الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الخروج إلى الأردن وإهمال المعارضة لملف المنشقين

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:08:52:01

حوالي الساعة العاشرة مساءً، خرجنا، وركبنا السيارات، وقالوا لنا: سنذهب باتجاه الحدود الأردنية. وبالفعل، غادرنا بالسيارات، وهم قاموا بتأمين الحماية لنا عن طريق الفصائل الموجودة في المنطقة وبأعداد كانت جيدة، وبعد ذلك، وصلنا إلى الحاجز الترابي، ونزلنا مشياً باتجاه المخفر الأردني، وكان هناك ضابط، فعرّفناه بأنفسنا، وكان هناك أيضاً ضباط منشقون خرجوا معنا، والتقينا بهم صدفة، وعرّفناهم بأنفسنا، واهتمّ الإخوة الأردنيون بنا، وقاموا بواجبنا، وتمّ نقلنا من المخفر الأردني باتجاه الداخل الأردني ثم باتجاه عمان.

كثيراً ما سمعت، واتهمونا بأننا كنا ننسّق مع قطر أو الأردن أو دول أخرى أو المخابرات أو السعودية، وأن السعودية دفعت لي 50 مليون دولار كي أنشقّ. وأنا أقول: لا يوجد أي دولة كان لديها علم بأنني سأنشقّ على الإطلاق، ولم أنسّق مع أي دولة، ولم أنسّق مع أي جهاز مخابرات على الإطلاق، والتنسيق كله كان داخل سورية ومع الإخوة في الفصائل. وحتى إنني لم آخذ جميع الاحتياطات، فقد يستقبلنا الإخوة الأردنيون، وقد لا يستقبلوننا، بمعنى أنني خرجت، وكانت ثقتي كبيرة بأن الإخوة الأردنيين لا يمكن أن يردّونا، فإذا التجأ إليهم إنسان لا يمكن أن يردّوه، وكنت قد خرجت على هذا الأساس، وكل حديث كان حول موضوع خروجنا لقاء مبالغ مالية أو بتفاهم مع أجهزة المخابرات وغيرها واتهامات لأجهزة المخابرات الأوروبية والأمريكية فهو غير صحيح على الإطلاق، ولم يتمّ أي تنسيق، ولم يكن يوجد أي تواصل، ولم يحصل أي تواصل مع أي دولة كانت إلا بعد أن أصبحت في الأردن.

في اليوم الثاني، كانت تأتيني الاتصالات، والبعض يطلب لقاءات، وهذا الذي حصل، وقمت بجولة في عدد من البلدان العربية وتركيا والدول الأوروبية أيضاً، أما غير هذا الكلام فهو غير صحيح على الإطلاق، ولم نتلقَّ أي أموال من أي دولة كانت، وأنا أتحدث بهذا الكلام على العلن، وإذا كانت هناك أي دولة أعطتني شيئاً فأتمنى أن تتحدث. حتى إن إحدى الجرائد أو الصحف اللبنانية نشرت حديثاً للشيخ حمد بن جاسم، وقال في الحديث: إن رياض حجاب أخذ خمسين مليون دولار من السعودية. وطبعاً، هذا كان مزوّراً، وكذّبت قناة "البي بي سي" هذا الخبر الذي بثّته صحيفة الديار اللبنانية المموّلة من النظام السوري، ولكن مع الأسف الشديد لم يشاهد الناس تكذيب قناة "البي بي سي"، وإنما أخذ الناس هذه المعلومة فقط، ومع الأسف، يوجد أشخاص صدّقوا هذا الموضوع مع أنه بعد ذلك بأيام ذكر الأمير بندر بن سلطان في حديث على "الإندبندنت" العربي سبب انشقاقي، فلم يذكر شيئاً عن الأموال، وأنا أتحدث بهذا الكلام حتى على العلن ليصل إلى جميع الناس، وإذا كان لدى الدول كلام مختلف عن هذا الكلام فأتمنى أن يقولوه.

عندما وصلت إلى أهلي، وجلسنا، بدأنا نشاهد التلفزيون، وأحد الأشخاص خرج على التلفزيون، وهو يقول: أنا مدير مكتب رياض حجاب، وأعلن انشقاقي. وطبعاً، كان النظام قد أعلن بأنه تمّ إعفائي من مهمتي لأسباب لا أذكرها، وفوجئت بهذا الشخص، وأنا لا أعرفه، ولم ألتقِِ به أبداً، وكان يقول: إنه مدير مكتبي، ويتحدث عني. فكنت أسأل إخوتي: من هو هذا الشخص؟ وفيما بعد، تداولوا الأمر فيما بينهم، وقال لي أحدهم: قد يكون هذا الشخص من طرف أقاربنا في الأردن، وربما هم تصرفوا بهذا الشكل. ولكنني لم أرتح للموضوع أبداً، وساءني الأمر كثيراً، وعندما وصلنا إلى الأردن سألت: من هو هذا الشخص؟ ورأيته، وقال: أنا. فقلت له: ومن أنت؟ وعرفت أنه من أقاربي الموجودين هناك في الأردن، كانت تربطنا صلة قرابة من خلال النساء، وسألته: من الذي سمح لك أن تتحدث باسمي؟ لأنك أعطيت معلومات غير صحيحة، وحتى إنك أخطأت بالاسم. فقال: لقد نصحني مدير مكتب الجزيرة، وقالوا لي: إن الدكتور خرج، وأخذ موقفاً، وانشقّ، والنظام يقول الآن: تمّ إلقاء القبض عليه. فربما يكون هذا الشيء قد حصل، فحتى لا يذهب جهده وتعبه والموقف الذي فعله، ويُقال: لقد أُعفي من قبل بشار، ولم ينشق. فإنه ينبغي علينا القيام بهذه الخطوة؛ حتى نحفظ حقه تقديراً للموقف الذي قام به. وبكلّ الأحوال، كان هذا تقديرهم، لا يمكنني إلا أن أقول: جزاهم الله خيراً. وكانت نيّتهم أن يفعلوا شيئاً إيجابياً، وأقول: ليمنحهم الله العافية، وأشكرهم على الشيء الذي قاموا به. ولكن كان الأمر مفاجئاً بالنسبة لي، كما فاجأتني لقاءات مع المعارضة في نفس الوقت، ويتحدثون عن موضوع انشقاقي، والبعض يتحدث، ويقول: سنحاسبه. وكنت لا أزال داخل سورية، ولم أدخل إلى الأردن، ويريدون محاسبتي، وعلى أي شيء يريدون محاسبتي؟ لا أعرف. وبدلاً من أن يرحبّوا بالشيء الذي فعلته، وترحيبهم هذا يشجّع الآخرين الموجودين في الدولة السورية، أنا أعلى سلطة تنفيذية في سورية، وانشققت عن النظام. وبدلاً من أن يأخذوا خطوات إيجابية تجاه هذا الموضوع، ويرحّبون بي، ويشجّعون الآخرين حتى ينشقوا عن النظام، ولكن مع الأسف كان البعض يتحدث، وحتى أن البعض كان يشكّك، ويقول: إن بشار الأسد هو الذي دفعني إلى الانشقاق؛ حتى أخترق صفوف الثورة. وهذا الكلام سمعته حتى ضمن الاجتماعات الرسمية، وكانوا ينقلونه لي ضمن الاجتماعات الرسمية للمعارضة السورية، وهو شيء مؤسف. وحتى بعد أن وصلت إلى الأردن، وكان المجلس الوطني موجوداً في ذلك التاريخ، لم يقل لي أحد: الحمد لله على سلامتك. وفيما بعد التقيت مع الإخوة السوريين هناك، وسمعت منهم الكثير حول تعامل قيادة المعارضة مع المنشقين بشكل خاص، وكان هناك عدد كبير من الضباط في عمّان، وبالإضافة إلى الضباط كان الكادر الإداري، حتى لو لم يكن هناك مناصب عليا، ولكن جميع الذين انشقوا كانوا يشكون مع الأسف من جفاء المعارضة وإهمالها وعدم تعاونها مع المنشقين وعدم الاستفادة منهم ومن خبراتهم وعدم تشجيع الآخرين للانشقاق. فكان يوجد الكثيرين من الذين كانوا سينشقون عن النظام لو تمّ التصرّف بشكل جيد مع هذا الملف (ملف الانشقاق).

معلومات الشهادة

الموضوع الرئیس

انشقاق رياض حجاب

كود الشهادة

SMI/OH/128-18/

أجرى المقابلة

عبد الرحمن الحاج ، منهل باريش

مكان المقابلة

الدوحة

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

آب 2012

updatedAt

2024/08/21

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

المجلس الوطني السوري

المجلس الوطني السوري

قناة الجزيرة

قناة الجزيرة

قناة ال BBC

قناة ال BBC

صحيفة الديار اللبنانية

صحيفة الديار اللبنانية

الشهادات المرتبطة