النشاط الطلابي في جامعة دمشق والمسيرات الإجبارية
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:09:04:02
ألقينا قصيدة في السنة الأولى في الأمسية، جاء الاستفتاء لبشار الأسد في عام 2007، وكان محمود الزعبي في اتحاد الطلبة، وكنت صديقه، فقال لي: يجب أن تلقي قصيدة في خيمة الاستفتاء. وفكرت بكلامه، فقلت له: حسناً. وكنت قد كتبت في ذلك اليوم قصيدة فيها [نوع من المراهقة]، ولا تتضمّن القصيدة فكرة موجّهة وواضحة، ولكن فيها شتائم موجّهة إلى حكام العرب، وذهبنا، وكان رئيس فرع حزب البعث فرح مطلق، وكان إنساناً جيداً، وكان من البعثيين القدماء، وكانت ابتسام صمادي تلقي شعراً، وصعدت حتى ألقي قصيدتي في الخيمة التي كانت أمام مدرّج الجامعة، وبدأت بالقصيدة، ومضت دقيقتان تقريباً، فأمسكني فرح مطلق من يدي، وأنزلني عن المنصة، وقال لي: اذهب قبل أن تخرب بيتنا وبيتك. وأحسست بنوع من التوازن في الموضوع، بمعنى أننا في النهاية استطعنا أن نقول شيئاً. طبعاً، غضب مني محمود في ذلك اليوم.
في الجامعة، في عام 2004، كان لديّ الكثير من الأصدقاء الأكراد، وفي أحد الأيام، كنت عند المكتبة أمام مقهى العائدي في السكن الجامعي، فرأيت سلار عند باب السكن الجامعي في الجهة اليسرى. وبعد أحداث القامشلي، كان هناك تدقيق على باب السكن الجامعي وباب الكليات وعلى باب السكن الجامعي من جنوب "الأوتوستراد" ومن المزة، فوضعوا مفرزة أمنية على باب الكلية، وأصبح الدخول بإبراز البطاقة الجامعية، وحتى إنهم أصبحوا يعتقلون الطلاب الأكراد بشكل كبير جداً (شباب وبنات)، وكنت أرى سلار وهو قادم، وكان الباب صغيراً، وقاموا بفتحه، أمّا باب دخول السيارات لم يكن مغلقاً بالكامل، وكي لا يدخل سلار من النقطة الأمنية الموجودة عند الباب الصغير، دخل من الباب المخصص للسيارات، وفجأة، أمسك به الحرس، ووضعوه على الأرض، وتمّ توجيه المسدس إلى رأسه، وأخذوه، ووضعوه في السيارة خلال ثوان، وذهبوا، وكان هذا المشهد أمامي، وكنت أشاهد صديقي سلار. وبعد 15 يوماً، رنّ هاتفي، وكان سلار، فقال: تعال لتأخذني. وسألته: أين أنت؟ فقال أمام فرع الجمارك، عند الهندسة المدنية، عند الدوار، وذهبت إلى هناك، وكنت خائفاً، فهناك شخص كان معتقلاً، وأنا ذاهب لآخذه، وكنت خائفاً، ولكنه صديقي في النهاية، ولا يمكنني أن أقول له: لا. كان أمراً صعباً جداً، ولكنني لو كنت أستطيع الهروب من ذلك الموقف لكنت فعلت، هذا ما شعرت به، ولكنني ذهبت، ووجدت سلار يجلس على الرصيف، كان منهكاً جداً، وحذاؤه مفتوح، وثيابه متسخة، ولحيته طويلة، وكان شعره ناعماً، ولكنه أصبح الآن مُشعّثاً ومتسخاً. فأخذت سيارة أجرة، وذهبنا إلى السكن الجامعي، وحتى أثناء الدخول إلى السكن الجامعي كنت خائفاً جداً؛ لأنني سأُدخل سلار الآن، ولكننا دخلنا إلى الغرفة، ربما كانت في الطابق الأول أو الثاني، لا أذكر الآن جيداً، أدخلته إلى الغرفة، وكان يريد الاستحمام، كان قد عُذّب كثيراً، وكان لون جسده أزرق، فكان هذا أيضاً من المواقف المؤثرة أو التي أثّرت لاحقاً في موقفي تجاه الثورة.
في استفتاء عام 2007، كنت أقوم بزيارة أصدقائي، وكنت قد استأجرت منزلاً خارج السكن الجامعي، ولكنني كنت عند أصدقائي في الوحدة الأولى، وفي ذلك اليوم. كانت هناك مسيرة، ولكنني لم أتوقع أنهم سيدخلون إلى السكن الجامعي، ويُنزلون كل الموجودين من أجل المشاركة في المسيرة. وفجأة، بدؤوا بالطرق على أبواب الحديد، وهم يقولون: انزلوا إلى المسيرة. وفعلاً، يجب أن ينزل الجميع رَغماً عنهم. وكانوا يقفون عند الباب، وكل من ينزل يعطونه قميصاً أبيض، رُسمت عليه صورة بشار الأسد، وكُتبت عليه كلمة انتشرت في ذلك الوقت هي: "منحبك". فنزلنا، وكنت ألبس "بيريه" و"جاكيت"، فكيف سألبس القميص الأبيض؟! ولكنني وضعته معي، وكان لي لحية، ولم يكونوا يدققون علي؛ لأني أبدو أكبر من عمري، وكنت أمشي، فعند الباب رأيت صديقتي حنان التي كانت في الوحدة السابعة، وكانت مع أصدقائها، وكانت بينهم بنت كردية- نسيت اسمها- و كانت تمسك بالقميص، ولا تريد أن تلبسه، ولكن عند الباب أجبروها على ارتدائه. فذهب الشباب، وبدؤوا الالتحاق بالمسيرة، وبقيت أنا والبنت الكردية نمشي باتجاه الجسر، أمام وزارة التعليم العالي، فتوقفنا على الجسر، وكنا ننظر إلى المسيرة أمامنا، وكان حشداً كبيراً وحقيقياً، وبصراحة، كان الطلاب متفاعلين، فعلى الرغم من إجبارهم على المشاركة إلا أنهم كانوا في حالة تفاعل، لم يقفوا كما لو أنهم لا علاقة لهم بالأمر، وكانوا يهتفون، وتوجد حيوية، فقد كان التجمع حيوياً ومتحركاً، ولا يبدو عليهم أنهم أشخاص منزعجون. وفي ذلك الوقت، كان هناك مشاعل، وكان اسمها مسيرة المشاعل، حيث خرجت المسيرة من أمام كلية الآداب، وتلتقي كل الكليات في ساحة الأمويين مع جميع المشاركين. وفي ذلك اليوم، قالت لي: ...... وشتمت أخته، فقلت لها: من هو؟ فقالت: هذا. وأشارت إلى صورة بشار الأسد على قميصها، وفوجئت بكلامها، فقلت لها: هل تتكلمين بشكل جدي؟ فقالت: طبعاً، كلام جدي. وكان هذا أيضاً أحد المواقف في الجامعة.
تعرفت في الجامعة أيضاً على شباب، بصراحة، أنا لم أكن أعرف أن لديهم مواقف معارضة، ولكنني لو كنت أعلم أنهم معارضون لكنت أخذت حذري قليلاً، وكان منهم: عمر مقداد، وأحمد بغدادي، ولم يكن لأحمد تاريخ معارض، أو تعرّض للاعتقال، ولكنه كان شخصاً متمرداً، عندما نسهر في جلساتنا الخاصة في الغرف كانوا يشتمون بشار الأسد بشكل عادي، وأصبح هذا الكلام يُقال أمامي. كنا (أنا وعدنان) نتكلم دائماً في الجامعة، ولكننا لم نشتم بشار الأسد، ولكن الأمر حدث معي لأول مرة، وانتقلنا إلى مرحلة الثقة فيما بيننا لأن نقول [كل شيء]، ونعبّر عن وجهات نظرنا، أو نشتم، أو نمتعض.
في السنة الأخيرة من الجامعة، افتتحت أنا وأخي الكبير شركة (مقهى إنترنت) مقابل السكن الجامعي، مقابل مخفر "كيوان"، وكان القبو لوالد صديقي، استأجرنا القبو، وكان في داخله حديقة ونافورة ماء، فأقمنا "كافي نت"، وأقمنا فيه أمسيات، وجاء الشباب: فادي جومر، ووائل سعدالدين، وأوس مبارك، وأحمد عزام، وأنا.، وأصبحنا نقيم هذه الفعاليات المسائية فيها. وبصراحة، كنا غير منتبهين إلى أنها ستكون ممنوعة، بمعنى أننا لم ننتبه إلى أنها قد تكون حالة يتمّ التركيز عليها إلى هذه الدرجة؛ لأننا في النهاية مجموعة شباب، أغلبهم كان يأتي، وقد أحضر كأسه معه، وكنا نلقي الشعر. وفي هذا المقهى، تعرّفت على الكثير من الشباب من المخيم، منهم: متولي أبو ناصر، وحكم النعيمي، ونوال شاهين، وسامر خروبي، وسلاف رشيد، وماهر أيوب، وثائر السهلي. بمعنى أنه أصبح لدي الكثير من الأصدقاء، وتعرفت على ماهر بركات، ولكن تمّ إغلاق محلي، وجاء إليّ شخص من الاتصالات، وكان يأتي كل شهر، وكنت أعطيه مبلغاً جيداً كرشوة، فقال لي: يا دكتور، اذهب، وأغلق محلك، هذا أفضل لك. وقال لي: إذا لم تغلق المحل سيتمّ أخذك[اعتقالك] من هنا.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2019/10/14
الموضوع الرئیس
مرحلة ما قبل الثورةكود الشهادة
SMI/OH/53-06/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2004/01/01
updatedAt
2024/05/06
المنطقة الجغرافية
محافظة دمشق-مخيم اليرموكمحافظة دمشق-مدينة دمشقشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
جامعة دمشق
حزب البعث العربي الاشتراكي
الاتحاد الوطني لطلبة سورية