الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

ضرب الحواجز العسكرية وبداية العمليات النوعية في مدينة الكسوة

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:06:53:19

دخل النظام مدينة الكسوة في أيلول عام 2011، واستمرّ بها، وازدادت عمليات الاعتقال والضغط على الناس، وكان يوجد في البداية بوادر أعمال [عسكرية] ضد الحواجز، حيث كانت مجموعة من الشباب تخطط لعملية يتمّ من خلالها ضرب الحاجز وتؤثّر على النظام بشكل جيد -في ذلك الوقت- وتسبّب قلقًا، وكانت الرغبة هي تخفيف العبء على المدنيين بسبب ما تقوم به تلك الحواجز، لأننا كنا نحسب في تلك الفترة أن النظام في منطقة الكسوة بالذات لن يكون لديه ردة فعل كبيرة، لأنه يوجد لديه مواقع إستراتيجية لا يريدها أن تتأثر في أي عمل عسكري أو أي حالة فوضى، فهو لا يريد أن تكون منطقة الكسوة فوضى لأنه يوجد [فيها] مواقع استراتيجية لا يريدها أن تتأثر، مثل الفرقة الأولى وجميع الألوية ومنصات الصواريخ الموجودة على جبل المانع أو ما يسمى تلة المانع، وكذلك جبل المضيِّع، ووجود الفرقة السابعة في المنطقة، فالكسوة كلها [عبارة عن] حالة عسكرية بالنهاية، ونحن نعتبرها قطعة عسكرية.

الحواجز كان تعاملها سيئًا جدًا في تلك الفترة، لأن المظاهرات كانت تخرج وكانوا ينظرون لجميع المدنيين أنهم أشخاص معادون لهم، وكان يوجد قسوة، وكان يوجد أيضًا متابعة حيث أي سيارة تقف على الحاجز يجب إبراز الهوية [هوية الموجودين فيها] ومعرفة الاسم، وعلى الأغلب يوجد ناس تُعتقل بشكل دوري، وبشكل يومي كان يوجد اعتقالات، وتصرفات عناصر الجيش كانت جدًا سيئة سواء مع النساء أو الشباب أو كبار العمر، فقد كانت تصرفاتهم غير أخلاقية.

قوائم [المطلوبين للأمن] كانت تتسرّب كل فترة، ولكن كما ذكرت في أول جلسة، كان يوجد أيضاً أسماء على أوراق جانبية، ولكن كانت الأسماء كثيرة، فكل شخص خرج في مظاهرات كان له اسم، ويوجد ناس لم يخرجوا في مظاهرات أيضًا لهم أسماء. والاعتقالات كانت في البداية كبيرة جدًا، فأي شخص شاب في المدينة أو حتى كبير في العمر -وأحياناً كنا نخاف على النساء- كان محتملًا أن يمرّ من الحاجز ويتمّ اعتقاله، سواء تسرّب اسمه أم لم يتسرب، وكانت النظرة للحواجز في تلك الفترة أنها حالة معادية، وشخص محتلّ لهذه المدينة، وهذا النظام هو من روج لنفسه هذه الصورة للأسف.

هنا بدأت مجموعات مختلفة لم تنسق بين بعضها، بدأت بضرب الحواجز العسكرية، وأيضًا بدأ التفكير بتفجير الأرتال أثناء مرورها بالطرق الرئيسة المحيطة بمدينة الكسوة، وأنا كنت جدًا قلق من هذه الأعمال، ولم أكن أؤيدها كثيراً، لأنه أولًا لا يوجد شخصيات اختصاصية تقوم بهذا العمل، والأمر الثاني إذا أردت أن تقوم بعمل كبير مثل عمل تفجيري سيستخدمه النظام على أنه "إرهاب"، وسيظهره على أساس أنه ليس ضرب رتل عسكري وإنما مناطق حيوية أو مناطق يوجد بها مدنيون، فأنا كنت معترضًا على أن يكون هناك أعمال تفجيرية، وأن نكتفي فقط بمحاولة التأثير على النظام بقطعه العسكرية بشكل مباشر أو بالحواجز، ونبعد هذا الأمر عن المدن، وألا يكون مصبوغًا بصبغة أنه هذا الهجوم تمّ من أهالي الكسوة أو من ثوار الكسوة، وألا نقوم بالإعلان عنه فنحن لسنا مضطرين إلى هذا الأمر، ولكن نحن نؤذيه [النظام] حتى نخفف العبء عن أهالي هذه المنطقة بشكل كبير، وكي يحسب النظام الحساب بشكل دائم، دون أن نُظهر ذلك كحالة إعلامية وحالة "إرهابية" وحالة عسكرية بشكل كامل.

تطوّرت الفصائل أكثر في تنظيمها في منطقة الكسوة، وأصبح لدينا منطقة بعض القرى المحيطة بمدينة الكسوة أصبحت محررة أو شبه تحررت، كان يوجد بها مزارع فيها حرية الحركة، وأصبح يدخل إليها سلاح أكثر، وأصبح باستطاعة العناصر الاختباء بها بشكل أكبر كعناصر تشكيلات الجيش الحر، وبدأت أول عملية عسكرية نوعية فعلًا في ذلك الوقت ضد دورية للمفرزة العسكرية في الكسوة، وكان على رأس هذه الدورية شخص اسمه أبو خضر عبد الله داوود، وهذا الشخص كان أسوأ شخصية بالنسبة لمدينة الكسوة، لأنه موجود في المدينة منذ أكثر من 30 سنة يعمل خلالها في المفرزة، وكان يعرف كل أحيائها وكل عائلاتها وكل شخصياتها، وهو كان فعلًا مكسباً للمفرزة العسكرية بأن يكون جزءًا منها في الثورة السورية، فتمّ وضعه كهدف رئيسي وأنه يجب التخلص منه ومن المجموعة التي كانت معه، وأبو خضر كان كل يوم جمعة يذهب قبل الصلاة في دورية مؤلفة من سيارة وعربة ويلتفّ حول المساجد حتى يعرف الشخصيات التي تنشط، فتمّ رصده على طريق المقيليبة، وكان كل جمعة، وهو لم يغيّر حركته وكأنه كان يشعر بالأمان على نفسه، فكان كل جمعة مثلًا عندما يذهب على طريق المقيليبة كان يصل إلى نقطة معينة وتلتف عندها السيارات ويعودون، فقام الشباب بالرباط على هذه النقطة، وكانت هي أول عملية فعلًا منظّمة بأن يتمّ القضاء بشكل مباشر على أبو خضر ومجموعةالعناصر الذين معه. وكان التخلّص من أبو خضر رفعًا معنويًا كبيرًا لأهالي الكسوة، والناس جدًا ارتاحت وشعرت بأنها تخلّصت من شبح، ونجاح العملية شجّع الشباب أكثر، وأنه لماذا لا ندخل إلى داخل مدينة الكسوة ويكون لنا تواجد ضمن الأحياء. وتمّت عملية قتل أبو خضر في 8 حزيران 2012.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/11/02

الموضوع الرئیس

بدايات الحراك العسكري في الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/47-29/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2012

updatedAt

2024/05/04

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-الكسوةمحافظة ريف دمشق-ناحية الكسوة

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

الفرقة السابعة ميكا - نظام

الفرقة السابعة ميكا - نظام

الفرقة الأولى - دمشق وريفها

الفرقة الأولى - دمشق وريفها

المفرزة العسكرية في الكسوة

المفرزة العسكرية في الكسوة

الشهادات المرتبطة