الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

عرض تسوية أوضاع المطلوبين مقابل عدم اقتحام مدينة الحراك

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:12:24:08

طبعاً، هنا أحدثوا بلبلة في البلد لأنه يوجد 13 اسماً يجب أن تتمّ تسوية أوضاعهم قبل إزالة الخيمة (خيمة اعتصام الحراك)، وإذا لم تتمّ تسوية الأوضاع أو لم يسلّموا أنفسهم، فمدينة الحراك سيحصل بها كما حصل في مدينة درعا مباشرة، وسوف تتعرض إلى نفس الهجمة والحصار. ونحن في هذه الأثناء وفي هذه الفترة، قُطعت الاتصالات عن المدينة والكهرباء والماء، وأوقفوا الإمداد عن المستشفى الوطني الذي يخدّم كل مدينة الحراك، ويوجد في المستشفى قسم ولادة وأطفال، وكانت هناك حاجة ماسة إلى وجود الكهرباء، ولكنهم قطعوا الكهرباء والاتصالات والمساعدات الدوائية والغذائية والإنسانية، مثل: حليب الأطفال، ومنعوا أيضاً دخول أي شيء، مثل: المازوت والطحين إلى مدينة الحراك، وهنا أصبحت هناك ورقة ضغط، وأصبحت هناك حيرة من أمر الشباب، فنحن إذا قمنا بالتسوية فإنها لا تضرّ ونبقى كما نحن، ونخرج خارج المدينة، ونمنع دخول الجيش والأمن إلى مدينة الحراك، وكان من ضمن هذه الوفود أكثر شخص هو اللواء محمد خيرات، وقال لي: أنا أريد منك طلباً: أن تذهب معي وتقابل رستم غزالي، وهو طلبك شخصياً من أجل المقابلة، وتقوم بتسوية هناك، والأمور تنتهي، ولا يحصل اقتحام لمدينة الحراك، ولكن بشرط أيضاً ألا تخرج على المحطات الإعلامية، ولا على قناة "فرانس 24" أو "الجزيرة" أو "العربية"؛ لأنك عُرفت بأنك أبو محمد الحوراني، واسمك أصبح معروفاً عن طريق بعض الناس الموجودين.

اختلفنا نحن ال 13 أو 14 شخصاً المطلوبين، والجميع رفض إزالة خيمة مدينة الحراك أو خيمة الاعتصام؛ لأنها خيمة رمزية وهي خيمة وُضعت من أجل القرى المحيطة في مدينة الحراك وخروج الناس بعد صلاة الجمعة للتظاهر والاجتماع وكتابة اللافتات واستقبال الوفود التي تأتي من خارج مدينة الحراك، سواء كانت من وفود مسيحية أو دروز، وتشارك في تظاهر ودي، وكانت لحمة تدلّ على الإنسانية والأخوة الموجودة بين نسيج المجتمع كاملاً.

طبعاً، هنا اتفق بعض الأشخاص [قائلين]: نقوم بتسوية، ونمنع دخول الجيش والأمن وارتكاب المجازر في مدينة الحراك، ولكن لا نزيل الخيمة. وذهب بعض الأشخاص وأنا من ضمنهم (أنا والشيخ وجيه قداح) إلى فرع أمن الدولة، وطلبوا منا [قائلين]: يجب أن تزيلوا الخيمة، وإذا لم تزيلوا الخيمة... والشيخ وجيه قال: أنا لا أستطيع ولا أمون (ليس لدي تأثير عليهم) من أجل إزالة الخيمة، ونحن جئنا من أجل تسوية وضعنا؛ لأننا مطلوبين، وحتى لا تدخلوا المدينة، فقال له: لا، يجب عليكم إزالة الخيمة. فقال له: ليست مشكلة. خرجنا بعد ذلك، وفي هذه الأثناء، كان رئيس فرع أمن الدولة، العميد محمد الصغير، وهو عميد من مدينة تدمر، وقال لي حرفياً، وأنا تفاجأت بهذا الكلام حيث قال: أنا ابن ريف وابن عشائر والاستمرارية واجب عليكم في الثورة، وأنا تفاجأت بهذا الكلام، وليس للدعاية والإعلان، وكان يبهدلنا (يؤنّبنا) أمام مدير مكتبه، وعندما أخرج مدير مكتبه لم يتكلم معنا بشيء، ودعا قائلاً: اذهبوا الله يحميكم. ونحن تفاجأنا بهذا الكلام من محمد الصغير. وبعض الأشخاص لم يريدوا الذهاب، ورفضوا الذهاب لمقابلة أي وفد أمني، فبعض الشباب...، انقسمنا إلى قسمين: قسم وافق، وقسم لم يوافق، والشباب الذين لم يذهبوا كانوا خائفين من عملية الاعتقال، وكانوا صادقين، ولكن هذا لم يمنع قوات الأمن والجيش، بعد عدة أيام وقبل اقتحام مدينة الحراك بيومين، جاء اللواء محمد خيرات، وجاءت قوات عسكرية، واستطلعت المدينة من عدة جهات (مداخل ومخارج المدينة) وقاموا بجولة استطلاعية في مدينة الحراك، وكنا نسأل: ما هذا؟ وكانوا يقولون: لا يوجد شيء، وهو عبارة عن كشف على بعض الأراضي. وطبعاً، كان هناك أمر يُدبّر، وتُوضع نقاط عسكرية، وفيما بعد وُضعت حواجز عسكرية على هذه النقاط، وقد غُطيت بالدبابات والعربات؛ لأن اللواء 52 هو لواء "ميكا مشاة"، ويملك من القدرات العسكرية ما يملكه، وكان يغطي أغلب قرى واقتحامات محافظة درعا وحتى خارج محافظة درعا، وهذا كان تمهيداً لاقتحام مدينة الحراك، سواء كان عبر الوفود السياسية أو العسكرية التي كانت تجهز، أو تخطط لاقتحام مدينة الحراك.

تمّ وضع حاجز عسكري في هذه الأثناء منذ 28 أيار حتى 2 حزيران بين الحراك و ناحتة ، و كل حاجز عليه ضابط، وكل حاجز عليه عنصر أمني أو علوي -كما يُقال- لنقل المعلومات إلى ضابط الأمن الموجود آنذاك، وطبعاً، قائد اللواء 52 لا حول له ولا قوة، وكان لديه عقيد من إدلب اسمه العقيد بياري، واعتُقل، وهو مسؤول حواجز مدينة الحراك، بسبب تعاطفه مع أهالي المدينة والثوار والمتظاهرين في هذا الوقت، حيث كان يمنع الحواجز العسكرية من إطلاق النار على المتظاهرين أو منعهم من التظاهر، ونُقلت هذه المعلومات إلى ضابط الأمن، ثم تمت إحالته إلى الجهات الأمنية العسكرية، ثم اعتُقل، ووُضع في السجن.

طبعاً، حاجز مدينة الحراك ناحتة قرية كان يمنع دخول وخروج الناس من وإلى مدينة الحراك وناحتة، ووُضع أيضاً حاجز بين الحراك والمليحة الغربية لتقطيع المدن والقرى، ووُضع أيضاً حاجز بين الحراك وطريق الكرك الشرقي من جهة الجنوب، وكانوا يتخذون المنازل مأوى لهم، ويضعون القناصين على أسطح المنازل، ووُضع أيضاً حاجز عسكري على طريق الحراك الغرية الشرقية على إحدى المزارع المرتفعة، ووُضع أيضاً حاجز على طريق الحراك مليحة العطش، وتوجد هناك كتيبة صواريخ، ووُضع أيضاً حاجز بين الحراك وطريق ازرع، ووُضع أيضاً حاجز على طريق الحراك- نامر، حيث قُطّعت المدينة بشكل كامل لمنع دخول المؤازرات أو المساعدات كما حصل في مدينة درعا، وفُصلت المدينة، وقُطّعت بشكل كامل.

قبل يوم من الاقتحام، أتى اللواء محمد خيرات، وقصد منزلي، وقال حرفياً: اخرج. لأن عندنا اقتحام، والجيش سيقتحم المدينة، وسوف يعتقل الأسماء التي قامت بالتسوية أو المطلوبة أو المسؤولة عن تنظيم المظاهرات وخيمة الاعتصامات، وأنت من بين الأشخاص المطلوبين حياً أو ميتاً بالنسبة للنظام، وطلب مني أن أخرج معه بسيارته إلى الشام، فرفضت. وقبل الاقتحام بيوم، خرجنا نحن جميع المطلوبين؛ حتى لا تحدث مجزرة، أو أن نكون شماعة بالنسبة للأهالي أو المدنيين الموجودين في القرية، وخرجنا عبر القرى المجاورة، حيث أُغلقت المدينة من جميع المنافذ والاتجاهات، وسادت حالة من الخوف والغموض [خوفاً] مما سيحدث في الأيام القادمة بسبب قطع الاتصالات والمياه والكهرباء ومنع دخول الدواء وأي شيء، إن كان بالنسبة للدخول أو الخروج. كان هذا حصار مدينة الحراك في هذا التوقيت بعد اقتحام مدينة درعا وطفس وداعل، وكان التخطيط لمدينة الحراك مباشرة لإزالة خيمة الاعتصام الموجودة في المدينة واعتقال المسؤولين عن التظاهر أو اللجان المنظمة في هذا التوقيت وإنهاء الموضوع في مدينة الحراك، وليس في مدينة الحراك فقط، فقد كانت كل القرى المحيطة بمدينة الحراك تُعتبر قرى مرجعية أو مركزاً لانطلاق التظاهر أو الانشقاق أو الاعتصام، يعني مركز العمليات في المنطقة الشرقية إن كانت اقتصادية أو سياسية أو تظاهرية أو أي شيء يتمّ من خلال هذه المدينة، وإذا تمّ إطفاء هذه المدينة سيتمّ أوتوماتيكاً إغلاق القرى المحيطة في مدينة الحراك التي يتجاوز [عددها] أكثر من 10 قرى تقريباً في هذه الأثناء، وهذا تقريباً قبل اقتحام مدينة الحراك بالضبط.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/11/29

الموضوع الرئیس

اقتحام مدينة الحراك

كود الشهادة

SMI/OH/96-45/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي ، أحمد أبازيد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

أيار - حزيران 2011

updatedAt

2024/07/11

المنطقة الجغرافية

محافظة درعا-الحراك

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

اللواء 52 ميكا - نظام

اللواء 52 ميكا - نظام

الشهادات المرتبطة