الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تحضيرات الانشقاق والتنسيق مع الجيش الحر

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:08:15:08

تحدثت خلال فترة عملي كرئيس وزراء أنني كنت أعاني بشكل كبير جداً من صراع داخلي؛ لأني كنت أعمل ضمن منظومة الحكم، والدماء تسيل في كل مكان في سورية؛ لذلك أي كلام كان يُقال لي -أنا ذكرت ذلك قبل قليل- حول الموضوع المادي فإنني لم أكن أهتم بهذا الموضوع على الإطلاق [لأسباب هي]: أولاً- لأن هذا ليس من طبيعتي، وثانياً- لا يهمني هذا الموضوع. وكنت أشعر أن أي حديث في هذا الموضوع كما يقولون: لقمة مغمّسة بالدماء؛ وبالتالي لم أكن أهتم بهذا الموضوع على الإطلاق، وهم كانوا يحاولون ترغيبي بالموضوع المادي، وفي الحقيقة، لم أكن مهتماً بهذا الموضوع على الإطلاق، ولا يعنيني لا من قريب ولا من بعيد؛ لذلك كانوا يتحدثون معي ومع ذلك أنا خرجت بعد أيام، و لم أهتم بعشرات ملايين الدولارات. والصراع الذي كنت أعيشه هو أنني لا يمكن أن أستمرّ في هذا الوضع الموجود في سورية، والانشقاق يشكّل خطورة بالنسبة لعائلتي: زوجتي وأولادي وإخوتي وزوجاتهم وأولادهم وأخواتي وأولادهم. كان العدد كبيراً، والإحاطة الأمنية موجودة حولي، وكيف يمكنني التخلص منها؟ فلذلك كانت المسألة صعبة جداً، وكيف يمكننا تنسيق الخروج؟ وأحببت مناقشة هذا الموضوع مع أهلي في البداية وزوجتي، والحقيقة أنها كانت مندفعة جداً، وشجعتني كثيراً على هذا الموضوع، وتحدثت مع إخوتي، طبعاً، لم أتحدث معهم كلهم، وإنما تحدثت مع البعض منهم، وأخواتي كلهن أيضاً قمن بتشجيعي على اتخاذ هذه الخطوة. وهذا في الحقيقة هو ما شجعني بشكل أكبر؛ حتى لا أشعر في يوم من الأيام -إذا حصل شيء- أنني أتحمّل الذنب كله، وأنني ضحّيت بهم؛ لأن المسألة كانت في غاية الخطورة، فمجرّد الشك يعني الموت للجميع؛ لذلك هذا الموضوع كان يأخذ من وقتي كثيراً، كنت أمضيه بالتفكير، وأرسلت أخي وصديقاً مقرّباً مني.

وفي البداية، كان الانشقاق ربما يكون من خلال جيش "الإسلام" أو قد يقدموا لنا المساعدة، والشخص الذي أرسلته إلى هناك عاد ونقل لي رسالة من الشيخ زهران -رحمه الله- وقال: أهلاً وسهلاً، ولكن يجب أن يأتي إلى دوما، ونحن نتكفّل بالباقي. وأنا لم يعجبني هذا الكلام؛ لأن الوصول إلى دوما مستحيل بالنسبة لي بسبب وجود الحواجز، والجميع يعرفني. فاستغنيت عن هذا الخيار، وكان هناك خيار آخر من خلال الشباب الموجودين في كفرسوسة وداريا، وهم من "ألوية الصحابة"، وبالفعل حصل التواصل معهم، وحصل تفاهم. في الأسبوع الذي اتفقنا فيه لم يحصل الانشقاق؛ حيث حصلت اختلاطات وقصف، والأمور كانت صعبة، ولا يمكن أن يتمّ الأمر، بالإضافة إلى أنهم نقلوا لي أن الأمر ليس مأخوذاً على محمل كبير من الجدية. والذي يعرف أنني سأنشقّ هو شخص واحد في ألوية الصحابة، وفيما بعد علم شخص آخر، وهو الذي رافقني إلى الأردن.

في الأسبوع التالي، أخذت القرار بشكل حاسم أنه لابدّ من الانشقاق، وخاصة أنه أصبح هناك حديث بأن رئيس الوزراء سينشقّ، أو أن البعض بدأ يتحدث بهذا الموضوع. وكانت هذه من الأخطاء لأن الشخص الذي تحدثنا معه تحدث مع قريب له خارج سورية، ويبدو أن ذلك الشخص مع الأسف لم يكن حريصاً، أو يشعر بأهمية هذا الموضوع أو المسؤولية تجاه حياة الناس الذين جصل الحديث معه من أجلهم؛ لذلك كان القرار حاسماً أنه لا بد من الخروج.

في هذه الأثناء، وقبل انشقاقي بيوم، اتصلت معي إحدى قريباتي، وسألتني، وقالت: يا دكتور، سمعنا أنك انشقّيت. فضحكت على الهاتف، وكانت الساعة الواحدة ليلاً، وقلت لها: أنا في منزلي، وأنت تتحدثين معي على الهاتف الأرضي، وكيف أنشقّ وأنا موجود في المنزل؟ وقلت لها: كل هذا حرب نفسية يمارسونها على المسؤولين في سورية. و عندما تحدثت معي في ذلك اليوم و كان يوم جمعة، وكان الوقت ليلاً، وفي صباح السبت، غادر إخوتي وأخواتي دمشق باتجاه درعا، وفي المساء، أجريت لقاءات في وزارة الإدارة المحلية مع المحافظين، وأجريت لقاءً مع المدراء المركزيين في وزارة الزراعة، وبعدها عدت إلى المكتب، وتكلمت مع اللواء علي مملوك، وتكلمت مع سفيرنا في موسكو (رياض حداد)، وبعدها غادرت المكتب، وذهبت إلى المنزل، وكنت قد اتفقت مع أحد إخوتي -وهو الوحيد الذي بقي في دمشق- بأن أتوجّه إلى منزله قبل الإفطار، ثم نغادر من هناك إلى البساتين، وبالاتفاق معهم يجب أن أكون خلال ثلاث ساعات في عمّان، قبل أن يتواصل معي بشار؛ لأن بشار كان كل يوم يتحدث معي في الساعة التاسعة مساء على الهاتف.

طبعاً، بالنسبة لنا عند خروج رئيس مجلس الوزراء في أي جولة أو أي تنقّل من المنزل إلى المكتب أو من المكتب إلى المنزل يكون هناك موكب يخرج وسيارات متشابهة وحماية، والمنزل محاط بحماية كبيرة جداً، وخاصة أن هناك دوريات راجلة موجودة في السيارات ومسلّحة.

ذهبت إلى السيارة أنا وزوجتي وأولادي، وتركت كل شيء في المنزل كما هو، ونزلت وأنا أرتدي الجلابية والنعال في قدمي، وتفاجؤوا، واستنفروا مباشرة، فقلت لهم: اجلسوا، لا يتحرك أحد منكم أبداً، ولا تلحق بنا أي سيارة من السيارات الموجودة في الحماية. وأصابهم ما يشبه الصدمة، وقلت لهم: أنا سأذهب إلى منزل أخي حتى أفطر عنده، ثم أعود، فلا تثيروا أي ضجة أو انتباه. وبالفعل، قاد المرافق السيارة، وكنت أجلس بجانبه مع زوجتي وأولادي، وانتقلنا إلى مسافة قريبة جداً ضمن المزة إلى منزل أخي، دخلنا إلى منزله، وصرفت المرافق.

معلومات الشهادة

الموضوع الرئیس

انشقاق رياض حجابحكومة رياض حجاب

كود الشهادة

SMI/OH/128-16/

أجرى المقابلة

عبد الرحمن الحاج ، منهل باريش

مكان المقابلة

الدوحة

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

2012

updatedAt

2024/03/19

المنطقة الجغرافية

محافظة درعا-محافظة درعامحافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

جيش الإسلام 

جيش الإسلام 

ألوية وكتائب الصحابة - قطاع الغوطة الغربية

ألوية وكتائب الصحابة - قطاع الغوطة الغربية

وزارة الإدارة المحلية والبيئة - النظام

وزارة الإدارة المحلية والبيئة - النظام

وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي - النظام

وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي - النظام

الشهادات المرتبطة