الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

العودة إلى الميادين واستشهاد وإصابة عدد من الأصدقاء في معركة كتيبة المدفعية

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:09:19:19

نزلت إلى الميادين، [لكن] بداية نزلت إلى أهلي في الرقة، وأنا هناك [كانت قد] ابتدأت معركة المدفعية، [وفي] أول يوم لها أو اليوم الثاني للمعركة استُشهد سامر [فاكوش] (استُشهد سامر فاكوش في 1 تشرين الثاني/ نوفمبر 2012 - المحرر) ولم أحتمل أن يُستشهد وأنا بعيد، فنزلت إلى الميادين والمعركة دائرة، ولكن الطريق أخف [أسهل] من قبل بكثير وغالب المدن أصبحت محررة، وسامر -رحمه الله- هو من الشخصيات الذين أعتبرهم رمزًا خاصًّا بالنسبة لي في الثورة، فهو من أول الناس الذين دعوني لمظاهرات الميادين، وأنا كنت بعيدًا عن جو الميادين بحكم كنت في الخارج -في بيروت-، [وكان] من أول الناس الذين دعوني لعمل عسكري في الميادين، وهو من الشباب الذين كنت ألمس أن لديهم صدقًا لا ألمسه عند غيرهم، وحين استُشهد… وهو قبل الثورة شخص إمكاناته (حالته) المادية جيدة [لكن] حين استُشهد كان بائعًا أملاكه وعليه دين.

أبو محمد سامر رحمه الله كان أحد المنسقين للمظاهرة التي تكلمت عنها من دقائق، وأذكر [أن] لديه موقفًا طريفًا قبل أن تتحرر الميادين وتبدأ المعارك؛ كنا نريد أن نجلس في المقهى، وهو ليس لديه عادة الجلوس فيها، ونريد لعب الورق وليس لديه هذه العادة، فعرفت أنَّ سامرًا يجهز للهجوم على [مبنى] الحزب الجديد، [في مكان] قريب من النهر، فأنا جلست أحاول أن أقنعه ألا يقوم بهذا الشيء، والعمل العسكري لن يأتي بنتيجة، فقال لي: أنا مللت، وإذا لم أرَ أي شيء مقابل أن يعطيني حق ثأري فلا أريد [ذلك العمل]، أنت تظاهر واكتب الذي تريده، [أما أنا فلقد] تركت كل العمل المدني وأنا أريد أن أقاتل.

استشهاد سامر هي لحظة فارقة بالنسبة لي وللشباب في محيطنا، لأن سامر هو الشخص الذي نأتي لنسأله ما الذي يجب أن نفعله؟ النظام تقدم هل يوجد اقتحام أم لا؟ وماذا سيحدث [تبعًا لذلك؟] وخلال تلك الفترات التي نزلتها إلى الميادين، أرى سامرًا خارج المعركة، [وهذا] صحيح، لكن هو يخرجني معه على الطريزينة (وسيلة نقل محلية لها 3 عجلات) ويخرج يوزع إغاثة، فكان عندي حب لتلك الشخصية، أنَّك أنت كيف تستطيع أن تقاتل في معركة عسكرية، وبعد ساعتين [أو] 3 أو ثاني يوم تضع شوالات (أكياس كبيرة) رز وعدس وتوزعها على العائلات المتبقية في الميادين؟! فكنت أنظر لهذه الشخصية على أنها حالة جميلة، طبعًا هو -رحمه الله- استُشهد على أسوار [كتيبة] المدفعية -ضربه قناص هنا (في رأسه بين حاجبيه) (في خدّه الأيسر - المحرر)- كان (سامر) رامي آر بي جي وخرج ليضرب المدرعة فضربه القناص.

يوجد الكثير من الشباب ذهبوا (استُشهدوا) بأخطاء، وبحسب معرفتي [أنها] ناتجة أنَّ هؤلاء ليسوا عسكريين مثل سامر، الذي كان لديه محل بيع دهان ودهّان، وأموره المالية مستورة (تكفي حاجة أهله)، لم يخطر في بالي أو في باله في يوم من الأيام أن سامرًا سيكون مقاتلًا، والضربة الثانية التي كانت موجعة بالنسبة لي أنَّ المجموعة المتبقية مع سامر وكلهم أصدقائي في خندق واحد، وهم [كانوا] عند المدفعية فنزل هاون -و[هم] مجموعة [من] 23 شابًّا-، فاستُشهد منهم 4 وأُصيب 19 والإصابات متنوعة، ودخلت إلى المستشفى -اسمها نوري سعيد في الميادين- فوجدت المنظر مرعب! ناس هنا وناس هناك والدماء في كل مكان، والناس تصرخ من الألم وناس تصرخ نريد دماء، لا أعلم ماذا يمكنني أن أفعل أبدًا؟!  فقط أريد أن أرى شابَّين، [وأنا] أريد أن أطمئن عن الجميع ولكن هذين الشابين ليس لدي [أي] خبر عنهم، ووجدت واحدًا من الشباب -مهند وهو نفسه العسكري الذي كان في المخابرات الجوية- وخضنا نقاشًا مع مهند على مستويين، المستوى الأول متى ستنشق؟ والمستوى الثاني أنه عندما انشق كنت أحاول إقناعه ألا ينخرط بقتال، [أقول له] يكفي أن لا تقتلنا في المظاهرات، ويكفي ألا تشارك في أعمال عسكرية ضد المدنيين.

رآني مهند وكانت إصابته قوية (بالغة) جدًّا، [كان] مصاب بقدميه الـ 2، ورجله اليسار فيها تفتت 6 سم من العظم، ورجله اليمين فيها قطع في الأوتار، ورفع رأسه مهند وقال لي: أتيت يا كلب أتيت يا حقير؟! أغصان زيتون أليس كذلك؟! نريد أن نقاومه بصدور عارية؟! أنا كنت دومًا أستشهد له بالثورة الفلسطينية والنضال السلمي للثورة الفلسطينية وهو مصاب ومن دقائق [كانوا] مُخرجيه من غرفة العمليات، ويقول لي: محمود درويش أليس كذلك يا حقير؟! وأغصان زيتون؟! -المستشفى كلها جيش حر والمصابون كلهم مقاتلون-، فرفع رأسه وقال: هذا الـكلب لا يحب الجيش الحر، وأنا أقول لهم افهموا موقفي أنا أكيد ليس هذا قصدي، والشاب مصاب (ولا يعرف بماذا يتحدث) وأنا أقول القصة الآن وأضحك، وفي وقتها أضحك وأبكي على مهند وحسين وأبي عذاب، هو مشهد لم نألفه أبدًا، لكن مع الأسف اليوم ألفناه، لكن هو مشهد غير طبيعي، أقصد أن الوقعة الأولى هي أمر صعب للغاية.

حسين كانت إصابته في يديه؛ اليسار واليمين، ولديه إصابة في قدمه، ولكنها أخف من يده، وأبو عذاب مصاب برجلتيه الـ2 لدرجة أنَّه لا يتحرك، وهناك شاب اسمه الحارث -استُشهد تقبله الله- كانت إصابته خفيفة جدًّا وهو من الناس التي كانت تسعف، وعلى ما يبدو [إصابته كانت في] الوريد وإصابته في رجله، ففجأة الشاب استُشهد وكأنَّه صفي دمه في وقتها، وهذا الشاب واضح عليه أنه ابن آخرة (سيموت شهيدًا) وواضح على ما يبدو أنَّه ابن آخرة -تقبله الله شهيدًا-.

 في تلك الأثناء لم يكن يوجد أحد من أهلي في الميادين أبدًا.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/05/25

الموضوع الرئیس

المواجهات مع قوات النظام

كود الشهادة

SMI/OH/79-16/

أجرى المقابلة

بدر طالب

مكان المقابلة

الباب

التصنيف

مدني

المجال الزمني

1 تشرين الثاني/ نوفمبر 2012

updatedAt

2024/08/27

المنطقة الجغرافية

محافظة دير الزور-منطقة الميادينمحافظة دير الزور-مدينة الميادين

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

الجيش السوري الحر

الجيش السوري الحر

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

كتيبة المدفعية - الميادين - نظام

كتيبة المدفعية - الميادين - نظام

الشهادات المرتبطة