الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

"اللقاء الوطني" ونقاشاته مع القوى العسكرية وأسباب فشله

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:08:00:14

اللقاء [اللقاء الوطني لقوى الثورة السورية] لم ينجح في النهاية، وأيضًا فشل، لأنه أصبح هناك خلاف داخلي ضمن المجموعات التي تعتبر نفسها أساسية في اللقاء، ولا يمكننا القول الخلاف بين الشخصيات الشابة أو الشخصيات التي نشأت في الحراك الثوري كحالة سياسية، وإنما كانت الخلافات بين الذين كنا نسميهم "الحرس القديم" أو الذين تربطهم صداقة قديمة وتاريخ مشترك قديم في العمل السياسي، هم الذين أصبح بينهم الخلاف، وكان خلافًا مزريًا يتعلق بمن يجب أن يكون ما يسمى رئيسًا؟ أو من الذي يجب أن يكون ممثلًا؟ أو من الذي يجب أن يتواصل؟ كانت حالة بصراحة غير مجدية، وفي ذلك الوقت الأشخاص الذي خرجوا ليمثّلوا اللقاء في الخارج تفاجأنا بأنهم لم يعملوا للقاء، [بل] وأوجدوا نفسهم في مجموعات أخرى، مثل رامي دالاتي [الذي] شكّل شيئًا عسكريًا اسمه تجمع ثوار سورية في ذلك الوقت، والسيد أبو أسامة أيضًا عمل في موضوع عسكري، ومحمد قداح دخل فيما بعد بالائتلاف وكان أحد أعضاء الائتلاف وكان محسوبًا أيضًا على جهة معينة بنظر من كانوا في الداخل، حيث اصطفّ سياسيًا أو أيديولوجيا مع مجموعة معينة، وأتوقع في وقتها مجموعة [مصطفى] الصباغ.

كل هذا ولّد خلافات داخلية ولم يعطِ نجاحًا للقاء الوطني كي يستمر أو أن يكون له جدوى فيما بعد على الوضع العام، سواء سياسيًا أو ميدانيًا على الأرض.

اللقاء الوطني لم يكمل لِما بعد الشهر تشرين الثاني أو كانون الأول عام 2012، ولم يصل إلى هنا وهو على قيد الحياة، ففي نهاية عام 2012 كان اللقاء تقريبًا قد انتهى وبلا جدوى، واستمرّ لمدة سنة تقريباً، لأننا بقينا تقريبًا شهرين فقط نعمل في برزة، ثم عندما اعتُقل محمد قداح خفنا أمنيًا لأنه يعرف المنزل، وانتقلنا إلى مخيم اليرموك وبقينا نعمل، ثم بدأنا نلتقي بالعسكر الذين يعملون بالعسكرة، لأنه أصبح هناك تغيّر، فبدأنا نحاول أن نلحق بهذا التغير الذي على الأرض حتى لا يمتد إلى شيء.. نحن كرؤيتنا كمجموعة سياسية أو ثورية لم يكن شيئًا جيدًا.

أول لقاء طلبناه كان مع ممثل عن هيئة حماية المدنيين كلقاء رسمي وكحالة عسكرية، وكان اللقاء في منطقة الصناعة في دمشق في منتصف 2012 أو قبل المنتصف بفترة، وكان يوجد سلسلة لقاءات، ولكن سلسلة لقاءات في دمشق وريفها مع القوى العسكرية المتواجدة في هذه المناطق، ولكن هنا تطور الموضوع لأننا بدأنا نلتقي مع أشخاص من شمال سورية سواء في حمص أو إدلب.

هنا لم نكن جميعنا متفقين، لأنه لم يكن مطروحًا على الجميع هذه اللقاءات، بل كان يوجد تنسيق فردي بين مجموعة من الأشخاص لديهم علاقات أصلاً مع العمل العسكري الذي يحدث، مثلًا من كان موجوداً من حمص لديه علاقة بالأصل مع ثوار حمص الذين يتحولون إلى حالة عسكرية، بينما الذي في حلب لم يكن له علاقة أو الذي في ريف الشام لم يكن له علاقة.

كانت أكثر شيء مبادرات فردية، ولكن كان متفقًا على أن [نسعى] بقدر ما نستطيع كي نصل إلى الحراك أو إلى مجموعات في الحراك ونتناقش معهم ونوصل رؤيتنا لهم، فكان متفقًا عليه أن يتمّ هذا الموضوع بدون حرج.

أهم لقاء حدث هو لقاء دعينا له مجموعة من غير محافظة ريف دمشق كي يحضروا معنا هو اللقاء مع قائد ألوية الفرقان الذي هو محمد/أبو كاسم كلينتون، وفعلًا حضر الأخ أبو حازم من حماة، وذهبنا إلى بلدة زاكية وحضرنا، وحضر كلينتون (أبو كاسم) مع مجموعة شخصيات استشارية، وحضرت شخصيات أيضًا من معضمية الشام وجديدة عرطوز أو من عرطوز وشخصيات مختلفة، ولم أعرف جميع الأسماء لأن الاجتماع كان [يتّسم بـ] حالة أمنية أكثر من الاجتماعات التي نقوم بها عادةً، لأنه يوجد معنا عسكر.

طبعًا، حصل جدال كبير مع كلينتون (أبو كاسم) والمجموعة التي ينتمي لها، لأنه كان في فترة سابقة قد أعلن إمارة في بلدة كناكر التي ينتمي لها، وفيما بعد قام بتوسيع العمل العسكري ووصل إلى موضوع تحرير مدن في ذلك الوقت، إضافة لذلك كان يريد نقل العمل العسكري إلى الجولان حتى يسيطر على [الشريط الحدودي السوري مع]منطقة الجولان. فلم نصل لاتفاق ولا لحالة تقارب في ذلك الاجتماع، لأن كلامنا كان غير مفهوم بالنسبة لهم، وهم كان كلامهم يظهر على أنه ديني وجهادي وكانوا يلبسون هذا الثوب، ولكن هم ليسوا من هذا الثوب ولا يوجد لديهم الوعي الكامل، ولم ننجح بالوصول إلى اتفاق بين الطرفين أو اقتراب حتى في الآراء. نحن كنا نقول لهم: إن أصل العمل العسكري في سورية هو محاولة حماية المتظاهرين قدر الإمكان دون أن يظهر العمل في سورية بمظهر عسكري، بل نحن نريد مظهرًا مدنيًا، و[أن يكون] العمل العسكري هو فقط لحماية العمل المدني قدر الإمكان، وليس لعملية تحرير أو عملية سيطرة أو انقلاب، وألا ينتشر السلاح ويكون هو مظهر الثورة أو [يكون] العمل العسكري هو الذي يطغى على الثورة، كلا، بل يجب أن تبقى الحالة المدنية، فنشوء الحالة العسكرية هي كانت بسبب الرغبة بحماية المدنيين قدر الإمكان وليس حمايتها بشكل كامل، لأنه ليس لدينا القدرة أن نحميها بشكل كامل، وإنما عرقلة -مثلًا- تقدُّم النظام إذا كان يوجد مظاهرة في بلدة معينة، وعرقلة وصوله إلى المتظاهرين إلى أن يتمّ فض هذه المظاهرة، أو إبعاد المتظاهرين عن الخطر.

نحن عندما كنا نتكلم بهذا النَّفَس ضمن مدننا، وليس فقط مع المحافظات الأخرى، كنا نتهم بأننا أصحاب ميولات يسارية، وأن هذا اليسار هو فقط شاطر بالكلام والمظاهرات، وأن هذا النظام الذي يمكن أن يدخل [يقتحم المنطقة] ويغتصب نساءنا ويقتل، فنحن يجب أن نستعدّ له ويجب أن نجاهد ضده، ويجب أن نحمل السلاح، وكل شخص يجب أن يحمل السلاح. كان يوجد دائمًا هذه الاتهامات تجاهنا، ونحن نظهر بمظهر في النهاية أننا لا نهتمّ بالأعراض ولا ننتمي إلى هذا المجتمع، بل فقط نحبّ أن ننظّر ونتعامل بحالة ليّنة مع النظام.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/11/02

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي

كود الشهادة

SMI/OH/47-23/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2012

updatedAt

2024/05/04

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-برزةمحافظة القنيطرة-الجولان السوري المحتلمحافظة ريف دمشق-كناكرمحافظة ريف دمشق-زاكيةمحافظة دمشق-مخيم اليرموكمحافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

هيئة حماية المدنيين

هيئة حماية المدنيين

ألوية الفرقان

ألوية الفرقان

تجمع ثوار سوريا

تجمع ثوار سوريا

اللقاء الوطني

اللقاء الوطني

الشهادات المرتبطة