الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

أسلمة الثورة في الكسوة وحملات التجييش

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:07:02:16

في هذا الوقت، كنا نبحث الموضوع من جهتين، أنه أي نقاش يمكن أن يسبّب توترًا ينتقل إلى الشارع ويصبح فوضى وفتنة تنتشر بين الناس، وفي نفس الوقت نحن كأشخاص يوجد لدينا تخوّفات من المستقبل أنه ماذا يُرسم في هذا الحراك؟ وخاصة أننا كنا نرى ونعاني في الشارع فعلًا أنه يوجد حرب على مجموعة من المثقفين ظهرت أسماؤها.

نحن في البداية لم نكن نعرف الذين يحاولون أن يحاربونا ويُقصونا في هذا الموضوع، وخاصة عن الشارع، وكان يوجد شعور لدى الناس أنه: لماذا لم تعد تشارك كثيرًا؟ من هؤلاء الأشخاص الجدد الذين يهتفون؟ وتغيّر نمط الهتافات وأصبحت هتافات تُعتبر سلبية قليلًا، يعني على مبدأ العراضات.. مثلًا: نهجم ع الدبابة بخنجر.. الخ، وفعلًا كل هذه الهتافات بدأت تتغير، لم نعد نشعر بوعي في الهتاف، وغير متاح لنا كثيرًا أن نشارك، فالعراضات الشامية أصبحت تتحوّل إلى هتافات ثورية، وهي مناسبة أن تكون موجودة، لأنها تكسب الناس وتحبب الناس بالمظاهرة، ولكن المشكلة أنها أصبحت جميعها عبارة عن.. [عراضات]، إضافة إلى خطابات أخذت ميولًا أكثر للمواضيع الإسلامية و"حكومة إسلامية.. وبدنا دولة إسلامية".. وكان يوجد مثل تلك الخطابات في الشارع للأسف في ذلك الوقت، وكان يوجد عدم وعي لدى الناس.

يعني كان شعارنا "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، وهذا كنا نقوله في طبيعة الحال كمجتمع، ونحن لا نهرب منه بالتأكيد، ولكن عندما يُكتب بطريقة وتُكتب لافتة كبيرة وواضحة بهذا الموضوع، حتى أنه كان يتمّ رفع لافتة سوداء مكتوب عليها بالأبيض في ذلك الوقت، وكنا نعترض عليها، ولكن اعتراضنا كان حذرًا، فكنا نعترض عليه في بيئة خاصة وفي جلسات خاصة، ورغم ذلك كان يُسرَّب للناس أن هذا معترِض على "لا إله إلا الله". ولم تكن [المعلومة] تنتقل بشكلها الصحيح، بل كانت تنتقل على أنك ضد الدين وضد الإسلام وأنت تكفر، ولم تكن تنتقل بمنظور سياسي للأمر. وكان يتمّ التجييش بشكل كبير حتى على الصفحات، فيوجد بعض الصفحات تمّ إنشاؤها حتى تتهمنا بأننا دعاة الديمقراطية وكفار ويساريون وعلمانيون، وكان يوجد الكثير للأسف أوصاف، وأنا لم أهتم بها كثيرًا لأنها لا تؤثر علي بشكل كبير كشخص أو تواجد، ولكن كانت توحي لشيء مخيف في المستقبل، وهذا بدأ معنا في شهر أيار، [وتحديداً] هو بدأ في أواخر شهر نيسان، ولكن أصبح أقوى في أول رمضان في شهر آب، ولكن في السياق هكذا بدأ.

كان يوجد مجموعة يقودها شخص فيما بعد أسّس فصيلًا إسلاميًا، وهو رفاعة عبد الفتاح أبو إسلام، وكان معنا في نفس المجموعة للأسف، وكان شابًا لديه مجموعة تتبع له بشكل جيد، ولكن كانت لديه وجهة نظر معينة كان يقولها لنا أن سورية مشروع لن نسمح أن يضيع من يدنا، ولن نقبل بأي أحد غير إسلامي. كان يوجد لديه جهل، وأنا أتوقع أنه جهل، ووصل إلى يده المال، وفيما بعد تفاجأنا أن هذا المبلغ اشترى به سلاحًا كبيرًا وتجهّزت به مجموعات، وتمّ تشكيل -في وقتها- نواة كتيبة الصحابة في الكسوة وداريا والمعضمية.

والذي حدث أن الذي خفّف تصاعد هذا الأمر في نهاية شهر نيسان هو الحملة التي قام بها النظام لأول اعتقالات في الكسوة، في 25 نيسان اتصل بنا أحد شباب التنسيقية وقال: مطلوب أن نجتمع بشكل ضروري. كان في وقتها قبل المغرب بنصف ساعة، وطلب منا أن نتوجّه إلى منزل أهل أحد الأشخاص الموجودين معنا في التنسيقية، وذهبنا وانتظرنا نصف ساعة، ثم جاء وقال إنه جاءه خبر حيث أرسل له مسؤول له علاقة بالدولة أن اليوم إذا تمّ قطع الكهرباء والاتصالات فمعناه أنه يوجد حملة اعتقالات ويجب أن تهربوا. وبدأنا نفكّر بالموضوع وماذا يجب أن نفعل إذا حدث هكذا؟ وبعد ربع ساعة أو نصف ساعة تمّ قطع الكهرباء، وبدأنا نتصل ببعض الناس لنحذّرهم، ولكن انقطعت الاتصالات، فخرجنا وهربنا، طبعًا كل شخص هرب وأنا بقيت عند صاحب المنزل، كانوا شخصين إخوة وبقيت عندهم وقلت لهم: أنا ليس لدي مشكلة سأذهب مشيًا إلى القرية بجانب الكسوة التي بها منزل جدي، وليس لدي مشكلة. فقالوا لي: لا، أنت يجب أن تذهب معنا. وأنا كنت أكثر شخص ظاهر، لأنني أنا الذي كنت أهتف بين مجموعة الـ 13 شخص، وأنا الذي في الشارع، فقال لي: يمكن أن يأخذوك حتى من منزل جدك وسيسألون عن مكانك. وفعلًا في وقتها ركبت معهم في السيارة، وكان معي هاتفين: مضروب وأصلي، وقمنا بفكّ شريحة الاتصال، وأخذوني إلى دمشق إلى ضاحية قدسيا، يعني بعكس منطقة الكسوة تمامًا بالنسبة للشام، وكان جميع الناس يعرفون بهذا الأمر أنه إذا انقطعت الكهرباء والاتصالات -كان يوم اثنين في وقتها- أنه يجب على جميع الناس أن تُخْلي [المكان]، فالشارع اكتظّ بالناس، والناس عادوا فورًا من سهراتهم، والجميع يريد أن يذهب إلى منزله، فالنظام في ذلك اليوم لم يقم بعملية الاعتقال، وأجّل الموضوع إلى ثاني يوم.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/10/05

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي في الكسوة

كود الشهادة

SMI/OH/47-10/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

نيسان-أيار 2011

updatedAt

2024/05/04

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-الكسوة

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

كتيبة الصحابة - الكسوة

كتيبة الصحابة - الكسوة

الشهادات المرتبطة