الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

بدايات انطلاق المظاهرات في حلب

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:10:10:02

أما بالنسبة للأحزاب، ففي بداية انطلاقة الثورة السورية في 2011، بدأت الثورة السورية عبر حوارات عائلية، وهذا يعرفه كل السوريين حتمًا. فالعوائل المهتمة في سوريا بالشأن العام دارت حوارات بين أفرادها ما بين موالٍ للنظام ومعارض للنظام، وصارا فريقين ضد بعضهما، وما بين أحد يخاف من النظام على أولاده ومعارضين للنظام، بدأت الحوارات بهذا الشكل، ودارت عندنا في البيت مثل هذه الحوارات، وبالنسبة لوالدي لم يتبناه؛ لأنه في الأصل كان يتبنى حزبًا معارضًا لحزب البعث أو منافسًا. لم تكن هناك حالة التبني للنظام كنظام حكم، ولكن كانت لديه حالة تبنٍ لما يسمى: "تيار المقاومة والممانعة"، وهذا كان موجودًا عند معظم السوريين عبر الضخ الإعلامي للشعب السوري، وتذكرون كيف هتفنا لحزب الله أو المقاومة يومًا ما، وهذه الخديعة التي عاشها الشعب السوري بشكل عام. ومثل أي بيت وأي عائلة صارت هناك خلافات وسجالات وإلى آخره، إلى أن تتطور الأمر إلى ما يشبه التحدي. أذكر أن والدي وصل إلى مرحلة -كان في البداية يناقشنا على شكل حوار سياسي-[كبيرة] من الخوف، والمفارقة أن الجيل السابق الكبير كله يعلم بطش النظام، يعلم بطش نظام حافظ الأسد وجبروته، ولكنه لم يستطع أن يكون مؤيدًا لجيل الشباب الذي يريد أن يخرج في الثورة السورية؛ لأن قسمًا كبيرًا كان يخاف على أبنائه، فنتيجة خوفه كان لديه رد فعل غريب، حيث ذهب، وأخبر عنا (أنا وإخوتي الثلاثة) مخفر الشرطة: إنَّ هؤلاء لديهم أفكار ضد الدولة وما بمعناه. وحدثت هذه الأمور في تاريخ 25 (آذار/ مارس) 2011.

وتم اعتقالنا من قبل قسم شرطة، وتحويلنا إلى فرع الأمن السياسي، والأفرع الأمنية في مدينة حلب لم تكن لديها بعد تعليمات أو برنامج لكيفية التعامل مع أي حالة من تلك الحالات، وأخذوا أقوالنا بشكل سريع في فرع الأمن السياسي، وحولونا إلى القضاء، ولم يكن هناك شيء اسمه قانون تظاهر، وكانت هذه الأحداث في 25 (آذار/ مارس) 2011، وكان توقيفنا بتهمة “تحقير النظام” وعُرضنا على القاضي، وتم تركنا معتقلين لمدة ثمانية أيام. حين خرجنا كنا قد استثمرنا تلك الأيام الثمانية في المعتقل والسجون، وتحاورنا، وتناقشنا مع أشخاص، وتعرفنا على أشخاص كان لديهم استعداد أن.. وخرجنا، وبدأت المظاهرات. وكان هناك تيار أو بعض الأشخاص المحسوبين على الحزب الاشتراكي (جماعة منجونة) وكانت لهم أسبقية -من أجل الأمانة في النقل والتاريخ- كانت لهم أسبقية في المساهمة في الأعمال الثورية والتنسيق من أجل المظاهرات.

 التقينا، وحدثت عدة لقاءات مع عدة أطراف، و[أعضاء] الحزب الشيوعي حين سمعوا بالاسم (خالد صبحة) تواصلت معي مجموعة من الحزب الشيوعي الذي يتبع لقدري جميل، وكنت عندها فاقدًا كل المعلومات والمعطيات لما آل إليه الحزب الشيوعي، وطلبوا مني جلسة حوارية، وكان الموعد في منطقة الشيخ مقصود، وجلست مع ثلاثة إخوة، كان أحدهم أستاذ رياضيات على ما أظن، لا أذكر الأسماء، وتم الحوار معي، وكان ذلك في الوقت الذين كانوا قد أصدروا فيه جريدة باسم: "قاسيون"، أهدوني العدد، وأنا في الجلسة وجدت صورة الشيخ العرعور، حيث كانت هذه الجلسة متأخرة قليلًا، كانوا قد تبنوا قضية التهكم على الشيخ العرعور وطريقة تحريضه للشعب السوري في المقالة، في جريدة "قاسيون"، وطلبوا مني قائلين: يجب أن نتعاون معًا. وهم يحاولون تحقيق أسهم لصالح الحزب الشيوعي لأنَّه ذو قاعدة شعبية، وهو يقوم بحراك، وهم يستثمرون الأمر، فكان ردي هو: أنتم كجماعة لن أكلمكم في شيء عقائدي أبدًا، أنتم يجب أن تعملوا في السياسة، وأنت تريد أن تحرض الشعب، وإذا كنت متبنيًا رواية النظام بغض النظر عن موقفي ووجهة نظري تجاه الشيخ العرعور في حينها. قلت لهم: إذا كنت متبنيًا رواية النظام كاملة عن أحد يُعتبر حاليًا أكبر رموز الثورة أو محرضي الثورة السورية، إذا كنت متبنيًا رواية النظام كاملة فكيف ستقنعني، أو تقنع الشارع بأنك ثائر ضد النظام؟ وكانوا قد تبنّوا نظرية تشبه نظرية خالد عبود، كانوا قد تبنوا نظرية الحزب الشيوعي، والنظرية التي ترى أننا نتبنى انشقاق الهرم بشكل عامودي وليس بشكل أفقي. في النهاية، اضطروا لأن يتنازلوا عن طريق بيع القيم والأخلاق؛ لأنَّهم يريدون موادًا إعلامية، وفي حقيقة الأمر، كنت أظنهم جماعة يريدون أن يعقدوا صفقة مع النظام، ويعملون معه بهذا الشكل.

إلى هذا التاريخ، وبعد أن تركت الحزب الشيوعي في سنّ مبكر، حين صرت في بداية العشرينيات، تحولت من شخص يتبنى شيئًا من الإلحاد إلى شخص رزقه الله الإيمان، وصرت أحفظ القرآن وكذا، وتبنّيت الحالة السلفية بشكل فطري بدون معلم وبدون شيخ. وكنت أنظر-سنتطرق هنا للحديث عن رجال الدين في سوريا- إلى رجال الدين الموظفين في الأوقاف السورية، في المساجد وإلى آخره بأن [أفكارهم] جميعها مضللة، ولا تسعى لترسيخ الإسلام، وكل أحاديثهم في أمور عمومية، لا تغني ولا تسمن من جوع، [يتحدثون] عن أمور تشريعية تفصيلية لها علاقة بنقض الوضوء و وتضليل الشعب وبعده عن أصل الرسالة، وهو إحقاق الحق وإبطال الباطل أو إن صح التعبير هو ما ذكره رب العالمين: «لا إكراه في الدين قد تبيّن الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها» وهذه [الآية] في سورة البقرة، فالكفر بالطاغوت الذي يجب أن يكون من أساس التعليم، وحتى أن الكفر بالطاغوت يسبق الإيمان، وهو من أسس تعليم رجال الدين، وهذا كان مستبعدًا نهائيًا، وكانوا أدوات مستخدمة لدى نظام الحكم قطعًا، ولذلك كان لدي رد فعل بألا أستقي معلومات عن دين الإسلام من هؤلاء، وكان لدي حالة [تدفعني] لأن أقرأ القرآن، و أحفظه، وأراجع الاحاديث، والحمد لله. فعندها أخذت اللون السلفي الفكري، وكنت أتفاعل مع الحركات الجهادية، وأسمع أخبارها الموجودة في أفغانستان أو العراق أو غيرها كأي مواطن مسلم عربي. لكن كان لدي تحفظات عن الحركات الجهادية وممارساتهم، وكانت لدي حالة من الوعي مختلفة شيئًا ما بحكم أنني مارست عملًا سياسيًا، وتبنّيت اللونين، وهذا يعطيك حالة من التفكر بشكل أوسع وأكبر.

انطلقت الثورة السورية، وبدأنا ننسق مع الشباب الذين تعرفنا عليهم في التوقيف (الاعتقال) الأول، ونقوم بمظاهرات بغض النظر عن حجمها وفعاليتها وإلى آخره وبغض النظر عن المنطق بشكل عام، وأكثر المتفائلين في سوريا لا يتوقع أنَّ الشعب السوري يستطيع أن يخرج ضد نظام الأسد، ولا سيما أن النظام متجذر ومُورِث سلطة بقوة جذوره.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/12/27

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي في مدينة حلب

كود الشهادة

SMI/OH/146-02/

أجرى المقابلة

خليل الدالاتي

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2011 آذار

updatedAt

2024/08/09

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-مدينة حلب

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

حزب الله اللبناني

حزب الله اللبناني

حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي في سورية

حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي في سورية

حزب الإرادة الشعبية - اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين

حزب الإرادة الشعبية - اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين

الحزب الشيوعي السوري - بكداش

الحزب الشيوعي السوري - بكداش

الشهادات المرتبطة