الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

نشاط "تجمع حرائر داريا" ونظرة المجتمع

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:19:48:07

التجمع (تجمع حرائر داريا) مثلما ذكرت بدأ أولاً بمجموعة من الناشطات المهتمات في العمل الثوري، وكان في البداية يعمل بشكلٍ فردي وعفوي وبدون أي تنظيم أو تحديد مهام، وبعد ذلك ولضرورة العمل وبسبب أنَّنا نريد أن نُكثَّف الجهود ولنعمل بشكلٍ أفضل قررنا أن نُشكل تجمعًا يكون فيه مكتب مالي ومكتب إعلامي ومكتب علاقات ومكتب حراك سلمي فكان لكل شخصٍ علاقة بجانب معين، وكان هناك إحدى النساء في التجمع لها علاقة في "السوشيال ميديا" و"الفيسبوك" والتصوير أثناء النشاطات، وكان أحد الشباب يساعدنا بالتصوير والتوثيق بالتنزيل على "اليوتيوب" عندما نخرج بمظاهرات كان من لجان تنسيقية داريا ويُنسق مع الشابة التي معنا بحيث تنشر على الصفحة، وكان هناك من لها عمل بالعلاقات وهناك من لها عمل بمن يُحدد المظاهرة وسبب المظاهرة واللافتات التي تكتب في المظاهرة، وكنا نُنظم أنفسنا بشكلٍ أكبر بحيث نكون داعمًا حقيقيًا للثورة من دون أن يكون هناك فوضى في الصف. 

وبالنسبة لعلاقتنا مع تنسيقية داريا كانت علاقة موجودة قبل تجمع حرائر داريا باعتبار أنَّ الشباب الموجودين في تنسيقة داريا والنساء في التجمع توجد معرفة قديمة من 2003 ما قبل التجمع، وكانوا داعمين لنا مثلما ذكرت، عندما كنا نخرج في المظاهرات النسائية كانوا يُرسلون أحدًا ليصورونا لينزلوها على صفحاتهم أو يرسلوها إلى القنوات، وكان لديهم تواصلٌ أكبر مع القنوات الخارجية وهذه الأمور، والأنشطة لدينا كانت تُعرض عن طريقهم، وكانوا داعمين لنا جدًا وكنا نقوم ببعض الأمور الخدمية لهم مثل الأمور الطبية وإدخال بعض المواد كنا نعمل عليها، وكان هناك خلافٌ بين تنسيقة داريا وتنسيقة إسقاط النظام من أجل موضوع تواجدنا نحن في الساحة. 

وسأذكر فيما بعد كيف تشكل المجلس المحلي وعدم إدخالنا الى المجلس بسبب هذا الخلاف الذي كان موجودًا بين التنسيقيتين.

أنا كنت على تواصل مباشرٍ مع رزان زيتونة حين تشكل التجمع (تجمع حرائر داريا)، وحين شكلنا التجمع كنا تابعين لتنسيقية داريا التابعة للجان التنسيق المحلية، وبعد ذلك طلبتُ من تنسيقية داريا أنني أريد أن أكون على تواصل مع اللجان بشكل ٍمباشر، وأن نكون بشكل مستقل تابعين للجان وهذا ما حصل، ورزان (رزان زيتونة) كانت على علاقةٍ قوية مع إخوتي مع يحيى (يحيى شربجي) وأولاد عمي ما قبل أحداث الثورة من 2003 وبعدها أصبح تواصلي مع رزان بعد أن عينوني للتواصل معها في كل الأعمال التي نقوم بها في التجمع فتواصلت مع رزان وكان تواصلي أنا معها. 

وهذا الموضوع دام ستة أو سبعة شهور، وبعد ذلك تم اعتقالي وبعد أن خرجت من المعتقل كان هناك تواصل بيني وبين رزان من أجل التجمع ومن أجل الاعتقال حيث أنها حصلت مني على معلومات في موضوع المعتقلات وهذا الموضوع، وكنت على تواصلٍ مع رزان في كل الأعمال وكنت أستشيرها في كل شيء يخص أعمال تجمع حرائر داريا، وكنت أسألها على كل عمل من نشاطٍ مدني أو دورات سنُقدمها للنساء وأحياناً احتجنا دعمًا بسيطًا لعملٍ سنقدمه للنساء، وقامت لجان التنسيق بتقديم دعم للتجمع من أجل هذا الموضوع. 

وذات مرة طلبت مني أن أكتب لها مشروعًا لدورات دعمٍ نفسي للأطفال في داريا وخصوصاً للأيتام منهم والذين تعرضوا لضغوطات ورأوا القتل والدم، وتقدمنا بالمشروع وكان من المفترض أن توجه رزان دعماً لنا من قبل اللجان كتجمع لتنفيذ هذا المشروع في داريا على أطفال داريا، فأرسلنا المشروع ولكن حصلت مجزرة داريا وتوقف الموضوع وبعدها خلال شهرين ثلاثة تهجرت الناس من المدينة بسبب المجزرة.

فكانت هكذا علاقتنا مع رزان كتجمع، ورزان كانت داعمةً جدًا، وكانت فخورةً بهذا التجمع، وكان من أوائل التجمعات النسائية وكان لديه الكثير من الأعمال وكانت دائمًا تقول: أنتم أهالي داريا بحبكم أيا ما تعملون أحبكم، والله يفرج عليها كان موضوع اعتقالها واختفائها صادمًا للجميع. 

وحين اعتُقلت كانت المشكلة الكبيرة في اعتقالي هي رزان غير عملي الذي يعرفونه ونشاطي وتحركاتي كان عندهم مشكلة في معرفتي مع رزان، وعن كيفية تواصلي معها وكان أيضاً كل همهم أنَّ يعرفوا رزان أين هي؟ وقلت لهم: أنَّني تواصلت معها مرتين ثلاثة من خلال "السكايب" ولكن لم أرها شخصيًا، وفعلاً لم أرها شخصيًا رغم كل التواصل بيني وبينها. 

والتجمع خلال نشأته طوّر من نفسه وأصبح لدينا ناطقٌ باسم حرائر داريا، وكان أحياناً يأتي صحفيون يريدون عمل تقارير فكنا نتكلم عن التجمع كجسمٍ لوحده مستقل يعمل في الحراك السلمي والعمل المدني في داريا، وأحد أعمال التجمع، كانت النساء الكبار بالعمر يحبون موضوع المساعدة بأي شيء ويساعدون في موضوع الطبخ، وجمعنا هذه الجهود وكنا نطبخ نرسل إلى العاملين بالمجال الطبي وإلى عائلات الشهداء، وأكثر من مرة قمنا بنشاطات من هذا النوع، فكان هناك نشاطاتٌ كثيرة وإلى الآن موجودة الصفحة صفحة حرائر داريا على "الفيسبوك" وتوقفت الصفحة منذ فترة طويلة ولم ينزل عليها أشياء جديدة  فبعد المجزرة توقف كل شيء وتوزعنا. 

وكان التجمع حركةً ناجحة لمجموعة نساء كن يردن أن يقمن بشيء ليُفدن الحراك في داريا ويُساعدن في أمور، واستطعن أن يخففن ضغوطات عن الشباب، وكثير من الشباب غير قادرين على الخروج في مظاهرات وينظموا، وكنا نحن نخرج ونقوم بحركة في المدينة وأن نبقى في حركة ومظاهرات يعني إذا لم يخرج الشباب فنحن نخرج لأنه في بداية الثورة كان موضوع البث المباشر يُعطي أثرًا كبيرًا ونحن بمجرد أن نخرج بمظاهرة بث مباشر فهذا يعني أنَّ هناك حراكًا مستمرًا في المدينة، وهذا موضوع التجمع. 

وخرجت حركة نسائية أخرى اسمها "ماجدات داريا"، ولم نعرف من هم، وحاولنا أن نتواصل وكانت حركة بسيطة وعملن أكثر في المجال الطبي كنساء، وظهرت بعد مجزرة داريا قبل أن يتهجر الناس من داريا  بشهر أو شهرين ولم تنشط في مجال ما ولكن لمَّا ظهرت كنت سعيدةً لأن تُفكر النساء في هذا التجمع، وهذا دليلٌ أنَّ النساء بدأت تُفكر بالتنظيم وتوحيد جهودها وتريد أن يكون لها دورٌ في الثورة، وكنت أُساعد وأُشجع النساء على أن يكون لهن دور، ولكن كنت أحذر منها دائماً وأوقعتنا في كثيرٍ من الأخطاء أن أمرًا ليس من الضروري أن نعرفه وأنا من جهتي لم أكن فضوليةً لأعرف، ونحن دائماً كنا معرضين للاعتقال والذي تحت الاعتقال والضرب لا يمكن أن يعرف كيف يمكن أن يتحمل التعذيب، وحين يتكلم إلى أي مدى يُضر الذي حوله، وموضوع الفضول لدى النساء حين يدخلن إلى هذه الحركات والتجمعات أنهم يردن أن يعرفن كل شيء عن الشباب، فكنت لا أريد أن أعرف ما ليس ضروريًا ولا أن يقول لي أحد أمرًا ليس من الضروري أن أعرفه لأني أخاف أن يكون هذا الشيء عبئًا علي يومًا ما، ونحن كنا معرضين للاعتقال والذي تحت التعذيب من الممكن أن يتكلم بأشياء ومن أجل ذلك لم أكن أتدخل بما يفعله الشباب وكنت سعيدةً جداً حين دخلت المعتقل، وكانوا يسألوني وأنا لا أعلم عن كثير من الأمور ومهما تعذبت وتعرضت للضرب لم أكن فعلاً أعرف شيئًا، ولن أقول شيئًا، وإذا كنت تعرف سيكون من الصعب جدًا وأنت تتعذب وتعرف شيئًا ما يُمكن أن تتحدث به مُجبراً لأجل الخلاص، وأنا دائماً أقول: لا ألوم أي أحد تحت التعذيب ماذا يمكن أن يقول؟ وكان في نساء يرغبن بأن يعرفن أسرارًا وكذا.. وأنا كنت حازمةً في هذا الموضوع أنَّه لا يجب أن نعرف شيئًا ليس من الضروري أن نعرفه ولا فائدة من معرفته، ويجب أن نعرف قدر ما يُفيدنا وضمن نطاق عملنا فقط، وأكثر من هذا كان في ذلك الوقت وتلك المرحلة خطأ كبير والذي ضر ثورتنا كما أرى أنَّه لم يكن هناك سريةٌ في العمل فأي عملية كان ينوي "الجيش الحر" القيام بها كان الكل يعرف بهذا التحرك ومن المفروض أن يكون هذا العمل سريًا، وأنا مجرد معرفتي بالعملية قبل أن تحدث أعتبرها فاشلةً، وكنت متأكدة أنَّ النظام يعلم بها وهي ليست سرية، وأنا كنت شديدةً في موضوع التجمع وكان هناك نقطة خلاف مع بعض نساء التجمع أن لا نعرف مواضيع إلا بالقدر الذي نعرفه.

كان هناك مع نساء الزبداني ونساء دوما تواصلات في بعض الأمور، وفكرنا ذات مرة وهذا العمل عن طريق رزان كأن نرمي مناشير كلنا في نفس اليوم، وهذا الموضوع كان قبل المجزرة بمدة وكان هناك تواصلات مع النساء الموجودات بغير مناطق بهذا الموضوع، وكانت خولة دنيا جاءت أكثر من مرة على داريا للتنسيق لهذه الأمور مع مجموعة من النساء، وخرجنا مرة مظاهرةً نسائية بالتنسيق مع خولة وكان فيها نساء من كل الطوائف من دروز وعلوية ومسيحية وسنة، وكان النظام في تلك الفترة يجيش إعلامياً بشكل طائفي، فقررنا أن نقوم بحركة كرد على النظام، وهذه المظاهرة خرجت من داريا نسائية فقط وخولة دنيا أتت بصديقاتها من عدة مناطق من الطوائف الأخرى، وكان معنا نساء من صحنايا مسيحيات جاؤوا وشاركوا معنا نحن نساء داريا، وكانت مظاهرةً كبيرة 250 امرأة وهذا الأمر تحارب كثيراً في داريا لأنَّه أولاً كانت المظاهرة فيها قسمٌ جيد غير محجب من النساء وهم من باقي الطوائف فهم اعتبروا أنَّنا دخلنا إلى شيء أن الناس لم يكونوا يعتادون أن يروه وتعرضنا إلى انتقادات من تنسيقية إسقاط النظام التنسيقية الثانية، وتحاربنا محاربة شديدة على هذا الموضوع، وكان هناك مغالاة بالرفض لهذا الموضوع وأنَّكم لن ترضى عنكم اليهود ولا النصارى حتى تتبعوا ملتهم واعتبروها أنَّنا نحن نريد أن نتودد للناس حتى نُري العالم بأننا لا طائفيين بهذا المعنى. 

وكان تجمع حرائر داريا لا يُواجه فقط ظلم النظام ولكن أيضاً يواجه غضب المجتمع عليه فأنا حين اعتُقلت كان أكثر الردود من المجتمع كان أهلي قد نظروا إلي كبطلة، ولكن المجتمع برأى بأنه لماذا خرجت من منزلها؟ ولتجلس مع أبناءها وكنا كنساء وكل نساء دول الشرق أتخيل دائماً لدينا معركتين معركة مع المجتمع ومعركة مع النظام الذي يحكمنا، وحتى موضوع الدستور الذي يُكتب الآن دائماً هناك معركة كنساء أكبر من معركة الرجال لأن لدينا قوانين ظالمة بحق المرأة بالدستور غير القوانين العامة الظالمة للجميع دائمًا لديها معارك، والمرأة المعتقلة حين تخرج أيضاً لديها معركتين غير معركة النظام الذي أذاها وضربها، هناك مواجهة المجتمع التي هي أشد من تأثير النظام عليها، وحين كنت في المعتقل النساء اللواتي في المعتقل خائفات من ردة فعل رجالهم أكثر من الجلاد، ونحن كنا نُواجه تحديين في أي عمل نعمله ولهذا أشعر أن النساء نجاحهن نجاحٌ مضاعف لأنَّ هناك الكثير من التحديات مررن بها حتى نجحن.

خط السيرفيس كان يعمل ولم ينقطع  قبل المجزرة لكن حواجز التفتيش كانت موجودةً ولكن المطلوبين أو من يشكون أنهم مطلوبون لم يكونوا يستخدمون السيرفيس العادي، وأنا حين نزلت إلى دمشق قبل المجزرة بسنة ونصف تقريبًا، من بداية الثورة إلى المجزرة سنة ونصف نزلت مرتين أو ثلاثة إلى دمشق، وكنت حذرةً وحين أُريد الذهاب كنت أذهب عبر السيارات أو الطرقات الفرعية التي لا تمر عبر طريق حاجز.

الناشطون والذين لديهم عمل لم يكونوا يخرجون بشكلٍ مريح، وكانوا قد حُبسوا في المدينة، إلا بسيارة خاصة عبر طرق فرعية وأحياناً هناك في الطرق الفرعية حاجزٌ طيار (غير ثابت)، وحين يرون أحدًا قادمًا من طريق فرعي حتمًا فهم يقوموا باعتقاله ويعتبرونك أنّك آت من طريق فرعي فهناك شيء حتى أتيت من هنا، فحتى بهذا الموضوع المدينة من أول شهر كان هناك حواجز على مداخل المدينة على المدخل من المعضمية والمدخل من المزة.

يوجد حواجز سيئة بعد أن خروجنا من داريا، كان هناك حاجز أسوأ من جميعها وهو الحاجز الذي اعتُقلت فيه حاجز الجديدة، والذي يسمى حاجز الأربعين، وهو تابع للفرقة الرابعة وهذا الحاجز كان يقتل الناس عدا عن الاعتقال ويُنزل الناس من السيارات ويقتلها، وهذا أسوأ حاجز في تاريخ داريا وهذا الحاجز حاجز الأربعين اعتُقلت أنا به وزوجي وأمي وأولادي اعتقلوا على هذا الحاجز.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/10/09

الموضوع الرئیس

الحراك في دارياالحراك النسائي الثوري

كود الشهادة

SMI/OH/118-05/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2011-2012

updatedAt

2024/04/17

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-مدينة داريا

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش السوري الحر

الجيش السوري الحر

الفرقة الرابعة دبابات (مدرعات) - نظام

الفرقة الرابعة دبابات (مدرعات) - نظام

تنسيقية مدينة داريا - الشعب يريد إسقاط النظام

تنسيقية مدينة داريا - الشعب يريد إسقاط النظام

تنسيقية داريا - لجان التنسيق المحلية

تنسيقية داريا - لجان التنسيق المحلية

تجمع حرائر داريا

تجمع حرائر داريا

الشهادات المرتبطة