الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الفروقات في خطاب النظام بين الداخل والخارج

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:07:48:19

أعتقد أنه كان مُستغرَباً عند الكثيرين أن أقول: إن الأمانة العامة "لإعلان دمشق" بأكثريتها كانت قد حسمت خيارها السياسي مع النظام السوري، مهما زعم هذا النظام السوري بأن لديه مصداقية، وأنه يستطيع أن يقنع السوريين بخطابه. فبالإضافة إلى تميّز خطاب بشار الأسد في 30 آذار في مجلس الشعب بمظاهر شعبوية لمحاولة عدم النيل من بشار الأسد بالذات ومن عائلة الأسد فإنه حاول أن يستخدم العصا والجزرة، ووجه اتهامات لأحداث معينة بأنها طائفية وفيها قوى خارجية، واستمرّ النظام بهذا إلى الآن، [ومضمونه]: إن هناك مؤامرة خارجية، وإن الدول كلها تتأمر عليه. والنظام لا يقتنع، أو أنه يدرك ذلك في داخله، ولكنه لا يريد تصدير خطاب [يقول فيه]: إن الشعب ضدي، وإنه ثار؛ لأنه يريد حرية. وإن هذا الشعب الذي خرج في المظاهرات والاحتجاجات في عام 2011 لم يخرج بأموال قطرية أو سعودية، ولم يخرج بضوء أخضر تركي، ولم يخرج بضوء أخضر أمريكي أبداً، والدليل على ذلك أن النظام السوري حتى انطلاق الثورة السورية كان يتمتع بعلاقات إيجابية وجيدة مع كل هذه الأنظمة، بما في ذلك قطر، والسعودية، والإمارات، وتركيا، وأمريكا. لأنه مما عُرف عن النظام السوري بشكل دائم أنه يقمع الداخل، ويصل إلى حلول وسط أو دون الوسط مع القوى الخارجية أو الإقليمية؛ لأنه هشّ من الداخل، وليس لديه إلا القوة الأمنية المخابراتية التي يستطيع من خلالها تخويف وقمع الشعب السوري الذي لا يملك شيئاً أبداً إلا أجساد أبنائه مقابل أن يواجه أي قوة إقليمية أو دولية بتهديدات.

ذكرت سابقاً في 1998، عندما هدّد القادة الأتراك باجتياح شمال سورية، إذا لم يُخرِج النظام عبد الله أوجلان، ولم يساعد على تسليمه فسوف يجتاحون شمال سورية، ويجتاحون مدينة حلب، ولكن حافظ الأسد رضخ للمطالب التركية، ووقع اتفاق أضنة الذي سمح للقوات التركية والأمنية بالتوغل ضمن الأراضي السورية مسافة خمسة أو عشرة كيلو مترات؛ لملاحقة العناصر الإرهابية في العرف التركي، ورضخ نظام حافظ الأسد للمطالب التركية. هذا كان أولاً، أما ثانياً- وبشكل سريع وعابر، بعد اغتيال الشهيد رفيق الحريري، وعندما تعرض إلى ضغوط دولية وإقليمية بضرورة انسحاب الجيش السوري من لبنان، بعد بقائه في لبنان ما يزيد عن 30 سنة، انسحب النظام السوري خلال شهرين. وهذا يعطي مؤشراً إلى أن النظام السوري ليس لديه القدرة على أي مواجهة إقليمية أو خارجية جدية، وخاصة إذا كانت مرفقة بتهديد عسكري، فإنه يقدم تنازلات، ولكن بالنسبة لشعبه لديه استعداد أن يرتكب كل الجرائم التي ارتكبها وأكثر منها، ولكنه لا يقدم تنازلات. وانا أقول دائماً: إن النظام السوري دخل معركة مع الشعب السوري إما قاتل أو مقتول، لا يوجد خيار ثالث، إما الشعب يقتل هذا النظام، وخاصة عائله الأسد، أو النظام (عائلة الأسد) سيتمكنون من الشعب السوري.

أعتقد أن حالة الاحتقان والفهم السياسي وحتى في العمق الاجتماعي للشعب السوري الذي قد لا يملك هذا التحليل، ولكن كان يحس به، ويعرفه، ويستطيع أن يستنتجه، وهو: أن هذا النظام مجرم وقاتل، وهذا النظام يفعل كل شيء ولا يهتم لأحد. هذه القناعة كانت موجودة حتى في أول أيام الثورة، وكانت هناك نقاشات في مدينة حلب تحديداً مع زملاء وأصدقاء، كانوا يرون أن لديّ نظرة تفاؤلية بأن النظام لا يستطيع أن يرتكب ما ارتكبه في الثمانينات؛ لأن العالم تغيّر، والإعلام تغيّر، والنظام تحت الضوء، ولا يستطيع أن يذهب في قمعه، ولا يشعر بردود أفعال المجتمع الدولي.

أعتقد أنني لم أكن دقيقاً أو صائباً في رأيي مائة بالمائة، وارتكب النظام جرائم كثيرة، وتأخرت ردود الفعل الدولية، وخاصة موقف إدارة أوباما الذي كان مخزياً ومشيناً؛ لأنه خلال ست سنوات، ورغم كل شيء حصل في سورية، وهو يعرف ذلك، وتم وضع كل شيء على طاولته، رغم كل المجازر وآخرها مذبحة الغوطة التي استخدم النظام السوري فيها السلاح الكيماوي، في تاريخ 21 آب 2013، وكان هناك 1400 شهيد من المدنيين، كان أغلبهم من النساء والأطفال، وهم نيام. لا أستطيع أن أفهم أن هذا الرئيس الذي يزعم أن والده كان مسلماً، وكان لقبه أبا حسين، وكان والده مسلماً، وهو الرئيس المثقف وصاحب القيم والخطيب، وكان ساحراً في "الكاريزما" (القدرة على التأثير في الآخرين) التي يمتلكها، ولكنه بقي ست سنوات، وهو يتغاضى عن إجرام بشار الأسد، ثم عن إيران لاحقاً ومن بعدها روسيا، وأعتقد أن هذا الرئيس ترك انطباعاً سلبياً عن الولايات المتحدة الأمريكية، ولكننا في الوقت نفسه (أنا وأكثر السوريين) كنا مقتنعين بأن الثورة ستنتصر، وسيسقط النظام.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/10/27

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي في مدينة حلب

كود الشهادة

SMI/OH/86-10/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

2011

updatedAt

2024/04/07

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة