الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

المشاركة في الدعم الطبي والإغاثي في مخيم اليرموك الفلسطيني

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:09:46:08

طبعاً، يجب أن أذكر موقف عدنان حمدان، وهو كان من أول المبادرين لزيارتي، وكان يريدني أن أخرج، وأن أعود إلى حياتي بشكل طبيعي، فقررت أن أترك المنزل، وفعلاً، أنهيت عقد إيجار منزل المخيم [اليرموك]، وذهبت. وكان هذا الرابط الوشائجي يشدنا دائماً، كان المحفّز وشائجياً قديماً، ونزعتي للإحساس بالأمان لم تكن قريبة، بمعنى أنها لم تكن من الأصدقاء في المخيم، رغم أنهم يحبونني وأحبهم، وإنما ذهبت باتجاه محمود الزعبي وأيهم عمارين (في السكن)، كنت أريد أن أذهب إلى سكن الدراسات؛ لأنهم أصدقائي في الأساس، ومن اللحظة الأولى لمجيئي إلى الشام كانوا أصدقائي، وكان منهم : حامد مقداد وأيهم عمارين وحسين جوابرة ومحمد قداح وأنس عبدو ومحمود الزعبي، فهؤلاء أصدقائي، فذهبت إلى سكن الدراسات في المزة، وجلست عندهم فترة، وفوجئت بأن حالة سكن الدراسات العليا في المزة هي حالة ثورة، يشاهدون الجزيرة، والصوت عالٍ، والشباب في حالة حراك ثوري خفي، رغم أن الطابق الثاني كان لطلاب الدراسات العليا في "حزب الله"، وكان طابقاً مغلقاً ومفروشاً بالسجاد، وهناك فرق كبير بينه وبين طوابق السوريين، رغم ذلك كله كانت الحالة واضحة، وهي الجنوح نحو الثورة.

أصبحت أذهب إلى المخيم قليلاً، وأرجع، وأتواصل مع صديقي -استشهد لاحقاً (ليس من المؤكد أنه استشُهد فهو مازال معتقلًا- الشاهد)- اسمه أيهم، واكتشفت أن أيهم للحظة يعمل في نقل الأدوية للمظاهرات، اسمه أيهم عمارين من نوى، كان يختصّ جراحة عظمية، فذهبت، وأمّنت له بعض الأدوية من المخيم (بعض القساطر البولية وأكياس الدم)، أمّنت له كمية، وأخذها بسيارته، كان معه سيارة والده، أخذ الأدوية باتجاه مناطق الجيدور في درعا الشمالية الغربية. وهذا كان أول تعامل مع الشباب في هذا العمل، كان محمد قداح وأنس عبدو طبيبي أسنان، كانا مع الثورة، ولكنهما يخافان، وكانا قلقين قليلاً، فقالوا لي: لدينا صديق، وهو طالب دكتوراه يمني، سنجعلك تسكن عنده في سكن الدراسات، وقالوا لي: إنه ثقة. ولكنهم يخافون، ولم يفتحوا موضوع الثورة مع أحد، وسكنت مع طالب الدكتوراه اليمني، كان دمثاً ولطيفاً جداً وملتزماً، يصلي كل صلاة في وقتها، وأفتح "اللابتوب"، وأتكلم عن الثورة، وهو يناقشني من ناحية أخرى، يقول لي: يا دكتور، هذا النظام سيستخدم القمع والقتل، ولن تنتهي الأمور هنا، وممكن أن يتدخل الجيش. هكذا كان يقول لي، وأنا أقول له: لا، في النهاية سينتهي خلال شهر أو شهرين. وكانت هذه هي النظرة العامة الموجودة لدينا. وفي أحد الأيام، قال لي: بعد أن جلست معه 15 يوماً، قال لي: عندي تبادل ثقافي مع حزب البعث، ولا تظن أنني مع الثورة اليمنية، وأنا أنصحك أن تأخذ أغراضك، وتذهب، ولكن أنا لم أعرف إذا كان شيعياً أو حوثياً، ولكن وصلت الرسالة، وقبّلته، وأخذت أغراضي، وذهبت، وسكنت عند فادي جومر في جديدة عرطوز.  

في تلك المرحلة، كنا ناشطين في تأمين الأدوية، مظاهرات، ولكن كل ذلك عبر وسطاء. وفي هذه الفترة، كنا في نهاية الشهر الخامس، فكان متولي يؤمّن لي القليل، وأنا أؤمّن القليل أيضاً، وأنا أعطيهم لشخص، وهو يسلمها إلى نقطة وهكذا، بمعنى أنني كنت حلقة وصل فقط.

عندما سكنت عند فادي بدأت المظاهرات في تلك الفترة في جديدة عرطوز، وهي منطقة المسيحيين بجانب مستشفى الكمال وبجانب الفرن، وهناك المنطقة الداخلية. كانت المظاهرات تخرج يوم الجمعة، وتصبح جديدة عرطوز مغلقة، وكنا أنا وفادي نسكن هناك، [كان بيت فادي قرب الفرن، والمظاهرات تخرج من عرطوز البلد - الشاهد] بمعنى أننا بين المنطقتين تماماً، حيث كانت هناك منطقة المسيحيين، ومنطقة فيها القليل من الدروز، ثم تأتي بعدها مناطق السنة، وكنا نسكن بجانبها، وجميع جيراننا دروز، وكانت جديدة عرطوز مغلقة يوم الجمعة. وبدأت حركة النزوح من حمص إلى مخيم اليرموك، وذهبت إلى مخيم اليرموك، وتعرفت على صبر درويش، وكنت أعرف ثائر السهلي، وقال لي متولي: صديقنا من السلمية قادم مع زوجته، ويجب أن نؤمّن له منزلاً. وفعلاً، بحثنا عن منزل، وأمّنا له منزلاً على امتداد شارع ثلاثين، كان طابقاً أرضياً، وتعرّفت على صبر وزوجته، وجاء صبر، وهو يحمل أدوات الثورة، ولا يريد أن يختبئ، كان هو و زوجته كذلك، وهي لا تقلّ عنه في ذلك الأمر، وكان ابنهم -نسيت اسمه- أيضاً كذلك، حيث حدثت له أكثر من مشكلة في المدرسة مع الطلاب من أجل الثورة.

استأجروا المنزل، وأصبح منزل صبر هو أحد المحطات للإيصال الإغاثي للمظاهرات في يوم الجمعة وللعوائل الحمصية في المخيم وللمظاهرات في يوم الجمعة في "القدم" و"العسالي" و"الحجر"، واللذان كانا مسؤولينً عن توصيلهم إلى "الحجر "و"القدم" و"العسالي" هما: ثائر السهلي وزوجة صبر، ونسيت اسم زوجته، رغم وجود عشرة بيننا في منزل صبر، حيث كانت تطبخ لنا، وكانت هي وثائر يوصلان المساعدات.

 كنا نعمل على الإيصال في المخيم، وتعرفت على أنس عمارة، وهو جبهة شعبية، ولكنه كان يعمل مع الشباب السوري الثائر، فتعرّفت عليه، وأقمنا نقاطاً إغاثية، وأذكر من المراكز محلاً للتجميل اسمه: "أريج للماكياج"، كان قد أعطانا الدور الثاني من المحل. كان هناك تعاطف كبير من أهالي المخيم، ولكن موقفهم هو الجنوح نحو الحياد، رغم أنهم يقدّمون لنا ما نريده من مقرات ومنازل لأهل حمص وأماكن ومستودعات؛ لنضع فيها الإغاثة والمواد الطبية، أو ليختبئ فيها أشخاص. كل هذه الأمور كانت بالنسبة لأهالي المخيم موجودة، وكان يساعدنا في هذا الأمر متولي أبو ناصر، وكان هناك تناقض لأن أبا حازم أخو متولي كان قيادة عامة مع أحمد جبريل، وكان أبو حازم يساعدنا جداً في تأمين الأماكن، أو يساعدنا عندما يمسكون بأحد ما يوم الجمعة على أطراف "المخيم" في المظاهرات أو في "الحجر" [الحجر الأسود] من شبابنا، كان يخرجهم إذا أمسكتهم القيادة العامة؛ لأن القيادة العامة كانت تتدخّل في "الحجر الأسود"، فكان أبو حازم يذهب، ويحضره. صحيح أن أبا حازم قيادة عامة مع أحمد جبريل، ولكن أبا حازم كان يعرف مقرّنا حيث يوجد صبر. وفي منزل والدة أبي حازم كانوا يخبئون صناديقاً مليئة بالأدوية.

وتعرّفت على دكتور في دير عطية، وهو كان يدرس دكتوراه علوم سياسية، وتعرفت على أبي محمد النبكي، كان من النبك، وكانوا يؤسسون للمجلس الثوري في القلمون، وفي ذلك الوقت، كانت كتائب النور قد بدأت في شهر آب وأيلول وتشرين الأول من عام 2011، وعندما بدأت كتائب النور بدأت في "فليطة"، وهي منطقة حدودية، ويوجد فيها سلاح في الأصل؛ لأنها مناطق تهريب، وكان الشباب، والدكتور أحمد (الدكتور حسين أحمد حسن - الشاهد) خصوصاً، قد التفتوا إلى أمر، وهو وجوب تنظيم الحالة في "القلمون" قبل أن تذهب إلى حالة فوضى سلاح. فكان هناك تخطيط أولي، كنا أنا ووائل سعد الدين وفادي جومر نجتمع عندهم، ويدور نقاش حول أمور كثيرة، وما يجب أن نفعله. وكان الدكتور أحمد حسن (حسين أحمد حسن) نفسه أحد الذين يقدمون الموارد المالية لتأمين الدعم الإغاثي والطبي للعائلات الحمصية في مخيم اليرموك وحتى للمظاهرات.

 بقينا نعمل في هذه الشبكة 3 شهور تقريباً في الإغاثة وتأمين الطبابة للمظاهرات في مركز مخيم اليرموك، وكنت أسكن في "الجديدة"، وكنت أتحرك، وأذهب وأعود ولا أثبت في مكان ما. وفي آخر 2011، استمرّت الحالة على وضعها، فالحالة مستمرة، وتوجد مظاهرات، ونحن نؤمن هذا الدور الذي نقوم به. وفي آخر شهر تشرين الثاني، انتقلت للسكن في "الصناعة" في "الحديقة 14" مقابل مسبح النضال، وسكنا أنا ووائل سعد الدين ونوار حديد وريم حديد، كان المنزل لهم، وقد أعطانا والدهم الدكتور حسن حديد هذا المنزل، تعرفنا عليه في دير عطية، وعرف وضعنا بأننا ملاحقون (أنا ووائل)، فأعطانا المنزل، وكانت ابنتاه تدرسان: كانت نوار تدرس طب الأسنان، وريم تدرس صيدلة، فكانوا يزوروننا.

هنا عرّفني أنس على الدكتور جلال نوفل، ذهبنا إلى عيادته في الحمراء، وزرناه مرتين، وقال لي الدكتور جلال: ماذا عن "المخيم"؟ فقال له أنس: أنا وعبد الله نعمل هناك. فقال: كيف وضع "المخيم"؟ فقلت: الوضع جيد. ولكننا لم نكن قد عملنا مع تنسيقية أطباء دمشق أبداً، فقال: أريد أن أرى الوضع في "المخيم". فأخذت الدكتور إلى منزل صبر، وتعرّف عليه، وتعرّف على متولي، وأخذته إلى مستودع أريج، وشاهد المكان الذي يمكننا أن نعمل فيه، وهنا عرّفني الدكتور جلال على الشباب، وفي المقطع التالي، نتحدث عن تنسيقية أطباء دمشق والعمل معها.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/10/14

الموضوع الرئیس

الدعم الإغاثيالدعم الطبي

كود الشهادة

SMI/OH/53-17/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

تموز- آب - أيلول 2011

updatedAt

2024/05/06

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-الصناعة (المنطقة الصناعية)محافظة ريف دمشق-دير عطيةمحافظة ريف دمشق-فليطة (مشرفة فليطة)محافظة دمشق-المزةمحافظة ريف دمشق-القلمونمحافظة دمشق-جنوب دمشقمحافظة دمشق-مخيم اليرموكمحافظة ريف دمشق-جديدة عرطوزمحافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

حزب الله اللبناني

حزب الله اللبناني

قناة الجزيرة

قناة الجزيرة

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة

حزب البعث العربي الاشتراكي

حزب البعث العربي الاشتراكي

كتائب النور - القلمون الشرقي

كتائب النور - القلمون الشرقي

تنسيقية أطباء دمشق

تنسيقية أطباء دمشق

المجلس الثوري في القلمون

المجلس الثوري في القلمون

القيادة العامة لجبهة تحرير فلسطين

القيادة العامة لجبهة تحرير فلسطين

الشهادات المرتبطة