اجتماع المجلس الوطني مع وزير الخارجية التركي ورئيس المجلس الوطني الليبي
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:10:31:24
كان عملنا على الصعيد التنظيمي والتواصل تسوده فوضى كبيرة، وكانت الاتصالات أغلبها ذات طابع فردي، ولا يوجد فيها تنسيق جماعي، ولم نعمل كما كان يفترض كفريق مؤسسة؛ لأن الجميع -مع الأسف- بما فيهم الدكتور برهان والآخرون كان لكل شخص منهم حيزه الخاص الذي يعمل فيه، وكانت اللقاءات والعمل الجماعي عبارة عن تشكيل وفود فقط والذهاب نحو موقف عام؛ لتأييد الثورة والاتصال مع بعض الدول. ولكن كانت المستويات- وأستثني الزيارات- كل فريق يجري اتصالاته ومشاوراته وتوجهاته وتحالفاته لوحده. هذه حقيقة مرة، ولكن يجب أن يتم الحديث عنها بنقد لكيفية إدارة المجلس الوطني أو المكتب التنفيذي للعمل السياسي تحديداً، وكانت هناك صلات هزيلة جداً مع الحراك الثوري في الداخل ومع القوى الثورية؛ لأن كل الاهتمام والتركيز عند أغلب شخصيات أعضاء المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري كان حول التواصل مع الدول الأجنبية.
كان هناك تخيل سائد عند قطاع واسع من أعضاء المكتب التنفيذي بأنها مسألة وقت، وسيسقط النظام السوري في الشهر الخامس، جاءت هذه القناعة من إحدى المحطات، مثلاً: حين تمت دعوتنا إلى لقاء أحمد داوود أوغلو (وزير الخارجية التركي) في إسطنبول، في مطلع عام 2012، وكان الاجتماع ليلاً في أحد المقرات الحكومية، في إسطنبول. وذهبنا، ولكن أهم ما قاله أحمد داود أوغلو بعد شرح الوضع السياسي باستفاضة ووضع الثورة ووضع الدول والتأييد: أنتم قادة سورية في المستقبل- قال ذلك لأعضاء المكتب التنفيذي- في شهر أيار، سوف يسقط النظام السوري، وأنتم سوف تعودون إلى سورية.
في خيالي السياسي، قمت بربط ذلك بجلسة سابقة أو لاحقة في تلك المرحلة، فأحمد داوود أوغلو يقول لنا في اجتماع: صدر استثناء من أعلى سلطة في تركيا بمنحكم الجنسية التركية لمن يرغب؛ لأن الذين لا يمتلكون جوازات سفر أجنبية، ولديهم جوازات سفر سورية، قد يقوم النظام بسحب هذه الجوازات منكم، ويعيق حركتكم. وهذا الموقف كان ينطبق على عدد قليل جداً من أعضاء المكتب التنفيذي؛ لأن الأغلبية كانت لديهم جنسيات أجنبية، كنت موجوداً، ولاحقاً، كان الأستاذ جورج صبرا، والأستاذ حسين السيد، والأستاذ مطيع البطين، والباقون جميعاً يحملون جنسيات أخرى، ولكن منهم من قدم طلباً من أجل الحصول على الجنسية التركية أيضاً، أظن أنهم حصلوا عليها: الأستاذ فاروق طيفور رغم أنه يحمل الجنسية السودانية، أظن أنه حصل على الجنسية التركية، وأظن أن الأستاذ أحمد رمضان يحمل الجنسية البريطانية، وحصل على الجنسية التركية، والأستاذ أو الدكتور نذير الحكيم كان يحمل الجنسية الفرنسية أيضاً، وحصل على الجنسية التركية، الإسلاميون عموماً حصلوا عليها، والأستاذ خالد الصالح في مرحلة لاحقة قدم طلباً للحصول عليها، وكان يحمل الجنسية الأمريكية، و حصل على الجنسية التركية، الدكتور عبد الباسط سيدا يحمل الجنسية السويدية وحصل على الجنسية التركية.
في تلك المرحلة، في نهاية عام 2011 ومطلع عام 2012، لم يكن أحد يتصور أن الأمور ستبقى، وتأخذ هذا المسار الذي سلكته الثورة، وأننا بحاجة إلى جنسيات، وأنا أتكلم عن نفسي كسوري، وكنت أريد أن أعود إلى سورية بعد ثلاثة أو أربعة أيام من تأسيس المجلس الوطني، وبقيت، كنت أظن أن الموضوع سيستغرق أشهراً، ونعود إلى سوريا؛ فلماذا يجب أن نأخذ الجنسية التركية؟ أنا لست بحاجة إلى الجنسية التركية، و لكننا قدمنا طلباً؛ لأنه كما قال أحمد داوود أوغلو: قد يسحب النظام السوري جوازاتنا، و أنا قدمت من أجل هذا السبب، لم نتكلم بهذه الأمور، و لم تتم مناقشتها لسبب هو: أننا كنا نتخيل بأنه سيحصل تدخل دولي قياساً إلى السيناريو الليبي؛ وبالتالي كما تشكل المجلس الوطني في ليبيا فنحن لدينا المجلس الوطني، وتم تشكيله، والسيناريو السوري يجب أن يكون إلى حد بعيد قريباً من السيناريو الليبي، وعندما يكون التدخل الأجنبي موجوداً، و لا أحد يعرف صيغته أو شكله، ربما كان في ذهن الكثيرين وأنا أحدهم أنه سيحصل تدخل تركي؛ لأننا كنا نشعر بأن تركيا أو التدخل التركي هو الأكثر قبولاً عند السوريين، وكان الموقف الأكثر تأييداً و تعاطفاً عند السوريين، و خاصة أن هناك حدوداً مشتركة تقارب التسع مائة كيلومتر، والمجلس الوطني السوري موجود في إسطنبول كمؤسسة؛ وبالتالي السؤال لم يتم نقاشه بالتأكيد، ولم يتوارد إلى الذهن ما هو الدور الذي سوف نلعبه؛ لأنه كان واضحاً أنه سيكون هناك اعتماد كبير على الدول الشقيقة والصديقة، وخاصة إذا كانت تركيا هي الدولة المتدخلة.
هذا الموضوع في الشهر الخامس مع موضوع الحصول على الجنسية جعلنا نشعر -أو على الأقل أنا شعرت- بأن هناك سيناريو يُرسم للوضع السوري وبدور تركي كبير، وحتى أن تركيا تعطينا جنسيات؛ حتى تستطيع أن تقول: نحن أصبحنا من مزدوجي الجنسية السورية والتركية؛ وبالتالي تلعب تركيا دوراً أكبر في مستقبل سورية، والحقيقة أنه لم يكن لدينا اعتراض جوهري أو جدي على هذا الموقف التركي لو كان قد تحقق، ومع الأسف، لم يتحقق، و لذلك ذهب المسار السوري إلى مجال آخر.
هذا الأمر أريد أن أعكسه في محطة أخرى، عندما يقوم وفد المجلس الوطني السوري بترتيب زيارة، وربما تمّ ترتيب زيارة إلى ليبيا بمساعي الإسلاميين، وذهب أعضاء المكتب التنفيذي، وخاصة أن الإسلاميين- كما ذكرت- هم من رتبوا اللقاء، وخاصة أحمد رمضان، حيث ذهبنا إلى ليبيا، واجتمعنا مع المجلس الوطني الليبي، وكان مصطفى عبد الجليل على ما أظن رئيس المجلس، وهو شخصية محترمة وثورية وذات مصداقية، وألقى كلمة ، ورحب بنا، وكان هناك نوع من التشابه عندنا؛ لأن الثورة السورية سوف تسير على خطى الثورة الليبية؛ لأن طبيعة النظام السوري تجعله أكثر تشابهاً وتقاطعاً مع النظام الليبي أكثر من النظام المصري أو النظام التونسي اللذين سقطا بدون أي عنف وبدون أي تدخل، بمعنى أن الحالة القمعية التي حصلت لاحقاً في ليبيا وسورية كانت بسبب طبيعة نظام القذافي وطبيعة نظام الأسد؛ فهما من طينة مشتركة و واحدة. المذهل أن مصطفى عبد الجليل وعدنا بكافة أشكال الدعم المالي والعسكري وإمدادنا بالسلاح.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2020/11/06
الموضوع الرئیس
المجلس الوطني السوريكود الشهادة
SMI/OH/86-42/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
سياسي
المجال الزمني
2012
updatedAt
2024/04/07
شخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
وزارة الخارجية التركية
المجلس الوطني الانتقالي الليبي