ضرب حواجز نظام الأسد في كفرحايا والبارة وانسحابه من سرجة
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:16:01:01
وفي بداية عام 2012 أصبح لدينا نقطة تحول إيجابية لمصلحة الثورة، وكان يوجد حاجز في قرية كفرحايا وكان قوامه أكثر من 30 عسكريًا، وملاكه يعتبر مستودعًا من الذخائر، وكان قائد الحاجز الرائد هيثم الخليف -تقبله الله- وطبعًا صار يوجد تواصل بين الرائد هيثم الخليف والرائد أبو أسامة الجولاني (حسن إبراهيم)، وكان أبو أسامة الجولاني عندنا في جبل الزاوية جاء إلينا في الشهر 11 (تشرين الثاني/ نوفمبر) إلى جبل الزاوية، وكان موجودًا معنا أثناء دخول الجيش إلى جبل الزاوية، وأثناء دخول الجيش إلى قرية دير سنبل، وحصل تنسيق بينه وبين الرائد هيثم الخليف، وكان يسكن في منزل أبو علي كفرحايا ومنزل أبو نبيل -تقبلهم الله-.
وفعلًا، وضعنا خطة لمداهمة هذا الحاجز بالتنسيق مع الرائد هيثم الخليف، بتاريخ الأول من (كانون الثاني/ يناير) 2012، وفعلًا داهمنا الحاجز وغنمنا أسلحة وذخيرة بشكل كبير، وأسرنا تقريبًا 32 عسكريًا، وحصلت إصابة واحدة فقط، وحصل اشتباك خفيف لا يذكر، وكل الأسرى تم إرسالهم إلى أهلهم، 32 عسكريًا، يعني كل عسكري تم إيصاله إلى مدينته وبلدته وقريته ولمنزله.
الرائد هيثم أعطانا تفاصيل الحاجز بشكل كامل، وأعطانا الكميات، كمية الذخيرة والأسلحة المتواجدة في هذا الحاجز، وأعطانا الوقت المناسب لمجموعة الحرس الموجودين، فهو وضع مجموعة من الحرس من الأشخاص المؤيدين للثورة، وهو تواصل معنا وقال لنا: في هذا اليوم أنا سأضع مجموعة من الحرس. وكان يوجد ضابط علوي ملازم أول في هذا الحاجز هرب وأسرنا البقية حتى نتفادى إطلاق النار، وحصل اشتباك قليل وأصيب عندنا مقاتل واحد، والغنائم كانت كبيرة بشكل كبير، وحصلنا على أكثر من 250 قذيفة آر بي جي، وأكثر من 12 قاذف آر بي جي جميعها جديدة، وأكثر من 20 رشاش بيكيسي، وتقريبًا 12 ألف طلقة بندقية، وتقريبًا 4000 طلقة بيكيسي، وتقريبًا 100 درع و 100 خوذة و 80 مسدس و 60 منظار، وهو كان مستودعًا كبيرًا، وكانت غنائم هذا الحاجز هي نقطة تحول فعلًا. وبعد هذا الحاجز مباشرة بعد عدة أيام قمنا باقتحام حاجز في بلدة البارة.
أبو أسامة الجولاني منذ أن انشق كان موجودًا معنا، يجلس وينام معنا كل هذه الفترة، ومن ثم أبو طه (هيثم الخليف) أيضًا أصبح معنا وكان موجودًا معنا، الرجل انشق وبقي معنا -رحمه الله-.
المنازل البعيدة عن الحاجز تبعد 200 متر، يعني في قرية أبو علي كفرحايا، كان يوجد منزل الشهيد حسن الخليفة، وهو أستاذ، وكنا نجتمع في منزله، فكان هيثم الخليف يتسلل مشيًا من الحاجز بحجة أنه ذاهب إلى الخلاء أو السهرة، وكان يأتي لمدة عشرة دقائق فقط نلتقي به في هذا المنزل ثم يعود.
في فترة عام 2011 بعد دخول الجيش إلى جبل الزاوية من تاريخ 27 (حزيران/ يونيو) حتى خروج الجيش من جبل الزاوية، في شهر رمضان عام 2012 كانت أعداد المسلحين محدودة، يعني لا يوجد عمل عشوائي، وكتيبة شهداء جبل الزاوية هي تقريبًا الكتيبة الوحيدة التي كانت تقوم بأعمال قتالية في جبل الزاوية، وهنا تم تشكيل كتيبة صقور الشام، ولكن كان تواجدها في الريف الشرقي لمعرة النعمان، ولهم بعض الأعمال، وإذا عندهم مشاركات يشاركون وينسحبون، وأما التواجد العسكري الفعلي فكان لكتيبة شهداء جبل الزاوية.
الذخيرة أخذناها إلى عدة مستودعات، ونحن بعد تحرير قرية دير سنبل أصبح لدينا عدة قرى منفتحة على بعضها البعض، يعني قرية فركيا لا يوجد فيها جيش، ودير سنبل لا يوجد فيها جيش، وهذه المسافة الشاسعة بين قرية فركيا ودير سنبل يوجد فيها مغارات وبيوت قديمة، وقمنا بتوزيع هذه الأسلحة والذخائر، ونحن لا نريد تخزينها لمدة طويلة، يعني في جبل الزاوية أصبح يوجد أكثر من 30 حاجزًا منتشرًا في الميل الغربي من جبل الزاوية، والميل الشرقي من جبل الزاوية كانت كلها حواجز، ونحن أعمالنا القتالية كانت كل ساعة وليس كل يوم، كل ساعة كان لدينا عمل عسكري.
بعد هذا الحاجز تقريبًا بأربعة أو خمسة أيام خططنا لحاجز بلدة البارة، وقمنا بإحراق عربتي بي إم بي وأسر 30 عسكريًا، وأيضًا اغتنمنا من هذا الحاجز حوالي 30 بندقية روسية وعشرة رشاشات بيكيسي و6 قواذف آر بي جي، واغتنمنا 80 قذيفة بي إم بي، لأن المدفع الذي انفجر من عربة الـ بي إم بي في حاجز قرية دير سنبل -أول بي إم بي تحترق- تم إصلاحه وتجهيزه وأصبحنا نرمي به فقط برج الـ بي إم بي على أهداف النظام، ونحن وضعناه على عربة متحركة على دواليب بشكل مقطور يمكن قطره بأي سيارة وتثبيته في نقطة ما، ومن خلاله نرمي قذائف الـ بي إم بي.
تمت السيطرة على حاجز البارة ولكن لم نبق في الحاجز، لأنه يوجد أربع حواجز أخرى، يعني المسافة بين الحواجز أقل من 800 متر بين الحاجز والحاجز.
كانت لحظات نصر وتمكين، يعني نحن كنا نكبد النظام خسائر وفي المقابل لا يوجد لدينا شهداء، والنظام كان يرد بالقصف العشوائي على منازل المدنيين ويسقط شهداء من الأطفال والنساء والكبار في السن.
مثلًا يوجد لدينا مقاتلون لا يوجد في حوزتهم أسلحة، وهم يريدون القتال ولكنهم هربوا إلى شرق الطريق أو بقوا موجودين معنا ولا يوجد لديهم أسلحة، وأحد المقاتلين عندما دخل الجيش إلى جبل الزاوية لاذ بالفرار إلى شرق معرة النعمان، وعلم أننا بدأنا بتحرير الحواجز وأعدنا السيطرة على بعض القرى، فمباشرة عاد وانضم إلينا، وهكذا أصبحت الأعداد بازدياد، يعني كل إنسان لديه روح قتالية ولديه الإرادة أصبح يعود بشكل مباشر ويلتحق بصفوفنا.
بعد حاجز البارة بيوم واحد.. كان يوجد حاجز البارة في المساء، وحاجز سرجة في الصباح، ونحن كنا خططنا أن نضرب حاجز سرجة قبل حاجز البارة، اتفقنا مع ثوار سرجة على ضرب الحاجز، ولكن حصل أمر وهو أن الحواجز المتواجدة في سرجة تسربت لهم معلومات أننا نريد اقتحام الحواجز، فاستنفرت حواجز سرجة، ومباشرة تركنا سرجة وذهبنا باتجاه البارة، وضربنا حاجز البارة، والنظام في الصباح في الساعة السادسة بدأ بالانسحاب من قرية سرجة باتجاه معرة النعمان، ونحن كنا نظن أن هذا التحرك العسكري الذي سيدخل إلى محور بينين-حنتوتين-سرجة وهذا أوتوستراد يصل إلى معرة النعمان واسمه أوتوستراد أريحا، ونحن نسميه طريق أريحا معرة النعمان.. كنا نظن أنه في هذا التحرك سيقوم النظام باقتحام قرية دير سنبل من أجل تحرير الأسرى، لأننا أسرنا من بلدة البارة أكثر من 30 عسكريًا، يوجد عندنا أسرى موجودون في دير سنبل، ولكن تفاجئنا بعد ساعة أن رتل الجيش هذا انسحب من قرية سرجة باتفاقية مع أبو عيسى الشيخ (أحمد عيسى الشيخ)، وكان يوجد اتفاق مع أبو عيسى الشيخ على أن يعطيهم الأمان حتى معرة النعمان حتى المواصلات -يوجد منطقة اسمها المواصلات- وقال: أنا بكفالتي لا أحد يطلق عليكم النار. نحن لا يوجد لدينا علم، ونحن زرعنا عبوات في أول مدخل معرة النعمان في آخر قرية حنتوتين، واشتبكنا مع بعض من فلول الرتل، ثم تفاجئنا أن أحد عناصر أبو عيسى قام بإخبارنا أن هذا الجيش نحن أعطيناهم الأمان وقد انسحبوا من سرجة باتجاه معرة النعمان، وفعلًا تمت إضافة سرجة إلى المناطق والقرى المحررة ولم يبق فيها أي عسكري، يعني أصبحت لدينا سرجة أيضًا منطقة لا يوجد فيها جيش.
الأهمية الاستراتيجية عند أبو عيسى الشيخ والمقاتلين الذين معه أن تصبح لديهم منطقة آمنة وهي قريتهم، ولكن الذي ضرنا أنهم لو أخبرونا أنه يوجد انسحاب للجيش ويوجد اتفاق بينهم وبين الجيش كنا وضعنا كمينًا، وكان يوجد احتمال أن لا يصل أي أحد من عناصر الجيش إلى معرة النعمان، لأنه بالتالي معرة النعمان هي مدينة ثورية ولها ثقل ثوري، وليس من الجيد والمستساغ أن نسمح للجيش بالانسحاب من سرجة ويذهب إلى معرة النعمان.. أيضًا معرة النعمان بلد.
المسافة التي قطعها الجيش من سرجة إلى معرة النعمان هي أكثر من 18 كيلومتر، يعني طريق طويل، والطريق جيد ومناسب لعمل كمائن على طول الطريق وتكبيد النظام خسائر كبيرة.
ونحن بعيدون عن الطريق الذي انسحب منه النظام تقريبًا ثلاثة كيلومتر، ونحن كان لدينا في المساء معركة، والساعة الثالثة صباحًا تقريبًا انتهينا من اقتلاع حاجز والسيطرة عليه، وأسرنا 30 عسكريًا، وتفاجئنا الساعة 6:00 صباحًا بمرور رتل على طريق بينين-معرة النعمان، وهذا الطريق بعيد عن قريتنا ثلاثة كيلومتر، ونحن كنا نظن في الصباح أنه هذا الرتل جاء حتى يقتحم قرية دير سنبل، وذهبنا مباشرة للاشتباك مع الرتل؛ لمنع دخوله إلى القرية، ووضعنا بعض الألغام، وحصلت بعض الاشتباكات لمدة ساعة، وجاءنا خبر من قرية سرجة أن هذا الرتل انسحب من قرية سرجة ولا يوجد عنده نية دخول قرية دير سنبل، وأن هذا الرتل قمنا بتأمينه مع جيش النظام، وإيصاله إلى مدينة معرة النعمان، وهذا الكلام حصل خلال أسبوع، يعني حاجز كفرحايا وبعده حاجز البارة، ثم انسحاب الجيش من سرجة، ومباشرة بعدها بأقل من خمسة أيام تقريبًا حاجز قرية المغارة أيضًا.
هذا كان أول اتفاق مع النظام في سورية يحصل في الثورة السورية، وأنا لا أعلم إذا حصل قبله اتفاق أو مهادنة قبله.
نحن قبله قضينا على حاجزين: حاجز دير سنبل وحاجز المغارة وحاجز كفرحايا، ونحن كنا وضعنا خطة لمداهمة هذا الحاجز -كان يوجد في سرجة ثلاثة حواجز- لمداهمة هذه الحواجز والسيطرة عليها، ولكن ما هو سبب انسحاب العناصر المتواجدين على هذه الحواجز المتواجدين في سرجة مع أنه كان لديهم أكثر من 7 آليات مجنزرة؟ والسبب أنه يوجد حواجز تم اقتحامها والقضاء عليها بالكامل.
لا يوجد قصف، والمناطق التي سيطرنا عليها التي كان يوجد فيها حواجز لم يستشهد فيها مدني واحد، يعني كل القصف الذي حصل على قرية دير سنبل أثناء تدمير عربة الـ بي إم بي لم يستشهد إلا مقاتل واحد، ولم يجرح فيها أي مدني أبدًا، وحاجز كفرحايا لم يجرح فيه أي مدني، وحاجز البارة لم تحصل فيه إصابة مع أن البارة عدد سكانها 20 ألف نسمة.
ضمن فترة عام 2011 وعام 2012 لم يكن يوجد عمليات تهجير، والناس لا يزالون موجودين في منازلهم، يعني كان الناس يمارسون أعمالهم بشكل طبيعي، وكان النظام يقصف ولكن القصف لم يكن مرك زًا 100% وكان يستشهد أناس مدنيون، وكان جل الشهداء الذين يستشهدون هم من المدنيين.
بعد حاجز قرية المغارة، طبعًا تم التجهيز له وشارك معنا في هذا الحاجز وهذه أول مشاركة لهم كتيبة صقور الشام، وحاجز قرية المغارة هو موجود من الجهة الشرقية لقرية المغارة ومتاخم لقرية فركيا، يعني يقع بين قرية فركيا وقرية المغارة في المنتصف، وهذا الحاجز كان كبيرًا وكان ملاكه دبابة وعربة شيلكا وأكثر من 50 عسكريًا، وتم الاشتباك مع الحاجز لمدة أكثر من 4 ساعات والسيطرة على الحاجز بشكل كامل، وطبعًا هنا ازدادت قوتنا وأصبح في ملاكنا عربة شيلكا ودبابة والمنطقة تحررت، وأيضًا قرية المغارة هي محاذية لقرية فركيا، وبعد قرية فركيا أيضًا يوجد قرية كفرحايا ويوجد سرجة ودير سنبل، فأصبح يوجد أكثر من خمسة قرى محررة وخالية من الجيش تمامًا.
نحن لدينا منشقون من رماة الدبابة ورماة عربة الـ بي إم بي ورماة شيلكا، نحنا حولنا عربة الشيلكا إلى 4 عربات، يعني أربعة مدافع 23، وكل مدفع كان محمولًا على سيارة، يعني حتى نستغل أكبر عدد، ونحن غنمنا الذخيرة وأيضًا عربة زيل، يعني أصبح في حوزتنا أسلحة متنوعة، وأصبحت أعداد المقاتلين جيدة.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/11/09
الموضوع الرئیس
المعارك الأولى في جبل الزاويةكود الشهادة
SMI/OH/104-09/
أجرى المقابلة
إبراهيم الفوال
مكان المقابلة
أنطاكيا
التصنيف
عسكري
المجال الزمني
كانون الثاني 2012
updatedAt
2024/03/22
المنطقة الجغرافية
محافظة إدلب-البارةمحافظة إدلب-سرجةمحافظة إدلب-دير سنبلمحافظة إدلب-كفر حايامحافظة إدلب-جبل الزاويةشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
الجيش العربي السوري - نظام
كتيبة شهداء جبل الزاوية
كتيبة صقور الشام