الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

اقتحام قوات النظام لمدينة الحراك فجر 30 أيار 2011

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:09:48:11

في اليوم الثاني فجراً، بعد خروجنا من المدينة، اقتُحمت مدينة الحراك في 31 أيار 2011 (30 أيار 2011 - المحرر)، وكنا نترقّب المشهد من القرى المجاورة، من بلدة الكرك الشرقي التي لا تبعد عن مدينة الحراك سوى 2 كم، وكان المشهد منذ الصباح الباكر هو الاقتحام بالدبابات والعربات وقوات الأمن التي تجاوزت الآلاف، وكان قائد اللواء 52 علي السوسي دائماً يقول: يوجد في مدينة الحراك 7000 مسلحاً، هذه كانت رواية النظام، وكان عدد سكان المدينة لا يتجاوز 30,000 نسمة وغالبيتهم في المهجر، فكانت رواية النظام أن هناك مسلحين، ونحن يجب علينا تطهير المدينة من المسلحين. علماً بأنه في هذه الأثناء لم يكن هناك سلاح، ولم يكن هناك تفكير بالعمل المسلح، رغم المجازر التي ارتكبها النظام في محافظة درعا. واقتُحمت المدينة، ونحن شاهدنا مقطع فيديو لأكثر من نصف ساعة لدخول مئات الدبابات والعربات من مدخل الحراك ازرع مليحة العطش، وحدث الاقتحام أيضاً من قبل اللواء 52 من جهة المليحة الغربية، وكان هناك طوق أمني على المدينة من كل الاتجاهات، وبدأ الاقتحام بإطلاق الدبابات للقذائف، حيث استُهدفت بعض المنازل وأحرقت، وتمّ التشبيح بشكل علني، حيث كانوا يدخلون إلى المنازل، ويسرقون الذهب والمواد التموينية، وكانوا يقولون حرفياً عندما دخلوا إلى مدينة الحراك: أنتم تريدون الحرية، ولماذا الحرية؟ وما هي الحرية التي تريدونها إذا كانت منازلكم مجهزة بكافة الأجهزة الحديثة والمواد التموينية؟ ما هي الحرية التي تريدونها؟ ونحن كنا نسمع في التسجيلات: هل تريدون الحرية؟ الآن سترون ما هي الحرية؟ كانوا يهددون، وبدأت الكتابات على بيوت الناشطين: "الأسد أو نحرق البلد". وتمّت مداهمة منازل المطلوبين بالدرجة الأولى من قبل النظام، وكان عددهم 13-14 [شخصاً]، والذي لا يجدونه يُعتقل أخوه أو أبوه، كما حدث في منزلي حيث اعتُقل اثنين من إخوتي، وكان والدي عمره أكثر من 85 سنة -رحمه الله- وكانوا يريدون اعتقاله، ولكن كان سمعه ضعيفاً، فأنزلوه من السيارة في اللحظات الأخيرة، [قائلين]: هذا والد الناشط فلان. واعتُقل أيضاً مئات الشباب من بينهم: الشيخ وجيه قداح، والفنان أحمد القسيم الزامل، وحسين قومان، وإسماعيل وهو والد أحد المنشقين في مدينة الحراك، واعتُقل مئات الشباب من المدينة إن كانوا من ذوي المطلوبين أو أقاربهم، وكانت تُحرق بعض المنازل، وتُنهب، فالشخص المطلوب الذي لا يجدونه كانوا يقومون بنهب منزله وحرق بعض المنازل، هذا حدث كثيراً، حدث ذلك أيضاً في منزل أختي، فسُرق مصاغ الذهب، وفي منزل جيراني تمّ أيضاً سرقة مصاغ الذهب لإحدى العائلات الموجودة هناك، وقدموا شكاوى في هذا الموضوع، وباءت كل هذه الشكاوى والمطالب بالفشل.

كانوا أيضاً يستعملون المستشفى الوطني كمركز لتجميع المعتقلين وإهانتهم والدعس على أجسادهم، كما حدث في البياضة وبانياس وفي ملعب البانوراما في درعا، وكانت تُصوّر مقاطع للأمن والشبيحة وهم يعتلون المنازل، ويقومون بعمليات القنص، ويقومون بعمليات التعذيب. وفي اللواء 52 أيضاً كان هناك مركز للاعتقال، وفي مدرسة الزامل أيضاً التي هي في الناحية الشمالية لمدينة الحراك، وتمّ اتخاذ المدارس كمراكز اعتقال، كما حدث في بلدة الحريك، وكان يتمّ تجميع المطلوبين، وهم يهتفون: "بالروح بالدم نفديك يا بشار". و كان هذا يُعرض على شاشات التلفزيون، و[كان يُقال] أنه يوجد في الحراك مندسون وعصابات إرهابية تريد أن تقتل الجيش والأمن، وكان النظام يقوم بتصوير هذه الحالات. وسقط عدد من الشهداء والجرحى في ذلك اليوم، وفي ذلك اليوم تمّ اغتيال 3 إخوة من آل الحريري، وهم من عائلة (أولاد) أبي هيثم الحريري، الشهداء هم: هيثم الحريري، وأيهم الحريري، وأحمد (الاسم الصحيح: محمد الحريري)، هؤلاء الثلاثة إخوة، وعندما دخل الجيش إلى المدينة بدأ يسيطر على الأحياء، يدخل في كل حي فإذا وجد شباباً كان يعتقلهم، وإذا لم يجد الشباب فإنه يقوم بنهب المنزل إذا كان هناك مواد ثمينة وساعات وذهب، وبعض المحلات التجارية يتمّ تفريغها من المواد التموينية بحجة أنها للمسلحين والإرهابيين، وكما قلت لك: كان يتمّ التجميع والإهانة في هذه الأماكن.

الشهداء الذين سقطوا تمّت تصفيتهم بقلب بارد، حيث شاهد أحد شهود العيان عندما كان يحاولون عبور الشارع كيف اعترضهم أحد عناصر الأمن، وقام بإطلاق النار عليهم، وأمسكهم إحياء، وقال: إنهم إرهابيون. الشهداء هم: هيثم الحريري، وأيهم الحريري، ومحمد الحريري، وهؤلاء الشهداء لم يستطع أهلهم دفنهم بسبب حظر التجول الموجود في مدينة الحراك، حيث كان يُمنع الخروج والدخول إلى المدينة من الخارج، ويُمنع من داخل المدينة دخول وخروج الأهالي لجلب حاجات أو مستلزمات ضرورية، وحصلت عدة حالات، كما سمعنا من بعض الأخوات بأنه حصلت حالات تعرّض من بعض [عناصر] الجيش أو الأمن لهؤلاء الفتيات، ولكن بسبب المواقف الرجولية لهؤلاء الفتيات أو النساء...، و[وتكلم العناصر] بكلمات بذيئة ومسبات سيئة للغاية.

بسبب انقطاع الاتصالات عن المدينة، سواء الهاتف أو الإنترنت، كنا نسمع معظم الأخبار عن طريق أقارب اللواء محمد خيرات، ولأنهم أقاربي أو أنسابي كانوا يتصلون بعد أن يخرجوا من المدينة، ويقولون: حدث في مدينة الحراك كذا وكذا. مثلاً: دهم واعتقال، و[بالنسبة] لرواية الشهداء فهناك من رأى وشاهد كيف حدثت، ويعطيك ملامح من قتل هؤلاء الإخوة الثلاثة في مدينة الحراك.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/11/29

الموضوع الرئیس

اقتحام مدينة الحراك

كود الشهادة

SMI/OH/96-46/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي ، أحمد أبازيد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

31 أيار 2011

updatedAt

2024/05/30

المنطقة الجغرافية

محافظة درعا-الحراك

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

اللواء 52 ميكا - نظام

اللواء 52 ميكا - نظام

الشهادات المرتبطة