الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

توسع وانتشار المظاهرات في داريا والمعضمية في شهر نيسان 2011

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:12:26:18

في داخل الأسبوع، صار تفكيرنا بأن المظاهرة القادمة كيف ستكون، يجب أن ننظمها أكثر، ويجب أن يكون هناك هتافات متفق عليها. الذي فاتني أن أقوله هو: إن هذا الشاب الذي التقيت به عند معتز هو غياث مطر، والتقيت به خلال 4 أو 5 أسابيع تقريبًا، كنا ننسق، ولكنني لم أكن أعرف من هو، وأعرف أن اسمه غياث فقط. وكنا نتحفظ كثيرا في الأسماء، ولكن مثلًا: اسمي أو اسم معتز كانا معروفين من قبل، ولكن عندما نتعرف على شخص يقول لنا الاسم الأول أو أبو فلان، وكنت أعرف أن هذا الشخص هو: أبو فلان، وبعد فترة يكون أبو فلان هو أخو صديقي، ولكنني لا أعرفه؛ لأنني لا أعرف كنيته.

وغياث مطر في أحد المرات عندما كنا مجتمعين، بعد 6 أسابيع تقريبًا- وكنا نجتمع بشكل دوري وقبل المظاهرة بيوم- قال: إن أخي حازم قادم حتى يأخذني. وسألته عن أخيه حازم؛ فوجدت أنني أعرف أخاه حازم، وهم جيران أهلي، في نفس الحي، وأخوه الأكبر أنس كان طالبًا عندي في المسجد، فأنا أعرف العائلة، ولكن غياث عندما كنا في المسجد كان صغيرًا جدًا، بمعنى أنني لا أميزه. [فقلت له]: حازم أخوك! كانت مفاجأة لطيفة، وبنفس الوقت [شعرنا] بأننا قد نكون بالغنا كثيرًا بالاحتراز، ولكن كان الهدف: أن أي شخص يتم اعتقاله لا يقوم بجرّ جميع الأشخاص خلفه.

 كنا نجتمع خلال الأسبوع؛ حتى نرتب للجمعة التي بعدها؛ حتى يكون هناك هتافات واضحة، وتنظيم أكثر قليلًا. وفي الأسبوع الذي بعده، اتفقنا على الخروج من مسجدين بحسب ما أذكره، والذي حصل في وقتها أن الباصات الخضراء جاءت. في الأسبوع الثاني، جاءت باصات خضراء مباشرة، كانوا يقولون إن فيها عمال بلدية وموظفين من البلديات، تم تجميعهم، وليسوا من داريا، ولكنهم من دمشق. جاؤوا لقمع المظاهرة. والذي حصل أن المظاهرة خرجت، ومشينا في شارع الثورة نفسه، وكان التصوير مطلوبًا مني أيضًا، وكنا هنا في نفس النقطة، عند فروج أبو زيد (مكان التقاطع الرئيسي) وكان يوجد بناء قيد الإنشاء، وصعدت إليه، إلى الطابق الثاني؛ حتى أقوم بالتصوير، فمن جهة أكون مشرفًا على المكان. ومن جهة أخرى أن البناء قيد الإنشاء، ولا يوجد مسؤولية على أحد الساكنين إذا حصل شيء ما. والذي حصل أن الباصات توقفت عند بداية شارع الثورة، كان هناك مقبرة، ونزلوا من الباصات. وقبل الصلاة، كنا نعرف بوجود الباصات، ولكننا قررنا الخروج. والذي حصل أن جميع هؤلاء الأشخاص كانوا يلبسون الثياب المدنية. وفي البداية، كنت أقوم بتصويرهم من بعيد، في البداية كنت أقوم بتصوير المظاهرة، ثم بدأت بتصويرهم، وكانوا يمشون بشكل طبيعي، ويوجد هتافات، كانوا يقولون: "الله.. سورية.. وبشار" وعندما اقتربوا من المظاهرة تحس أنهم بطريقة" دراماتيكية" أخرجوا العصي، وبدؤوا يهتفون: "الله.. سورية.. بشار وبس" ويوجد هتافات أخرى. وكان هذا الأمر رمزيًا؛ لأن العصا في ذلك الوقت كانت ترمز للقمع، ولم يكن يوجد ممارسات أكثر، ولكن كان الذي يهتف من أجل بشار هو الذي يحمل العصا.

لا أعرف إذا كانوا مخابرات أو موظفين، ولكنهم كانوا مرتبين(منظمين). ولكنهم خرجوا في لحظة واحدة، ومن قبل كانوا يهتفون، ولكنهم وخلال لحظة أخرجوا العصي، وعندما كانوا يقتربون أصبح كل شيء واضحًا عندي، وكان يوجد شاب يلبس ثيابًا مدنية، وكان واضحًا أنه هو القائد، وكان يوزع الأوامر، وكان في يده جهاز لاسلكي، ولكن لم يكن واضحًا من بعيد، ولكن عندما اقترب أصبحت فوقه، وبيني وبينه 20 مترًا تقريبًا، وكنت أراه من فوق، وفي لحظة معينة انتبه إلي، وبنظرة من عينه أشار للذي بجانبه إليّ، وعندها عدت إلى الخلف، وهربت.

 الذي حصل أنهم عندما وصلوا إلى المتظاهرين بدؤوا بضربهم بالعصي، والشباب تفرقوا، وبدؤوا يرجعون إلى الخلف، ويوجد محل اسمه محمصة، وهو في شارع الثورة أيضًا، يبعد 200 متر تقريبًا عن[فروج] أبي زيد، وهناك تفرقت المظاهرة. وأذكر من ضمنهم كان أخي أحمد -رحمه الله- موجودًا، وهو أصغر مني، استشهد فيما بعد. وفي يومها، تعرض للضرب، ولم يتم اعتقاله، ولكنه كان موجودًا في مظاهرة، وبمجرد أن رأوه شابًا بدؤوا بضربه، وقال لهم: ليس لي علاقة. وسألوه عن هاتفه، وقاموا بتفتيشه، ثم ضربوه، ولكن لم يكن ضربًا شديدًا. وكان الهاتف موجودًا مع أخي، في جيبه الخلفي، ولكنه قال لهم بقوة قلب (بشجاعة): ليس معي هاتف. وهو كان مستندًا على سيارة؛ لحماية نفسه منهم.

وعمليًا، بدأ القمع يزداد هكذا. وفي أول مظاهرة كان هناك مظاهرة مضادة، ولكن فيما بعد أصبح هناك ضرب بالعصي وتفريق، وفي المظاهرات التي بعدها، بدأت إشاعات عن وجود قناصة، وأذكر في هذه المظاهرة بالذات أن أحد أصدقائي وجد هاتف" آيفون،" وعلى حد قوله: سقط من ضابط المخابرات الذي كان موجودًا. وفي وقتها اتفقنا على اللقاء في مكان معين، وكان مرتعبًا، وهو يحاول إزالة البطارية بشكل سريع؛ حتى لا يتم تحديد موقع الهاتف. ونحن هكذا كنا نفترض أنه مثل وكالة الاستخبارات الأمريكية، سوف يتم تحديد مكان الهاتف، وتأتي الدورية، وفي وقتها ذهب إلى شخص خبير بأجهزة الهاتف.

في شهر نيسان/ أبريل كان هناك أكثر من مظاهرة، ولكن كانت كل مظاهرة هي تحدٍ كبير؛ لأن القمع كان قد بدأ، ويوجد إشاعات دائمًا كل يوم خميس بأن هناك قناصة عند بناء معين، يطلّ على شارع الثورة. وأذكر أنه في تلك الفترة من يخرج- بعد المظاهرة الثانية- يفترض بأنه قد لا يعود. وأذكر أننا غالبًا كنا نفرغ جيوبنا، ونخرج بدون شيء غالبًا، فلا نأخذ معنا شيئًا ثمينًا أو أوراقًا، وأذكر أن بعض الشباب كانوا يقولون: إنهم يتركون وصيتهم.. ويمكن أن يكون هناك قنص؛ لأن القنص صار إشاعة حقيقية. وأذكر شعوري كيف أنني كنت أمشي أحيانًا، وأنظر [حولي على البنايات العالية فربما أتعرض للقنص] أو على الأقل يتم اعتقالك، حتى لو لم يكن الاعتقال مرعبًا كثيرًا في تلك المرحلة.

في شهر نيسان/ أبريل، اعتقل بعض الأشخاص كأفراد، مثلًا: اعتقل معتز مراد في كمين، اتصل به شخص وقال له: أنا من طرف فلان، أريد تصنيع شيء في الشركة التي تعمل بها. فشكّ بالموضوع، ولكنه أخبره بأنه سيقابله في مكان عام وقريب من محل خاله، وتم الإمساك به ووضعوه في السيارة وأخذوه. وكان يوجد شاب آخر اسمه أيمن صوراني، كان له دور واضح في المظاهرات، أيضًا اعتقل بنفس الطريقة، ولم يكن في وقتها شباب (اعتصام) الداخلية قد خرجوا، ولست متأكدًا إذا خرجوا جميعهم أم لا، وكان يوجد عدد من الأشخاص المعتقلين من داريا، ولكن لم يكن يوجد اعتقالات واسعة. ويوجد شباب تم اعتقالهم من المسجد الأموي، كانوا مشاركين في المظاهرة الأولى التي حصلت في المسجد الأموي، في يوم الجمعة، هؤلاء خرجوا أيضًا. وكان غالبًا الشباب الذين تم اعتقالهم في المظاهرات على الأقل ثلاثة أشخاص، خرجوا يوم الاثنين يعني بعد ثلاثة أيام، وكان الاعتقال في وقتها ليس شيئًا مرعبًا، كان شيئا مقبولًا.

لكن في هذه الفترة، كان الخوف من موضوع القنص والقمع، وأذكر مثلًا: في إحدى المظاهرات كنا نقف في المنطقة نفسها أيضًا، عند فروج أبو زيد، ضمن شارع الثورة، وجاء أكثر من شخص من البلدية، وصاروا يفاوضوننا، و[قالوا لنا]: لا نريد أن يكون هناك مشاكل. ومنهم من يتكلم بطريقه لطيفة: إننا نتفهم مطالبكم. ومنهم من يتكلم معنا بنوع من التهديد. وفي النهاية، اتفقنا أن نكمل عشر دقائق، ثم ننصرف كحل وسط، وفعلًا: هذا الذي حصل. وفي كل جمعة، من شهر نيسان، كانت تخرج المظاهرة، ولكن ليست بمثل الزخم الأول، يكون هناك العشرات أو ربما أكثر من مائة أو مئتي شخص، ولكن لا تستمر إلى فترة طويلة، وإحدى هذه المظاهرات خرجت من مسجد طه، وكنا نحاول في كل مرة أن نخرج من مسجد مختلف، كنوع من" التكتيك"، وأذكر عندما خرجنا من مسجد طه، وكان مسجد طه قريبًا جدًا من شارع الثورة، واتفقنا في وقتها على توزيع الورد، وأذكر أننا عندما خرجنا من المسجد كانت مهمتي التصوير أيضًا، وكنت أصور من شباك المسجد، والمسجد كان يوجد له خلعة (مكان غير ظاهر) صغيرة، كانوا يضعون فيها المكانس، واخترت التصوير من هذا المكان. وأذكر الموقف، كان هناك أشخاص يقولون: لا داعي لذلك. وأشخاص يقولون: لا تتظاهروا أمام المسجد، هكذا كانت آراء الأهالي.

في أحد الأسابيع، ولا أذكر اليوم، ولكن في شهر نيسان، ولأنه حصل تشديد أكثر على التظاهر؛ فقررنا في أحد الأيام الخروج في المظاهرة، في يوم الخميس للاستباق، واتفقنا يوم الخميس عصرًا، وفي وقتها بحسب ما أذكر، كانت هذه أول مظاهرة نحمل فيها الورد، وكان في وقتها إسلام دباس موجودًا، وأحمد حلمي، وغياث شربجي، وأصدقاء من دمشق. وبحسب ما أذكر كانت فكرتهم أن نجلب الورد، ونوزعه على المتظاهرين، وكانت بعد صلاة العصر، وصلينا في مسجد أنس، وانطلقنا، وكان معنا حزمتا ورد كبيرتان، وقمنا بتوزيعها على الأشخاص الموجودين. وطبعًا، لم تكف الورود جميع الموجودين، ولكن كان هناك عدد جيد، وأخذنا نمشي ضمن البلد. وفي وقتها أيضًا، مشينا لفترة جيدة إلى قبيل الغروب تقريبًا، وهذه الفترة كانت" تكتيكًا"، فالنظام كان يأتي يوم الجمعة، وأنت تخرج في يوم آخر.

مظاهرة أخرى خرجت أو بالأحرى مظاهرتين، وفي هذه المظاهرة صلينا الجمعة، وخرجنا باتجاه المعضمية، وكان الطريق بين داريا والمعضمية كيلو مترين أو ثلاثة، ومشينا هذه المسافة كلها، أو أننا في المظاهرة لم نمش كل الطريق، ولكن التقينا مع شباب المعضمية في منتصف الطريق، وعدنا باتجاه داريا، وأظن أنه في تلك المظاهرة كان يوجد صورة كبيرة لبشار على المركز الثقافي، وبدأ الشباب بتمزيقها، ونحن اعترضنا؛ ليس بسبب صورة بشار، ولكن لأنها ممتلكات عامة؛ حتى لا يقولوا: إنكم تخربون المركز الثقافي. وأذكر أنها كانت أول صورة، وليست صورة لبشار فقط، ولكن قد تكون ضمن شعار.

يوجد مظاهرة أخرى، ونحن ذهبنا فيها إلى المعضمية، وصل المتظاهرون من داريا إلى المعضمية، كان في المعضمية بالقرب من مسجد الزيتونة يوجد دوار أو ساحة، اجتمعوا فيها أيضاً، وكانت هذه أيضاً بدايات حصول شيء مشترك، مع أنه على حد علمي لم يكن يوجد تنسيق مسبق، خطرت على بالنا فكرة، ولكن لم يكن يوجد تنسيق مسبق، وتكوّن القرار في لحظتها؛ لنخرج، وبقينا لفترة جيدة. وكانوا يقولون: سوف يأتي الأمن. ولكن المظاهرة استمرت على الأقل لمدة ساعة، في المعضمية، ثم تفرقنا، وفي المعضمية كان يوجد عدد كبير، وأذكر أنه كان هناك عامود كهرباء كبير، وصعدت عليه من أجل التصوير، حتى يظهر امتداد المتظاهرين.

في واحدة من هذه المظاهرات، مشينا باتجاه طريق الشام، ويوجد هذا الدوار الذي ذكرته قبل قليل (دوار أبو صلاح)، وهو على طريق الشام، وبعده تعتبر أنك ذاهب باتجاه الشام. وهنا مشينا، وأذكر أننا اختلفنا كثيراً، فمنهم من يقول: نكمل الطريق. ومنهم من يقول: لا تذهبوا. ما الفائدة؟ فهناك يوجد حاجز. هل ستواجهون الحاجز؟ فأغلبنا انسحب، ولم نكمل الطريق. وصلنا إلى مرحلة معينة قبل الحاجز بكيلو متر واحد، وتوقفنا. ويوجد أشخاص كانوا مصرين على الإكمال، وأكملوا بالفعل، ولكن قبل أن يقتربوا من الحاجز تفرقوا، وحصل إطلاق نار في الهواء، ولم يكن هناك إصابات، أو أنهم اقتنعوا بأنه لا جدوى من ذلك، أو أنهم لا يستطيعون الوصول. والحاجز موجود على طريق اسمه المتحلق الجنوبي الذي هو طريق محيط بالشام من ناحية الميدان والمزة. وعندما تذهب إلى المتحلق الجنوبي فإنك تصبح في مدينة دمشق، وهم كانوا يفترضون الوصول إلى دمشق، ولكن الأمر لم يكن واقعياً في ذلك الوقت. وهذه المظاهرة التي أذكر أنه حصل خلاف واضح عليها: هل نكمل أم لا؟ وفي جو الحماس تنقلب الأمور إلى اتهامات بالشجاعة والجبن، ولكن بقية المظاهرات كان معظمها ضمن داريا، ويوجد المظاهرتان اللتان حصلتا بين داريا والمعضمية، بحسب ما أذكر.

استمرت المظاهرات على هذا الشكل حتى يوم 30 نيسان- بحسب ما أذكر- أو قبل، يعني في أواخر نيسان، في يوم الجمعة العظيمة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/08/27

الموضوع الرئیس

المظاهرات الأولى

كود الشهادة

SMI/OH/34-04/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

نيسان 2011

updatedAt

2024/03/15

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-المتحلق الجنوبيمحافظة ريف دمشق-الشياحمحافظة ريف دمشق-معضمية الشاممحافظة ريف دمشق-مدينة داريا

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة