التضييق الأمني للنظام على مدينة حلب وتخوفه من اشتعال الثورة فيها
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:05:35:10
مع انطلاقة الثورة في سوريا بشكل عام، وأسلفنا سابقًا ما حصل في درعا مؤخرًا أو في بداية الثورة السورية، تم هذا الحراك، وكان هناك حراك غرائزي في قلوب معظم السوريين الأحرار الذين رأوا بصيص أمل بأنَّنا نستطيع أن نفعلها، ونسقط نظام الأسد. وطبعًا، ينتهج الأسد سياسة القمع على غرار دول المحور (دول الممانعة) ضد الشعب السوري، وهناك تجربة سابقة في عام 1980، وكانت بداية ثورة سورية؛ فحولها النظام إلى صراع على السلطة بينه وبين حزب "الإخوان المسلمين"، وتم تدمير مدينة حماة وقتل الكثير من السوريين وتغييبهم في السجون. فهناك تجربة سابقة، وكما أسلفت في حديثي: إن معظم السوريين كانوا مدركين همجية ووحشية هذا النظام، وهذا الذي أدى إلى صعوبة تفكير الناس في الحراك ضد هذا النظام.
في مدينة حلب، في بداية الشهر الثالث (آذار/ مارس) أو منتصف الشهر الثاني (شباط/ فبراير) تم الكتابة على جدران في المدينة الصناعية في "الشيخ نجار": "إجاك الدور يا دكتور". وهذا أثار حفيظة النظام، والنظام أصلًا كان قد استقدم احتياطات وتعزيزات أمنية، وكانت ملحوظة، وأي مواطن حلبي لاحظ ازدياد عدد السيارات وظهور سيارات غريبة بلوحات غريبة عن مدينة حلب، وكلنا نعرف أنَّ اللوحات يكتب عليها اسم المحافظة، وكان هناك عدد واضح -رغم العدد الهائل من السيارات في مدينة حلب- من السيارات الغريبة عن البلد، و كنا نحن المهتمون فقط بموضوع كيفية التحرك في الثورة، كنا قد لاحظنا هذا الشيء أكثر من باقي فئات الشعب غير المهتمة، وكان هناك انتشار غير منطقي، مثلًا: في الشتاء البارد يصعب أن ترى أشخاصًا موزعين في زوايا معينة على بلا سبب وبدون تجمع (مقابل). وكان هناك انتشار للأشخاص والعناصر الأمنية، وهذا واضح لأي إنسان لديه بعض المعلومات والمعطيات عن النظام، ويعرف عقلية النظام، وكيف يفكر، وكنت أحد الأشخاص الذين لاحظوا هذا الأمر، وتشاورت مع بعض الأصدقاء في البدايات، وكان الكثير مثلي يلاحظون هذا الأمر، وكانت هناك استعدادات كبيرة لقمع الثورة في مدينة حلب.
وطبعًا، نرجئ الأمر؛ لأننا عايشنا الثورة الليبية، فمما أسهم في انتصارها السريع على نظام القذافي هو سيطرة الثوار على مدينة تعتبر المدينة الأولى أو الثانية في ليبيا، وهي: بنغازي. وكنا نتناقش في حواراتنا كناشطين بين بعضنا، أو عندما يكون الناس مجتمعين على أننا سنتحرك، فنتناقش، ونذكر أنَّ مدينة دمشق قد تكون عصية جدًا؛ لأنها العاصمة، ولكن قد تكون مدينة حلب على غرار بنغازي الليبية ومنطلقًا لانتصار الثورة السورية. وهذا التفكير كان موجودًا لدينا، وبالمقابل كان موجودًا في ذهنية النظام وعقليته ضرورة الحفاظ على مدينة حلب من السقوط بأيدي الثورة السورية، هذا أدَّى إلى صعوبة الحراك الثوري في المدينة، وطبعًا، هنا شهدت محافظة حلب حراكًا على مستوى الريف الغربي والشمالي، شهدت أرياف حلب بشكل عام حراكًا، كان ذا زخم أكبر من المدينة، كمدينة يقطنها أربعة ملايين، فكانت هذه بداية الحراك والنشاط، كنا نقوم بمظاهرات تكون صغيرة نوعًا ما مقارنة بحجم المدينة، وهذا الأمر كان يعكس صورة منطقية وعملية؛ لأنَّ البعض كان ينتقد مدينة حلب؛ لأنَّ الزخم فها ضعيف، وهم لا يدركون الحالة الأمنية، من المؤكد أن النظام لن يضع قوته واستطاعته الأمنية في قرية حدودية غير مؤثرة عليه كنظام حكم، وهم غير مدركين للحالة الأمنية وسطوتها في المدينة، حتى إن الاعتقالات كانت تتم عبر أعين النظام، فبمجرد تبادل أطراف الأحاديث عن الحراك أو عن "الربيع العربي" كان ذلك يؤدي إلى اعتقال بعض الأشخاص، وكما يقولون: شد أذنهم (تأديبهم).
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/12/27
الموضوع الرئیس
الحراك السلمي في مدينة حلبكود الشهادة
SMI/OH/146-03/
أجرى المقابلة
خليل الدالاتي
مكان المقابلة
اعزاز
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2011
updatedAt
2024/08/09
المنطقة الجغرافية
محافظة حلب-مدينة حلبشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
جماعة الإخوان المسلمين (سورية)