كانت عملياتنا تقتصر على دقائق، يعني دقيقة أو ثلاث دقائق أو خمس دقائق ويجب أن نغيّر منطقتنا، وقمنا بعملية بين قرية قسطون وقرية الزيارة، وهي عملية على سيارة تابعة للجيش، ولكن لم نستطع إيقاف السيارة، لأن عملياتنا كانت بدائية ولا نملك إلا البندقية الروسية أو البومبكشن (سلاح صيد) والمسدس فقط، وأيضا قمنا بعملية أخرى تقريبًا في نفس المنطقة أو نفس الكمين حيث يبعد عنه 02 أو 03 كيلومتر، أيضا استهدفنا سيارة، وقمنا بأكثر من عملية في تلك الأثناء، وبدأنا نبحث عن الأشخاص المتعاونين مع النظام أو المخبرين أو الأشخاص الموالين للنظام، وكان يوجد عدة أشخاص تحت الرصد من قبلنا ومن قبل عوائلهم نفسها، وأنا أذكر أحد الأشخاص أعلمتنا عنه ابنته وقالت: إن والدي يتصل مع الجيش والضباط، البارحة كانوا يسهرون عنده وهو من يعطيهم إحداثياتكم وأماكن تواجدكم، وكيف يجب أن يمشوا في المنطقة وماذا يفعلون، يعني ابنته هي التي أخبرتنا عن والدها أنّ والدها مخبر للجيش، وطبعًا والدها مخبر قديم للجيش منذ الثمانينات وهو مرجعية للجيش، ووالدها كان عضوًا عاملًا في حزب البعث وتم فصله من قَبل الثورة من الحزب، وقد ذهب في بداية الثورة إلى الاجتماعات الأمنية وقال لهم: أنتم قمتم بفصلي ويجب عليكم إعادتي وأنا مرجعية لكم وللأمن منذ الثمانينات، وأنا أريد أن أخدمكم وما أستطيع أن أفعله لا يستطيع أحد غيري أن يفعله، وهذا الشخص اسمه ممدوح عابدين (ممدوح حجول)، وهذا المخبر.. ونحن كان عندنا علاقات مع ضباط من نفس الفروع، وهم كانوا ينقلون لنا الصورة عن الاجتماعات أو عن الوجهاء، ويقولون: إن فلانًا تكلم بكذا وفلانًا قال كذا عنكم، ويجب عليكم أخذ احتياطاتكم من كذا، ويجب أن تكونوا صاحين (مُنتبِهين)، كان يوجد ضباط شرفاء ولا يزالون حتى الآن موجودين مع النظام، ولكنهم في تلك المرحلة كانوا مع الثورة وينقلون لنا الأخبار بشكل مباشر. 

ويوجد أكثر من شخص [مخبر] في منطقة الغاب ولكن الأهداف التي وضعناها كانت مكونة من خمسة أشخاص، وهم ممدوح حجول، وسامي مواس من قرية الزيارة، وشخص من عائلة عجين اسمه مصطفى عجين وهو من جبل الزاوية ولكنه من سكان قسطون، وهؤلاء الأشخاص كانوا تحت الرصد من قبلنا وحتى من قبل عوائلهم أيضًا، [وأيضًا] ابن سامي مواس كان معي في الثورة، يعني أحد أولاده كان موجودًا معي في كل المعارك، وكان يقول بكل وضوح إن والدي هو مخبر للدولة، ونحن أخذنا نعمل على هذه الأمور وعلى الموضوع الأمني، ويوجد منهم كشفهم النظام وقتلهم النظام وادعى أننا نحن من قتلهم، مثلًا ممدوح حجول قتله النظام في قرية عين سليمو، ونحن لم نكن نستطيع الوصول إلى عين سليمو، ولكن قال النظام إن الثوار قتلوه. 

ونحن لم نقم بعمليات ضد الحواجز، ولم يحصل في تلك الفترة أي هجوم من طرفنا على نقاط الجيش، وكان يوجد قسم من الناس يقولون إن [عناصر] الجيش هم أبناؤنا، ولا يجب استهداف أحد من الجيش، وهكذا كان القرار، فكانت عملياتنا نوعية وسريعة جدًا في تلك المرحلة، ثم تطورت الأمور، وفي إحدى المرات وضعنا كمينًا وحصل اشتباك. 

كانت أكثر العمليات لا داعي لأن تقف، يوجد أماكن خطيرة وإذا وقفت فيها خمس دقائق ستصبح هدفًا، يعني العمليات التي نقوم بها كانت تحت مرمى نيران الجيش، والجيش قادر على استهدافنا، والجيش لديه سلاح يصل مداه إلى اثنين وثلاثة كيلومترات ويمكنه إصابتنا، ولكن أنت لا يوجد لديك سلاح، وأفضل سلاح لديك هو البندقية، فيجب عليك القيام بعمليتك قبل أن يستعدّ الجيش أو ستصبح هدفًا.