الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تظاهرة خلال صلاة عيد الأضحى التي حضرها الأسد في الرقة

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:14:17:14

صلاة العيد رهيبة (صلاة عيد الأضحى في 6 تشرين الثاني/ نوفمبر 2012 - المحرر)، خططنا. وكان يوجد دعوة للمظاهرات بشكل عام ويجب علينا الخروج، لأن الكلب (تقصد الشاهدة بشار الأسد - المحرر) سوف يأتي إلى الرقة، تداعت الأخبار وقتها، والدكتور إسماعيل الحامض هو الذي قال [ذلك]، والجامع الذي سوف يصلي فيه قريب من بيت الدكتور إسماعيل الحامض، وأنا لا أعرف كيف وصل الخبر، والناس صاروا يقولون لبعضهم: إن [بشار الأسد] سوف يأتي، حتى يستميل [النَّاس]، ويقول: هذه المدينة هي لي، ولن تخرج عن شوري، وخصوصًا أن الانقسام العشائري [لا يزال قائمًا]؛ يعني كان لا يزال أعضاء مجلس الشعب من شيوخ العشائر وموجودين، ويوجد أكثر من واحد في مجلس الشعب من خلفية عشائرية، ونحن خططنا للخروج في مظاهرة، وذهبنا إلى المكان الذي قالوا عنه، وما زال الجو معتمًا، وذهب الناس إلى الجامع الذي خرجت فيه مظاهرة، وطبعًا هذه كانت مخاطرة، وبشار عندما خرج هو خرج من الباب الخلفي؛ لأن الشباب خرجوا في مظاهرة، ولكن الأمن كان عدده كثيرًا، وأكثر المصلين كانوا من الأمن، ومن وجوه العشائر والناس الذين كانوا معه في الصلاة، والمظاهرة لم تستمر طويلًا.

أنا ذهبت أول مرة إلى رميلة ولم أجد أحدًا، وتركت اللافتة تحت العباءة، وفي يومها التقيت مع أبو جبل عند الجامع وقال لي: لا يوجد شيء، ثم قالوا لي: في حارة البدو سنخرج، وذهبت إلى حارة البدو، وذهب معي شاب، ورحنا أنا وريم العجاجي، ورنا بنت الأستاذ إبراهيم الخليل، وبعض الصبايا لا أذكر أسماءهن؛ لأنِّي أول مرة أراهن، وخرجنا في المظاهرة، وكنا قليلين جدًّا في هذه المظاهرة، وبدأ يخرج الناس علينا، ويضربوننا بالحجارة وصاروا يسبُّون علينا كالعادة بكلمات وسخة، وكانت الحجر حجرا (كبيرة)، فأنا رفعت العباءة وصرنا نركض، وبيجامتي حمراء، ولما نزل الفيديو باليوتيوب الكل يقول لي: منى بيجامتك الحمراء واضحة، و[الشاب] نور –الله يرحمه- اعتقلته "داعش" [فيما بعد] هو الذي صوَّر هذه المظاهرة وهو كان في تنسيقية الرقة وكنا نخبره أننا سوف نخرج ويأتي شخص إعلامي للتصوير، ويمكن كان مهمًّا أكثر من الشيء الذي فعلناه أن نوثق الشيء الذي حدث، وربما ضاعت أنشطة كثيرة بسبب عدم التوثيق أو عدم خبرتنا في التوثيق سواء على مستوى الشهداء أو على مستوى المعتقلين أو على مستوى كل الأعمال التي حصلت وفعلها الناس، وضاعت ذاكرة كثيرة من الثورة السورية.

هذا الشيء أنا فكرت به لما صدر فيلم "من أجل سما" For Sama، كم كان جميلًا ومؤثِّرًا ومعبِّرًا! ولو كل الناس فكروا بنفس الطريقة كان يمكن أن نختصر على أنفسنا طريقًا ودمًا كثير في الثورة السورية، وما كان عندنا منهجية التوثيق أو منهجية كيفية إخبار العالم بأي طريقة بالشيء الذي صار.

خرجنا وصوَّرَنا الشاب -الله يرحمه- وهربنا من الناس وأنا دخلت إلى بناء ثم خرجت منه؛ لأنني خفت ثم دخلت إلى الحديقة البيضاء، وخلعت عباءتي وجلست بالبيجامة في الحديقة بشكل عادي، مع أن الأمر ليس عاديًّا، لأنه نهار عيد والذي ينظر إلي يحسب [أنِّي] أواعد شخصًا، وهذا خير لي من أن يأخذني الأمن، واتصلت مع ريم وكانت عالقة على سطح بناء؛ لأنها لا تعرف أحدًا في البناء، ولم تتمكّن من النزول، لأنها كانت تسمع اللَّغط والكلام [من قِبل أهل البناية]، وأن هؤلاء الذين يريدون تخريب البلد، فلم تتجرأ على النزول، فقلت لها: أخبريني أين هو هذا البناء حتى نأتي إليك؟ فقالت: لا أستطيع الكلام حتى لا يسمعوا صوتي وقد يرموني من فوق البناء. قلت لها: ماذا نفعل؟ قالت: اذهبوا إلى بيتكم حتى ينشغل هؤلاء الموجودون، لأننا في فترة عيد والناس سينشغلون بأولادهم، ومازال الوقت صباحًا، ذهبت إلى البيت، وجاءت بقية البنات إلي، وقعدنا وشربنا القهوة، ثم جاءت ريم، وأهلي عرفوا أنني كنت في مظاهرة، لا مشكلة، وخاصة إذا انتهت المظاهرة على خير، وقالت لي أمي -رحمها الله-: الله يحميكن إن شاء الله يا بنتي، وهي كانت –رحمها الله- تدعمني كثيرًا أكثر مما تتصور! أمي ديرية وكانت شخصية مختلفة، وربما لأنها أمي أراها هكذا، وربما لأني فقدت والدي وأنا عمري 3 سنين فكان العالم من خلال أمي وقوة شخصيتها التي لم تسمح لأحد يتدخَّل بحياتنا، وأصرت على أن نتعلم، وأصرَّت [على] كل واحد فينا أن يكون عنده شهادة، ويكون عنده شخصيته المستقلة والقوية، واشتغلت علينا كثيرًا من أجل بناء الشخصية وصحيح أن والدتي ليست متعلمة ولكن كان لديها شخصية مختلفة وجميلة جدًّا، وأنا أشعر فيها عندما كبرت الآن وبدأت أقرأ عن النسوية كنت أقول: إنّ والدتي بالفطرة نسوية، وتؤمن بحرية النساء، وتؤمن بتعليم النساء، وتؤمن باستقلالية النساء. بالمقابل حتى ما أكون مجحفة إخوتي كانوا بشكل طبيعي يخافون من كلام الناس، وكانوا يسمعون كلام الناس ويطنشون أحيانًا، وأحيانًا لا يطنِّشون (يكترثون وأحيانًا لا يكترثون)، ومثلًا في إحدى المظاهرات قالوا لي: لن تخرجي، لم يسمحوا لي بالخروج، وكنت منزعجة؛ لأنني أعطيت خبرًا للناس أنني سوف أخرج في المظاهرة وأحد إخوتي قال: سأذهب معك، وأنا ما عندي مشكلة، لكن لا أريد [أن] أورِّط أحدًا معي، ثم أحسُّ تجاهه بتأنيب الضمير، وإذا تم اعتقالي أو متُّ أكون وحدي، فقال لي أخي: يجب أن تعطيني خبرًا في كل مظاهرة، وبعدها اذهبي. وهذا الكلام كان جميلًا بالنسبة لي، وفعلًا كنت أعطيه خبرًا في أغلب الأحيان، ولكن بعض الأحيان كنت أخاف؛ لأنه مرَّة خططنا لمظاهرة وأنا أبلغته وهو من سوف يأخذ اللافتات التي كتبناها في البيت ويسلمها للشباب، وجاء الأمن وسأله، وكان قد وصل أول واحد وكان متوترًا، واللافتات كان يخفيها تحت الجاكيت، وسأله الأمن: هل تريد شيئًا في المنطقة؟ فقال: أنا أنتظر شخصًّا حتى أطلي له بيته، ولا أعرف موقع بيته؛ فهذا الشيء فعلًا سبَّب عندي خوفًا، وأنني لا أريد توريطه في شيء. والحمد لله لم يتم اعتقال أي أحد رغم إنني كنت أسمع أحيانًا بعض الكلام أن منى هي عميلة للنظام، ومنى تخرج ووجهها مكشوف والنظام يعرفها ولا يعتقلها.

أنا من دون أن أكشف عن وجهي كان صوتي معروفًا وأنا الوحيدة التي تهتف، وأحيانًا الشباب كانوا يقولون: منى تورِّطنا ونحن نكون 4 أو 5 أشخاص وسوف نقوم بإلغاء المظاهرة، ولكن فجأة تقول منى: الله أكبر، ونحن لا نستطيع تركها وحدها ونقوم بالتكبير وراءها.

في يوم وقفة العيد الصَّغير (عيد الفطر) في 2011 كنا متفقين على مظاهرة كبيرة عند التقاطع الأمني، كان مزدحمًا ويوجد هناك سوق واتفقنا على هذه المظاهرة أنا ورَنا أخذنا اللافتات، وذهبنا ونحن كنا واقفين عند الفرن الآلي، والشباب واقفون على الطرف الثاني، والشارع قسمان، ويوجد جزيرة في منتصف الطريق لا أحد يقف عليها. الأمن كان منتشر في كل مكان وأكيد عنده علم بموضوع المظاهرة، فقال الشباب: الأمر صعب يا بنات، فقلنا: ما هو الصعب؟ فقالوا: من الصعب الخروج بهذه الكثافة الأمنية، ونظرتُ إلى رنا وهي نظرت إليَّ وقلنا: ما الأمر الصعب، ومن الطبيعي أن يكون الأمن موجودًا فقلت له: أنا لو أبقى لوحدي سوف أخرج في مظاهرة، فقالت رنا: وأنا معك فقلت لها: جاهزة ومشينا، فقال الشباب: يا بنات هذه مخاطرة، فقلنا لهم: إذا تضامن معنا الناس فشكرًا لهم، وإذا ما تضامن معنا أحد أكيد سوف نستطيع الهروب، وإذا اعتقلونا فهذه نتيجة طبيعية للشيء [الذي نقوم به]، ودخلنا أنا ورنا وكنا نرتدي العباءات والخِمار، ولكن نحن نرتدي ثيابنا الطبيعية حتى إذا حصل شيء نكون مستعدين، ونحن وقفنا في منتصف التقاطع، وهو اسمه تقاطع الأربعة مفارق في الرقة، وهو يؤدي إلى حديقة الرشيد، ويؤدي إلى الساعة، وينزل إلى دوار تل أبيض ويؤدي إلى الصناعة والمشلب، فهذا اسمه تقاطع الأربعة مفارق عند صيدلية الخضر، ونحن وقفنا هنا ورفعنا اللافتات أنا ورنا، وكنا الوحيدات ولم يأتِ أحد من الشباب في البداية، وبدأنا نهتف: تكبير ... الله أكبر وبدأ الناس يجتمعون، وخرجت المظاهرة، ثم جاء جميع الشباب ومشينا إلى مسافة جيدة، وبعدها قال الشباب لنا: اذهبنَ يا بنات؛ لأن الأمن بدأ يأتي، وفعلًا أنا دخلت إلى أحد محلات أولاد عمي وجلست عندهم وخلعت العباءة ووضعتها في الحقيبة، وكنت أرتدي جاكيتًا (سترة) تحت العباية، وجلست بشكل طبيعي، وقال لي أولاد عمي: لا تذهبي، وانتظري قليلًا، وأنا أساسًا عندما دخلت إليهم قال لي أحد أولاد عمي: هل كنت في المظاهرة؟ فقلت له: لا، كنت في السينما بسخرية! وجلست عندهم وبعدها ذهبت إلى البيت.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/02/10

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي في الرقة

كود الشهادة

SMI/OH/145-09/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

أيلول - تشرين الثاني 2011

updatedAt

2024/11/12

المنطقة الجغرافية

محافظة الرقة-مدينة الرقة

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

مجلس الشعب - نظام

مجلس الشعب - نظام

الشهادات المرتبطة