انشقاق رياض حجاب ودور ثوار داريا في العملية
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:16:08:21
بعد أحداث "السبت الأسود" وعودتنا إلى داريا بعشرة أيام أو أسبوع جلسنا في مزارع في [أراضي] المغرّب وأصبح لدينا سيارات معروفة خاصة بالجيش الحر، وكنا نغير لونها كل أسبوع ونغير لوحاتها بشكل دوري. وهنا تركزت عملياتنا على الشبيحة وسيارات للجيش والمخبرين، وبصراحة في هذه الفترة حصل قتل عدد كبير من المخبرين بسبب ما رآه غالب الشباب الذين يحملون السلاح في "السبت الأسود" والجمعة قبله بيوم؛ كان المخبر الملثم يقف مع الأمن على باب المسجد ويدلهم، ومن الناس الذين اعتقلوا هناك أشخاص استشهدوا في المعتقل.
كان يدي اليمين في المجموعة هو علاء حمدوني أبو البراء. وطبعًا كانت تحصل عدة اجتماعات دورية مع الجيش الحر مع أبو تيسير (حسن زيادة). وحصل اعتقال عدة مخبرين وطبعًا أحد المخبرين كان مشتبهًا به وأنا تدخلت بأمره حتى لا يقتلوه لأنه لا يوجد إثبات لشيء عليه، فقط لأنه أخذ أمرًا من رئيس المركز الثقافي ولديه ورقة بحمل السلاح، وهم أعطوا أمرًا بقتله وأنا ذهبت وخلصته من بين يدي المجموعة لأنني أعرفه من عائلة تبلو، يعني هو قد يكون أخطأ وتعامل مع رئيس المركز الثقافي ولكن الذي يتحمل الوزر هو رئيس المركز الثقافي وليس هذا الشاب، لأن الشاب كان من مواليد 1995 في وقتها كان الشاب صغيرًا وليس كبيرًا، وأنا خلصته وأخرجته من بين أيديهم، وفي اليوم الثاني سمعت أنه قُتل، يعني أنا بعد أن قمتُ بإخراجه قاموا باعتقاله وقتله. وحصلت أخطاء كثيرة في هذه الفترة بقتل المخبرين، يعني كل يوم تجد أشخاصًا مقتولين عنده قناة (مياه) مسعودة التي كانوا يرمون فيها المخبرين. والأخطاء كانت من غالب المجموعات في مدينة داريا، وطبعًا تبريرهم كان العاطفة هي التي تعمل وليس العقل، ويوجد من يفتي لهم وهو أبو نضال الأب الذي أصبح يفتي لهم بهذا الأمر وهذه الأخطاء نحن نحمل وزرها جميعًا كجيش حر في مدينة داريا وهي تبنى على العاطفة ولكن كان يجب أن نكون حذرين أكثر لأنه لا يوجد فتوى بالأساس بقتلهم، يعني أنا استفتيت الشيخ نبيل (نبيل الأحمر) وأيضًا استفتيت الشيخ أسامة (أسامة الرفاعي) في وقتها عن طريق أحد الأشخاص الذين كانوا معي في المجموعة وأيضًا لم يفتِ بقتل المخبرين في مدينة داريا.
حاولنا كثيرًا متابعة الأشخاص الذين كانوا متعاملين على رأس عملهم مع الضباط برتب عالية وحاولنا تأمين انشقاق عدد من الشخصيات المهمة، وطبعًا شخصية رياض حجاب انشقت عن طريقنا في مدينة داريا ونحن قمنا بتأمينه باتجاه الأردن.
بالنسبة لانشقاق الدكتور رياض حجاب أنا لا أتذكر التاريخ بالضبط (6 آب/ أغسطس 2012- المحرر) رياض حجاب نسّق معنا من أجل الانشقاق ونحن عندما وصلنا الخبر حاولنا كشف الطريق أي تأمينه في البداية إلى مدينة داريا له ولعائلته وبعدها إلى الأردن، وطبعًا نحن كنا نظن أن انشقاق رئيس الوزراء سوف يسقط النظام ونحن قلنا للشباب أنه يوجد خبر مفرح خلال الأيام القادمة وسوف تنشق شخصية من النظام وسوف ينتهي النظام، يعني رئيس وزراء وليس أي شخص ونحن في البداية أحضرنا الدكتور رياض إلى مدينة داريا.
بالنسبة لانشقاق الدكتور رياض حجاب أولًا حصل التواصل عن طريق المعارف وهم يعرفون بوجود جيش حر في داريا بقيادة أبو تيسير وتم التواصل مع أبو تيسير لتأمين انشقاق الدكتور رياض، وطبعًا هنا أبو تيسير جمع قادة المجموعات وأنا منهم وقال لنا أنه سوف يحصل انشقاق شخصية هي رياض حجاب وسوف تكون نقلة نوعية في تاريخ الثورة وهذا ما تفاءلنا به، أمنا له ولعائلته سيارة أحد أصدقائنا اسمه أبو حمزة، وطبعًا كان انشقاقه حدثًا كبيرًا ويشكر على هذه الخطوة التي أقدم عليها وهي ليست قليلة. وأن يكون برتبة رئيس وزراء وينشق عن النظام وهو يعرض نفسه وحياته وحياة عائلته للخطر -يعني صحيح نحن قمنا بتأمين الطريق- ولكن كل هذا الشيء يعتمد على تقدير رب العالمين. قد يكون هذا الحاجز الذي اتفقنا معه على عدم إيقافنا يعني قد يوقفنا ويعتقل الدكتور رياض.
دخل الدكتور رياض حجاب إلى مدينة داريا في الليل ولم يجلس كثيرًا في مدينة داريا، يعني ساعات معينة وكان هو وأفراد عائلته ولا اذكر عددهم بالضبط، ولكن أعتقد كان معه ثلاثة أطفال وهو وزوجته وبعدها تم نقلهم إلى مدينة درعا وفي مدينة درعا سلمناهم إلى أشخاص نسقنا معهم لإخراجهم إلى الأردن وبعدها ذهب إلى درعا ومن درعا إلى الأردن وبعد أن أصبح في الأردن أعلن عن انشقاقه.
كان يوجد سيارة رياض حجاب وسيارة أمامه وسيارة خلفه، وهذا هو عدد السيارات المرافقة وطبعًا لم يكن يوجد في السيارات أشخاصٌ مسلحون ولكنهم موجودين لأجل كشف الطريق، أنت لا تستطيع حمل السلاح لأنك سوف تمر على حواجز النظام من داريا إلى درعا ولم يكن يوجد أي تواصل مع جهات خارجية، أو طلبوا منا تأمين انشقاق الدكتور رياض حجاب، على العكس كان الأمر تطوعيًا وهو تواصل عن طريق أحد الأشخاص وتم تأمين انشقاقه باتجاه الأردن.
أثناء انشقاق الدكتور رياض حجاب التقيت به في مدينة داريا، وبعدها أخذه الشاب، أخذ رياض حجاب في سيارته إلى درعا ومن درعا إلى الأردن.
أبو تيسير وقادة المجموعات لم يذهب أحد منهم مع الدكتور رياض حجاب، ونحن كلفنا شباب بتأمين الطريق وإخراجه باتجاه درعا.
طبعًا انشقاق الدكتور رياض حجاب لا أذكر التاريخ...، وفي هذه الفترة خلال شهر نيسان/ أبريل والصدمات التي تلقيتها خلال فترتي في الثورة، أولًا اعتقال الشيخ نبيل وبعدها اعتقال عديلي تميم واعتقال أخي، والشهداء في "السبت الأسود" وبعدها الضربة الأكبر تعرضت لها في نيسان/ أبريل تقريبًا في 11 نيسان/ أبريل، كان يوجد أحد الضباط من النظام يتردد إلى مدينة داريا وكان يأتي ويلعب الرياضة في مدينة داريا ونحن وصلنا الخبر ونحن كان لدينا مثل درع للمراقبة والتجسس في مدينة داريا، التجسس على الجيش وحركاته، وصلنا خبر أنه يوجد ضابط عند ساحة الأوقاف كل يوم يأتي من الساعة كذا حتى الساعة كذا، وبنفس الوقت كان يوجد مخبر يريد أن يعتذر من الجيش الحر ويريد أن يأخذ الأمان منا، وتقاسمت المهام أنا وعلاء وقلت له أني ذاهب حتى أرى المخبر وأجلس معه وأعرف ماذا يوجد عنده معلومات، وأنت اذهب حتى تعتقل الضابط وتحضره ونلتقي في المكان الفلاني، وطبعًا علاء أخذ معه أربعة شباب وذهب حتى يعتقل هذا الضابط في ساحة الأوقاف وكان يوجد شباب يرصدون له الطريق، وأنا ذهبت وجلست في أرض مشرّق مع هذا المخبر وطبعًا أي مخبر كان يطلب الأمان وأنه لن يقترب من هذه الأمور فنحن نعطيه الأمان ونجلس معه ونطلب منه مغادرة داريا حتى لا تخطئ أي من المجموعات الثانية وتقتله، ومنهم هذا المخبر الذي جلست معه وكان عمره بحدود 50 سنة يعني ليس صغيرًا.
هنا علاء ذهب حتى يعتقل الضابط وأثناء إحضاره للضابط وبعد أن وضعه في السيارة كان الضابط مسلحًا وكان يخفي سلاحه بطريقة ذكية، ونحن كانت خبرتنا جديدة في هذا المجال وأخرج المسدس وأطلق النار على صديقي علاء وأنا وصلني خبر أن علاء أصيب، وعندما أصيب علاء قام الشباب الذين معه بإطلاق النار على الضابط وأخرجوه من السيارة إلى الطريق وقاموا بإسعاف علاء. خلال انتقالنا في مدينة داريا كنا نتحرك من خلال البساتين إلى صحنايا يعني بين المغرّب والمشرّق ونمر من خلال صحنايا، عندما وصلني خبر إصابة علاء مررت بالسيارة من وسط مدينة داريا حتى أراه، وكانت إصابته في الكبد وحصل معه نزيف شديد جدًا، ولم نجد أي مستشفى تستقبله ولا طبيبًا، وبدأنا نضع له لصاقات لإيقاف النزيف وبقي بحدود ساعتين على هذا الوضع، وبعدها قام الدكتور حسام -جزاه الله خيرًا- بتأمين مستشفى في صحنايا لأجل استقباله وإجراء عملية، وأخذناه إلى المستشفى وطبعًا كان آخر كلامه هو قراءة سورة "يس"، وبعدها غاب عن الوعي -رحمه الله- وأدخلناه إلى المستشفى وتم إجراء العملية وفي اليوم الثاني جئت لزيارته وقالوا لي أن العملية نجحت ولكنه نزف الكثير من الدماء وهو الآن غائب عن الوعي وبعد 24 ساعةً استشهد علاء، كان علاء يعني...، كنت معه بحدود 15 سنة مع بعضنا وكنت أراه أكثر من رؤيتي لأهلي وكل يوم أنا معه، ولكل شخص كان يوجد صديق وهو كان صديقي الصدوق والصادق كنا ندرس ونأكل سوية، وهنا جاءني خبر استشهاد علاء وهنا يدي اليمين التي كنت أعتمد عليها أصبحت مشلولة ولا أعرف كيف أتصرف، وكنت أريد إخبار أهله بنفس الوقت كيف سوف أخبر أمه؛ كانت أمه بمثابة أمي بسبب صلة الصداقة بيني وبينه، ذهبت في البداية وأخبرت أخاه وائل حمدوني أبو كنان -استشهد فيما بعد لعلاء ثلاثة إخوة شهداء استشهدوا في المعارك- أنا أخبرت وائل وكان من ضمن شباب المجموعة عندي وأنا أخبرته أن علاء استشهد وسنحضره وندفنه ووضعناه في منزل، لأنه بعد "السبت الأسود" لم يعد يوجد مظاهر تشييع للشهداء فقد أصبح أي شهيد يستشهد يدفن بشكل سرّي، أنا أخبرت والده في البداية لم أستطع إخبار أمه، وهم أخبروا العائلة كلها.
المسؤول عن دفن الشهداء هو أبو صياح البلاقسي (محمد البلاقسي)، ويمكن الحديث عنه تباعًا لأنه إذا كانت داريا هي أيقونة الثورة؛ فإن أبو صياح هو أيقونة داريا، هو تعهّد بدفنه وهو كان يحفر القبور، وهو جاء إلى المنزل وودّعه وأبو صياح أخذ يبكي كثيرًا، يعني علاء -رحمه الله- عندما استشهد بقيت ابتسامته على وجهه وحتى الآن صوره موجودة، بقيت ابتسامته على وجهه وظهر بياض وجهه، وأبو صياح رغم كل الذين دفنهم من الأموات أخذ يبكي مثل الطفل الصغير وقال هذه أول مرة أرى هكذا شهيد بهذا النور الذي يخرج منه، وفعلًا علاء كان من الناس الصادقين في كل الأعمال الموكلة له.
وذهب أبو صياح لحفر القبر -وعلاء كان طويل القامة أطول مني- حفر أبو صياح القبر وجهزه وبعدها جاء وأخذه في سيارة خضار ووضع فوقه الخضار وأخذه إلى المقبرة مع أخيه الأكبر، وقال أريد فقط شخصًا واحدًا حتى يحمله معي وينزله إلى القبر ولا أستطيع أخذ شخص ثانٍ، وعندما وصل إلى المقبرة وجَد أن القبر قصير عليه، وبدأ أبو صياح يحفر أكثر ودفنه ثم عاد، وأنا هنا بصراحة في هذا الموقف أحسست أنني مشلول لأنه أصبح يوجد عندي شهيد في المجموعة لأنني أنا أعطيت الأمر باعتقال فلان (الضابط) أحسست أن هذا الأمر كان على مسؤوليتي وكل الذي كان يدفعني لإتمام العمل أعادني خطوة إلى الوراء يعني جمعت الشباب وقلت لهم: أنا لم يعد لي علاقة بقياده المجموعة وعليكم إيجاد قائد مجموعة، أنا عنصر مستعد لأي مهمة، وطبعًا الشباب رفضوا وقالوا: أنت الآن متأثر باستشهاد علاء عليك الهدوء، وجاء أبو تيسير زيادة وقادة المجموعات وعزوني بعلاء.
وطبعًا مهما تكلّمت عن المشهد الذي حصل والشلل الذي أصابني في ذلك اليوم لا أستطيع وصفه أبدًا، يعني أنا في وقتها كنت خاطبًا وقد كتبت كتابي (عقد قران)، وبقيت بحدود أسبوع لا أستطيع الحديث حتى مع خطيبتي أو الاطمئنان عليها، وهي ترسل لي لتطمئن علي عن طريق أهلي، فقد كانت تعتقد أنه سوف يصيبني أمر عاطفي وأنتقم بأي طريقة لأنه استشهد أقرب الناس له، وفعلًا هذه الأفكار كانت كلها تأتي للشخص، كنت أفكر بتفجير نفسي في الحاجز الفلاني انتقامًا لعلاء، والشباب الموجودون عندي في المجموعة جميعهم من طلاب المساجد وطلاب الجامعات وكانوا يقومون بتهدئتي وتهدئة أنفسهم لترتيب شيء جديد ضمن المجموعة بعد استشهاد علاء.
بعد استشهاد علاء أنا انقطعت عن العالم الخارجي، وكان عندي عمل وكان عندي مشروع خلايا نحل كنت أعتني بهم في القنيطرة أيضًا تركتهم، وتفرغت للجيش الحر بعد استشهاد علاء بشكل كامل، قطعت علاقتي مع كل العالم الخارجي وأصبحت علاقتي فقط مع المجموعة والشباب ضمن المجموعة أو حتى مع أهلي كنت أزورهم كل أسبوع أذهب ليلة للنوم عند أهلي واطمئن عليهم على والدي وأمي وإخوتي.
هنا أصبح يوجد ترتيب جديد لمجموعات الجيش الحر، وخلال شهر نيسان/ أبريل حتى نهاية أيار/ مايو، كما في التنسيقيات أصبح يوجد انقسام بينهم مثل تنسيقية إسقاط [النظام] وتنسيقية اللجان (لجان التنسيق المحلية)، هنا أصبح يوجد خلل ضمن الجيش الحر أيضًا، يعني هنا أصبحت تظهر شخصيات جديدة مثل أبو مالك عيروط الملقب بـ "الجد" بات يؤسس مجموعات خاصة به يعني ليس لها علاقة بكتيبة شهداء داريا (كتيبة سعد- الشاهد). فبتنا نجتمع عدة اجتماعات دورية، وحتى أبو نضال عليان في هذه اللحظات بعد استشهاد علاء بفترة صغيرة أصبح يجتمع مع مجموعات أخرى حتى يقوم بانقلاب على أبو تيسير لاستلام مجموعات الجيش الحر، طبعًا أنا لست موافقًا على استلام أبو نضال عليان ولست راضٍ عن أداء أبو تيسير ولكن لا يوجد لدينا خيارات بديلة، فالتزمت الحياد في مشكلة الانقلاب التي حصلت، وهنا أبو تيسير عندما شعر أنه سوف يحصل انقلاب عليه من قبل المجموعات بدأ يجند شبابًا جددًا موالين له، مثل مجموعة أبو صدام التي ظهرت في هذه الأثناء.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2020/12/22
الموضوع الرئیس
الحراك في دارياانشقاق رياض حجابكود الشهادة
SMI/OH/7-10/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
عسكري
المجال الزمني
آب 2012
updatedAt
2024/09/25
المنطقة الجغرافية
محافظة ريف دمشق-مدينة دارياشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
الجيش السوري الحر
كتيبة شهداء داريا
رئاسة الوزراء - النظام