الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

التغطية الإعلامية لمظاهرات جبلة من مدينة حلب

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:07:29:21

خرجنا من مدينة جبلة بإتجاه حلب، وقمت برمي الجلباب والحجاب، وتابعنا المسير، وحاولنا الدخول من أي باب لمدينة حلب، ولكنها كانت مرصودةً بالكامل بالحواجز، كان يوجد تشديد أمني في تلك الفترة، وتوقف السائق قبل الحاجز بحوالي 15 مترًا، وجاءه اتصال، والأمن استنفر، وخرج كل عناصر الأمن خارج الحاجز بشكل مسلح، وأنا هنا اعتقدت أن يومي انتهى، وأنا أعرف تمامًا أنه بمجرد اعتقالي، فأنا بالتأكيد من الأموات، في أول يوم يتم اعتقالي به، وقلبي كان ينبض بسرعة، ولا أستطيع وصف الخوف الذي عشته، وأنا عشت خوفًا لم أعشه أبدًا، وبعد انتهاء المكالمة اقتربنا نحو الحاجز، وكان معنا شخص من عشيرة العساسنة، فأخذ عناصر الحاجز الهويات (البطاقات الشخصية)، وأعاد هوياتهم بشكل مباشر، ثم أخذ هويتي للتدقيق بها، فقال: يا بني اضرب له فيشًا (التدقيق الأمني) على جبلة، وأنا هنا كنت أموت ألف مرة في هذه اللحظة بسبب الرعب، ولا أستطيع وصف الخوف الذي عشته، وفي كل خطوة يخطوها العسكري نحو الكمبيوتر (الحاسب الشخصي) حتى يضرب الفيش، كنت أموت، وأمسكت باب السيارة حتى أخرج منها وأهرب فيطلقون النار علي، -يعني الموت أهون من اعتقالي- فقال السائق للضابط: -والسائق كان معه مسدس مرخص- هذا مسدسي وهو مرخص، وأنا جئت من طرف حافظ مخلوف، وعندنا مهمة سرية، ولا نريد لفت النظر، وأرجو أن تدعنا نستمر بطريقنا، وهذا هو رقم هاتف حافظ مخلوف، وإذا أردت فيمكنك الاتصال معه، وطبعًا السائق لم يكن مستعدًا لهذا الكلام، ولكن الله أنطقه، وأثناء كتابة اسمي على الكمبيوتر (الحاسب الشخصي) من أجل الفيش، قال له الضابط: تعال يا بني إنهم معنا، وأنا بعد أن وصلت إلى المنزل، بقيت مدة أسبوع كامل لا آكل ولا أشرب، بسبب الصدمة التي عشتها، والسائق كان يعمل في التجارة والإنشاءات، ومعه مسدس مرخص بحكم عمله، ولديهم أراض زراعية، وهو من عائلة معروفة، -ولا أريد ذكر اسمه من أجل الضرورة الأمنية- فقال الضابط للعسكري: تعال، فعاد وأعطاني هويتي، وأنا لم أصدق، وحتى إن هاتف الثريا كان في يدي، وإذا تم إلقاء القبض علي، فسوف يجدون هاتف الثريا معي، بالإضافة أنني معروف بإسم عمر جبلاوي، ومظاهرات ومداخلات وحتى النظام نشر صوري في مدينة جبلة على الحواجز.

حاول النظام -من خلال صديقاتي المواليات- استدراجي حتى أخرج من المكان الذي أنا به، ولكنني لم أكن أثق بأحد.

دخلنا إلى حلب، وأنا لخمسة أيام بلياليها، حياتي ليست حياةً، وكانت رعبًا، ورغم ذلك وبعد أن انتهى موضوع حي الدريبة، بدأ شيء اسمه المظاهرات الطيارة، وهذه المظاهرات الطيارة يقوم بها شباب لمدة 5 دقائق أو 10 دقائق، ويلتقطون خلالها مقطع فيديو لإثبات وجودنا في المدينة، وأنا تابعت مداخلاتي مع القنوات من داخل مدينة حلب، وسكنت في ساحة المرجة -في حي المرجة-، ودائمًا في كل مرحلة يأتي نشطاء آخرون ويتظاهرون.

في هذه الفترة بعد أن خرجنا واختبأنا، وأكثر الشباب خرج إما باتجاه اللاذقية أو حلب، أو مناطق أخرى في سورية، ومن يستطيع الذهاب إلى تركيا ذهب، ويوجد شباب بقوا مختبئين في منازل لشهور، وأنا أعرف شبابًا، ظلوا لأكثر من 4 شهور في منزل واحد، ولا يخرجون منه مثل نوار حجوز -تقبله الله-، وهذا الشخص اختبأ في منزل لا يخرج منه، حتى تم استدراجه من قبل بنت، وهذه البنت قالت له: أنا أحبك، وتعال حتى تخطبني، وعندما ذهب من أجل خطبتها، اعتقله الأمن؛ يعني كان يوجد الكثير من الجهل لدى بعض الشباب، وبأيديهم ذهبوا إلى مصير مجهول.

في هذه الفترة كانتت المظاهرات الطيارة، ثم انتهت هذه المظاهرات، وأنا كنت أنقل ما يحصل من أحداث، وهنا النظام من خلال الهاتف عرف مكاننا في حلب، وجاء اتصال للشخص الذي أخرجني، من شخص كان على تعاون كبير مع الأمن، -وهذا الشخص قُتل، وهو كان يفيدنا ببعض الأشياء، ولكنه كان على صلة مع النظام- وقال له: الأمن أصبح يعلم مكان عمر جبلاوي والمختبئين معه، وغدًا سوف يخرجون بمهمة سرية من جبلة، وهذا الكلام كان عند الساعة 12:00 ليلًا، وقال له: غدًا سوف يخرجون بمهمة سرية صباحًا، وسوف يعتقلون عمر جبلاوي، هو وكل الذين معه، وهو موجود في حلب، وحدد له المكان أيضًا، وأنا كنت اسمع هذا الحديث بأذني، فتركنا المكان، وذهبنا واختبأنا في حي الأنصاري، وخرجنا إلى حي آخر، وأيضًا نفس الأمر تكرر، فأنا لم أهدأ، والشباب يقولون لي عليك التخفيف، وأنا خففت قدر الإمكان؛ يعني إذا لم تحصل أحداث في جبلة، فأنا لا أتكلم، وأحاول قدر الإمكان إمساك نفسي وأعصابي..أنا وكل الشباب.

كان يوجد مظاهرات واعتقالات، وكانت الاعتقالات كبيرةً جدًّا، وهؤلاء الشباب الذين اختبؤوا بعد أن خرجنا من حي الدريبة، ولكن عندما يظهرون، فإنه يتم اعتقالهم بشكل مباشر، والاعتقالات كانت مستمرةً لشهور بعد خروجنا من الدريبة، وبقي بعدها البخاخ -يعني فريق من البخ-، وهذا الفريق يقوم بالبخ على جدران المدينة ويكتب عبارات، والأمن في اليوم الثاني يمسح هذه العبارات، وهم قاموا بنشاط جميل في المدينة. وفي هذه الأثناء، أيضًا، أحسست بالخطر في حلب.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/03/15

الموضوع الرئیس

النشاط الإعلامي

كود الشهادة

SMI/OH/36-12/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

مدني

المجال الزمني

آب - أيلول 2011

updatedAt

2024/03/28

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-الأنصاريمحافظة حلب-المرجةمحافظة اللاذقية-منطقة جبلة

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة