الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

المضايقة الأمنية خلال محاولة تصوير عناصر الأمن في الرقة

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:11:30:07

أول مرة كانت أحاديث سياسية عن كل شيء؛ عن الربيع العربي، وعن حراك ثورات الربيع العربي، وبعدها صار تخطيط لمظاهرة في شهر نيسان، وكنَّا أنا وخولة مجهزين نفسنا للخروج في المظاهرة، فطلب أحد الشباب ما تطلع النساء بحسب كلامه، فقلنا له: نحن سوف نخرج وأنت ما تملي علينا خروجنا أو عدم خروجنا. وقال: عندما تخرجون نحن سوف تلبكونا (ننشغل بكم). فقلنا له: أنت لن تمسكنا من يدنا حتى تتوتر، ولسنا أطفالًا لتنشغل بنا. فقال: يوجد أمن. فقلنا له: نحن مسؤولون عن أنفسنا. فقال إذا سوف تخرجون أنا لن أخرج. فقلنا له: إذ اصنع لنا القهوة حتى نعود. ونحن خرجنا في المظاهرة وأذكر أن العدد كان جيدًا في المظاهرة؛ لأن أهل المحلات في الشارع كانوا يساعدون رغم أن الأمن كان موجودًا في شارع الوادي، ونحن خرجنا بالمظاهرة من تقاطع شارع 23 شباط نزولًا بشارع الوادي، ونزلنا في هذا الشارع، وخرج أول شخص بصوت، وبدأ الناس يخرجون إلى أبواب المحلات، وأصبح العدد يكبر شيئًا فشيئًا، وبعدها جاء الأمن وصار يفرق الناس، والناس فتحوا محلاتهم ودخل المتظاهرون إلى المحلات، وكانوا يدعون أنهم يريدون الشراء، وأكثرها كانت محلات هواتف أو كهربائيات، وفعلًا الناس كانوا متعاونين ومساعدين لبعضهم كثيرًا، وكانوا يدَّعون الشراء من المحلات، وهناك من دخل إلى المنازل وخبَّؤوه، وفي هذه المظاهرة تحديدًا أتذكر أنَّ الناس ساعدوا بعضهم وأخفوا المتظاهرين، وعندما عدنا إلى المرسم بدأنا نتأكد أفيما اذا اعتقل الأمن أحدا، وأخذنا نتواصل مع المحلات، ونحن تأكدنا أن الأمن ما قدر يأخذ أي واحد من هذه المظاهرة.

نحن كنا سعيدين وهتفنا ودخلنا بين المتظاهرين أنا وخولة، وكنا نمسك بيد بعضنا حتى ما نضيِّع بعضنا؛ يعني إذا رحنا نروح سوا (إذا اعتُقِلنا نُعتقل معًا) وإذا بقينا نرجع سوا (وإذا عدنا نعودُ معًا)، وعدنا -ونحن فرحون كثيرًا- إلى المرسم. وطبعًا خليل ما كان يقدر يخرج معنا في التظاهرات، لأنه ما يقدر يركض؛ لأن رِجله مصابة بسبب الاعتقال، لذلك لم يكن يشارك في التظاهرات، ولكن يبعث زوجته؛ يعني خليل كان حالة مختلفة جدًّا، ولا يعترض على أي شيء هي تريده، والمسألة ليست يعطيها موافقة أو عدم موافقة؛ لأن علاقتهم كانت مختلفة.

رجعنا إلى المرسم وشربنا قهوة، وتحدثنا، وكنا فرحين، وبعدها تمنينا لبعضنا مظاهرة أفضل، وذهبنا إلى منازلنا.

في هذه المظاهرة لم يقترب أحد منا، لماذا أقول كنا سعيدين، لأن الناس تفاعلوا ونجحنا فيها، وأعطتنا دفعة أنه يمكنها النجاح أكثر في المرات اللاحقة إذا كان التنظيم والحشد لها [أفضل]، ولكن الناس كانوا لا يزالون خائفين وما نقدر نحشد على العام، وما نقدر نحكي بشكل صريح، وما نقدر نقول شيئًا لأي أحد، وكنا نتحدث بين بعضنا أنه يوجد عرس في الساعة الفلانية. بعدها صار يوجد مظاهرات طيارة دائمًا، كنا نلتقي في أي مكان، وكنا نركز على الأحداث التي تحصل في باقي المحافظات في حمص أو درعا.

في شهر نيسان كان يوجد تخطيط لمظاهرة في تقاطع شارع تل أبيض مع شارع الأماسي، وأنا جئت إلى مكان المظاهرة، فوجدت الأمن موزَّعًا بشكل رهيب معبِّي (منتشر في) التقاطع وموزَّعًا على الأربعة زوايا، وسيارات الأمن "الستيشن" مع سيارات "اللاندنروفر" كلها متوقفة، فقمت برفع تلفوني كنت أريد تصوير الأمن للناس، وبدأت بالتصوير وكنت أدَّعي أنني أتحدث على الهاتف، ولكنني كنت أقوم بالتصوير، وجاءني شخص وقال لي: هاتي الهاتف وأنا أغلقت الهاتف ووضعته في حقيبتي أو في يدي، وعندما بدأ يتحدث معي بدأت أصرخ عليه وأقول: ماذا تريد مني؟ ثم وضعت الهاتف في جيب البنطال من الخلف، وجاء رئيس الدورية إليه وسأله: ماذا يحصل؟ فقال: إنها كانت تقوم بالتصوير يا سيدي، فقلت له: ما كنت أصور، فقال: لا، كنت تصوِّرين، فقلت له: هذا جوَّالي، وقال: هل يمكنني أخذ الهاتف، فقلت له: إن الهاتف فيه أشياء خاصة وفيه صوري وأنا محجَّبة،فقال: افتحي الهاتف أمامك وأنت موجودة. وطبعًا العنصر عندما جاء قلت له: لا تفعل شيئًا، لأنني سأجمع كل الناس الموجودين عليك؛ لأنهم جميعهم من أقاربي عندهم محلات، وأخذ يصرخ علي وأنا أيضًا صرخت، وطبعًا الناس الموجودون انتبهوا وبدؤوا يشاهدون واجتمعوا، ثم وصل الخبر إلى أهلي؛ يعني أنا قبل أن أصل إلى بيت أهلي كانوا مستنفرين ويظنون أن الأمن اعتقلني.

أنا فتحت الحقيبة ورميت ما بداخلها في الشارع وأخرج الهاتف منها وأنا كان عندي هاتفان وأخذ الهاتف وفتحت الإستديو، ووجد بعض الصور فلم يجد شيئًا [آخر] فقال: يا سيدي ليس هذا هو الهاتف الذي كانت تصور به، ويوجد هاتف ثانٍ، فقلت له: لا يوجد عندي إلا هاتف واحد، وقلت له: هل تعتقد أنه يوجد أحد في الرقة لديه هاتفان؟ وأنا مدرسة كيف سوف أحمل هاتفين؟ فقال لي: اذهبي إلى البيت وأخذت أغراضي وذهبت إلى البيت، ولكن كل الناس شاهدوني وعرفوني وأكيد المخبرون يعرفون، وأنا لم أذهب إلى البيت، ولكن ركبت في تكسي وذهبت إلى بيت راشد الصطوف حتى أعطيهم مقطع الفيديو، هو كان مشارك، وكنا مجموعات مجموعات، وأنا أعرف راشد الصطوف وذهبت إلى بيت راشد الموجود بجانب النهر. وقالوا لي: لا تنامي اليوم في البيت. فقلت لهم: ما أقدر؛ فأهلي سوف يقلقون أكثر، وسوف تكون هذه نقطة وأؤكد على نفسي علي. وقلت لهم: سأرسل لكم المقطع وأمحوه وأرجع للبيت، وفعلًا رجعت الساعة 10:30 وأهلي سألوني: ماذا حصل في شارع تل أبيض؟ وقالوا: إن الأمن اعتقل منى فقلت لهم: ما اعتقلني الأمن، ولكنني كنت أريد الاتصال بكم إذا كنتم تحتاجون شيء من السوق قبل أن أرجع إلى البيت ثم جاء الأمن؛ لأنه كان يعتقد أنني أقوم بالتصوير وأحد إخوتي سألني: يعني أنت لم تقومي بالتصوير؟ فقلت لهم: لا، لم أقم بالتصوير، وهذا هو هاتفي. وطبعًا أنا لم أكن أريد أن تحصل مشكلة مع أهلي؛ لأنه طبيعي سوف يخافون علي.

الساعة 11:00 ليلًا طُرِق البابُ، وجاء محمود جبرائيل -وهو عنصر بالأمن العسكري- وسأل عني، وهو يعرفنا؛ لأنه كان أيام الدراسة صديق أخي عامر رحمه الله، ودرسوا سوا (معًا)، وكانوا أصدقاء، وقال لي: يا منى بُكرا (غدًا) تعالي إلى الفرع فقط يوجد استجواب عادي، فقلت له: أنا ما أروح إلى الفرع، فقال: عادي أنا موجود، فقلت له: تعال واسألني هنا في البيت ماذا تريد مني؟ فقال: لا يمكنني وهناك موجود رئيس الفرع، فقلت له: أنا لن أذهب وإذا أردتم اعتقالي تعالوا واعتقلوني، وأنتم تعرفون مدرستي ومنزلي، أمَّا أن أروح بنفسي إلى الفرع لا يناسبني. فقال: حسنًا، أنتِ كنتِ بشارع تل أبيض؟ فقلت له: نعم. فقال: ماذا كنت تفعلين؟ فقلت له: لم تعطونا تعليمات بالشوارع المسموح المرور بها، وأنا عندي دروس كل يوم، وهذا طريقي من شارع تل أبيض، وهو أمر طبيعي. فقال: ولكن كان يوجد تحديد مظاهرة في هذه النقطة، فقلت له: ما عندي علم، وقال: أنت كنت تصورين، فقلت له: هذا ما قاله الأمن وأمَّا ما قلته أنا فهذا غير صحيح، ورئيس الدورية قام بتفتيش الهاتف، فقال لي: كان معك هاتفان. فقلت له: هذا الكلام غير صحيح؛ أنا ما عندي جوَّالان (هاتف خلوي)، أنا عندي هاتف واحد فقط، فقال: يعني أنك لم تصوري؟ فقلت له: لا، وقال: وما كان عندك نية بالمشاركة في المظاهرة؟ فقلت له: أنتم ماشون على مبدأ "إنَّما الأعمال بالنيَّات" (هل تريد محاسبتي على نيتي؟)، وهو بدأ يضحك، وقلت له: بالأساس المظاهرة ما خرجت يا أخي، ارحمني!

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/02/10

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي في الرقة

كود الشهادة

SMI/OH/145-04/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

نيسان 2011

updatedAt

2024/03/21

المنطقة الجغرافية

محافظة الرقة-مدينة الرقة

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

فرع الأمن العسكري في الرقة

فرع الأمن العسكري في الرقة

الشهادات المرتبطة