الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

محاولات تأسيس "ائتلاف شباب الثورة"

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:08:36:01

بالتوازي مع تنظيم العمل الثوري في منطقة الكسوة، بدأت في منتصف عام 2011 أو في شهر أيار، دعوات لحضور لقاءات مع مجموعة من نشطاء من كافة المحافظات، وهي مجموعة شخصيات كان لها عمل سياسي سابق، لم تكن جدًا مشهورة، ومجموعة من النشطاء -أيضًا- من المشاركين في العمل السياسي حديثًا مع بداية الثورة. والأشخاص الذين دُعيت للاجتماع معهم لأول مرة كانوا في دمشق في منزل الدكتور نادر صنوفي، هو من حمص ولكنه مقيم في دمشق، وكان الحديث على تشكيل حالة تجمع النشطاء في مختلف المدن السورية والعمل على التوسيع والامتداد الأفقي للتظاهر. واقترحوا تشكيل "ائتلاف شباب الثورة" في ذلك الوقت، وطبعًا الشخصيات هي من مشارب أيديولوجية مختلفة، منهم قوميون وإسلاميون سابقون ومنهم شيوعيون، ولم يكن يوجد شكل أيديولوجي واحد للشخصيات. حضرت معهم أكثر من اجتماع، ولكن لم تكن الحالة ذات جدوى، ولم يكونوا حركيين، بل كانوا يميلون إلى التنظير ووضع أوراق نظرية، ولم تكن الرؤية واضحة أمامهم، وكان الشارع أيضًا قد سبقهم أكثر. كانت نقاط النقاش: أول نقطة: كم يمكننا توسيع الحراك ليصل إلى محافظات أكثر قدرة على التأثير بالنظام مثل محافظة حلب والمحافظات الشرقية مثل الرقة واللاذقية؟ وما هي قدرتنا على أن نحرّك الشارع في داخل دمشق أو ننقل الحراك من ريف دمشق إلى داخل دمشق لتحقيق اعتصام كبير؟ كانت أكثر الأفكار في شهر أيار تتحدث عن هذا الموضوع، والموضوع الآخر هو توحيد الخطاب لدى الشارع، وأن يكون هناك رسائل واضحة وموحّدة في جميع المحافظات في المظاهرات، وأن يكون خطاباً واضحاً وأكثر ميلًا للسلمية وبعيدًا عن الأدلجة كخطاب شارع.

الشخصيات التي بدأت -وهو سبب المشكلة التي حصلت- أن الشخصيات التي بدأت في جمع الأشخاص هي ليست من الشارع، وإنما شخصيات لديها تاريخ سياسي معين أو عمل سياسي سابق، وأحبّت في تلك الفترة أن تكون مع هذا الشارع وتقترب من الشارع، فبدأوا يبحثون عن نشطاء في كل مدينة. أنا مثلًا أتذكر كيف تعرّفوا علي، أنا لم أكن أعرفهم، في مظاهرة 22 نيسان 2011، وكان اسمها الجمعة العظيمة، وهي كانت جمعة [ومظاهرة] كبيرة جداً، وبذلنا جهدًا كبيرًا لتجميع الناس وليمشوا بمسارات أكثر سلامة وألا يكون هناك اقتراب من الأمن، وكنت أنا أقوم بدور كبير في الهتاف وجمع الناس وأتنقّل من مجموعة إلى مجموعة، وكان يوجد شخصان موجودان وأنا انتبهت إليهما وكانا متفاعلين جداً، وهما شخصان أتَيا من خارج الكسوة ويشاهدان من الذي يقود الحراك في البلد؟ وفي نفس اليوم بعد أن انتهت المظاهرة وذهبت إلى المنزل، اتصل بي أحد الأشخاص وقال لي: يوجد شخصان يريدان رؤيتك لأنهما شاهداك في المظاهرة، هم كانوا كبارًا في العمر ولديهم تجربة: أحدهم لديه تجربة ناصرية والآخر لديه تجربة مع الحزب الشيوعي على ما أظن، وجلست معهم وطرحوا علي الفكرة. وأنا في البداية لم أتشجع لأكون في هكذا اجتماعات، لأن الحالة كانت في مدينة الكسوة كتنسيقية لا زالت تتبلور، ولم يكن يوجد عمل تنظيمي كامل لنتكلم بإسمه أو ننسّق مع الآخرين من خلاله، وكان يوجد أشخاص آخرون مكلّفون، طبعًا أنا تواصلت معهم وطلبت منهم أن يتواصلوا مع هؤلاء الأشخاص، ولكن هم طلبوا أن يكون الذي يعمل في الحراك على الأرض هو من يكون موجودًا، فذهبت أنا وحضرت أكثر من اجتماع، وكان لدي بعض التخوّفات الأمنية لأن الاجتماع يتمّ طرحه عقده في وسط دمشق، وفي منزل لا يوجد فيه حذر أمني. ذهبت وكان يوجد عدد كبير، تقريبًا 19 شخص على ما أذكر، في منزل في باب مصلى، وكان عددًا مخيفًا في ذلك الوقت، حيث جميعنا ندخل إلى بناء، وكان واضحًا أن كل شخص فينا من محافظة.

لم يكن يوجد الكثير من الاحتياطات الأمنية للأسف، وكانوا يعتمدون أننا في منتصف دمشق ويوجد حركة في ساحة باب مصلى فلن يشعر الأمن [بالاجتماع]، وخاصة أن المنزل بجانب الأمن الجنائي. وحضرنا أكثر من اجتماع في منزل الدكتور نادر صنوفي، "أبو الأديب" كما يُلقَّب، وكان يوجد نقاش فعلًا إيجابي، وكان يوجد توعية وأطروحات، فمثلًا الدكتور علي أسعد -وهو شخصية شيعية وكان له علاقات مع مجموعات من حزب الله في ذلك الوقت- كان يطرح أنه يمكننا التواصل مع حزب الله أو الآخرين الذين من ممكن أن يكونوا موالين للنظام حتى نردعهم عن مساندة النظام.

هذه النقطة نفسها هي كانت أيضًا سبب فشل الائتلاف [ائتلاف شباب الثورة]، فيوجد شخص من درعا، وأنا أيضًا قلنا إنه كان يوجد مشاركة لحزب الله في الصنمين، وكان يوجد أعلام لحزب الله، ولكن كان هناك إنكار من الجهة الأخرى، وكانوا يظهرون أن حزب الله هو حليف للثورة السورية -هكذا كانت رؤيته- أو ممكن أن يكون حليفًا، وهذا سبّب خلافًا ضمن هذا الائتلاف، وهو بالأصل لم يكن ناجحًا بالتواصل الحقيقي بين هاتين الطبقتين من العمر، فنحن كنا مجموعة من الشباب متحمسين وموجودين على الأرض، ونرى أن الحراك يجب أن يستمر وأن يتنشّط أكثر بشكل حركي، وهم كانوا شخصيات تميل أكثر إلى التنظير والكلام في السياسة وتاريخ العمل السياسي في سورية، وكان واضحًا أنه يوجد تخوّف، لأنهم شخصيات يريدون أن يركبوا الحراك الثوري، هكذا كان التخوف، طبعًا ليس بالضرورة أن يكون [الواقع] هكذا، ولكن هذا الأمر خلق فعلًا في وقتها مشكلة أنهم لم يستطيعوا أن يستمروا مع هذا الشارع.

في أول اجتماع كان عددنا مقبولًا كشباب، وكان عددنا يصل إلى النصف، لأنه كان قد أتى شباب من محافظات أخرى مثل حمص وحماة، وحتى يوجد أشخاص أتوا من بانياس ومناطق أخرى، وبعدها خفّت الاجتماعات، فهم نفس الأشخاص الذين كانوا يجتمعون بين بعضهم قبل الثورة السورية [ويخوضون] في نقاشات سياسية، ويلتحق بهم مجموعة من الشباب إذا كنا متفرغين للحضور أو إذا هم أخبرونا وكان الموعد مناسبًا. لم ينجح العمل، وفشل ولم نعد نهتم بهذا الموضوع، حتى الائتلاف لم يتمّ الإعلان عنه كائتلاف شباب ثورة، ولم يصل إلى كل التنسيقيات التي كانت على الأرض.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/11/02

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي

كود الشهادة

SMI/OH/47-21/

رقم المقطع

21

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

أيار 2011

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-مدينة دمشقمحافظة ريف دمشق-الكسوة

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

حزب الله اللبناني

حزب الله اللبناني

تنسيقية الكسوة

تنسيقية الكسوة

معلومات الشاهد

الموضوعات المرتبطة

الكلمات المفتاحية

الشهادات المرتبطة