الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

بداية الانقسامات في تنسيقية الكسوة وأسبابها

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:10:44:22

بعد هذه المظاهرة ظهر أنه يوجد حاجة للتنظيم بشكل أكبر بين الشباب، لأنه بدأ التواصل من جهات سياسية خارجية مع تنسيقية الكسوة، وأنا أذكر في هذه المظاهرة بالذات في 22 نيسان كنت أهتف على الدوار الكبير، وكان يوجد شخصان غريبان عني، ولكن كانا منفعلين جدًا معي، وعندما رجعت إلى البيت وانتهيت اتصل بي أحد الأقارب فقال لي: يوجد ناس يريدون رؤيتك. وذهبت إليه فوجدت هذين الشخصين، كانا مرسَلَين من مجموعة حتى يبحثوا عن تواصل مع الحراك في الكسوة ولكن على الأرض وليس على الفضاء الإلكتروني، يعني بطريقة مباشرة، فتواصلوا معي وعرفوني عن أنفسهم أنهم مجموعة سياسية كانوا يعملون على اسم ائتلاف لجان الثورة -غير لجان التنسيق المحلية- كانوا يسمون أنفسهم ائتلاف لجان شباب الثورة، طبعًا لم يستمر هذا الاسم، وهم مجموعة أشخاص كانوا يفكرون بتأسيس قيادة سياسية داخل سورية، طبعًا لم ينجح الموضوع مع الوقت. وأنا لم يكن لدي مشكلة، وقلت لهم: أنا لا أستطيع، يوجد أشخاص يعملون على هذا الموضوع. وأنا كنت أبتعد قليلًا عن الموضوع السياسي أو التواصل مع أحد سياسيًا، لأنني كنت مهتمًا أكثر بتنظيم الحراك على الأرض وعدم فلتانه بشكل غير جيد، فكان يوجد أشخاص ظاهرون في التنسيقية أن لهم ميولهم السياسية، وأنهم يريدون أن يشتغلوا بالسياسة أو يكونوا ممثلين في السياسة، لديهم تجارب سابقة في العمل السياسي ولم ينجحوا به قبل الثورة، وممكن الآن يستفيدون من خبراتهم أو من الثورة.

هذه أحد المجموعات التي تواصلت معي بشكل مباشر، وأنا لم أتعامل مع الموضوع بشكل كبير، ولكن فيما بعد اضطررت أن أكون لأنهم طلبوا مني شبابًا في الكسوة أن أتابع الموضوع حتى أعرف الوضع، فأصبحت أذهب إليهم في زيارات، ولم يستطيعوا أن ينجحوا في هذا الموضوع بسبب خلافات ضمن هذا الائتلاف، فانتقلوا لتشكيل شيء أوسع اسمه اللقاء الوطني لقوى الثورة السورية، وكانت لديهم مشكلة أنه يوجد تواصل على الأرض ويوجد حركة قوية، ففي يوم من الأيام اجتمعنا في برزة من جميع المحافظات، وكان يوجد ناس فاعلون حتى من الرقة، وتمّ البحث مع الرقة عن كيفية المساعدة لخروج مظاهرات بعد زيارة بشار الأسد، أن تخرج مظاهرة كبيرة تُثبت وجودها، وهذا الكلام في آخر شهر نيسان، طبعًا العمل لم ينجح في هذا الاجتماع، وفي الاجتماع قرروا أن يذهب محمد القداح في وقتها مع شخص آخر حتى يزوروا الرقة ويقدموا ما باستطاعتهم كخبرة من درعا ومن ريف دمشق وكيف المظاهرات تخرج بشكل كبير، وتابعوا الموضوع على هذا الأساس. طبعًا هذا اللقاء الوطني لم ينجح لأنه كان مبنياً على الأرض كعلاقات، ولكن لم يكن مؤسِّسًا لعلاقات مع الإعلام والخارج للفكرة التي بعد بناء هذا اللقاء، يعني ماذا بعد؟ وكيف سيتعامل سياسيًا؟ فكان يوجد ضعف في هذا الموضوع، وبالتالي لم ينجح الموضوع ولم يكن لديهم حركية كبيرة.

ضمن التنسيقية المكونة من 13 شخص كان يوجد مجموعة منغلقة على نفسها تقوم بترتيب بعض الأمور بدون إطلاع الآخرين عليها، ولديهم أسبابهم (ذكروها فيما بعد)، وحتى عندما كان يوجد صفحة للتنسيقية على الإنترنت على فيسبوك لم نكن نعرف من هو صاحبها، وكنا نبحث ونقول: من الذي ينشر عليها؟ أنه يجب أن تكون هناك علاقة بيننا وبينه، [وغير مقبول ما يجري].. وفيما بعد تبيّن أنه المهندس أحمد عبلة، هو جزء، وهو لديه تنسيقية، وهو الذي يديرها ويستقبل إيميلات عليها، وهو كان أحد الأشخاص من التنسيقية، وكان هو يحاول أكثر أن يمثّل سياسيًا.

وأيضًا ضمن التنسيقية كان موجود أشخاص يوجد تواصل بينهم وبين مجموعات إسلامية، وشكّلوا ما يُسمى تجمع أحرار دمشق وريفها، وعندما انتشر هذا الاسم في الكسوة هنا حصلت بعض الخلافات وبدأت المشاكل، لأن الموضوع خرج من يد الناس التي تقوم بالمظاهرات وصارت تشاهد اسمًا يُكتب، يعني بدل أن يكون أبطال الكسوة أو أحرار الكسوة أصبح يوجد شيء اسمه "تجمع أحرار دمشق وريفها"، يعني من هم هؤلاء؟ وأصبح ضمن التنسيقية سؤال هو: من هؤلاء؟ نحن لا نعرفهم. حتى أشخاص التنسيقية قالوا: من هؤلاء؟ وفيما بعد تبيّن أنه يوجد مبالغ مالية بدأت تُقدَّم لأجل كمبيوترات وكاميرات للتصوير من قبل التجمع.

التجمع تبيّن فيما بعد أنه عبارة عن حالة أسسها الدكتور عماد الدين رشيد، وأنا كنت من الناس المعترضين على التجمع في ذلك الوقت، لأنني لست مع الانقسامات ضمن كل مدينة، كنت أؤيد أن ننتظر ويكون هناك حالة عامة تجمع كل السوريين في كل المحافظات، ونشجّعها ونؤيّدها وننضمّ لها، وللأسف فعلًا بعد فترة أصبح هناك نزاعات، لأنه ظهر تجمع آخر أيضًا في دمشق وريفها اسمه تجمع أحرار الكرامة، واختلفوا وبدأوا يتقاتلون ضمن المظاهرة، وكان تجمّع أحرار دمشق وريفها واضحًا برسالته أنهم يريدون مشروعًا إسلاميًا، وبدأ هنا يدخل موضوع أن هذا علماني وهذا إسلامي في المظاهرات في الكسوة، لدرجة أنه أصبح هناك كلام على أن هذا يجب أن نتخلص منه، فهذا يتكلم بالديمقراطية، وهذا كافر ومرتد.. وهذا بدأ تقريبًا بعد منتصف شهر أيار، وتعمّق أكثر في بداية رمضان في شهر آب ووصل إلى مرحلة كبيرة.

وعندما بدأ هذا الموضوع  وبدأ الخلاف يكبر، وكان في بداياته، فدَعَونا إلى اجتماع سميناه اجتماع المزرعة، حيث اجتمعنا في مزرعة -نحن التنسيقية- دعَونا بعضنا وفعلًا ترتب في أحد المزارع وذهبنا واجتمعنا بشكل كامل جميعنا وفتحنا كل التخوفات وكل شخص لديه سؤال أو هاجس معين فتحه أو معلومة مثلًا لا يعرفها الآخرون قمنا بفتحها، وهذا كان بعد 20 نيسان، وقررنا حتى لا يكون هناك خلافات أن نوزّع المسؤوليات على مبدأ مكاتب، كل شخص مسؤول عن موضوع معين ومعه مجموعة من الأشخاص تتابع معه هذا الموضوع، فقمنا بتقسيم العمل على الملف الإعلامي وملف التواصل السياسي الخارجي وملف التواصلات المحلية، أي أصحاب النفوذ وأعيان المدينة والشخصيات والعائلات، وملف تنظيم الحراك المدني في الداخل، وملف تأمين الأمور اللوجستية أي المالية. ومن كان يعمل في الكسوة فقط التنسيقية، ولكن كان كل شخص في التنسيقية يوجد معه مجموعة، يعني يوجد 4 أو 5 أشخاص - من ضمنهم أنا - مجموعة تنسق معهم بشكل كامل، وهو يعتبر منتدبًا عن التنسيق على هذه المجموعة، فاتفقنا ووزعنا المهام وتمّ تكليف شخصين، يعني واضح أنهم كانوا مختلفين دائمًا لأنهم يحبون التمثيل السياسي، فوضعناهم مع بعض لأجل التمثيل السياسي، وأنا أصريت أن أكون فقط في موضوع تنظيم الحراك على الأرض بالإضافة إلى أن أساعد في البيانات التي تصدر على الإعلام، بمعنى أن أي خبر معين لا يخرج بدون أن أطلع عليه، وطبعًا تمّ تسليم الموضوع الإعلامي لشخص آخر، وتوزعت المهمات. وفعلًا في الفترة الأولى التزمنا بها بشكل جيد، ولم نكن ننظر إلى ما يفعله الآخر أو نتدخل به، ولكن كنا نطلع ونعرف التفاصيل، وفيما بعد جاء مبلغ للتنسيقية قيمته 500 ألف ليرة سورية، وكان مبلغًا كبيرًا، وجاءت مجموعة من الكمبيوترات والكاميرات، ولم يتمّ إعلام أعضاء التنسيقية بها، وتمّ التصرف بها، وجاءت لبعض الأشخاص عن طريق التنسيقية، ولكن استلمها بعض الأشخاص وعملوا عليها على تأسيس مجموعاتهم في الكسوة، وكان مصدرها الشيخ عماد الدين رشيد. لم نكن نحن كثيرًا ندقق على الأسماء كأشخاص ولكن الآلية، وبدأت تختلف اللافتات وبدأنا نعاني في الشارع أنه يوجد شخص ما يحاول إبعادنا أو يقصينا نحن الذين بدأنا في الحراك، ويصدِّر شخصيات جديدة غير مثقفة، يعني شخصيات واضح أنها تتعامل معنا بطريقة إقصائية، وبدأ الإحساس بقيمة المال فما يمتلكونه لا نمتلكه نحن فنحن نمتلك أدواتنا فقط.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/10/05

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي في الكسوة

كود الشهادة

SMI/OH/47-09/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

نيسان - أيار 2011

updatedAt

2024/05/04

المنطقة الجغرافية

محافظة الرقة-محافظة الرقةمحافظة ريف دمشق-الكسوة

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

تجمع ثورة أحرار الكرامة

تجمع ثورة أحرار الكرامة

تنسيقية الكسوة

تنسيقية الكسوة

تجمع أحرار دمشق وريفها

تجمع أحرار دمشق وريفها

اللقاء الوطني لقوى الثورة السورية

اللقاء الوطني لقوى الثورة السورية

الشهادات المرتبطة