الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تفاصيل اختطاف الأب باولو من قبل "داعش" في مدينة الرقة

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:15:44:12

توجه الأب باولو إلى مقر "داعش" في 28 أو 27 تموز ، وهذه كانت الزيارة الأولى، طلبوا منه القدوم إليهم في الليل؛ لأن الأمير غير موجود، وذهب الأب باولو في الليل، في ليلة 28، ذهب الأب باولو، وأخبروه أن الأمير غداً سوف يقابلك في الساعة 12:00 ظهراً في تاريخ 29 تموز . فعلاً، الأب باولو كان موجوداً عندنا في البيت في الصباح، كان الأب باولو صائماً ونحن جميعاً مفطرون، هو كان صائماً مع المسلمين، ويقرأ القرآن، وكأنه شخص مسلم، ونحن كنا مفطرين، نشرب الشاي والقهوة، وهو عندما دخل إلى منزلنا عرف أننا مفطرين، وسأل، وقال: هل ربة المنزل صائمة؟ قلنا له: طبعاً. وهو سأل عن والدتي، وكان يريد إلقاء التحية عليها، وقام بإلقاء التحية عليها، وقال: سوف أعود بعد قليل. وخرج من المنزل لوحده، وكان هناك محل يبيع الموالح والشوكولا والراحة، وذهب وأحضر كيساً يوجد فيه راحة فاخرة، وقدمه إلى والدتي، وقال: هذا لأجلك لأنك صائمة، وتتحملين المفطرين، وتصنعين لهم الشاي والقهوة.

في الصباح قبل اختطاف الأب باولو، كان موجوداً عندنا في البيت، كنت أنا وهو والدكتور محمد الحاج صالح ووالدي، وكان الأب باولو يمشي في حوش البيت، ونحن جالسون في الغرفة في الداخل، وكان يمشي في الحوش متوتراً، وكان يذهب، ويأتي، ويفكر، ويبدو أنه خائف (الأب باولو)، وقبل أن تصبح الساعة 12:00، كان يريد أن يخرج، فوقف أمام باب البيت مع والدي، وقال له: يا يوسف، أنا خائف، وإذا اختفيت ولم أعد بعد 3 أيام أعلنوا أمر اعتقالي أو اختطافي. وأوصله الدكتور محمد الحاج صالح بسيارته إلى ما قبل المقر بأمتار، وطلب الأب باولو منه أن يُنزله من السيارة، ولا يريد أن يذهب معه أحد إلى المقر حتى لا يعرضه للخطر. نزل الأب باولو، وذهب إلى المقر، ونحن كنا ننتظر الأب باولو؛ لأنه كان في نفس اليوم معزوم(مدعوّاً) إلى مضافة الهويدي -عشيرة الهويدي في حي المشلب- على الإفطار، كانوا يجهزون إفطاراً للعشيرة كلها على شرفه، ونحن انتظرنا الأب باولو حتى 3:00، وعرفنا أن هناك شيئاً. في بيتنا، كان عندنا في البيت معن الماجد، ويوسف دعيس، ومحمد الحاج صالح، وقصي الهويدي، ومعن الهويدي، وأنا والكثير من الأشخاص، وأصبحنا نحاول أن [نعرف] كيف سنسأل عن الأب باولو، وقررنا الذهاب والسؤال عنه في المقر، ولكن من الذي سيذهب؟ والجميع كانوا كباراً في العمر، ولا يوجد عندهم إمكانية للذهاب، ويوجد خوف من تنظيم "داعش" لأنه إرهابي وإسلامي، والأغلبية لم يجرؤوا، وقال قصي: أنا سأذهب. وقلت له: أنا سأذهب معك. قلت: نحن شباب، ونتحمل ما يحصل لنا، وإذا اعتُقلنا فنحن نتحمل. ذهبنا بسيارة عبد القادر ليلا، ونزلنا في الحارة الخلفية للمقر في دار الحكومة، وسألنا عن أبي فيصل عبد الرحمن الفيصل أبو فيصل، وهو كان أميراً في "داعش" (أمير الخط الشرقي) وعلى معرفة مع عائلة الهويدي معرفة عشائرية، وقلنا: نسأل هذا الشخص. وسألنا عنه، وقالوا لنا: إنه موجود. وأدخلونا إلى قبو المقر، كانت الطوابق الأولى في المقر والطوابق الأخيرة فارغة، وجميعهم متمركزون في الطوابق الأرضية في القبو، و يوجد حراس على البوابات، ودخلنا إلى القبو من جهة مدخل السيارات من الكراج، ودخلنا إلى غرفة فيها كراسٍ، وكان نصفها مغلق بالستائر، وجاء إلينا الأمير عبد الرحمن الفيصل، ودخل إلينا ومعه مرافقه الملثم، وكان يوجه سلاحه إلينا بشكل مباشر، وهو كان أمير الخط الشرقي، وحالياً هو متواجد في مدينة الرقة، يعيش حياة مدنية، ونحن وقفنا عندما جاء الأمير، وسلمنا عليه، وقلنا له: يوجد باولو دليليو المسيحي الذي جاء وكذا.. وقال: لم نره. وقلنا له: نحن أوصلناه إلى هنا إلى المقر، ربما لم تكن موجوداً. قال: أنا موجود هنا منذ الصباح، ولم يأت أحد. وحتى إنه حلف اليمين، وقال: والله، لم أره. فقلت لقصي: خلص (انتهى الأمر). فقد حلف اليمين فحتى إذا كان موجوداً فلن يقولوا لنا: إنه موجود. يعني أمير وحلف يميناً، فالأمر مستحيل. وفعلاً، كان الأمر المرعب أكثر هو دخوله ومعه حزام ناسف وله حلقة مثل حلقة القنبلة اليدوية، وأنا أقول لقصي: لنفترض أنه كان يمشي، وعلقت الحلقة بمقبض الباب.، وخرجنا من المقر.

آخر ما حدث أن هناك صحفياً اسمه أميديو ريتشي، وهو إيطالي، كان يشتغل (يصوّر) فيلماً عن الأب باولو من سنتين أو من السنة الماضية، وذكرنا له هذا الشخص، ولكنه لم يقبل، الفصائل الكردية لم تقبل، قسد لم تقبل إجراء مقابلة معه، وقام بتصوير الفيلم بدون عبد الرحمن الفيصل، فلا يوجد إمكانية للعمل معه.

الصحفي أميديو ريتشي كان يقوم بعمل فيلم عن الأب باولو، وهو صديق عائلة الأب باولو، وكان يريد الذهاب إلى الرقة، وكان يريد أن يعرف عن الأيام الأخيرة للأب باولو، وذكرت له القصة، وقلت له: عبد الرحمن الفيصل وكذا. وكانت صورة عبد الرحمن موجودة، ولكن هذا الشخص ذهب إلى الرقة، وقام بصناعة الفيلم عن الأب باولو، ولم يستطع مقابلة عبد الرحمن الفيصل وقال: حصلت مشكلة. وهو مدني يعيش في منطقه الكسرات، عندما عرفنا مكانه ليقابل الصحفي أميديو كان في منطقة الكسرات، ولكن لم يستطع الوصول إليه بشكل فوري، ويبدو أنه لجأ إلى قسد؛ حتى يذهبوا معه، ولكنهم رفضوا، ولم يحصل اللقاء مع عبد الرحمن الفيصل.

هذا الشخص هو أحد الأشخاص الذين يجب أن يتم استجوابهم، وهذا الشخص كان موجوداً في المبنى الذي تم اختطاف الأب باولو فيه، وكان أميراً، وكانت معه مرافقة، وأما بقية الأشخاص كانوا ملثمين، فبعد أن دخلنا إلى المبنى كان الأغلبية ملثمين، ولم نر أحداً ظاهر الوجه، كلهم ملثمون، وهذا أحد الأشخاص الذي يمكن أن تجد [عن طريقه] جزءاً من الخيط...

رجعنا إلى بيتنا، وأخبرناهم بما حدث، ورأينا أن ننتظر أكثر، ثم ذهبنا إلى مضافة الهويدي، وفطرنا للأسف بدون الأب باولو، وبعدها نُشر الخبر في الليل، أذكر على قناة أورينت، وتواصلت معي من "أورينت" الصحفية سيلفا كورية، واستفسرت عن هذا الموضوع، وقلنا لها: للأسف كذا وكذا. ونُشر الخبر، وبمجرد أن يخرج الموضوع كإشاعة ينتشر الخبر.

وبعدها قصة الأب باولو تطورت، ونحن بقينا في المدينة في الفترة الأخيرة، وعرفنا أنه قُتل بعد دخوله البوابة الرئيسية، وهذه أحد الروايات، وأحد الروايات التي كانت تقول: إنه بعد دخوله المبنى قالوا له: أنت شخص كافر، وأنت شخص نصراني، ماذا تفعل هنا؟ وأطلقوا النار عليه مباشرة. وطبعاً، أنا أنفي هذه الرواية؛ لأننا عندما دخلنا لم نجد آثار الدماء أبداً على الأرض أو آثار الشطف بالماء، لا يوجد أبداً، ولكن هذه كانت مجرد رواية قيلت، ويوجد رواية ثانية تقول: تم قتله وتصفيته في أحد السجون. والرواية الثالثة تقول: تم نقله من سجن الطبقة إلى سجن العكيرشي، إلى أحد السجون في دير الزور، إلى تنظيم "داعش". ولا أريد أن أجزم بمقتل الأب باولو، ولكن مع الأسف الاحتمال الأكبر أن الأب باولو قُتل.

الأب باولو ظلت أغراضه الشخصية عندنا (كامل أغراضه الشخصية) وسأحكي لك قصتها:

الأغراض الشخصية ظلت عندنا في البيت، ونحن بعد شهور من اختطاف الأب باولو، وهو قال: إذا تم اختطافي يوجد في حقيبتي أموال، قوموا بتوزيعها على الفقراء وأهالي الشهداء، وأوصلوا الأغراض الشخصية إلى كاهن مسيحي في كردستان، نسيت اسمه، واجتمع جميع رفاق الأب باولو عندنا في البيت أيضاً، و فتحوا الحقيبة، وهذه أول مرة تُفتح فيها حقيبة الأب باولو، وأخرجوا المال منها، وقاموا بتوزيعه، وكان المبلغ تقريبا 1500 يورو و 400 دولار و400 ليرة تركية تقريباً، كانت مبالغ بسيطة، وتوجد هواتف، والآي بود(جهاز محمول)، و دفتر المذكرات، وجزدان، و كريدت كارد(بطاقة بنك) ومفاتيح، وشرائح اتصال، وهويات، بالإضافة إلى حقيبة كبيرة توجد فيها ملابسه، وبقيت الأغراض الشخصية في غرفتي، كانت تحت سريري.

بعد تنامي نفوذ "داعش" في المدينة في عام 2014، أحسسنا بخطورة [الأمر]، وأنه ربما في أي لحظة تتم مداهمة البيت بحثاً عن أغراض الأب باولو؛ لأنه كان مقيماً عندنا، وكانت حقيبة الملابس كبيرة، وقمنا بإخفائها في السقيفة، والأغراض الشخصية حاولنا أخذ الحقيبة الكبيرة منها، واحتفظنا فقط بالأساسيات. وفعلاً، فعلنا ذلك، وفي النهاية، لم يعد العيش يحتمل تحت سيطرة "داعش"، وكان والدي صحفياً، وأسس صحيفة منازل، و أصدر منها 15 عدد تقريباً، وفي فترة وجود الأب باولو كان اسمها منازل، وأوقفوا الصحيفة بسبب تنامي نفوذ "داعش"، وبعدها شعر والدي بخطورة الوضع، ولا يمكن العيش أبداً، و كان والدي سجيناً في البيت، وذهب والدي إلى مدينة أورفا التركية، وأخذ معه "التابلت" وبعض الأغراض الشخصية، و خرج، وكان قد وضعهم على " تابلو" السيارة "الفوكس فان"، ووضعهم، وهو يمسك قلبه طوال الطريق (خائف جداً)، [فهناك] حواجز "داعش"، يعني تاب(جهاز محمول) الأب باولو موجود في بيت يشبه الكتاب، وهذا ساعد على إنقاذه، وكانت شبه مغامرة، وكان الوقوف على الحواجز شيء مرعب، و استطاع والدي الوصول في النهاية إلى منطقة باب السلامة، ودخل والدي إلى تركيا، واستطاع إدخال الأغراض معه، ونحن وصلنا إلى مدينة أورفا أنا ووالدي فيما بعد، وإلى أن استأجرنا بيتاً، وفرشناه، فأفلسنا بشكل كامل، ولم يكن عندنا القدرة للسفر إلى غازي عينتاب وإيصال الأغراض إلى القنصلية الإيطالية، فتبرع شخص ، قال: أنا سآخذها إلى غازي عنتاب إلى القنصلية الإيطالية. وأخذها، ورجع، وقال: أعطتني السفارة مالاً. في وقتها، أعطى والدي 300 دولار، وقال إنها مكافأة من القنصلية. واكتشفنا فيما بعد لاحقاً في عام 2017، سلمها إلى ميشيل كيلو ونادر جبلي في غازي عينتاب، وأعطوه 2000 أو 3000 دولار، بعد أن جلسنا مع نادر جبلي في إسطنبول أنا ووالدي، وأنا جلست، وكنت شاهداً على الكلام، والأغراض عندهم، قاموا بإيصالها بطريقتهم (ميشيل كيلو ونادر جبلي).

كنا نظن حتى غاية 2017 أن الأغراض، منذ عام 2014 أو 2015 تقريباً، قد تم تسليمها إلى القنصلية، والحقيقة حتى الآن لم يستجوبنا أحد من القنصلية الإيطالية عن هذا الموضوع أبداً، ولم يسألنا أحد.

وصلت إلى ميشيل كيلو ونادر جبلي (للاثنين)، وهما تصرفا بها، ولا أعرف ماذا فعلا بها، وبقيت حقيبة الملابس (ملابس الأب باولو) الكبيرة، بقيت في سقيفة بيتنا، وبعدها سيطرت عليه "داعش"، وخرج أهلي من المنزل باتجاه تركيا، ولا نعرف مصير الحقيبة، وحتى إن المدينة حررت من "داعش"، وسكن ابن عمتي في البيت، ولم يجد شيئاً، و نحن سألناه عن الموضوع، و لكنه لم يجد شيئا في السقيفة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/12/18

الموضوع الرئیس

سيطرة "داعش" على الرقة

كود الشهادة

SMI/OH/16-08/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2013

updatedAt

2024/03/26

المنطقة الجغرافية

محافظة الرقة-مدينة الرقة

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش

الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش

معلومات الشاهد

الموضوعات المرتبطة

الكلمات المفتاحية

الشهادات المرتبطة