الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تنظيم "داعش" يسيطر على مدينة الرقة

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:08:32:02

كانت بداية سيطرة "داعش" على مدينة الرقة قبل رأس السنة 2014، كان هناك استعراض عسكري لـ "داعش" بشكل شبه يومي، الاستعراض هو عبارة عن رتل يمر في شارع تل أبيض من مختلف أنواع سيارات داعش، وتحمل رشاشات "الدوشكا" و"مدفع 23" و"الشيلكا" وسيارات "الجيب" والسيارات الحديثة والفانات (سيارات نقل). وفي إحدى المرات، كنت واقفًا، صرت أعدّ السيارات من باب الفضول، و تجاوز عددها 200 سيارة، وهذا الكلام في نهاية عام 2013 ، والفصائل الثانية التي بقيت أحست بخطورة وجودها، وأصبحت "داعش" تهدد وجودها مثل "لواء ثوار الرقة"، و"أحرار الشام"، و"جبهة النصرة"، وهم توحدوا تحت قيادة واحدة، وهي "الجبهة الإسلامية" في مدينة الرقة، وأخذوا يقومون باستعراضات عسكرية بشكل شبه يومي، يعني اليوم "داعش"، وغدًا "الجبهة الإسلامية"، كان استعراضًا للقوة بين الطرفين في المدينة، وكان هناك توتر واضح ومرتقب، و في أي لحظة وأي رصاصة تُطلق قد تحصل اشتباكات بين الطرفين.

موضوع خطف الناشطين بدأ من قصة الأب باولو وما بعد، وبدأ اختطاف الناشطين مثل الدكتور إسماعيل الحامض، وإبراهيم الغازي، وفراس الحاج صالح. والشباب الناشطون الباقون مثل عبد الله الخليل، ومحمد نور المطر، والأسماء التي اعتقلها "داعش"، كانت كثيرة، وهو اعتقل قادة الحراك في مدينة الرقة.

في البداية، بدأ الناس يخرجون في اعتصامات، ويطالبون بالمعتقلين ومصير المعتقلين والإفراج عنهم، عن جميع المعتقلين لدى "داعش"، وآخر مظاهرة خرجت كانت في نهاية 2013، في الأيام الأخيرة من شهر (كانون الأول/ ديسمبر) يعني قبل رأس السنة بأيام، خرجنا في مظاهرة من شارع تل أبيض، وكان عددها محدودًا، ويوجد فيها نساء وصبايا، وكنا نطالب بشكل علني وبوجوهنا بمصير المعتقلين، [ونهتف] "الرقة حرة حرة داعش تطلع برا". وتوجهنا إلى دوار الدلة، فكان لواء ثوار الرقة، وكانت الجبهة الإسلامية تحرسنا، وكانوا يقدمون لنا الحماية، وأنا كنت موجودًا في المظاهرة، وكانوا يقدمون لنا الحماية، وذهبنا إلى دوار النعيم.

أحد الناشطين عبد العزيز الحمزة من حملة "الرقة تذبح بصمت"، وكانت بنات الدكتور إسماعيل الحامض، كانت سعاد نوفل، كان هناك بعض الناشطين وليس جميعهم، وفي النهاية، وصلنا إلى دوار النعيم، وتمركزنا عند دوار النعيم، وأصبحنا نطالب بمصير المعتقلين، وهذه كانت آخر مظاهرة في مدينة الرقة.

 بدأت المعركة ليلًا، حيث بدأت "الجبهة الإسلامية" بنسف حواجز "داعش" والهجوم على حواجزها داخل المدينة، وبدأت بتمشيط مقرات "داعش" من شمال المدينة، من منطقة الصوامع حتى حارة البياطرة وحديقة الرشيد، والتي كانت في مكان منزلي، ووصلوا إلينا، إلى المنطقة، ونسفوا إحدى دور الكهرباء (مولدات الكهرباء الكبيرة والرئيسية)، وانقطعت الكهرباء في ليلة الاشتباكات، وهذا الكلام في رأس السنة (بعد رأس السنة بأيام) في الثاني من (كانون الثاني/ يناير) 2014 تقريبًا. بدأت المعركة، ونحن خط فاصل، على يميننا "الجبهة الإسلامية"، وعلى يسارنا "داعش" (على الطرفين)، والمسافة بين الطرفين لا تتجاوز 100 متر، ودون سابق إنذار للمدنيين، والناس كانوا في منازلهم، وبدأت الاشتباكات وإطلاق رصاص وقذائف "آر بي جي" بشكل عشوائي بين الطرفين وانتشار القناصة وخصوصًا قناصة "داعش"، فـ "الجبهة الإسلامية" لم يكن عندها قناصة محترفون. 

قُتل بعض المدنيين، قُتل أحد جيراننا الملقب بخاشير، وأصيب برصاصة في فخذه، ولم يستطع المشي، وبقي ينزف حتى الموت؛ لأنه لا يوجد أحد يستطيع إسعافه؛ لأنه كان في منطقة اشتباكات، وهو كان مصرًا على الخروج؛ لأنه لا يوجد طعام في المنزل، وكان أي شيء يتحرك يتم قنصه، سواء من "داعش" أو من "الجبهة الإسلامية"، واستطعت الهروب من بين أسطح [المنازل]، وذهبت إلى أحد الألوية إلى "لواء ثوار الرقة" على الجبهة، وسألتهم: من أنتم؟ قالوا: نحن "لواء ثوار الرقة". وسألتهم: متى تنتهي المعركة؟ فقالوا: نحن سوف ننتصر، وأبو عيسى يخطط لنزول الدبابات إلى المدينة. [فقلت في نفسي]: هل ستُنزل دبابات في المدينة؟! هل تريد أن تدمرها؟! ولم نقل شيئًا، ذهبت لإحضار حاجيات المنزل، ورجعت، وأنا أقفز على الأسطح، ودخلت إلى البناية.

في اليوم الثاني أيضًا، نزلنا حتى نعرف ماذا حصل، ومن الذي يتقدم، ولم يكن هناك أحد على جبهة منزلنا، وكان جارنا عنده تكسي (سيارة أجرة)، فكان يشتكي، ويقول: سُرقت بطارية التكسي. وكانوا قد فتحوها، يبدو أنهم كانوا ينامون في السيارة، وحتى إنهم كانوا يتبرزون في الشارع، على أرصفة المحلات، وهذا يظهر صورة سيئة جدًا عن الجيش الحر، وكانت داعش من الطرف الثاني تتسلق منازل الناس، وتقتحم المنازل، وتتمركز في منازل الناس، و لا أحد يستطيع الكلام، إلى أن انسحبت "أحرار الشام" في اليوم الرابع من الاشتباكات في نهاية الشهر الثالث (آذار/ مارس)، وتلتها "جبهة النصرة"، وجاءت تعزيزات من "داعش" من الطبقة، واستطاعت اقتحام الجسر الجديد والجسر القديم، ودخلت، وآزرت المحاصرين من "داعش"، فداعش لم يبق منهم إلا مبنى دار الحكومة والقليل من الأحياء المدنية داخل المدينة، والباقي كله محرر، وحتى الجسور كانت محاصرة من قبل "أحرار الشام"، وجاءت التعزيزات، وانسحبت الفصائل، ونحن عرفنا أن الاشتباكات توقفت، خرجنا حتى نرى الجهة التي سيطرت؛ لأنه لا توجد اتصالات أو كهرباء، ولا يوجد شيء، ونريد أن نعرف من الذي سيطر، فخرجنا، ومرت سيارة "بيك أب" في حارتنا لا يوجد عليها كتابات، و أوقفنا السيارة، و سألناهم: من أنتم؟ قالوا: نحن "الدولة الإسلامية في العراق والشام". فقلنا في وقتها: بدأ المأزق. وسيطروا على المدينة بشكل كامل، وحاصروا "لواء ثوار الرقة" في منطقة المصرف الصناعي وحي الرميلة لمدة أسبوع تقريبًا، إلى أن انسحب أبو عيسى بمبادرة عشائرية باتجاه مناطق الأكراد على الحدود السورية التركية.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/12/18

الموضوع الرئیس

سيطرة "داعش" على الرقة

كود الشهادة

SMI/OH/16-09/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

نهاية 2013- بداية 2014

updatedAt

2024/10/25

المنطقة الجغرافية

محافظة الرقة-مدينة الرقة

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجبهة الإسلامية

الجبهة الإسلامية

حركة أحرار الشام الإسلامية

حركة أحرار الشام الإسلامية

الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش

الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش

لواء ثوار الرقة

لواء ثوار الرقة

جبهة النصرة - الرقة

جبهة النصرة - الرقة

حملة الرقة تذبح بصمت

حملة الرقة تذبح بصمت

الشهادات المرتبطة