في  شهر آب/ أغسطس 2012 عمليًا فشل مشروع توحيد التنسيقيتين تقريبًا، وكان هذا الكلام في رمضان، وأنا أقول: في رمضان لأنه بعدها مباشرة حدثت المجزرة، وعمليًا أصبح هناك خلاف، وأصبحت توجد محاولة لحل الموضوع، ولكن عمليًا المشروع كان واضحًا أن هناك أشخاصًا غير مستعدين لتنسيقية موحدة، وصفحة موحدة، وفريق واحد. سوف أعود إلى موضوع التنسيقية لاحقًا، ولكن أريد أن أتكلم أيضًا عن جهد ثان للتوحيد في داريا والمناخ العام في هذه الفترة أيضًا في صيف 2012.

بعد أن عدت إلى داريا حضرت أيضًا اجتماعًا بدعوة من شخص آخر للتنسيق بين الأشخاص الذين يعملون في الإغاثة، وفي وقتها الإغاثة كانت بشكل أساسي قسمين، يوجد قسم نحن كنا نقول عنهم: الحماصنة، والمقصود بهم الذين نزحوا من حمص في وقت [أحداث] بابا عمرو وما بعدها، وقسم جاء منهم إلى داريا، وكان يوجد احتفاء كبير بهم ومساعدة، والكثير من الناس أفرغوا منازلهم واستقبلوهم وأمنوا أغراضًا وفرشًا وطعامًا وما شابه، ومع الوقت أصبح هناك أكثر من لجنة تعمل على الموضوع، أحيانًا بشكل غير رسمي، مثل: لجنة الأحياء وما شابه، ويوجد بعض اللجان بدأت تنسق على مستوى داريا، ولا يوجد عندي فكرة بالضبط عن الأعداد والنشاط، ولم أكن مشاركًا فيه، ويوجد النوع الثاني من الإغاثة وهو إغاثة أهالي المعتقلين والشهداء، وكان يوجد أيضًا أكثر من جهة تعمل في الموضوع مرة باسم التنسيقية أو التنسيقيتين ومرة بشكل مستقل، وأحد الأشخاص كان يستخدم اسم أبو النور في وقتها دعا الى اجتماع من أجل أن نجلس، ونتحدث مع بعضنا، ومن الممكن أن ننسق، فاجتمعنا في جلسة وكنت أنا وشخص آخر من التنسيقية، وكان هو وأربعة أو خمسة أشخاص آخرين أغلبهم كانوا شبابًا صغارًا ولا أعرفهم، وكانوا يعملون في موضوع الإغاثة بشكل منفصل، و[بالنسبة] للموضوع كان كيف يمكننا التنسيق من دون أن تكون هناك ازدواجية وما شابه؟ فقلت له: أنا برأيي أن يكون الحل جذريًا وأن يكون لدينا صندوق مشترك للإغاثة، وكل شيء يأتي باسم إغاثة المعتقلين أو الشهداء يدخل فيه، وموضوع الحماصنة نتركه منفصلًا، والذي أذكره أنهم تفاجؤوا بالطرح، وربما يظنون أن الأمر أصعب من ذلك أو أنهم يفترضون أننا سنوافق على...، وفي الأصل في وقتها لم يطرح أحد موضوع التوحيد، وأنا افترضت أن الموضوع في النهاية يستهدف شريحة واضحة والمال الذي يأتي لا يأتي باسمي أو اسم فلان، وإنما يأتي من أجل مساعدة المتضررين، وفعلًا وافقوا في نفس الجلسة، وكان من المفترض أن نجلس مرة أخرى حتى نتفق على التفاصيل، وجلسنا مرة ثانية قريبة، وكتبنا في وقتها ورقة أنه يُلزم أي شخص مشارك في هذا التجمع- وفي وقتها سميناه التجمع الإغاثي- أي شخص مشارك في هذا التجمع يجب أن يبلغ أو أن يصرح عن أي مبلغ يستلمه على اسم المعتقلين والشهداء، ويصرف بالتوافق بين الأعضاء ووضعنا آلية معينة. وفعلًا هذا الكلام كان في شهر شباط في بداية شهر شباط/ فبراير 2012، يعني بعد أن عدت بفترة قريبة جدًا، وانطلق التجمع، واستمر هكذا إلى ما بعد المجزرة حتى تأسيس المجلس المحلي، وكان هذا برأيي من أنجح خطوات التنسيق، وعلى الأقل حصل تنسيق سريع، وكان يوجد تفاهم أكبر، وكان يوجد أثر ملموس، يعني أصبح هناك توحيد للمصادر، ويوجد توافق على طريقة التوزيع، وأصبح يوجد اتفاق على أن يكون هناك قطاعات في البلد، وكل شخص مسؤول عن شريحة معينة، فإلى حد كبير لا يخلو من بعض الخلافات الداخلية، ولكن كان الفريق ناجحًا، واستمر في العمل رغم الخلاف الذي حصل بعدها في التنسيقيات وما شابه، وأتذكر أنه على الأقل كان يوجد شيء من الاطمئنان والارتياح أنه كان إنجازًا جيدًا وناجحًا.

الفترة [الواقعة] بين شهر شباط/ فبراير  وبداية صيف 2012 كان تركيزها بشكل أساسي على التنسيق والتنظيم، وأنا كنت في محور هذا التنسيق على مستويات مختلفة مع الجيش الحر ومع التنسيقيات والمكاتب الإعلامية، بالإضافة إلى استمرار دوري في اللجان وفي مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق أيضًا، ولكن كنت هناك كعضو مجلس الإدارة في المجلس والتنسيق بشكل أساسي إعلامي.