الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

سلوك الأمن والشبيحة أثناء اقتحام مدينة الحراك

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:13:09:07

اقتحام مدينة الحراك جاء بعد اقتحام مدينة درعا، وجاء بعد اقتحام مدينة داعل في 8 أيار وفي 12 أيار اقتحام مدينة طفس أيضاً، وبعدها جاء اقتحام مدينة الحارة ونوى ونمر في 25 أيار ، فهذه الاقتحامات سبقت اقتحام مدينة الحراك، وكان قد جُهّز لاقتحام مدينة الحراك بعدة فرق وألوية من التي كانت موجودة في محافظة درعا منها: الفرقة الخامسة، والفرقة السابعة، والتاسعة، والفرقة 15. والاقتحام الفعلي كان في 30 أيار، والتجهيز كان قبل يومين، واقتُحمت المدينة من محورين رئيسيين: محور من جهة المليحة الغربية، حيث دخلت قوات من جهة اللواء 52 "الميجا مشاة"، وقوات مدعومة بقوات الأمن والشبيحة والأمن العسكري والجوي من محافظة السويداء وبالفرقة 15 المحمولة جواً أيضاً، وهذا من جهة المليحة الغربية، وكان رخم- الحراك أحد محاور الاقتحام، والمحور الثاني كان هو المحور الشمالي من جهة مليحة العطش ازرع، وتمّ أيضاً استقدام العديد من الدبابات والعربات وقوات الأمن والشبيحة من ازرع ودمشق، ووُضع طوق أمني من الجهة الغربية والجنوبية من قبل اللواء 52 ، حيث مُنع الدخول والخروج، وكان طوقاً خانقاً عسكرياً من كل المحاور. وكما قلت لك: بعد ارتكاب المجزرة بحقّ الإخوة الثلاثة من عائلة الحريري الذين هم هيثم وأيهم ومحمد، حيث كانوا يقومون بعبور أحد الشوارع في مدينة الحراك من الجهة الشرقية، وقد شاهد عملية إعدامهم أو قتلهم شخصان، ولم يستطيعا رواية هذه الحادثة بسبب خوفهم من استدعائهم من قبل الأجهزة الأمنية، وتمّ وصف الشخص وهو من مدينة السويداء الذي قام بقتل الإخوة الثلاثة، ولم يتمّ قتلهم [نهائياً]، وأُسعفوا إلى مستشفى مدينة الحراك، وكان المستشفى تحت السيطرة الأمنية بالنسبة للجيش، وكان الأطباء لا يستطيعون تقديم أي مساعدة أو إسعافات لهؤلاء الشهداء الثلاثة بسبب شدة الحصار والطوق الأمني المفروض. وتدخّل أحد إخوة اللواء محمد خيرات، وأخبروه عن حصول مجزرة، حيث اتصل به وأخبره، ودخل اللواء محمد خيرات إلى المدينة، وقام في اليوم الأول بدفن الشهيدين (أيهم وهيثم) بوجود مجموعة من الأشخاص: والدهم ومعه 4-5 أشخاص ومن بينهم اللواء محمد خيرات قائد الفرقة السابعة، ولا أحد يستطيع المشاركة في مراسم الدفن، والشاب الثالث الذي هو محمد أُسعف إلى مستشفى تشرين العسكري عن طريق اللواء محمد خيرات، وبقي 20 يوم تقريباً، وتُوفي في مستشفى تشرين، ودُفن مع إخوته، وكان الثلاثة يعملون جميعاً في الكويت، كلهم مغتربون وأصحاب عمل في دولة الكويت.

في تلك الأثناء، قامت قوات الأمن والشبيحة بإقامة حفلات الدبكة والأعراس على المداخل والشارع الرئيسي العام بعد خلع [أبواب] أغلب المحلات والاستيلاء على الكثير من المواد التموينية والأساسية، مثل: البرادات والغسالات، ووُضع القناصة على كافة أسطح الأبنية العالية في مدينة الحراك. وبعد ذلك تحوّلت مدينة الحراك إلى مدينة أشباح، وقاموا بحرق وإزالة خيمة الاعتصام الموجودة في مدينة الحراك واللافتات الموجودة والعبارات، وقد كُتبت أغلب العبارات على مداخل المدينة وعلى المنازل، مثلاً: [كُتب] على منزلي: "الأسد أو نحرق البلد". يعني العبارات المعروفة بالنسبة لقذارة عناصر الأمن.

وبعد ذلك، بدأت مداهمة منازل الناشطين وحملة اعتقال لذوي المطلوبين، حيث حُول مستشفى الحراك الوطني إلى مركز اعتقال وبعض المدارس أيضاً، مثل: مدرسة الزامل للسواقة، واتُخذ من اللواء 52 مقراً لعمليات التعذيب والتشبيح بحق المتظاهرين، وقد اعتُقل المئات من أبناء مدينة الحراك، مثل: الفنان أحمد القسيم، والدكتور أحمد الحريري، وحسين قومان، والشيخ وجيه قداح، وهو كان أبرز المطلوبين واعتُقل في بلدة الصورة القريبة من مدينة الحراك، حيث تمّ الإبلاغ عنه عن طريق أحد المخبرين هناك. وعندما ألقي القبض على الشيخ وجيه، وتحويله إلى اللواء 52 ، حيث كان يتلقى أشد أنواع التعذيب، وكان بجانبه والد أحد المنشقين، وهو معروف لدى أهالي مدينة الحراك (إسماعيل متعب السمور)، وحيث كان في المعتقل يكبّر، ويقول: يسقط النظام، والأشخاص الذين كانوا معتقلين معه كانوا في حالة من الخوف والرعب، وكان للروح المعنوية والثورية التي كانت عند هذا الرجل... حيث حدثني أحد الذين خرجوا وكان مسجوناً مع الشيخ وجيه، أنه عندما قال له أحد الضباط: إنك ابن زنا. فقال له: أنا الشيخ وجيه القداح، واسم أمي شيخة، واسم والدي فواز، وهذه الهوية معروفة، وأما أنت ابحث عن نسبك وأهلك، وقاموا بهذه اللحظات بكسر ظهره والعمود الفقري مباشرة، وهو يكبّر، ولم يكن يسكت عن [إهانات] الفروع الأمنية أو المحقق الذي كان يتلقى التعذيب على يديه، بينما أُغمي على بعض الأشخاص من شدة التعذيب الذي كان يتعرض له في اللواء 52.

وهذه أبرز المعطيات، وقامت قوات الأمن بنهب المحال التجارية، ونهبت صياغات الذهب أو المحال التجارية الفخمة عبر سرقة المواد والتشبيح على بعض المنازل ومحاولة الاعتداء على النساء، وأجبروا المعتقلين على الهتاف لبشار الأسد بعد إهانتهم وضربهم وتصويرهم على التلفزيون السوري، وأجبروهم على القول: إن هناك عصابات إرهابية، وإن البلد تعيش في ظلّ قيادة حكيمة، ولا يوجد شيء في البلد. وصُوّر هؤلاء الأشخاص على قنوات النظام الإخبارية السورية وقناة الدنيا والتلفزيون السوري، وعُرضت هذه المقاطع على....، وأما رواية قتل هؤلاء الشباب فكانت هي الحادثة الأكبر والمفجعة في المدينة عند اقتحام المدينة التي لم يكن يوجد فيها أي مسلح أو مطلوب. وكانت رواية النظام: إن عصابة مسلحة قامت بإطلاق النار على هؤلاء الشباب، ولاذت بالفرار. علماً بأن المدينة محكمة من جميع الجهات، ويوجد طوق أمني، ولا يستطيع أحد أن يدخل أو يخرج من المدينة. واعتُقل أقارب هؤلاء الشباب، و[منهم من] أُصيب بطلق ناري، وهو جاسم الحريري، وبعد فترة قام بشار الأسد باستدعاء والد هؤلاء الشهداء كالعادة التي كانت تجري في الأيام السابقة، حيث وعده أيضاً بمحاسبة القتلة، وقال له: حق أولادك لن يضيع، وأنا لا أقبل بهذا الفعل. علماً بأنه روى له أن أولاده يعملون في الكويت، وليس لهم علاقة بهذه المسألة، وهذا الرجل يميل إلى التأييد أكثر، يعني كان مؤيداً، ولكن سبحان الله شاء القدر أن يُقتل أولاده الثلاثة.

خلال الجلسة مع الأب، كان هناك حضور لشخصين من مدينة الحراك، شخص اسمه زياد الزامل أبو طارق، وهو شخص لا يقرأ ولا يكتب، حتى إنه لم يصل إلى الصف السادس، وله علاقات مع الأجهزة الأمنية وقادة الشرطة والجيش، وكان عميلاً، وكان من ضمن الوفد خالد السلامات، وكانوا يتباهون أنهم التقوا مع بشار الأسد ووعدهم بالإصلاح وبمحاسبة المجرمين والقتلة، وطلب والد الشهداء [قائلاً]: يوجد معتقلون تمّ اعتقالهم في المدينة، وليست لهم علاقة، ومن ضمنهم ابن أخي واسمه جاسم الحريري. فقال له: عندما تخرج من هنا ستجده أمامك في الحراك، وبقي أكثر من 3 أو 4 شهور معتقلاً في السجن حتى تمّ الإفراج عنه فيما بعد، وبعد مراجعات الفروع، حيث بدأ أبو هيثم الحريري يذهب إلى الفروع الأمنية، ويخبرهم بقصته، وكل يوم في فرع أمن، ونسي دم أولاده، وكأن شيئاً لم يكن.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/11/29

الموضوع الرئیس

اقتحام مدينة الحراك

كود الشهادة

SMI/OH/96-47/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي ، أحمد أبازيد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

أيار - حزيران 2011

updatedAt

2024/05/30

المنطقة الجغرافية

محافظة درعا-الحراكمحافظة دمشق-مدينة دمشقمحافظة درعا-منطقة ازرعمحافظة السويداء-محافظة السويداء

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

قناة الدنيا الفضائية

قناة الدنيا الفضائية

قناة الإخبارية السورية

قناة الإخبارية السورية

اللواء 52 ميكا - نظام

اللواء 52 ميكا - نظام

القناة الفضائية السورية - التلفزيون الرسمي

القناة الفضائية السورية - التلفزيون الرسمي

مشفى تشرين العسكري

مشفى تشرين العسكري

فرع الأمن العسكري في السويداء 217

فرع الأمن العسكري في السويداء 217

الفرقة 15 قوات خاصة - النظام

الفرقة 15 قوات خاصة - النظام

الشهادات المرتبطة