الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

حادثة قصف القصر الجمهوري من داريا قبيل المجزرة الكبرى

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:13:22:01

ذكرت أن هناك كتيبة اسمها كتيبة الفيحاء التي كانت في غرب داريا، وهذه الكتيبة في فترة ما صارت تستقبل شبابًا من درعا، هل هم من كتيبة أخرى أو منشقون وبطريقة ما توجد علاقات، وتم تأمينهم هنا؟ [لكن] كانوا يقولون: إن هناك مجموعة من درعا، أنا لم أرهم ولكن في فترة رمضان وقبلها صاروا يتحدثون، وفي نفس الوقت في مرحلة معينة، صار هناك نوع من التنافس بين الكتيبتين، كانت هناك "كتيبة الفيحاء" و"كتيبة سعد"، وكل طرف أصبح يريد أن يزيد عدده، حتى لو كان ذلك بدون ضوابط. وأذكر أن أبا تيسير (حسن زيادة) في مرحلة كان يدّعي أنه لا يقبل أي شخص كان، وأن هناك شروطًا، وأن يكون لديه 100 شخص منظمين أفضل من ألف بدون تنظيم، ومع الوقت تبين أنه ليس لدية سلطة أن يقبل أو لا يقبل، فهناك شباب يتسلحون، ويعرضون الانضمام أو يبقون لوحدهم، ويحاول فيما بعد يحاول أن يضمهم، ولكن الذي تأكدت منه أنه في مرحلة معينة، أظن في شهر (حزيران/ يونيو) أو (تموز/ يوليو) و (آب/ أغسطس) من عام 2012، أصبح هناك تساهل كبير في الانضمام، وكأن كل طرف كان يريد أن يقوي عدده أن يزيد قوته وماشابه، وحتى أنه أحيانًا كان يُقال: إن فلانًا شخص معروف بسمعته السيئة أصبح مع الجيش الحر مع جماعة فلان، ولكن لماذا؟ فلا يوجد تبرير.

في تلك الفترة كانت كتيبة الفيحاء تستقبل الكثير من الأشخاص، ولا أظن أنهم أعضاء فيها، ولكنهم كانوا يأتون والبعض منهم قد يكونون منشقين.

 الذي قصف القصر الجمهوري من هذه الكتيبة، هم يقولون أبو مالك هو قائدها، ولا أعرف من هو بالضبط، وأنا لا أذكر التاريخ بالضبط، ولكن في بالي أنه كان بعد...، بين المجزرة والاقتحام الثاني الذي حصل في نوفمبر تشرين الثاني 2012، ولكن الضرب حصل وعلى الأغلب كان قبيل الاقتحام؛ لأن الكثير من الناس بين المزاح والجد يقولون: من أجل قذيفتين هاون على القصر الجمهوري هكذا سوف يحصل لنا، [على هذا الشكل] كانت تتداول هذه العبارة، وأذكر أنه لم يكن قبل المجزرة.

لكن إعلان تجمع "أنصار الشام" [أنصار الإسلام] كان في المنطقة الشرقية في داريا قبل المجزرة بأسبوعين في شهر رمضان، وأتصور أنه كان مؤشرًا وكانت علم أحمر بالنسبة للنظام، لأن هناك تنظيمًا يزداد، وحتى بالنسبة لجميع شباب داريا، سواء من الجيش الحر أو غيرهم بالنسبة لهم هذا الأمر كبير،بمعنى أنه يوجد 40 شخصًا تقريبًا أو أكثر مسلحون، وصوروا فيديو ونشروه، ويتكلمون عنها [هذه الحادثة] وكأنها حدث كبير، فأنا أقول أن هذه هي الأسباب التي قد تكون محتملة في موضوع المجزرة.

في العودة إلى تطور الأحداث، قبل المجزرة بيومين أو ثلاثة أيام -لست متأكدًا من التاريخ- ولكن كانت هناك طائرات مروحية تقوم بالقصف، أنا أذكر أنني كنت ذاهبًا لآخذ أغراضًا معينة، من جانب مستشفى ميداني موجود في مدرسة، في داريا، أو أنني ذهبت إلى المستشفى [أولًا] وخرجت حتى أجلب الأغراض، فكنت أقف حتى أنزل إلى مكتبة صديقي في نفس المنطقة في المنطقة القبلية في داريا الجنوبية، فكنت أفتح باب السيارة، وصديقي كان يقود السيارة، فسقطت طلقة بينما كنت أنزل قدمي من السيارة بفارق أقل من نصف متر، لا أعرف إذا كانوا يستهدفون أشخاصًا، أم أنه كان أمر عشوائي، ولكن يوجد الكثير من الأشخاص أصيبوا في تلك الأيام.

بشكل أساسي أصبح هناك قصف هاون في تلك المرحلة، في أكثر من منطقة في داريا، وحصل هناك شهداء وأضرار في المنازل والسيارات، ولكن حتى وقتها كان [الوضع أن] الجيش خارج داريا، هناك قصف ولا أعرف إذا كانت مروحية واحدة أو أكثر [تتطلق النار] ولكن كانت هناك مروحية، وحتى أننا قمنا بتصويرها، ففي وقتها كانت لدينا كاميرات "زوم 70" و "زوم 90 "، يعني كانت معدات التصوير تتحسن، وكنا نقوم بتصويرها، وكان هناك شخص يقوم برصد وقت خاص، وحتى إنني أذكر في تلك الأيام في وقت معين كنت أقوم بالتصوير… أو عفوًا كانت الطائرات الهليكوبتر (المروحية) تحوم، وهذا كان في شهر رمضان قبل المجزرة، في وقتها تحدثوا عن يوجد شيء اسمه الخط، يعني يوجد خط هاتف أرضي من قيادة الأركان العامة إلى الجبهة، يمر من داريا من الجزء الغربي من داريا، وكان قبل الثورة باب رزق للاستخبارات، فقد كان هناك دورية تراقب امتداد الخط لعدم تخريبه،[فاستغلتها المخابرات] كباب للرزق، بمعنى أي حركة عمار قريبة من هذا الخط تعتبر مخالفة، حتى لو كانت بعيدة 50 مترًا، وهم بسبب الفساد يضغطون... يعني بحجة الحفاظ على أمن هذا الخط [جعلوا] البناء ممنوعًا، فيضطر الشخص إلى دفع المال من أجل السماح له بالتعمير، فكان هذا الخط معروفًا، لكن في إحدى المرات تحدثوا أن هذا الخط ضُرب (تم قطعه بواسطة الجيش الحر) ولا أعرف إذا كان هذا الكلام صحيحًا، ولكن لاحقًا وبكل الأحوال كان يوجد خط بديل شمال طريق الأربعين بدؤوا يستخدمونه؛ لأن داريا أثناء الحصار سيطر عليها المسلحون بين قوسين.

فأذكر في هذا اليوم الذي حصل فيه -وكان في شهر رمضان- في اليوم الذي قالوا فيه قُطع الخط -أنا لا أعرف إذا كان هذا السبب حقيقي أو لا- حصل تحليق [للطائرات]، ودخلت قوة حتى تقوم بإصلاحه، فأنا حينها كنت أصور الهليوكوبتر (الطائرة المروحية) وكنت موجودًا في بيت في المنطقة الشرقية في بناء (يعني في الطرف الثاني من البلدة) وأقوم بالتصوير من مكان ضيق جدًا، من فتحة صغيرة، وكنت أفترض -بطريقة ما- أن سائق الطيارة ربما يراني -[كنا حينها] لانعرف القدرات الحقيقية للنظام- ونحن نفترض الأسوأ، وتفترض أن الطلقة قد تأتي إليك الآن أو ما شابه، ومع الوقت تكتشف أن الأمر ليس بهذه القدرات، ولكن الحقيقة كانت هكذا، فأنت تخاطر مخاطرة كبيرة.

أنا أذكر في عام 2011 عندما كنت في دمشق كان يقول لي أحد أصدقائي الذين كنت أنسق معه لمجلس قيادة الثورة، أن لديه صديق مهندس في المحافظة وأنها أحضرت المحافظة كاميرات مراقبة لتركيبها في جميع أنحاء دمشق لتمييز الوجوه. وأنا كنت أقول له: ما هذا الكلام؟! كان يقول: الكلام صحيح ويوجد تقنيات عالية، -أنا لا أعرف إذا أصبحت هناك كاميرات لدى النظام في ذلك الوقت- ولكنها لاحقًا باتت موجودة، أذكر في معهد الترجمة الذي كنت فيه في بداية عام 2011 كنت أداوم في المعهد، عندما بدأت المظاهرات تزداد قاموا خلال يومين أو ثلاثة أيام بتركيب كاميرات في جميع قاعات المعهد والممرات، وأصبح الطلاب ينبهون بعضهم [قائلين]: انتبه توجد كاميرات، وقسم يقول: إن هذه الكاميرات تلتقط الصوت، وقسم يقول: لا تلتقط الصوت، وحتى إنهم في إحدى المرات، استدعوا شخصًا إلى التحقيق من فرع الطلاب، لا أذكر اسمه، كان أحد الأسئلة هل قلت: الآن أصبح لديهم مال لوضع الكاميرات؟! حيث كان يعلق لأن هناك شيئًا ضروريًا غير موجود في المعهد، وكانوا يسألونه عن هذه العبارة، وهو قال: أنا لا أتكلم عن موضوع المراقبة، ولا أتكلم عن شيء خاطئ، ولكن بما أن المال متوفر يجب أن يتم إحضار معدات من أجل الترجمة، فالقصد أنك تضع افتراضًا بأن القدرات عالية جدًا، ولا تعرف وبما أنك لا تعرفها فأنت تضع أسوأ الاحتمالات.

قبيل المجزرة، كانت هناك إصابات وأضرار، وبعدها بدأ النظام يتقدم، ولا أذكر التاريخ، ولكن كان يوم الخميس 23 (آب/ أغسطس) توجد معالم في داريا كانوا يقولون: وصل (الجيش) إلى "مغسلة الوفاء"، وصل إلى "الدوار" وفي يوم الخميس كان عمليًا يحاصر المدينة، على الأقل من هذه الجهة الشرقية، ويتوغل أكثر في الطرقات الزراعية وفي طريق الشام (دمشق) الرئيسي، وكان القصف يزداد، وفي تلك الفترة كنت أتنقل بين بيتين، وفي الأصل كان مكاني الذي أقيم فيه عند صديقي أبي عمار الذي هو في المنطقة الشرقية، ولكنه أصبح قريبًا جدًا من الجيش، فتركناه -وحتى أهل صديقي تركوا البيت- وانتقلنا إلى مكان داخل المدينة. وفي أحد الأبنية قبل المجزرة بفترة شهر أو أكثر، كنا قد أحضرنا جهاز إنترنت فضائي -على سيرة الإنترنت- في إحدى المرات كنت أنسق مع صديق آخر في الجهة الثانية في الجهة الغربية أننا كنا نريد أن نضع الجهاز عنده، ولكن حتى يعمل فإنه يحتاج إلى صحن كبير قطره 180 سنتيمترًا وكان نادرًا جدًا، وكنت أسأله: هل تستطيع إحضاره ووضعه في منزلك؟ وكان منزله ومنزل أهله قريبين من بعضهما، وهي منطقة متطرفة (نائية) قليلًا، وكان يقول لي فيما بعد عندما ذهب ليسأل فإن صاحب المحل قال له: إن قياس 120 سنتيمتر يكفيك، ويستطيع أن يلقط كل الأقمار، وقال له: يجب أن يكون 180، فقال له صاحب المحل: أنت تريد قنوات... فسكتت، وقال: يظن أنني أريد أن ألقط قنوات إباحية أفضل من أن يعرف أنني أريد أن أحضر الإنترنت الفضائي للثورة.

 قمنا بتركيبه فيما بعد في مكان آخر داخل الأحياء السكنية، وصادف ذلك أن صديقنا كان موجودًا معنا في المكتب الإعلامي، هو لم يكن معنا ثم انضم، و تواصل معنا للمساعدة، أصبح يساعدنا في الأمور الإعلامية، وأخوه يسكن في نفس البناء في الطابق الأخير، يعني البناء للأهل أو جزء كبير منه لنفس العائلة، وأحد الإخوة يسكن في الطابق العلوي، فوافق أن يقوم بتركيبه في منزله، حينها قمنا بتركيبه على مراحل بدون أن نلفت النظر، ولم نكن نستخدمه، ولكنه موجود للاحتياط إذا قُطعت الاتصالات في عموم المنطقة، وكنا نفترض أن تحصل تطورات سريعة في دمشق، وأنه يجب أن يكون موجودًا لدينا.

كان لدينا جهاز آخر وهو جهاز لا يحتاج إلى صحن، وهو مثل حقيبة تفتحها، وتقوم بتوجيهها، أظن أن نوع الجهاز "دايركت" الذي لا يحتاج إلى صحن، أو قد يكون صحنه صغيرًا، تضعه بجانبك، ولكن الذي قمنا بتركيبه من قبل هو من نوع "آسترا" وكان يحتاج إلى صحن نظامي.

نحن ركبناه واختبرناه وجربناه، ولكننا لم نكن نستخدمه ولا يعرف في هذا الموضوع إلا شخصان (صاحب المنزل وأخوه) وحتى الأهل لا يعرفون.

لماذا ذكرت ذلك الآن؟ لأنه عندما بدأ الاقتحام أصبحت أذهب إلى هذا الشقة التي يوجد فيه الإنترنت الفضائي، لأن هذا المنزل بعيد عن الجيش في وقتها، ولأن فيه الإنترنت الفضائي، فإذا انقطعت الاتصالات نستخدمه.

الذي حصل في أحد الأيام في يوم الخميس الذي يسبق المجزرة بيومين، صار هناك قصف شديد على تلك المنطقة، لا أعرف إذا كان قصفًا مدفعيًا أو قصف هاون، ولكن حصل قصف كثير و في وقتها، لم يكن هناك طيران، و عندما قصفت الميغ (طائرة مقاتلة) في أول مرة كانت بعد المجزرة بشهر أو شهرين تقريبًا، و لكن صار هناك قصف كثير، و بطريقة ما شككنا بأنهم رصدوا الإنترنت الفضائي، وفعلًا كان هناك قصف في الحي نفسه، وفيما بعد تجمعنا (جميع الموجودين في البناء والبناء الذي بجانبه) تجمعنا في شقة، كانت النساء في شقة والرجال في شقة أخرى، و الموجودون من هذا البناء والبناء الذي بجانبه، و يوجد أشخاص تركوا بيوتهم وجاؤوا، وأنا والشاب الذي يوجد جهاز الإنترنت الفضائي في شقته كنا متوترين جدًا، ولا نعرف إذا كان هذا السبب، كنت تشعر بالمسؤولية فإذا حصل قصف على البناء سيموت أشخاص، وبنفس الوقت لم يعد هناك مجال، فإذا كانوا يعرفون حتى إذا قمت بفصله[لن تستفيد]، وأعتقد أننا قمنا بفصل الإنترنت الفضائي، فاستمر القصف لمدة ساعتين، والحمد لله لم تُقصف هاتان البنايتان، وكان القصف فقط في الشوارع، ولم يُصب أحد بشيء، ولكنني أذكر أن المرحلة كانت عصيبة جدًا، و فيما بعد كانت أحد التفسيرات أنه كان هناك مكان قريب من مسجد اسمه الخولاني على "الكورنيش القديم" والكورنيش هو الخط الفاصل بين المناطق السكنية وبداية المناطق الزراعية تقريبًا، وفي وقتهاكان الجيش في المناطق الزراعية، والجيش الحر متراجعًا إلى هذه المنطقة، والغالب أنه في وقتها كان هناك حضور كبير للجيش الحر بالقرب من جامع الخولاني، فحدث القصف في هذه المنطقة، وهذا هو السبب غالبًا، ولكن نحن لم نكن نعرف بهذا الشيء وكان هناك توتر كبير.

عندما نقول الجيش الحر في وقتها كانت هناك كتيبتان: "سعد بن أبي وقاص" و "كتيبة الفيحاء"، وكان هناك تنافس كبير بينهما، كانت هناك محاولات سابقة للتنسيق بينهما، ولم تنجح وحتى في الدفاع أو في صد الاقتحام، وبحسب علمي وأنا لست قريبًا من الوضع في وقتها، ولكن لم يكن هناك تنسيق حقيقي، وكان يوجد انتشار شبه -لا أريد أن أقول- عشوائي، ولكن مجموعة موجودة هنا، و مجموعة موجودة هناك، يعني يوجد قدر معين من التنسيق، ولكن لا توجد قيادة مركزية تقوم بالتوجيه والتحديث.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/08/28

الموضوع الرئیس

المواجهات مع قوات النظام

كود الشهادة

SMI/OH/34-27/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

حزيران - تموز- آب 2012

updatedAt

2024/03/16

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-مدينة داريا

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

كتيبة الفيحاء في داريا 

كتيبة الفيحاء في داريا 

تجمع أنصار الإسلام

تجمع أنصار الإسلام

كتيبة سعد بن أبي وقاص - داريا

كتيبة سعد بن أبي وقاص - داريا

الشهادات المرتبطة