الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الفصل من وزارة التربية بسبب النشاط المدني في الرقة

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:12:54:09

الاعتصام الثاني للمعتقلين خططنا له، وكتِبت اللافتات عندي بالبيت بغرفتي، وخلَّصناها، وحطّيتها (وضعتها)، واتفقنا على الموعد الساعة 10:30 آخذ اللافتات، وأروح إلى مكان معين حتى نبدأ بالاجتماع والمكان قريب من المحكمة من القصر العدلي، فأنا قلت لهم: يجب أن أذهب إلى المدرسة، وبعدها أجيء إلى البيت؛ يعني أسجِّل الحضور وأطلب أذن، وأخرج من المدرسة.

فجئت إلى المدرسة في بداية الدوام وقلت لنائبة المديرة وهي ابنة عمي: يجب أن أخرج الساعة 10، وسوف أحضر درسين وأروح، قالت: عندك شيء؟ قلت لها: عندي، فقالت: المدير هنا ويجب أن تقولي له، قلت لها: تمام. وذهبت إلى المدير وقلت له: أنا متعبة وأريد الذهاب إلى البيت، قال لي: طيِّب، وما سألني شيئًا، فأخذت إذن وطلعت وجئت إلى البيت، وأخذت اللافتات ولبست العباءة، وذهبت إلى مكان الاعتصام ووقفنا، وعرَفتُ أنه جاء مدير التربية عبد الإله الهادي ويحيى دادا، وسألوا عني الساعة 12:30 في المدرسة والاعتصام كان الساعة 11 أمام المحكمة. وفي اليوم الثاني سألتني ابنة عمي: كنت البارحة في الاعتصام؟ فقلت لها: نعم، فقالت: جاء عبد الإله الهادي مدير التربية ويحيى دادا، وقلنا لهم: هي متعبة وطلبت إذنًا، وذهبت إلى البيت، ولكنهم قالوا: ذهبت إلى الاعتصام أمام المحكمة، فقلت لها: لا أحد له علاقة في هذا الأمر، حتَّى لو واعدت شخصًا، وأنا طلبت إذنًا ولا أحد له علاقة وأنتم أخليتم مسؤوليتكم فقالت: يمكن [أن] يرجعوا اليوم. وفعلًا جاء عبد الإله الهادي إلى المدرسة ثاني يوم (اليوم التالي)، وسألني: أين كنت البارحة يا منى؟ فقلت له: كنت في المنزل متعبة، فقال: لا، أنت كنت في الاعتصام أمام المحكمة، وسألته: من الذي قال لك؟ فقال: بعض الناس رأوك، فقلت له: إنهم يكذبون، فقال: يعني ما كنت في الاعتصام؟ فقلت له: حتى لو كنت في الاعتصام لن أقول لك: إنني كنت في الاعتصام، وأنا أقول لك: إنني كنت في المنزل. وفي وقتها قال لي: مشاكلك أصبحت كثيرة وسوف أتكلم مع أخيك إبراهيم، فقلت له: أنا لستُ بنتًا صغيرة حتى تهددني مع إبراهيم، وأنت مدير تربية وأنا مدرسة، وعليك أن تتخذ بحقي إجراء ولا تناقشني في شيء شخصي، فقال: يعني أنت لا تنوين أن تقعدي عاقلة، فقلت له: أنا عاقلة وأنا في منتهى العقل في الشيء الذي أفعله، فسألني: ما هو الشيء الذي تفعلينه؟ فقلت له: أنا أدرى به، وصار يضحك، فقال: تعالي غدًا إلينا إلى التربية. قلت له: لماذ؟ قال: ندردش قليلًا.

وفي اليوم الثاني ذهبت إلى التربية وبدأ يقول: أنا لا أريد أن يصيبك ضرر، هو ويحيى دادا، وأنه أنت يمكن أن تتعرضي للفصل، فقلت له: لماذا أتعرض للفصل، وأنا مداومة في المدرسة؟ فقال: الجميع يعرف نشاطك والشيء الذي تفعلينه؛ هو أنا لا أريد أن تتأذي ولا أريد أن يتأذى أحد ولا نريد البلد تخرب، قلت له: طيِّب، خير. وقال: إذا أردت شيئًا أو احتجت إلى شيء أخبريني، صاروا كثير أوادم، وفجأة جاءهم عقل الرَّحمن [فجأة أصبحوا آدميِّين وأصحاب قلوب رحيمة].

جاءني أخي إبراهيم في اليوم الثاني وقال: اتصل بي أبو إسلام عبد الاله الهادي، وقال: إنك كنت البارحة في الاعتصام. فقلت له: هل هو رآني؟ فقال: لا، قلت له: طيِّب [ما المطلوب]؟ قال: هم متأكدون وأنتن عدة نساء في الرقة معروفات، فقلت له: لما يمسك عليِّ شغلة (شيئًا)، ويشوِّفني (يُريني) الصور [التي تظهر] أنني كنت موجودة في المكان بعدها نتحاكى، فقال: يا أختي انتبهي إلى نفسك.

أعتقد في سورية كلها بالمجمل، وليس كلها تشعر بأنه هناك شيئًا تجاه النظام قد لا نتكلم بشي، لكن تشعر بأنك لا شيء في هذا البلد؛ يعني أنا أتذكر، عندما كنت في الصف الخامس، أمي -رحمها الله- كانت تركض من مكان إلى آخر؛ لأن عبد العزيز أخي كان طالب بكالوريا، وكتب قصيدة على ثورة آذار، واعتُقِل سنتين، وهو كان طالب بكالوريا؛ يعني أتذكر تمامًا هذه الحادثة وأمي لم تنم في البيت حتى عرَفَتْ والدتي أنه في أيِّ سجن (مكان سجن أخي)، وكانت تذهب إلى دير الزور وإلى دمشق حتى تعرف أني ابنها، وهو طالب بكالوريا؛ يعني كان الأمر مزعجًا بالنسبة لنا، وأتذكر كم عانت أمِّي وأنا صغيرة، ولما خرج أخي عبد العزيز من السجن كان محرومًا من الحقوق المدنية، وحتى إذا أراد الزواج كان يحتاج إلى موافقه أمنية أو السفر، يعني لمَّا تريد الزواج تحتاج إلى موافقة أمنيَّة، ولمَّا تريد الإنجاب تحتاج إلى موافقة أمنيَّة. وأيضًا كل الأصدقاء يتحدَّثون عن قصص المعتَقلين، وأغلبهم كانوا معتقلين، ومنهم من قضى 10 سنوات، مثل راشد أبو المؤمل، أبو قحطان، هيثم الخوجة الذي سمعت به عندما كنت صغيرة كيف تم اعتقاله، وبعد اعتقاله بشهرين توفي من كثر ما تعذَّب [بسبب التعذيب]، وعبد الوهاب الغرسي الذي قضى كل عمره في المعتقل، فكل هذا الشيء لا يترك عندك سببًا حتى لا تخرج، وما هو الشيء الجميل في الحياة وهذا البلد؟ وما هي الحقوق التي تحصل عليها في هذا البلد؟ وكل بيت يوجد فيه مأساة، وكل بيت يوجد فيه مفقود. هذا عدا القصص التي كنا نسمعها في الجامعة مع النظام عن أيام الثمانينيات، وأنا أعتقد أن الثورة التي حصلت هي نتيجة حتمية، وأعتقد الناس الذين لم يخرجوا في الثورة ليس لقناعتهم بهذا النظام، ولكنهم لم يقدروا أن يكسروا حاجز الخوف، أو أن حياة أطفالهم بشكل أو بآخر ماشية.

فُصلت من التدريس في شهر شباط عام 2012، وأنا عندما داومت في الفصل الأول في عام 2011 في شهر أيلول قال لي المدير: يا منى لا تداومي؛ لأن مدير التربية قال لنا: إنه يوجد قرار بك، فقلت له: عندما يأتي القرار سوف أتوقف عن الدوام، وأنا استمريت في الدوام، وكان قد صدر قرار فصلي، ولكن ما صار تبليغ رسمي حتى شهر شباط عام 2012، وصدر أول قرار فصل بي أنا وسعاد[نوفل] وزهرة فريج أختي، وطبعًا أختي ليس لها علاقة بأي شيء، وهي كانت متزوجة وببيتها ومع أولادها، وهي كُتِب بها تقرير أنها مشاركة في الحراك، وهذا كان ظلمًا، وأنا ما انزعجت على نفسي لأني فصلت؛ لأنه كان عندي نشاطي وإزعاجي للسلطات، وهذا طبيعي أن ينزعجوا من تصرفاتي ويفصلوني، ولكن أختي زهرة ما كان لها ذنب، وبعدها تم فصل أخي عبد الله فريج، وأيضًا ليس له ذنب في شيء وكتبوا به تقريرًا، في 2013 أعتقد فصلوه. ولكن أتمنى لهم حياة أفضل في سوريا المستقبل في سورية الجديدة إذا بقينا، ولكن المسألة لم تكن مجرد مسألة الراتب الذي لا يكفي للخبز، وما يكفي للأمبيرات [من أجل الكهرباء]، الله يحميهم ويحمي الجميع.

فيما بعد صارت المظاهرات أكثر؛ خرجنا مرة مظاهرة الساعة 4:00 أنا وروان في وقت مجزرة التريمسة (في تموز عام 2012)، خرجنا في مظاهرة تقريبًا الساعة 3:00 أو 4:00 صباحًا، والمشاركون في المظاهرة فقط من البنات ونحن اتفقنا على "الفيسبوك" على الخروج إلى المظاهرة، وأبلغنا عدة أشخاص بأننا سوف نخرج في مظاهرة في شارع الوادي الساعة كذا عند كذا، وفي يومها لم يأتِ أحد، وأعتقد كنا 8 أو 9 أشخاص كان يوجد شابان و6 أو 7 بنات، والبنات من عائلة الخطيب: ريام ومرام بنات قاسم الخطيب وأنا وبنتان من عائلة الهويدي، والشباب واحد من آل الهويدي وواحد من آل الخطيب، وكان بيت عائلة الخطيب والهويدي مقابل بعضهم وهم جاؤوا وأخذوني من البيت؛ لأنني قلت لهم: لا أستطيع المشي في الشارع، وخرجنا في المظاهرة وهتفنا للتريمسة، وجاءت سيارة الأمن ثم هربنا، والناس استيقظت على هتافاتنا، وخرج الناس على الشرفات وأبواب المنازل، ونحن هربنا طبعًا؛ كنا نلبس العباءات ونضع الخمار، ودخلنا إلى بيت عائلة الهويدي إلى بيت جد عمر الهويدي، وبقينا حتى الساعة 8:00 صباحًا ثم ذهبت إلى البيت.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/02/10

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي في الرقة

كود الشهادة

SMI/OH/145-11/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2011 - 2012

updatedAt

2024/03/21

المنطقة الجغرافية

محافظة الرقة-مدينة الرقة

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

وزارة التربية - النظام

وزارة التربية - النظام

الشهادات المرتبطة