معركة الفصول الأربعة والتقسيمات العسكرية في داريا
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:34:46:15
في 16 كانون الثاني/ شباط 2013 كنت على المبنى وأقوم بتصوير الدبابة وكان الجيش النظامي في مواجهة مصلى الأبرار قبل ساحة شريدي ولم تكن ساحة شريدي قد سقطت بعد، وكنت أصوّر الدبابة وأثناء صعودي إلى السطح رأيت صاروخ أرض أرض سقط بالقرب من ساحة شريدي بجانب وحدة المياه وصعد الدخان إلى الأعلى وحدث ارتجاج في كل مكان بسبب الصاروخ وتابعت التصوير وعدت وفي المساء. قال الشباب إن محمد شحادة مختفٍ و لانعرف أين هو ونقوم بالاتصال به وليس لديه شبكة اتصال، وفي ثاني يوم صباحًا وُجد في مكان الصاروخ نفسه الذي رأيته وشاهدوا جثته وجزء كبير منها محروق ولكن تم تمييزه من الوجه وتم دفنه، ومحمد شحادة كان ناشطًا من ناشطي الثورة السورية وكان من أحد مؤسسي "جريدة عنب بلدي" مع محمد قريطم أبو النور الذي استشهد بالقصف اختناقًا عندما كان يقوم بتجهيز سلات غذائية.
"عنب بلدي" في أثناء المظاهرات في بداية الثورة كان يوجد فكرة للجريدة وكان يتم تجهيز عدد بسيط وكان الفاعل بها هو محمد شحادة وأبو النور محمد قريطم وأكرم خولاني وجواد الشربجي وإياد الشربجي كان في البداية، يعني هي كانت أفكار يتم طرحها ويوجد الكثير من الجيل الموجود الآن في عنب بلدي هم كانوا مساهمين بشكل غير مباشر في الجريدة وشباب الكادر الأول يعني أحمد شحادة (أخو محمد شحادة) عندما استشهد في داريا تكلمت عنه مفوضية الاتحاد الأوروبي ومعظم الكادر أو الصف الأول من الجريدة استشهد والذي لم يستشهد مثل جواد مثلًا خرج مع النازحين من داريا وتابعت الجريدة عملها وأصبح فيما بعد دورات تقوية للكادر الموجود وأصبحوا تقريبًا جريدة رقم واحد على مستوى الثورة السورية.
في هذا التاريخ نفسه 16 كانون الثاني/ شباط 2013 بعد أن صورت الدبابة وأخذت المقطع إلى المكتب الإعلامي قالوا إنه يوجد عملية عسكرية ستحدث الآن بعد غروب الشمس وعدت وجمعت معداتي وأخذت بطاريات الكاميرات وذهبت باتجاه الشباب وحدي وكانوا يريدون القيام باقتحام على الطابق الأول، طبعًا الدبابة في ذلك الوقت كانت تقصف الطابق الأول الذي به الجيش نفسه وكان هناك احتمال جدًا كبير أن يكونوا ميتين واحتمال آخر أن يكون جزء منهم ميتًا ويوجد مقاومة وقاموا برمي قنابل على البناء وبدأ الاقتحام، وأنا كنت أحمل الكاميرا وأمشي خلفهم وأنا لم يكن معي سلاح لأنني أعتبره تهوّرًا، وإذا تم إعادة الكرّة فلن أعيدها، وحتى الدبابة أثناء تصويري لها إذا أعيد الموقف فلن أعيدها ولكن كان يوجد لحظة انفعال جدًا كبير ولحظة أنني يجب أن أنقل الصورة وهذا واجبي وأنا لم أكن أحب التصوير وحتى الآن أنا لست من هواة التصوير ولكن كان يوجد واجب أؤديه أنني يجب أن أنقل الصورة لما يحدث، ودخل الشباب وفتحوا باب المنزل وأنا خلفهم وقاموا بفتح غرفة على اليمين وشاهدوا أنه لا يوجد أحد وخرجوا منها وأنا أحسست أنه يوجد روح (شخص حي) في الداخل يعني لا أعلم ربما يكون إحساس حاسة سادسة، ودخلت إلى الداخل ورأيت جثة أمامي وأخرجت ولاعة يوجد بها ضوء ووجهتها على عيني الجثة وبدؤوا بالرفرفة والمقطع موجود لديّ قمت بتصويره وأنا كنت أحمل الكاميرا وأمسك الولاعة وكانت عيناه ترمشان وعرفت أنه على قيد الحياة وقمت بمناداة الشباب أنه يوجد شخص على قيد الحياة والبعض منهم جاء حتى يقتله ومنعتهم لأنه غير ممكن وأنت مجاهد في سبيل الله وتقول إنه يوجد جهاد والجهاد يقول إنه لا يجب أن تقتل الأسير، ولم يتم قتله وتم حمله وجاء أبو سلمو رحمه الله أيضًا قلت له إن هذا أسير ولا يجوز قتله فهو حرام، فقال لي لن يقتله أحد وأوصى بعدم قتله، وأخذه إلى المستشفى الميداني وتمت معالجته وكانت إصاباته خفيفة مجرد شظايا خارجية وبعض الرضوض وهذه الشظايا كانت من الدبابة التي كانت تقصفهم دبابة النظام نفسها، وبعد أن أخذوه من المستشفى الميداني وضعوه في المخفر وفي ثاني يوم ذهبت أنا وأبو عمر الحمصي وكان في وقتها أبو عمر الحمصي هو القائد يعني القائد الفعلي أو الرسمي هو أبو جمال (سعيد نقرش - المحرر) ولكن الذي على الأرض ويتجول بين المقاتلين من جبهة إلى أخرى هو أبو عمر الحمصي هو نفسه المحقق، وفي وقتها حقّق معه أبو عمر الحمصي حتى يعرف أمره فكان إنسانًا بسيطًا من بانياس لا أذكر اسمه عمره 19 سنة تم أخذه إلى الجيش ووضعوه في الجبهة وتم وضعه في المخفر وقمت بتصوير الفيديو حيث قال إنني أسير في داريا وأطالب بتحريري والمقايضة على معتقلين، وطبعًا النظام لم يستجب لهذا الشيء لأنه كان رخيصًا عندهم مهما كان علويًا أو سنّيًا وبقي في داريا فترة الحصار، وهذا العسكري كان موجودًا في داريا في المخفر وفي فترة ما كان يجب أن يكون هناك حفر أنفاق للجبهات ويوجد نقص بالكوادر فكانوا يأخذون المسجونين للقيام بالحفر ثم يرجعونهم، كان قسم منهم عليهم جنايات مثل سرقة وقسم منهم أسرى، وأخذوه إلى الحفر وللأسف يوجد شخص قام بتهريبه من الجبهة وذهب باتجاه النظام وهرب.
وهذه المقابلة كانت مع العسكري من أجل المبادلة على معتقلين، طبعًا لم يحدث شيء جدّي من قبل النظام بهذا الخصوص وبقي معتقلًا، وتكلمنا عن قصة خروجه.
بالنسبة للأحداث التي حدثت في ذلك الوقت كان النظام يقصف المدينة بطيران "الميغ" وكان يوجد بعض الصواريخ لا تنفجر وقسم منها يوجد به قنابل عنقودية ويوجد صاروخ كما هو غير منفجر ويكون ممتلئًا بالمواد المتفجرة TNT، فكان شباب معمل العبوات التابع للجيش الحر كانوا يقومون بتجهيزه أو فكه، يعني إما يضعون له صاعقًا لأجل التفجير أو يفككونه ويستخدمون المواد التي بداخله لأجل صناعة قنابل يدوية، وكان يوجد صاروخ تصعب إزالته من هذا المكان ووزنه ثقيل وإذا تحرك الصاروخ بشكل خاطئ فممكن أن ينفجر على الشباب وقاموا بتجهيزه ووضعوا له صاعقًا وقاموا بتجهيزه من أجل التفجير وكان النظام قد أخذ بناء يوجد به الصاروخ، يعني شباب الجيش الحر من أسفل البناء وجيش النظام من الأعلى وكان يوجد مقاومة ولا يستطيعون النزول يعني أمر القتال الذي حدث في داريا أنه في هذه الغرفة يوجد جيش حر وفي الغرفة الأخرى يوجد جيش النظام ويوجد الكثير من نقاط التماس، وفي وقتها كان يوجد تحرز في المنازل يعني أحد أسباب تقدم النظام على جبهات داريا في بداية المعركة أن جزءًا من المقاتلين لا يعرفون كيف يتعاملون يعني هل يجوز فتح طلّاقية (فتحة في الحائط) أم لا يجوز؟ يعني هذا منزل خاص وليس مكانًا عامًا وأنا يحق لي فتح طلّاقية من المنزل والدخول واستخدام المنزل بينما النظام يدخل ويقوم بالتعفيش والسرقة ويحرق ليس لديه مشكلة، وفي وقتها قالوا إن هذه البناية إذا استولى عليها النظام فسيرصد جزءًا جدًا كبير من المنطقة المحررة، وكان [عناصر الجيش الحر] في الأسفل والنظام في الأعلى، وكان يوجد إمكانية للوصول إلى الصاروخ ولكن لا يوجد إمكانية للتمركز في البناء والنظام يستطيع أن يتمركز، ولكن شباب [الجيش الحر] يستطيعون أخذ الصاروخ وفي وقتها تم التجهيز للعملية وتم وضع صاعق للصاروخ وتم الحديث مع صاحب البناء بأنه من الممكن أن يتم تدمير البناء، وفي وقتها قال لهم وهو من آل مراد قال لهم: إذا رأيتم أنه يجب إنزالها (هدمها) فلا بأس، وفي وقتها بدأت المعركة وسميت المعركة باسم سعيد أبو موفق نسبة إلى أحد المقاتلين الذي استشهد في نفس المعركة وتم تدمير البناء حيث تم تفجير الصاروخ وسقط البناء ولكن سقط جزء منه وتم حماية الجبهة من خلال تدمير هذا البناء وهذه أول عملية تفجير يقوم بها الجيش الحر ببناء.
في ذلك الوقت كان يوجد أخبار يتم تناقلها أن البلد سقطت وأنه لا يوجد مقاومة وأن النظام استولى على ساحة شريدي وأصبحت المعنويات جدًا متدنية يعني سقوط ساحة شريدي ووصول النظام إلى منتصف شارع الثورة واستيلاؤه على المنطقة الشرقية بشكل كامل وتراجع الشباب الموجودين في نقطة مستشفى شرف وجميع هذه الأمور كانت تسبّب معنويات منخفضة لدى الخارج والداخل ويوجد إشاعات يتم تداولها لم تحدث، وفي وقتها [قام] المجلس المحلي بمبادرة من المكتب الإعلامي ألقى مؤتمرًا صحفيًا لعضو المجلس المحلي اسمه محمد شحادة وقائد كتيبة شهداء داريا النقيب أبو جمال (سعيد نقرش)، وتم شرح الوضع العسكري وكان أبو عمر الحمصي موجودًا وكان يوجد خريطة خلفهم ويتم شرح نقاط التقدم وكان يوجد أسئلة يتم توجيهها للمجلس المحلي والمكتب العسكري بخصوص الجانب المدني والوضع الإنساني والجانب العسكري والميداني وكان يوجد تسجيل وتم عرضه على قناة "الجزيرة".
في ذلك العام كان يوجد ثلج وبرد كثير واعتمد الناس في التدفئة على الديزل الموجود في المنازل يعني في سورية كانت وسيلة التدفئة هي الديزل وليس الغاز وجميع المنازل يوجد بها 5 براميل ديزل وهذا ساعد على تجاوز الأزمة في ذلك الوقت، وبعد فترة أيضًا أثناء استقرار الجبهات تم إنشاء معسكر تدريب، والجبهات قسم كبير من شبابها استشهد وقسم آخر ينتسب للجبهة ولكن لا يعرف من القتال شيئًا، يعني لا يستطيع فك البندقية، وتم إنشاء معسكر لأجل التدريب والتعليم على أساليب القتال وتركيب وفك السلاح.
وأريد التحدث عن معركة مهمة قبل شهر آذار/ مارس وهي معركة الفصول الأربعة وفي بداية شهر آذار/ مارس كان النظام مستمرًا في اقتحام المدينة وقصفها ولكن في ذلك الوقت كانت المعركة الفاصلة هي معركة الفصول الأربعة وكانت باتجاه المزارع الغربية من داريا في منطقة العلالي بشكل عام اسمها منطقة مغرب، وهذه المنطقة كان موجودًا بها كتيبة سعد بن أبي وقاص لتيسير زيادة ولم يكن بها تحصينات وكانت قريبة من المعضمية وكان في المعضمية يوجد فصيل تابع لتجمع أنصار الإسلام نفسه ويوجد فصيل آخر اسمه لواء الفجر وكان يوجد اتصالات متبادلة بين كتيبة سعد بن أبي وقاص والكتيبة الموجودة في المعضمية التابعة لأنصار الإسلام، وكان يوجد تنسيق على الجبهات ولكن للأسف لم يكن يوجد تمكين على الجبهات، حيث كانت الجبهات جميعها من جهة دمشق يحاولون بخطة استباقية حتى لا يحاول مسلحو داريا الدخول إلى دمشق فكانت الاقتحامات معظمها من الأماكن القريبة من دمشق سواء من المنطقة الشرقية أو صحنايا، والنظام انتقل بالمعركة من الجبهة الشرقية بعد أن رأى الصد، وفي وقتها كان يوجد تثبيت نقاط ولم يستطع النظام التقدم أكثر من ذلك حينها انتقل إلى الجبهة الثانية الغربية وهي جبهة مزارع وأماكن مفتوحة وسقطت بعض النقاط، وأذكر في وقتها كنت مع أبو عمر الحمصي كنت ذاهبًا للتصوير وهو ذاهب إلى الجبهة، وأذكر في ذلك الوقت أنه بقي موجودًا على الجبهة حتى تم استعادة جميع النقاط التي سقطت يعني طلب من العسكريين الجلوس معه ووضع خطة من أجل استعادة النقاط وفي ذلك الوقت طلب بعض قادة المجموعات تأجيل الأمر إلى ثاني يوم حتى يرتاح الشباب وكان هو يرفض عملية التأجيل لأن التأجيل يتيح الفرصة للنظام من أجل تثبيت نقاطه وحينها لن نستطيع استرجاع النقاط أبدًا. وفي يومها مساء بدأت العملية وتم استعادة النقاط وبقيت العملية العسكرية ومحاولات الاقتحام مستمرة من الجهة الغربية لفترة شهر تقريبًا ويئس النظام من استرجاع أي نقطة ومن دخول المدينة من الجهة الغربية وتم في ذلك الوقت تثبيت جميع النقاط على الجبهة وهدأ القصف، وبعد أن هدأ القصف تم إنشاء المعسكر (معسكر التدريب).
وأذكر أيضًا قصة حدثت معي في الجبهة في المنطقة القريبة من بيتنا حيث كان يوجد كتيبة تابعة لتجمع أنصار الإسلام في المعضمية لا أذكر اسم الكتيبة لأنه كان يوجد تشكيلات عسكرية كثيرة وتغيير في الأسماء وانضمام وانشقاق، والاسم غائب عن بالي وكان قائدهم في وقتها يسمّونه "المفتي" وهو كان مدرّس تربية عسكرية في المدارس وله شعبية في المعضمية وكان قائدًا يعني كلامه لا يصبح اثنين (كلامه مُطاع) ويفهم ما يعمل ويوجد تحت يده مجموعة من قادة المجموعات، وأذكر عند مدرسة الإباء كنت ذاهبًا للتصوير وكانوا يقولون إنه يوجد جثث للنظام موجودة وذهبت لتصويرها وكان عليّ الخروج من المنزل الذي بجانب منزلنا وكان يوجد متاريس (مصدّات) وبراميل وسألني قائد المجموعة: ماذا تفعل؟ فقلت له: أنا ذاهب للتصوير، فقال: ماذا ستقول في الداخل؟ فقلت له: سأقول قتلى لعناصر النظام في مدينة داريا، فقال لي: لا تقل هذا الكلام وإنما تقول في مدينة المعضمية، فقلت: هذه داريا وليست المعضمية وأنت من المعضمية ولكن ممكن أن أقول أثناء تصدّي شباب معضمية الشام لمحاولة الاقتحام في مدينة داريا وفي وقتها رفض أن أصوّر وقال لقائد المجموعة: إذا دخل المصوّر تطلق عليه النار، وأنا عدت أدراجي وذهبت إلى المالية إلى مبنى القيادة ورأيت أبو عمر النقيب وقام بتهدئتي وسقاني القهوة وتكلم مع المفتي قائد شباب المعضمية وكان القائد يلقّب نفسه "ميماتي" (نسبة لأحد أبطال مسلسل "وادي الذئاب")، فتكلم معه وقال له: ممنوع أنت من دخول داريا لمدة ثلاثة أيام، يعني كان يوجد بعض التصرفات التي ممكن ذكرها، يعني حاسبوه ومنعوه من دخول داريا لمدة 3 أيام، طبعًا في ذلك الوقت.. وبعد أن هدأت الجبهات أو سأقول شيئًا آخر، أثناء ضرب الحواجز التي حدثت في داريا كان هناك فصيل مشارك الذي هو من معضمية الشام كان مشاركًا في العملية.
المجلس المحلي كانت مدة ولايته 3 شهور يعني كل ثلاثة شهور تحصل انتخابات وهذا قرار لجنة الحكماء وهو تأسس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2012 والمفترض أن تنتهي ولايته في 7 كانون الثاني/ يناير 2013 وحصل اجتماع وتم اتخاذ قرار التمديد لمدة شهر للمجلس المحلي ريثما تنتهي المعركة، وفي ذلك الوقت لم يعرف متى تنتهي المعركة وكان يوجد عدم رضا عن هذا القرار واتهامات لجماعة "الأكرمجية" بأنهم يريدون الاستيلاء على المجلس يعني جماعة عبد الأكرم السقا وكان يوجد أربعة أعضاء منهم في المجلس المحلي من جماعة عبد الأكرم السقا، طبعًا عبد الأكرم السقا معتقل في (سجن) صيدنايا وعلى الأغلب أنه استشهد، وفي وقتها كان يوجد عدم قبول لهذا القرار وكان يوجد اتهام للسيطرة على المجلس المحلي والنشاط الثوري في مدينة داريا، وكان يوجد أربعة أعضاء في المجلس المحلي من جماعة عبد الأكرم السقا وهم معتز مراد ومحمد شحادة وبشار معضماني ومحمد قريطم ولكن محمد قريطم استشهد قبل التمديد فكان يوجد فقط 3 أعضاء، وفي ذلك الوقت كان من ضمن الاتهامات أن هؤلاء أذكياء جدًا ويستطيعون المراوغة على كوادر الناشطين ويكونون هم قادتهم وهم لديهم التجارب الإدارية ونضال قديم وعندهم سماع للرأي الآخر أكثر وقبول للآخر، [وهم نفسهم] جماعة يحيى الشربجي وهم محسوبون على التيار "الضال" في المدينة وهو يُعتبر التيار المتنور ولكن يُتهمون بالضلالة يعني بشكل عام كان يوجد تحريض مشيخي ضدهم.
في بداية معركة داريا دخلت مجموعة من جبهة النصرة إلى المدينة من 20 شخصًا تقريبًا وقبل أن يتم إطباق الحصار على المدينة حيث كان النظام قد استولى على 10 بالمئة من الأماكن التنظيمية فقط، خرجت جبهة النصرة وانسحبت باتجاه الغوطة الغربية إلى خان الشيح في الوقت نفسه كانت تطلب الجبهات شبابًا وعناصر وكان لديهم نقص لأن النظرة العسكرية كانت تقول إن هذه المدينة سيتم محاصرتها وكان جماعة جبهة النصرة يفضّلون الخروج من المدينة وعدم البقاء، وممكن أن يكون هذا لعدم وجود اقتتال في الداخل.
[حول] عدنان مراد كان في مكتب الحراك السلمي وعندما كان يوجد تغطية واسعة للقصف والمعارك فكان مطلوبًا من بعض الناس التصوير وتم عرض الموضوع على مكتب الحراك السلمي، وعدنان مراد أبدى استعداده للتصوير تصويرًا حربيًا، وكان على الجبهة يضع كاميرا مثبتة على الحامل وينتظر لحظة دخول الدبابة إلى المدينة مرورًا من أمام الكاميرا حتى يصوّرها ولكنها في أول دخولها أطلقت قذيفة واستشهد.
في هذه الفترة كان يوجد كتيبة اسمها كتيبة شهداء داريا وكان يوجد كتيبة سعد بن أبي وقاص وكان يوجد مجموعة من كفرسوسة اسمهم كتيبة المقداد بن عمرو وهو اسم صحابي، لا أذكر إذا كان نفس الاسم، وكان يوجد من أبناء المعضمية كتيبة وهؤلاء الثلاثة الذين هم سعد بن أبي وقاص والمقداد بن عمرو وكتيبة المعضمية كانوا تابعين لتجمع أنصار الإسلام وكانت تقوى (تزداد قوةً) كتيبة شهداء داريا لأن العناصر في الكتيبة هم عناصر طلاب جوامع وليسوا سلفيين أو مؤدلجين وإنما مسلمون، يعني في مرحلة من المراحل كان يطلق عليهم "طيور الجنة" كان الاسم مأخوذًا من قناة "طيور الجنة" ويعني أنهم صغار وهم طلاب جامعة جميعهم ومتعلّمون ومثقّفون ولكن مسلمون ملتزمون ويوجد لديهم تقوى وورع وتحرّز بالدماء وكتيبة شهداء داريا كانت رسميًا بحسب قرار اللجنة يجب أن تكون جزءًا من المجلس المحلي وهو ما كان.
كان يوجد عناصر يتركون [كتيبة] سعد بن أبي وقاص ويذهبون باتجاه [كتيبة] شهداء داريا، وكان يوجد كتيبة الفيحاء التي ليست مع سعد بن أبي وقاص وفي الوقت نفسه لم تلتزم بشكل كامل مع كتيبة شهداء داريا بقيت وحدها ولكن عرضت أن تكون تابعة للمجلس للمكتب العسكري ولكن تبقى كما هي وفي وقتها المجلس العسكري لم يكن لديه مشكلة ولكن المهم ألا يكون هناك عدة أطراف وكلما قلّ الأطراف كلما كان أفضل، وبدأت تكبر كتيبة شهداء داريا وأصبح بها أبو نضال عليان لديه مجموعة وأصبحت كتيبة، وأبو سلمو أصبحت مجموعته كتيبة وأبو وائل (مؤيد حبيب - المحرر) الذي هو شهداء داريا أصبح كتيبة.
أبو سلمو كان في سعد بن أبي وقاص وانتقل.
كتيبة عبد القادر الصالح تشكّلت فيما بعد وكتيبة أسود التوحيد أظن يعني هم كانوا 5 كتائب وفيما بعد تشكلت [كتيبة] عبد القادر الصالح وأصبحوا 6 كتائب ثم توحّدوا كتيبتين وأصبح اسمهم كتيبة موحدة، ولكن هذا الأمر يتكلم عنه العسكري أفضل من المدني لأنه في داخلها ولكن في ذلك الوقت كتيبة شهداء داريا تكبر وبحاجة لتنظيم أكبر وتم اقتراح تشكيل لواء وتم تداول عدة أسماء وكان المجلس المحلي ضد تسميته بلواء شهداء الإسلام وكان يريد اسمًا وطنيًا مثل شهداء داريا ولكن كان الموضوع أن يُترك للعسكر حتى يسمّوا الاسم كما يريدون لأنه كان يوجد دائمًا ناس يحاولون وضع عصيّ بالعجلات بين المدني والعسكري وأن المجلس المحلي يتحكم بالعسكري وأنتم تموتون على الجبهات وهؤلاء في مكاتبهم، مع أن الشباب والمصوّرين يوجد الكثير منهم استشهد على الجبهات ولكن بسبب طبيعة الثقافة وقلة الوعي يكون أي شخص يحاول صنع فتنة ويكون الوضع مهيئًا بسبب الضغوط النفسية التي يتعرض لها الشخص، ولم يتدخل المجلس في تسمية اللواء وتمت تسميته بلواء شهداء الإسلام وانطلق بهذا الاسم وتم إعلان تأسيسه في المكتب الإعلامي للمجلس المحلي في مدينة داريا.
وهذا اللواء أخذ 80 بالمئة من جبهات داريا وبقيت كتيبة سعد بن أبي وقاص، ومقاتلو المعضمية انسحبوا إلى المعضمية لأنه كان يوجد جبهات مفتوحة لديهم حتى يغطوها على أوتستراد الأربعين، وفي وقتها كان يوجد مقاتلون من داريا ذهبوا إلى أوتستراد الأربعين للمناصرة وبقيت كتيبة المقداد التي كان قائدها أبو عامر كفرسوسة وكان 20 بالمئة من المقاتلين هم من كتيبة سعد بن أبي وقاص كان اسمها كتيبة ولكن عدد مقاتليها لم يتجاوزوا 20 شخصًا وكتيبة المقداد بقيادة أبو عامر كفرسوسة الذين كان عددهم بحدود 120 شخصًا، يعني تجمع أنصار الإسلام في داريا كان عدده 150 شخصًا ولواء شهداء الإسلام وصل عدده إلى 1000 شخص.
أحمد شحادة استشهد في الشهر الثالث أثناء معركة الفصول [الأربعة]، وأنا أظن في وقتها كنت راجعًا من تغطية إعلامية على إحدى جبهات الفصول الأربعة ووجدت الشباب ذاهبين لدفن أحمد شحادة، والذي فهمته أن أحمد كان ذاهبًا لجلب بعض الأغراض لمنزله وكان هو من الناشطين المميزين في المكتب الإغاثي وهو أحد أهم مؤسسي المكتب الإغاثي في مدينة داريا، وعندما استشهد تكلمت عنه الناطقة باسم الاتحاد الأوروبي، وكان استشهاده له وقع جدًا كبير وكان محبوبًا من الناس، يعني مقبول لدى الجميع وهو إنسان فهمان ومعه لغة (يتقن الإنجليزية) وبسيط ومتواضع ونشيط ولديه فكر وتنظيم.
مدير مكتب الخدمات هو المجلس المحلي في ذلك الوقت تأسس كان يوجد مكاتب غير فاعلة منها مكتب الخدمات، بسبب أن مكتب الخدمات الذي يريد أن يقوم بأعمال الترميم أو إزالة الأتربة والسواتر، وهذه تحتاج إلى آليات والمجلس لا يوجد معه نقود، كانت عملية هيكلة بدون وجود تمويل، يعني هيكلة نشاط ثوري ليس أكثر من ذلك، وفي الوقت نفسه كان التمويل موجودًا لدى العسكر من تجمع أنصار الإسلام ولكن المدني كان تمويله جدًا بسيطًا، ومكتب الخدمات كان المحسوبون على مكتب الخدمات هم ناس لديهم جرافات وآليات وعمل وهم معترفون بالدفاع عن البلد وعن المنازل والناس ولكنهم غير معترفين على الثورة بذاتها أو حتى لا تخطر ببالهم، ولكنهم هم ناس جيدون وشجعان ورأوا النظام يتقدم لأجل قتل الناس وعرفوا الخطة وأصبحوا يضعون سواتر وحدهم بدون أن يُطلب منهم ذلك، وفي وقتها كان يوجد شخص اسمه حامد البسرك كان هو مدير مكتب الخدمات وهو من الأشخاص النشيطين وهو صديقي وأعرفه، درس معي في نفس الصف، كانوا نشطين بشكل جدًا كبير وأصبح يدور على أصحاب الجرافات ومحلات صيانة الآليات لأجل إصلاح الآليات ومن أجل تفعيل مكتب الخدمات وبسبب شخصيته المميزة والمتواضعة والهمّة العالية التي لديه فكان مقبولًا لديهم وبالفعل كان هناك رحبة لأجل تصليح السيارات كان اسمها مكتب الخدمات، مثلًا يأتي عسكري من الجبهة لإصلاح سيارته ويأتي مدني ليتم إصلاح السيارة مجانًا، وكان يوجد مثلًا عملية تنظيم الماء للمنازل وكان يوجد مفتاح للماء أو عدّاد في الشوارع وكان يوجد مناطق تنقطع عنها المياه ولكن يوجد شبكة للمياه موجودة ضمن المدينة ومن يعرفها يستطيع أن يوصل المياه إلى الأحياء التي لا يصلها ماء، فكان مسؤولًا عنها مكتب الخدمات.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2019/08/22
الموضوع الرئیس
التعامل الأمني والعسكري لنظام الأسدالحراك في دارياكود الشهادة
SMI/OH/15-11/
أجرى المقابلة
إبراهيم الفوال
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
عسكري
المجال الزمني
2013
updatedAt
2024/10/14
المنطقة الجغرافية
محافظة ريف دمشق-معضمية الشاممحافظة ريف دمشق-مدينة دارياشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
جبهة النصرة
الجيش السوري الحر
الجيش العربي السوري - نظام
كتيبة الفيحاء في داريا
الاتحاد الأوروبي
عنب بلدي
لواء الفجر
كتيبة شهداء داريا
تجمع أنصار الإسلام
لواء شهداء الإسلام
المجلس المحلي لمدينة داريا
كتيبة سعد بن أبي وقاص - داريا
كتيبة الصحابي المقداد بن عمرو
لواء أنصار الإسلام - ريف دمشق