أسباب العسكرة، والقرار بعدم الانخراط بالنشاط العسكري في الثورة
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:05:43:16
مع بداية العام الدراسي الجديد في بيروت صارت أحداث الثورة تتسارع، وصار يبرز في مناطق من سورية بوادر عمل عسكري -قد لا يوصف [بأنه] عمل عسكري، ولكن هو مقاومة مسلحة-، وأصبح لدينا نواة للجيش الحر، وأذكر [أن] أول انشقاق حصل هو قبل تلك الفترة أكيد في [شهر] حزيران/ يونيو أو أيار/ مايو لضابط مجند الذي انشق في خيمة (عبد الرزاق طلاس)، [وأذكر انه] أيقظني صديقي الساعة الـ 06:00 صباحًا لأرى الخبر؛ "ها هو ذا يوجد عساكر تنشق عن النظام" وبالتالي النظام سينتهي، وبدأت قصص الانشقاقات وكنا معولين في الفترة الأولى على أنه سينتهي كما انتهى مبارك أو بن علي، وحين طالت الفترة قلنا سينتهي كما القذافي [بحكم] هذه التجارب التي [كانت] أمامنا.
وهذه الفترة شأني كشأن كثير من السوريين الشباب الذين لا يعرفون كيف يأخذون قراراتهم[هل] سيبقى في النضال السلمي أو سينتقل للعمل العسكري، وهذه المعلومة نادرًا ما أشاركها أنَّ لديَّ هواجس أنَّه بات هناك وجود للجيش الحر في تركيا -ولو أنه قليل-، [لكن] ممكن أن أخرج من لبنان إلى تركيا وأنضم لهم، وأقول لنفسي: انتهى الأمر، هذا النظام يقاومك بالبندقية، وبالتالي لا يوجد حل أمامك إلا البندقية، وربما من طبعي أو من ظروف حياتي لا أفضل هذا الحل (حمل السلاح)، وخضت نقاشات داخلية كثيرة بما يخص ذلك، وكنت أتابع كل شيء يُقال عن الثورة السورية في الإعلام، مثلًا كنت متابعًا لأحد المفكرين العرب فكان لديه برنامج أسبوعي عن الثورة السورية كل أسبوع، وكان لديه وجهة نظر -تحديدًا هذا الكلام مع مجزرة التريمسة (قرية تتبع لحماة) - وهي مجزرة التريمسة كان بها مشهدًا مزعجًا للغاية، وهو قتل طفلة وتقول له: [للقاتل] عمو لا أريد أن أموت، ولا أريد أن أقص شعري"، ويقول لها: "عمو لا أريد أن أقص شعرك، أريد أن أقص رأسك!" وتبين أنَّ هناك أطفالًا عاملين على حالهم (تبولوا على أنفسهم) من الخوف، وهناك ابن آدم (شخص) يذبح طفلًا بسكين وساطور (سكين يُقطع به اللحم) ولا تفهم لماذا! فهناك كم من الإجرام مرعب، وهذا الكم من الإجرام دفع كثيرًا من السوريين ليأخذوا خيارهم بالانتقال للمقاومة المسلحة، فأنا [كجزء] كنت أعيش هذا المخاض الذاتي، وتوقف عندي هذا المخاض عند مجزرة التريمسة، وأخذت قراري النهائي.
عند تلك المجزرة خرج هذا الشخص (المفكر العربي) وقال في مقابلته: كلنا نعرف طبيعة النظام الأمنية، ونعتقد أنَّه لا يمكن تسريب أي مقطع فيديو من داخل أقبية النظام إلا إذا أراد النظام [ذلك]، ويجب أن ننتبه لأمر أن غالب مقاطع الفيديو التي تتسرب فيها شعارات طائفية -ومن وجهة نظره- هو مقصود تسريبها ليحرك الإحساس الطائفي عند الطرف الآخر، وينقل المواجهة إلى مواجهة مسلحة، وأنا حينها اقتنعت بهذا الكلام لأنَّه قريب من طريقة تفكيري ونمط حياتي، وأخذت قراري ألا أرى مقاطع فيديو مشابهة، وهذا كان آخر مشهد مصور رأيته في الثورة السورية، وأنا لم أرَ مقاطع فيديو ولم أشاهد إصدارات "داعش" أبدًا، والشيء المتداول جدًّا أرى المكتوب عنه ولكن لا أراه (كفيديو) لأنني وبصراحة كنت خائفًا أن أتحول إلى وحش، وأتحول إلى نفس الشخص الذي يقتل طفلة، فأخذت قراري ألا أنخرط بالعمل العسكري.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/05/20
الموضوع الرئیس
بدايات الحراك العسكري في الثورةكود الشهادة
SMI/OH/79-06/
أجرى المقابلة
بدر طالب
مكان المقابلة
الباب
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2011
updatedAt
2024/04/14
المنطقة الجغرافية
محافظة حماة-التريمسةمحافظة دير الزور-منطقة الميادينشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش
الجيش السوري الحر