انتهاكات "داعش" في الرقة
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:11:47:23
بدأت "داعش" بفرض قوانينها وفرض الحجاب على البنات وبعد الحجاب، فرضت النقاب، وهذه المسألة في وقت بطيء، وقبل سيطرة "داعش" على المدينة في المعركة الكبرى التي اقتحموا فيها كنيسة سيدة الشهداء مقابل حديقة الرشيد، وكسروا الصليب فيها، وأنزلوه، ونحن الناشطون كان أغلبنا موجودًا في المدينة، ورفضنا هذا العمل، وهم في البداية قبل كنيسة سيدة الشهداء، دمروا صليب سيدة البشارة التي كان فيها الأب نعمان الرويق الذي كان قد استلمها، و وضعوا الصليب في الشارع على الأرض، وبعدها تلاها كنيسة سيدة الشهداء، وكسروا الصليب، ونحن وقفنا أمام الكنيسة (مجموعة من الناشطين) وكنا نسألهم: لماذا فعلتم هكذا؟ وهؤلاء أبناء البلد وجئناهم (وخاطبناهم) من مبدأ ديني، وأن عمر بن الخطاب لم يتكلم بشيء مع الكنائس (لم يتدخل)، ولم يكسروا الصلبان، ولكنهم كانوا يفتون من عندهم؛ حتى تعجز عن نقاشهم في الموضوع، ولم نستطع فعل شيء -مع الأسف- أبدًا.
وبعد سيطرة "داعش" وفرض نفوذها على المدينة بشكل كامل وفرضها لقوانين منع التدخين، وبدأ التضييق على الحياة المدنية، وحتى من ناحية اللباس واللحية وموديلات الشعر، كل ذلك بدؤوا يتدخلون فيه. في البداية، كان يوقفك، ويقول: هذا الأمر غير مسموح، وفي المرة الثانية أريد أن أراك... وكان وضع الكريمات والجيل ممنوعًا، وأنا كنت أحلق شاربي، وكانت لحيتي سكسوكة (صغيرة أسفل الذقن)، فكنت أتعرض للكثير من المضايقات، وكانوا يوقفونني في الشارع، ويقولون لي: ما هذا المنظر! أنت تتشبه بالكفار. وأنا أقول له: تكرم عيونك (أعدهم بالتغيير) ثم أكمل طريقي، أتجاهل الأمر. ولكن في النهاية أصبح خروجي من البيت شيئًا نادرًا، وكانت مجرد سهرات في البيوت، نختبئ من أجل لعب الشدة (أوراق اللعب) والدخان (شرب السجائر)، وهكذا أصبحت حياتنا في النهاية.
كنت أعمل في النهار مع أحد الأصدقاء، وأساعده في محل اتصالات إنترنت، وكان المحل يشهد بشكل دائم... بما أنه لا توجد اتصالات فقد كان يأتي إلى المحل أشخاص مغاربة وروس (من المغرب وروسيا) وكانوا يجرون اتصالات "سكايب"، كانوا يوصلون أجهزتهم بالإنترنت، ويتصلون مع أهاليهم الموجودين في البلدان الأخرى.
أغلب [المحادثات] كانت تطمينات، ويتحدثون، ويسألون عن أهلهم، ويقولون: نحن هنا سعداء. وهذه كانت أغلب الأحاديث، والأجانب لا نفهم حديثهم، مثل: الروسي أو الفرنسي، وحتى العرب المغاربة لا نفهم لهجتهم، وكان أغلبهم يتحدث خارج المحل، وكان هناك موضوع النواشر، وهو بث الإنترنت داخل المنازل، وهذه كانت متوفرة، وكانوا داخل بيوتهم يتحدثون، ويجرون اتصالات.
أثناء إعلان الخلافة الإسلامية أنا كنت في تركيا؛ لأنني خرجت في الشهر الخامس (أيار/ مايو)، وهم اعتقلوني في الشهر الرابع (نيسان/ أبريل) بعد أن داهموا بيتي، وسألوا عني، وشاهدوني. بعد أن أخذوا هاتفي، وحققوا في حساب "الفيسبوك"، وقالوا: إنني أعمل مع جهات أجنبية. وطبعًا، أنا على "الفيسبوك" كنت أنقل الغارات التي تحصل على المدينة، مثلًا: غارة استهدفت مبنى كذا. وأحيانًا، كنت ألتقط بعض الصور العامة للغارة، وكان (الغارات) بشكل قليل وأقل من سيطرة الجيش الحر من قبل، يعني الغارات كانت سابقًا كل يوم، ولكن الغارات بعد سيطرة "داعش" أصبحت كل أسبوع مرة أو كل ثلاثة أيام مرة.
المنظومة الإدارية لـ "داعش" تولت الخدمات بشكل كامل، وقدمت الخدمات بشكل كامل أفضل من "أحرار الشام" من حيث الكهرباء والماء، وأعادت الموظفين، وبدأت تقدم لهم الرواتب، وكان الموظفون مدنيين، ولكنهم كانوا يتبعون لـ "داعش"، ولكنهم مدنيون، وكان عندي أقارب يعملون في مؤسسة الكهرباء، يعني أفضل من قبل، وكانت النظافة متوفرة، وكانت "داعش" مسؤولة عن كل شيء.
كان المجلس المحلي قائمًا برئاسة بسام السعيد الذي مات غرقًا -رحمه الله- والمجلس المحلي كان منعزلًا، ويقدم خدمات بسيطة، وهو موجود، ولكن لا أحد يقترب منه؛ لأنه جسم مدني، وليس له علاقة بأحد، وليس له أي تبعية، فلم يكن هناك أحد يعترض عليهم كثيرًا، وكانوا يتعرضون للمضايقات، وبمجرد الشك بأي شخص كانوا يعتقلونه، ولكن "داعش" هي المسؤولة عن الأمور أولًا وآخرًا.
تمت مداهمة منزلي واعتقالي، وأخذوني إلى مبنى المحكمة العسكرية، وبقيت لمدة أسبوع عندهم، وكان هناك معتقلون معي من الشباب، وكانت التهم مختلفة من الجرائم إلى السرقات، كنا جميعًا مجموعين مع بعضنا. [بالنسبة] للمعاملة، لم يتعرض أحد لي بعنف جسدي، ولكن كان هناك أشخاص تعرضوا للضرب الكثير بشكل واضح، حتى جاء يوم التحقيق معي، وطلبوا مني كلمة المرور من أجل الهاتف، وأنا أعطيتهم كل شيء، لا يوجد عليّ شيء؛ لأني أعرف خطورة الوضع، [وقلت لهم]: هؤلاء أصدقائي ومحادثاتي وهذا كل شيء. وحققوا معي، وكانت أجواء التحقيق مرعبة قليلًا؛ لأنهم يحضرونك معصوب العينين، ويقومون بتلقيم المسدس، وتسمع الصوت، وأنت ستعترف، حتى لو لم تفعل شيئًا، وكان كل شيء ظاهرًا لهم، ولم يكن هناك شيء، وأخرجوني بعد أسبوع. وبعد أن خرجت لم أعد أفعل شيئًا، وكنت أجلس فقط مع الأصدقاء في البيوت بشكل سري للتدخين فقط، حتى اتصل معي والدي إلى بيت صديقي سنان، وقال أبي: إنهم جاؤوا، وسألوا عنك. كانت مرة ثانية في الشهر الخامس (أيار/ مايو) وهنا خرجت مباشرة إلى تركيا.
نحن خرجنا في فترات متباعدة، حيث خرج والدي إلى تركيا ثم رجع، وبعدها ذهب إلى تركيا، وأنا خرجت في الشهر الخامس (أيار/ مايو) تقريبًا في تاريخ 25، بحسب ختم الدخول على جواز السفر في عام 2014.
في تركيا في بداية وصولنا، أسسنا صحيفة الحرمل: ماجد العويد، وإبراهيم العلوشي، ويوسف الدعيس، وبسام البليبل، وعبد الرحمن الهويدي. مجلة الحرمل في تاريخ الأول من (تشرين الأول/ أكتوبر) 2014 قمنا بتأسيسها، وفي الأول من (تشرين الأول/ أكتوبر) 2015، أسسنا "موقع الرقة بوست" أنا وأحمد شعبان وعبد الرحمن الهويدي وبعض الشباب العاملين معنا، كان "موقع الرقة بوست" يغطي أخبار الثورة السورية بشكل عام والوضع في سورية وبشكل خاص في مدينة الرقة، وتنقل كل شيء يجري في مدينة الرقة، سواء الأخبار في فترة سيطرة داعش أو حاليًا (سيطرة الأكراد "PYD" وغيرهم).
نحن كنا ناشطين من حيث نقل التقارير الصحفية والأخبار عن المتواجدين عند داعش، كل عملنا يصب في "الرقة بوست".
بعد مقتل إبراهيم وفراس في أورفا، لم يعد الوضع مثل قبل، والتهديدات بدأت تأتي على "الواتس أب" بالقتل، وهذا أحد أسباب انتقالي إلى مدينة إسطنبول في عام 2016، ولا يزال أهلي في مدينة أورفا.
لم أرجع إلى الرقة؛ لأنني مطلوب لقسد، نحن نقلنا كل الانتهاكات التي قامت بها من صور وفيديوهات وتقارير صحفية، قمنا بإعدادها عن قسد، وما تقوم به في المنطقة الشرقية بشكل كامل ومنبج وحلب، وقمنا بتغطيتها بشكل ممتاز، يعني الانتهاكات والأخبار، ونقلنا معاناة الناس، والتقارير كنت أنشرها باسمي، وهي مباشرة واضحة وصريحة، وهذا الأمر لا يخفيه أحد، وقمنا بتغطية كل المنطقة حتى يومنا هذا، وأنا لا يمكنني أن أرجع، وبالنسبة لي قسد مثل داعش باختلاف الرايات فقط.
في الوقت الحالي، يوجد تضييق على الناس والسرقات التي يقومون بها، والاعتقالات التي يقومون بها، واعتقال أي ناشط والتضييق على الناس من حيث العيش والتحكم بهم وإجبارهم على أي نشاط يقومون به مثل المسيرات المؤيدة أو المسيرات المعارضة للتدخل التركي، كانوا يجبرون الناس فيها على للخروج، و يتحكمون أيضًا بالمنظمات والمساعدات القادمة من المنظمات للناس عن طريق "كانتونات" الأحياء، فيتم تسجيل أي شخص لم يشارك في مسيرة لهم، ويُمنع من المساعدات، و هذا عدا عن السرقات التي يقومون بها من الأموال المقدمة من التحالف لخدمات المدينة، والمشاريع التي قاموا بها لا يمكن تسميتها بمشاريع، وهناك مشاريع لم يقوموا بها.
أتمنى العودة إلى الرقة وأفضل العيش فيها، وأن تكون البلد محررة من الجميع، ونعيش فيها، ونعمرها، ونحن نعمل فيها مع أبنائنا ونسائنا، ونعود لنرممها، وننظفها، وتكون تجربة سوريّة أخرى كما كانت في عام 2013 بعد التحرير وأفضل.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2019/12/18
الموضوع الرئیس
سيطرة "داعش" على الرقةكود الشهادة
SMI/OH/16-10/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2014
updatedAt
2024/03/26
المنطقة الجغرافية
محافظة الرقة-مدينة الرقةشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش
قوات سوريا الديمقراطية - قسد
مجلس محافظة الرقة الحرة
الرقة بوست
جريدة الحرمل