا مررنا من أمام سيارات الزيل العسكرية المقاتلة وتجاوزتهم، وأصبح بيني وبينهم مسافة 2 كيلومتر، وأنا ارتأيت أن من الأفضل أن أقوم بإخفاء السيارة ومقاومة الرتل والاشتباك مع الرتل، وإيقافه قدر الإمكان حتى يتسنى للشباب النائمين في المقرات الخروج منها، طبعًا من بعد مشاورة الشباب، وهذا الرأي كان خلال أقل من دقيقة لأنه لا يوجد لدينا الوقت الكافي لإيقاظ الشباب، وإذا اشتبكنا مع الرتل فإن الشباب يسمعون صوت إطلاق النار ويستيقظون ويقومون بالإجراءات المناسبة التي تقيهم من القتل.
وفعلًا، أخفيت السيارة وعدنا بشكل سريع أنا وغازي وحسن وتمركزنا قبل الطريق المعبد الذي ستعبر منه الآليات بحوالي 250 متر، وأنا كنت أظن أن غازي أبو حسن وحسن من بليون كنت أظن أنهم بقربي، ولكنني تفاجأت بعد 20 دقيقة أنهم لم يأتوا معي، وأنا بسبب الوهلة الأولى ومشاهدة الرتل لم أسمع ولم أنتبه أنهم لم يأتوا معي، وأنا كنت أظن أنهم معي.
اشتبكت مع الرتل وكان الاشتباك بعيدًا تقريبًا مسافة 250 متر، وبقيت في الاشتباك حوالي 15-20 دقيقة، وأنا كلمت أبو حسن وقلت له: يجب علينا الانسحاب، وقد يكون الشباب استيقظوا على إطلاق الرصاص. ولم يجبني أبو حسن ولم يجبني حسن، وتلفتت إلى اليمين والشمال ولم أجد أحدًا، ظننت أن أحدهم قد أصيب أو حدث له مكروه، فانسحبت تقريبًا مسافة واحد كيلومتر، وتم إيقاف الرتل لأنني اشتبكت مع الرتل لمدة 20 دقيقة تقريبًا، وأنا كان بحوزتي سلاح قناصة، وكنت أشتبك مع الرتل على مسافة 250 متر، والرتل بشكل طبيعي سيتوقف، وخسر العديد من القتلى في هذه الاشتباك.
انسحبت إلى منطقة تبعد تقريبًا 1 كيلومتر، والتقيت مع العشرات من الثوار المنسحبين من القرية، وسألتهم عن وضع القرية، وكان بينهم النقيب أبو محيو، فأجابني أن الجيش دخل إلى القرية ولا يعلم بمن أصيب ومن استشهد. وطبعًا أوصلتهم إلى مكان آمن ثم عدت حتى أحصي الخسائر، وأتقصى الأخبار، فوجدت شابًا صغيرًا يرعى المواشي وسألته، لأن إخوتي كانوا كلهم موجودين في القرية، وأكثر من 15 مقاتل موجودين في القرية مصيرهم مجهول، سألته وقال لي: إن الشباب جميعهم بخير، وقاوموا الجيش وهم موجودون على أطراف القرية، وهنا أنا تمركزت بعيدًا عن تمركز أول نقطة للجيش تقريبًا 500 متر، والنقطة كانت عبارة عن اثنين من عربات بي إم بي وتقريبًا 20 مقاتل.
دخل النظام ووضع نقطة متقدمة، وأنا عندما كنت أقاومه من هذا المكان جاء وتمركز في المكان الذي كنت أطلق النار منه، وكان يوجد خلفي مدجنة تبعد عني إلى الخلف تقريبًا 500 متر وهو تمركز في هذه المدجنة، وأنا كنت بعيدًا عنه تقريبًا 500 متر، وأصبحت أطلق النار من القناصة على تمركز النظام، وبقيت على هذه الحالة في الاشتباك حوالي ساعتين، وفي هذه المرحلة عاد غازي أبو حسن وبحوزته قناصة وسألته: أين ذهبتم أنت وحسن؟ فقال لي: أنت عدت بشكل مسرع، ونحن لم نستطع اللحاق بك وانسحبنا، قلت له: الحمد لله على السلامة. وبقينا مشتبكين من الساعة تقريبًا 11 صباحًا حتى أذان العصر، وبعدها انسحبت عربتا الـ بي إم بي من المدجنة، وظننا أن الجيش قد انسحب، وقمنا بالذهاب إلى السيارة التي تركتها بالقرب من المدجنة والتي تبعد عن مكان تمركز الجيش 200 متر، وذهبت إلى السيارة وكانت مهشمة بشكل كامل بسبب إطلاق الرصاص عليها بشكل غزير، ولكن لم يتم إصابة المحرك، وقمت بتشغيل السيارة وكانت تعمل، وذهبنا إلى المدجنة وكانت تبعد عن القرية تقريبًا 400 أو 500 متر، فوجدت إخوتي وبعض الثوار المقدر عددهم 15 شخصًا.
وتفاجئنا أن النظام أخذ يتحشد في مدرسة القرية، ووضع 6 دشم على سطح المدرسة على ظهر المبنى، مع انتشار أكثر من 50 عسكريًا واثنين من عربات بي ام بي، إضافة إلى عربات الزيل، وكان يوجد هلع كبير في القرية وسكون، ونحن عددنا 15 مقاتلًا، والناس مشتتون، وكان الموقف عصيبًا بشكل كبير.
وفي هذه اللحظات صلينا العصر، وقررت وقلت للشباب: يجب أن نقتحم الحاجز ونحرر القرية. وهذا الكلام بعد أن مضى على صلاة العصر/ أذان العصر نصف ساعة تقريبًا، فقمت بإحصاء البنادق الموجودة وكان عددها تسعة، ويوجد قناصتان واحدة بحوزتي وأخرى مع غازي أبو حسن، وقاذف آر بي جي وقذيفتا آر بي جي فقط لا غير.
فوضعنا خطة وهي أن نقوم أنا وغازي أبو حسن برصد الدشم التي تتمركز فوق المدرسة، والشباب الذين لديهم 9 بنادق سيحاصرون باحة المدرسة وأماكن انتشار العساكر الخمسين، المنازل كانت تبعد عن سور المدرسة من عشرة أمتار إلى 30 متر، يعني أنت بإمكانك الوصول إلى السور من أي منزل.
وفعلًا تمركزنا أنا وغازي أبو حسن في منطقة تبعد تقريبًا 300 متر عن المدرسة، وجغرافية الأرض هي وادي ومن ثم تصعد إلى المدرسة، ونحن تمركزنا مقابل المدرسة في منطقة مرتفعة خط النظر تقريبًا 300 متر، وذهب مع المقاتلين التسعة تقريبًا خمسة أو ستة ثوار بدون سلاح للمشاركة معنا، يعني تقريبًا كان العدد الذي اقتحم المدرسة في ذلك اليوم 15 أو 16 مقاتلًا، منهم من استشهد ومنهم من لا يزال على قيد الحياة.
بدأت المعركة، وفي أول دقيقتين تم السيطرة على ظهر المبنى بالكامل من قبلنا نحن القناصين ناريًا، ولاذ أغلب عساكر النظام بالفرار إلى داخل سور المدرسة، وفي داخل السور توجد عربة بي إم بي، وفي خارج السور توجد عربة بي إم بي، وبالقرب منها سيارتان زيل، استطاع أحد الثوار المنشقين -عسكري منشق استشهد تقبله الله، تم قتله من قبل جبهة النصرة- استطاع أن يقترب من عربة الـ بي إم بي وهو يزحف على الأرض، وكان بحوزته لتر بنزين وقام بإشعال العربة بالنار، وهذه كانت أول عربة تحترق، وبعد حوالي 15 دقيقة انفجرت العربة ، وأنا كنت أراقب المشهد على بعد 300 متر، كان مشهدًا رهيبًا، انفجار عظيم وسقط برج الـ بي إم بي على أحد أسقف المنازل وكسر سقف المنزل، والشظايا التي أحدثها انفجار العربة أحرق سيارتي الزيل ودمر من السور أكثر من 20 متر، وحصل انفجار بالقرب من قصر أثري، وطبعًا تصدع حائط القصر بالكامل بسبب هذا الانفجار، كان الانفجار رهيبًا.
وبعد هذا الانفجار أنا قلت في نفسي إن الشباب أغلبهم استشهد بسبب هذا الانفجار، وكان بحوزة أخي الشهيد محمد -تقبله الله- جهاز لاسلكي فتكلمت معه وسألته: هل حصل لكم شيء؟ فقال: لم يحصل لنا شيء، لا يوجد إصابات، والجميع بخير.
وبعد حوالي 10 دقائق -وهنا بدأت الشمس بالغروب- جاءت عربتا بي إم بي من طريق ناحية إحسم، وأنا كلمت الشباب على جهاز اللاسلكي وقلت لهم: ابتعدوا عن سور المدرسة. لأنهم كانوا يحاصرون سور المدرسة ولم يقتحموا المدرسة، والعساكر كانوا محاصرين ولم يتمكن الشباب من الاقتحام، ووصلت عربات الـ بي إم بي إلى مكان انفجار العربة الأولى، وعندما شاهدوا الانفجار مباشرة عملوا حركة التفاف وغادروا المكان مباشرة.
وعاد الشباب إلى حصار سور المدرسة، وأثناء غروب الشمس بعد 10 دقائق تقريبًا جاءت حوالي خمس عربات بي إم بي من طريق إحسم وحوالي ست عربات بي إم بي من اتجاه طريق قرية بينين، وأنا اتصلت مع الشباب لأن مكاني كان للمراقبة، يعني أستطيع مشاهدة أي حركة ولكن الشباب بسبب وجودهم ضمن المنازل لا يشاهدون إلا على بعد 100 متر، وأعطيتهم إيعازًا بالانسحاب، لأنه جاءت مؤازرة حوالي 11 عربة بي إم بي، وهنا تقريبًا بدأ يتسلل الظلام، وانسحبنا إلى مكان بعيد عن القرية، 500 متر عن مكان المدرسة، ولكن كنا نشاهد كل شيء.
وتم إطلاق قذائف الـ بي إم بي باتجاه المنازل وبشكل عشوائي بالمئات، واستمر إطلاق النار حوالي ساعتين، وفي هذه الفترة بعد أذان العشاء تقريبًا الساعة 9:30 جاء أحد الشباب من قرية دير سنبل وقال لنا: إن النظام أخذ القتلى والجرحى وقام بإخلاء الحاجز وانسحب من دير سنبل.
وهذه كانت فرحة لا توصف، وذهبنا إلى القرية وكان يوجد شاب اسمه عبسو المحمود -تقبله الله- استشهد في هذه المعركة، وهو كان من المقاتلين، من الثوار المسلحين، وأصيب بطلق ناري في ذراعه، وبسبب مرض الربو الذي يعانيه استشهد، وقمنا بدفن الشهيد، وكسبنا بعض الغنائم من المناظير الليلية وبعض الذخيرة والخوذ والدروع، وكان تحرير القرية وتدمير أول حاجز وأول عربة بي إم بي يتم حرقها في هذا اليوم، وطبعًا كان نصرًا مؤزرًا، وهذا هو الحدث الذي حصل في ذلك اليوم.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/11/09
الموضوع الرئیس
المعارك الأولى في جبل الزاويةكود الشهادة
SMI/OH/104-08/
أجرى المقابلة
إبراهيم الفوال
مكان المقابلة
أنطاكيا
التصنيف
عسكري
المجال الزمني
كانون الأول 2011
updatedAt
2024/03/22
المنطقة الجغرافية
محافظة إدلب-دير سنبلمحافظة إدلب-جبل الزاويةشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
الجيش العربي السوري - نظام
كتيبة شهداء جبل الزاوية