الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تأسيس صحيفة "عنب بلدي"

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:09:21:14

الفترة التي كنت فيها في دمشق، استمرّ عملي كإعلامي بشكل أساسي، وكنت أنسق مع شباب في داريا أو مناطق أخرى، ولكن معظم الوقت كنت[أعيش] لوحدي، وفي آخر شهر استأجرنا منزلًا في الجسر الأبيض، وكان قصة [استئجاره] طويلة، فصديقنا استأجره باسم صديقه الآخر الموجود في الكويت، وبعد عدة شهور اضطر صديقه إلى ورقة معينة من أجل تجديد العقد، فيجب أن يأتي الشخص نفسه، أو يجب أن يقدم وكالة، فبدأنا نشعر أن الأمور بدأت تضيق كثيرًا وأصبحت صعبة جدًا، وإذا لم أكن مخطئًا في رأس السنة 2012، كنا في ذلك المنزل، ويوجد معنا أكثر من شخص من داريا، وكنا نرى بعض رفاقنا الذين تم اعتقالهم من جماعة التنسيقية قد خرجوا وأقاموا فيه، وأحيانًا كنت أجري مداخلات من هذا المنزل على [قناتي] الجزيرة والعربية، ولكن جميعها على" الإنترنت"، وكنا نحاول أخذ الاحتياطات ولكن بعد فترة شعرنا أنه من الأفضل أن نخرج من المنزل ولا نبقى فيه.

هذا المنزل في آخر عام 2011 وبداية عام 2012، وبعض أصدقائي بقوا فيه ولكن أنا… وكان يوجد محل نبيل نفيسة (محل حلويات مشهور)، فإذا كنا نريد أن نلتقي فنتواعد عند محل نبيل نفيسة، المنزل يبعد عنه ست أو سبع دقائق، ولكن هذا [المحل يستخدم] نقطة علام.

أعتقد في ليلة رأس السنة نفسها ألقى برهان غليون كلمة -كان هو رئيس المجلس الوطني- كان يلبس ثيابًا رسمية، وكان هناك تصوير فيديو، وأحد رفاقي قال: إنه يراه رئيس سوريا المستقبل، فكان لا يزال هناك تفاؤل في ذلك الوقت.

أظن أن ذلك في ليلة رأس السنة، نحن عادة لا نحتفل في ليلة رأس السنة، ولكن يبقى لها خصوصية، أذكر أنها كانت ليلة ثقيلة عليَّ؛ لأنني مطارد وبعيد عن أهلي، وفي وقتها أذكر أنني خرجت ومشيت وحدي، واشتريت قطعة حلوى أو علبة حلوى صغيرة؛ كنا نحاول على الأقل أن نخلق جوًا من الفرح في هذه الليلة.

خلال هذه الفترة -لست متأكدًا في أي شهر بالضبط- ولكن حصل تشييع شهداء في برزة، في أحد[أيام]الجمعة، أظن أنه [ارتقى] 6 شهداء في برزة؛ وأقاموا لهم تشييعًا جماعيًا، والشهداء كانوا في يوم الجمعة، وفي اليوم التالي أقاموا لهم تشييعًا، فقررت الذهاب لحضوره، واتفقت مع زوجتي وصديقة زوجتي- كانتا في الجامعة- على الذهاب معًا، وفي تلك الفترة كنت مستأجرًا في المساكن (مساكن برزة) وليس في برزة البلد نفسها، وكان هناك في برزة مظاهرات و [المنطقة] معروفة، [لكن]المساكن كانت تعتبر هادئة، فتواعدنا في مكان معين ومشينا، وكان يوجد جيش (حواجز على الطرقات) وكانوا يوقفون السيارات؛ يسألونهم: إلى أين أنتم ذاهبون؟ ويعيدون بعض السيارات، وسألونا: إلى أين أنتم ذاهبون؟ وقلنا لهم: إلى أقاربنا، هم في الداخل، فقالوا لنا: انتبهوا ولا تقتربوا إلى هذه الاتجاه، ودخلنا من طريق فرعي، ووصلنا إلى المسجد -أظن أن اسمه كان مسجد السلام لست متأكدًا- عندما وصلنا كانت الصلاة (الجنازة) قد انتهت، فقد تأخرنا على الطريق قليلًا، وكان يوجد هتافات للشهيد وعدد كبير [من المشيعين]، والجو كان حماسيًا جدًا، يوجد الكثير من النساء ولكن لم يصلن إلى المسجد، وإنما وقفن في مكان معين.

أثناء تواجدي كانوا يقولون: كان يوجد أناس من عش الورور بدؤوا يطلقون الرصاص، وكان هناك أشخاص يقولون: يكفي إلى هذا الحد، هاقد ودعنا الشهداء، هل نكمل أم ماذا؟ يعني يبدو أن هذا الشيء كان مألوفًا، ويحصل في كل مكان، وعندما أحسسنا أن الأمور سوف تنتهي عدت إلى المكان الذي تركت فيه زوجتي وقريبتها ومشينا، هنا كانوا يقولون: إن الجيش بدأ يقترب، يبدو أنه يريد تفريقهم، فخرجنا من الشارع، ووصلنا إلى نقطة معينة، ورأينا رجالًا ونساء يجلسون أمام منزلهم يشربون الشاي، هنا أصبحنا بين برزة البلد ومساكن برزة، ولكنني لا أعرف هناك الأحياء كثيرًا، ونحن لا نريد الذهاب من شارع يوجد فيه حواجز؛ وسألت الأشخاص الجالسين [عن الطريق] وهو سألني مباشرة: هل كنتم في التشييع؟ فقلت له: نعم، وقلت له: كيف يمكننا الذهاب؟ أو أنني قلت له: إذا ذهبنا من هذا الطريق هل يوجد مشكلة؟ فقال: اذهب لا يوجد مشكلة؛ تلك البلد (المنطقة) غير هذه البلد، وأنا أذكر هذه العبارة، وفعلًا عندما تقطع هذا الشارع تشعر أنك عدت إلى بلدة مختلفة تمامًا، كما هو الحال (كيف تشعر) في داريا، وكيف كنت تشعر عندما تذهب إلى المدينة (دمشق) الأمر نفسه هنا.

في هذه الفترة أذكر مثلًا أحد النشاطات التي كنا ننسقها على" الأون لاين"، وهو تأسيس جريدة "عنب بلدي"، أذكر أن أبا النور كان أحد أصحاب الفكرة، وجواد شربجي الذي هو المدير الحالي، ونبيل شربجي، وأكثر من شخص، [أصل الموضوع] أنه كان يوجد مجموعة على" الفيسبوك" فيها عدة أشخاص متوافقين إلى حد ما فكريًا، ليست مجموعة مسجد أنس، كانوا مجموعة متنوعة من الشباب، والبنات، وكبار السن، والصغار، لا أذكر ظروف تأسيسها، ولكنها كانت على" الفيسبوك"، وكنا نحاول من خلالها أن نجد مثلًا: مبادرات سلمية نوعية، حتى لو كانت صغيرة، أو أحيانًا مساعدة من أجل حالة معينة، وأذكر أنه من خلالها تم طرح الفكرة، وتمت مناقشتها، وفيما بعد أنشؤوا مجموعة خاصة.

كان يوجد مجموعة اسمها "سحارة" هي الهيئة العامة الأولى غير الرسمية، حصلت انتخابات إدارة، وبعد ثلاثة شهور تغيرت أو ماشابه، وكان يوجد انتخابات حول من الذي يستطيع أن يفرغوا أكبر جزء من وقته، فأنا لم أكن ضمن الإدارة الأولى، ولكنني أذكر من المناقشات أن بعضهم على الأقل لديهم رؤية [مفادها] بأننا نريد أن نؤسس لإعلام بديل لسوريا، نعم في تلك المرحلة في 2012 قد لا تكون في لحظة التأسيس ولكن في الأشهر الأولى. كان يوجد في 2012 بعض النقاشات، وحتى أن البعض كان لا يريد أن تقتصر المجموعة على تغطية الحراك الثوري في داريا، ولكن في المرحلة الأولى كان أحد أهدافها التوعية [بحيث] يكون من خلالها رسائل توعية وتنشرها بين الناس.

العدد الأول للمجلة كان اسمه: العدد صفر، في وقتها أنا كتبت افتتاحيته، وكان أخي أحمد لا يزال معتقلًا، لأن أخي أحمد فيما بعد أصبح هو مدير التحرير، ولكن أثناء تأسيسها كان معتقلًا، لم يكن قد خرج بعد.

لم أكن ضمن الإدارة، ولكن لأنني أستطيع أن أكتب فكانوا يطلبون مني موادًا معينة، اتفقنا في المجموعة حول كل شخص ماذا يمكن أن يساهم، فأنا اخترت فقرة "شخصية سورية" نتكلم فيها عن شخصية من تاريخ سورية، وأذكر في أحد المرات أنني تكلمت عن فارس الخوري، نعم نختار شخصية من تاريخ سورية الحديث ونسلط الضوء عليها، وفي العدد الأول طلبوا مني أن أكتب الافتتاحية، وكتبت افتتاحية لعدة أعداد لاحقة.

أذكر في مرحلة لاحقة، أصبحت أحاول أن أستكتب أشخاصًا في الجريدة، فبدأت أراسل أشخاصًا من الذين تعرفت عليهم في مناطق أخرى، في سورية؛ حتى يكتبوا فقرة في الجريدة، سواء كانوا سياسيين من الذين كانوا في ذلك الوقت -كان الائتلاف في وقتها قد أعلن- أو ناشطين من مناطق أخرى (ناشطين إعلاميين) بشكل نعطي من خلاله هذا الامتداد الوطني، وبقيت في مجلة عنب بلدي بشكل فعال حتى وقت الحصار، الذي بدأ في آخر عام 2012، وانشغلت بشكل كبير في ذلك الوقت داخل داريا، وتركتها بعد عدة أشهر، فهذه الفترة من بداية التأسيس حتى وقت المجزرة أو قبيل المجزرة، كنت نشيطًا في المجلة، وبعد المجزرة انشغلت قليلًا، ثم أثناء الحصار انشغلت عنها بشكل كامل.

العدد صفر -أظن- صدر في شهر (كانون الأول/ ديسمبر)2011، والعدد واحد كان في 2012، فنحن نعتبر انطلاقتها في عام 2012، وبصراحة كان قد [بذل] جهد كبير ومتنوع عليها، وشارك الكثير من الأشخاص، فقد كان هناك أشخاص يصممون، ويطبعون، والتوزيع كان تحديًا كبيرًا، فقد كان يوجد شباب ونساء يوزعون، النساء كنَّ يتطوعن من أجل توزيع العدد مساءً أو في وقت مبكر جدًا، أكثر من مرة صديقي وزوجته عندما كانا يوزعان قام الأمن بتوقيفهما وفتشهم، ولكن -الله لطف بهما- ولم يتم تفتيشهما بشكل دقيق جدًا، فقد كان قد وضع [النسخ] تحت مقعد السيارة، فقد كانت تهمة كبيرة، وبنفس الوقت هي كانت نافذة كبيرة، فيها أخبار الشهداء والتوثيق. فى الفترة الأولى كان طابعها دارانيًا (نسبة إلى مدينة داريا)، ومع الوقت و بالتدريج بدأت تأخذ طابعًا مختلفًا، وكان يوجد شعور بالفخر فيها؛ فأنت بدأت تنتقل إلى مستويات أعلى، وليس مستويات تظاهر فقط، وبنفس الوقت كانت تحديًا، فليس من السهل أن تنشئ جريدة وتنشرها بشكل أسبوعي، فمجرد هذا الالتزام هو إنجاز، حتى لاحقًا، ولكن كانت في ظروف أصعب.

 لست متأكدًا إذا كانت هي الأولى من نوعها، ولكن كان يوجد جريدة في الزبداني، نسيت اسمها، قد تكون "أكسجين"، ولكن جريدتنا إن لم تكن الأولى، فهي من ضمن الأوائل، وهي حاليًا -على حد علمي- الأقدم مع أنه يوجد الكثير من المجلات بدأت وتوقفت.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/08/27

الموضوع الرئیس

النشاط الإعلامي

كود الشهادة

SMI/OH/34-15/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

كانون الأول 2011

updatedAt

2024/03/16

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-برزة البلدمحافظة دمشق-عش الورور (الحرية)محافظة دمشق-برزةمحافظة ريف دمشق-مدينة داريا

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة