الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

التفاوض مع الفصائل الفلسطينية للعبور من مخيم اليرموك إلى داخل مدينة دمشق

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:15:17:09

طبعًا هنا بدأت قيادة جنوب دمشق بوضع الخطة التي هي بالأصل وُجدت لأجلها الفصائل العسكرية، لأن معظم الفصائل العسكرية التي كانت تشكّل هذه القيادة هي من خارج دمشق وريفها، وخاصة من منطقة درعا. وبدأوا بالتنسيق لأجل الهدف الموجودين لأجله، وهو الدخول إلى مدينة دمشق بعمل عسكري منظّم، وكان في وقتها التواصل بينهم وبين الغوطة الشرقية وفصائلها، وكانت الخطة أن يتمّ الدخول إلى دمشق، ولكن لم يتمّ ترتيب الطريق لها في البداية، فهل سندخل من مخيم اليرموك؟ أو سنلتفّ التفافًا لنصل في أول مرحلة إلى الميدان أو الزاهرة؟ والخطة كانت مرتبة على أن تصل فصائل الغوطة الشرقية وفصائل جنوب دمشق إلى المحلق الجنوبي من الجهتين، وتكون هذه أول مرحلة للوصول إلى دمشق ومحاصرتها، ثم البدء بالدخول إلى أحياء دمشق، إلى الميدان والتقدّم إلى باب مصلى، بمعنى اقتطاع أجزاء من دمشق على مراحل.

كان يوجد هيئة أركان، وفي ذلك الوقت قررت قيادة جنوب دمشق أن أكون مفوَّضًا سياسيًا عنهم مع الفصائل الفلسطينية، وذلك بعد أن قررنا أن الدخول سيكون من مخيم اليرموك.. طبعًا هنا عندما تواصلنا مع الشباب الفلسطينيين داخل مخيم اليرموك وضّحنا لهم أننا لا نريد أن ندخل حتى نسيطر على مخيم اليرموك، وإنما فكرتنا هي المرور من مخيم اليرموك، فمخيم اليرموك فيه الكثير من المسائل الشائكة، ويوجد فصائل فلسطينية مختلفة ولها مكاتب، وهم أيضًا عرضوا بعض المشاكل أنه إذا دخل لواء الحجر الأسود إلى المنطقة فإنه يوجد ثأر قديم، ونحن لا نريد أن يكون هناك مشكلة ضمن المخيم، وهذا الأمر طلبوه كفصائل فلسطينية.

إضافة إلى أنه يوجد الكثير من الشخصيات ومن الشباب المجندين لدى أحمد جبريل هم كانوا مجندين بسبب الحاجة، وبالتالي لن تتمّ ملاحقتهم أمنيًا، وهذا ما طلبوه هم [قائلين] أنه بمجرد أن مررتم من هنا وانتهينا من سلطة النظام وسلطة أحمد جبريل في هذه المنطقة لا يبقى هناك داعٍ لنقوم بملاحقة كل شخص موجود اسمه بقوائم أحمد جبريل. ونحن أخذنا قرارًا أنه إذا دخلنا عن طريق مخيم اليرموك يجب أن ندخل بطريقة لا تكون مؤذية للمخيم ولا لأهل المخيم، ونحن ندخل مرور الكرام، ولن نسيطر على المخيم، ولن نكون قوة تنفيذية داخل المخيم.

هم لم يكن لديهم مشكلة، لأنه لم يكن توجههم أن يزيدوا عبئًا على أنفسهم كفصائل، وكانت الخطة أنها مجرد مرحلة نمرّ فيها لنصل إلى داخل دمشق، وكان هناك تفكير أن نصل من مناطق أخرى، ولكن لم تكن تلك الأفكار ناضجة، ولم تكن ممكنة هذه الخطط. وبالتواصل مع مجموعة من الشخصيات الفلسطينية ومجموعة من المنضوين تحت لواء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة التي يقودها أحمد جبريل، كان يوجد تعاون كبير بيننا وبينهم كأشخاص يقفون معنا ومؤيدين لنا وينسقون معنا وينتظرون اللحظة المناسبة حتى يكونوا معنا.

كان التعاون بإدخال المؤن من مخيم اليرموك إلى المنطقة، وتأمين القيادات ودخولها وخروجها وخروج عائلاتها، وكان أي شيء نحن نريده يتمّ إدخاله إلى جنوب دمشق عبر مخيم اليرموك بكل سهولة وسلاسة عن طريق هذه المجموعات التي هي شكليًا مع أحمد جبريل، وأنا كنت أدخل إلى داخل دمشق وأخرج دون أن أمرّ على حواجز النظام، وهم الذين كانوا يقدّمون لي الحماية. وهذا الشيء ينطبق أيضًا على قيادات كبيرة في المنطقة، وأنا كنت أذكر بعض أسماء المتعاونين معنا ولكن للأسف نسيت، لأنه كان يوجد أكثر من شخص.

كان يوجد أيضًا أطباء وشخصيات سياسية أيضًا كانت تتعاون معنا، مثل الدكتور إياد شهابي والأستاذ علي الشهابي، لا أعلم إن كان مايزال معتقلًا أو استُشهد، وكان يوجد مجموعة من شباب آخرين موجودين في المنطقة.

رتّبت قيادة أركان جنوب دمشق عملية عسكرية ووضعت خطتها بشكل كامل، والتزمتْ بقيودنا بأننا لن نضرب أي حاجز، بل نفاوضه حتى لو اضطررنا أن نفاوضه يومًا كاملًا [للانسحاب]، وهي حواجز للفلسطينيين للقيادة العامة، ووافقوا على هذا الموضوع، ولكن وضعوا خطة في حال لم تتيسر أمور التفاوض مع أي أحد.

نحن هنا شكّلنا لواء العهدة العمرية كلواء فلسطيني منتسب للجيش الحر، وأعلنّا المعركة باسمه، بمعنى أننا أظهرناه هو في الواجهة، وجميع عناصر الجيش الحر لبسوا الربطة الفلسطينية، وكانت مقدمة الدخول سيارة عليها علم الثورة وعلم فلسطين، وهتاف واحد أثناء الدخول "واحد واحد واحد.. سوري فلسطيني واحد" حتى لا نشعر الناس أننا داخلون لنسبّب مشكلة للفلسطينيين، وكنت أنا مستلمًا كل الموضوع، لأن الشباب كانوا غير متفرغين.

قبل العملية كان يوجد مفاوضات، وأرسلت السلطة الفلسطينية مجموعة من الممثلين عنها في ليلة الدخول وكانوا متأخرين قليلًا، وأرسلوا 5 أشخاص، كان على رأسهم حسني حمدان أبو عماد توفي رحمه الله، وهو كان المسؤول السابق للمكتب الإقليمي لحركة فتح في سورية، ومعه ممثلون من فصائل أخرى. اجتمعنا في منزل قائد لواء العهدة العمرية في ذلك الوقت، وهو فلسطيني طبعًا، وكان معهم شخص من آل هواري أعتقد أن اسمه عامر هواري، وعندما طلبوني للاجتماع أرسلت خبرًا لإياد الشهابي وعلي الشهابي حتى يكونا حاضرّين معنا في الاجتماع، وطلبنا من الشباب العسكر والقادة أنه ليس من الضروري حضور هذا الاجتماع كونهم مشغولون في وضع الخطة والإعدادات ونحن نتابع هذا الاجتماع وما يصدر عنه.

حضرنا الاجتماع، ويتميز السياسيون الفلسطينيون بالكلام المنمّق، ويُدخلون الشعر ضمن الحديث بالسياسة، ويحبون أن يأخذوا وقتهم جدًا بالكلام، وأنا كنت مضطرًا أن أتحمّل وأسمع لمدة ساعتين على الأقل فقط كلام خطابات، وكنا جدًا إيجابيين، وشخص واحد فقط الذي هو أكبر مسؤول بينهم وهو الشخص الوحيد الذي كان كلامه واضحًا ودقيقًا ولم يستخدم أسلوبًا عاطفيًا معنا، واسمه حسني حمدان أبو عماد، أتوقع أنه تُوفي منذ فترة، وعندما تكلّمت أصرّ أن يتكلم بعد أن يسمعنا، ونحن قلنا لهم: بالنهاية قضيتنا كشعب سوري وفلسطيني هي قضية واحدة، وما نفعله في الثورة السورية هي صفحة من كتاب المقاومة للشعوب العربية والشعوب المضطهدة، ونحن لا نريد أن ندخل مخيم اليرموك، وإنما نريد للفلسطينيين أن يديروا شؤونهم في المخيم إذا هم قادرون على هذا الموضوع، ونحن اضطررنا للدخول كعبور لنصل إلى داخل دمشق.

تحدّث أبو عماد بشكل مختصر وموجز ومحدد، وقال: إن مخيم اليرموك بالنسبة للفصائل الفلسطينية هو الحركة السياسية في الشتات، أي عاصمة الشتات وعاصمة الحركة السياسية الفلسطينية في الشتات، وأنتم تقولون إن العملية -وهو كان يوجّه لنا هذا الكلام- إن العملية ستتمّ غدًا 7:30 صباحًا، ومِن هنا حتى ذلك التوقيت هل يمكنكم أن توقفوا العملية أم لا؟ حتى يكون حديثنا معكم مجديًا أو غير مجدٍ.

فأنا قلت له: نحن يمكننا أن نخاطر أكثر بأن نقوم بالعملية بعيدًا عن مخيم اليرموك، ولكن بشرط. فقال ما: هو الشرط؟

قلنا له: إن السبب المباشر لبدء العملية من مخيم اليرموك ونجعلها أولوية عن المناطق الأخرى أنه يوجد مجموعة من الشبيحة تقوم بقتل واعتقال الثوار، وآخر شخص قتلوه بـخيانة كان شابًا اسمه قصي طعمة، حيث طلبه أحد قادة الشبيحة حتى يأتي إليه ليتفاهموا على سياسة معينة، وكان يتكلم معه على الميكرفون ويقول له أن يأتي وأن عليه الأمان، وهو كان موجودًا على مقر المستشفى، وكانت المستشفى قديمة وعناصره كانت على بناء المستشفى، وقصي طعمة كان شابًا شجاعًا، فقال له: أنا جاهز وسآتي للكلام معك. وعندما تقدم إليه أمسك البندقية وقتله، فكانت هذه العملية جدًا مؤثرة على قيادات جنوب دمشق، أننا نصبر ولا نرضى أن ندخل في هذه المنطقة لأنه يوجد حساسية معينة، ولكننا لا ننتهي من هذه المشكلة التي ما تزال موجودة.

فقلت لأبو عماد: أنتم كفصائل موجودين على الأرض، إذا أعطيناكم قائمة بأربعين اسم هل يمكنكم تحييدهم؟ ولا نريد منكم أن تسلموهم لنا، ولكن هل يمكنكم تحييدهم عن مخيم اليرموك؟ فكان جوابه سريعًا، وحاول الآخرون القول: يمكننا أن نتكلم بالموضوع، ولكن أبو عماد قال مباشرة: لا يمكننا، وليس لدينا أي قدرة، ونحن شرحنا لكم وضعنا، وأنتم إذا يمكنكم أن توقفوا العملية توقفونها للأسباب التي قلناها، وإذا لا يمكنكم فإن أمر الله قد تمّ.

وأنا فهمت من أبو عماد أننا أتينا ونحن مجبَرين على أن نجلس معكم، ولكن لا نمتلك من أمرنا أي شيء.

كان علي الشهابي موجودًا وكان متحمسًا بشكل كبير، لدرجة أنني طلبت منه أن يخرج ويجلس مع الشباب في الغرفة الأخرى، لأنه كان متحمسًا جدًا ويحاول أن يبدي لهم رغبته بإسقاط كل هذه الفصائل الفلسطينية، وأنه لا يعتبرها كلها، وأنا لا أعارضه في هذا الموضوع، ولكن في هكذا جلسة تفاوضية يجب أن يكون هناك نوع من الاعتراف بالطرف الآخر واحترامه، فحصلت ملاسنة وكان يوجد شخص موجود معهم لا يمثل أي فصيل، ولكن هو الذي رتّب اللقاء معنا، واسمه عامر هواري، فكان دائمًا يتهجم على علي الشهابي، وعندما طلبنا من علي الشهابي أن يهدأ ويخفف الضغط ويخرج إلى الغرفة الأخرى، فقام بشتمه وكانت عيناه تظهر تهديدات. طبعًا للأسف بعد أن دخلنا إلى مخيم اليرموك، وثاني يوم تمّ اختطاف علي الشهابي من محيط المخيم، ثم عرفنا أنه معتقل.

بعد عدم التوصّل إلى اتفاق مع الشباب نحن كنا مجهزِّين للعملية، وكنا مرتبين أننا لن نفعل أي شيء داخل مخيم فلسطين، وطلب منا الفلسطينيون الذين يعملون معنا عدم دخول لواء الحجر الأسود إلى مخيم اليرموك، وحتى نحلّ المشكلة ضمن الخطة العسكرية طلبنا من الأركان أثناء توزيع القطاعات ألا يدخل لواء الحجر الأسود إلى المخيم، وبالفعل تمّ تسليمهم ملف حماية المخيم من جهة شارع الثلاثين والقدم، بحيث أنهم يبقوا مرابطين حتى يكونوا حذرين من تقدّم النظام من تلك الجهة، بحيث إننا قمنا بتحييدهم عن الدخول بمعارك داخل مخيم اليرموك، وبالطبع هم لم يلتزموا بهذا الموضوع يعني هم كانوا يحلمون بمجرد الدخول إلى مخيم اليرموك.

للأسف كان مخيم اليرموك بالنسبة للكثير من لواء الحجر الأسود هو فرصة وثروة، وهذا الذي حدث، حيث تمّ اقتحام محلات كثيرة وسرقات لسيارات وشاشات تلفاز "بلازلما"، يعني أنا كنت أسميها "حملة البلازما" في ذلك اليوم للأسف، [الأمر الذي] أساء للحالة، ونحن كنا قد شكّلنا لجنة أمنية بحيث يُمنع دخول أي منزل في مخيم اليرموك وملاحقة أي شخص ممنوع في مخيم اليرموك، وكانت [اللجنة] متواجدة ومنتشرة لتراقب، وتمّ اختراق هذا الموضوع من قبل لواء الحجر الأسود الذي يقوده أبو عمر بيان وبعض الأشخاص الآخرين.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/11/02

الموضوع الرئیس

تحرير مخيم اليرموك

كود الشهادة

SMI/OH/47-34/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2012

updatedAt

2024/05/04

المنطقة الجغرافية

محافظة درعا-محافظة درعامحافظة دمشق-مدينة دمشقمحافظة ريف دمشق-الغوطة الشرقيةمحافظة دمشق-مخيم اليرموكمحافظة دمشق-جنوب دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة

لواء الحجر الأسود

لواء الحجر الأسود

لواء العهدة العمرية

لواء العهدة العمرية

حركة فتح

حركة فتح

الشهادات المرتبطة