مواجهة قوات النظام للمظاهرات في مدينة الرقة
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:06:31:03
أتذكر مظاهرة كبيرة بأيامِ ما قبلَ العيد في عام 2011 في شارع تل أبيض، وأتذكرها جيدًا؛ لأن الشارع كان مزدحمًا بالناس، وأطلق فيها الغاز المسيل للدموع،وأنا كنت أهتف وشاب معي، وأول مرة وقعت بسبب الغاز، وجاء وسحبني إلى محل، خفت، أنزَّل درَّابية المحل [كان يريد إغلاق المحل]، فقلت له: أريد الخروج، فقال: انتظري حتى تصحي، والأمن موجود في الشارع، وقال: لا تخافي، وأحضرَ لي الكولا وغسلت بها، وبعدها خرجت من المحل، وعدت والتحقت بالمظاهرة لبعد مسافة، وجاء عنصر من عناصر الأمن وكان يريد اعتقال أحد الشباب، وأنا أمسكت الشاب، وقلت لعنصر الأمن: إلى أين تريد أخذه؟ فقال: من أنت؟ فقلت: أنا أمه، وأنا لا أعرف الشاب، وهو صغير، وقلت له: أنا أمه، وهو معي حتى أشتري له أغراض العيد، فسكت عنصر الأمن، وقلت لهذا الشاب الصغير: امشِ أمامي، وذهبنا ثم قلت له: انتبه ويجب عليك أن تركض عندما يأتي الأمن، ولا تبقَ بهذا الشكل، وبقي معي طوال المظاهرة، وكنا نهتف معًا وهو ابني، والمظاهرة كانت مدتها طويلة؛ يعني: عندما كان يأتي الأمن كنا نسكت ثمَّ نمشي إلى الأمام قليلًا، ونهتف ونكبِّر، وبقينا هكذا بهذا الشكل في الشارع، وهذا الشاب يمسك في يدي، وبعد انتهاء المظاهرة قال الشاب: ما أجمل هذا الموقف! دائمًا يتذكره، وأنا لا أتذكر هذا الشخص؛ لأنه ذهب إلى أوروبا في عام 2014، ولم أسمع عنه شيئًا، وآخر مرة رأيته هنا (في تركيا) عام 2014، وبعدها ذهب إلى أوروبا، وكانت لقاءاتي معه قليلة، وبعدها أصبحت أراه في المظاهرات، وكنا نبتسم لبعضنا، يعني شاب صغير، وكان كلما يراني يقول: لا أعرف من أين خرجت لي وأمسكت بيدي وقالت لعنصر الأمن: أنا أمه وأنقذتني منهم.
وهذه المواقف جدًّا جميلة، والناس يدافعون عن بعضهم، والكثير من الصبايا كُنّ يفعلن هذا الأمر ويقلن: هذا أخي أو ابني ولا نعرف بعضنا وعندما يذهب الأمن نتركهم ولا نسأل أحدًا عن أسمائهم.
مرَّة خرجت مظاهرة في سيف الدولة أيضًا، وأنا أتذكر تمامًا هذه المظاهرة؛ لأنني ذهبت لأجل التصوير فيها؛ لأن الأمن كان موجودًا بشكل غير طبيعي، وأعتقد يوجد صبية توفِّيت اسمها هند في تلك المظاهرة؛ لأنهم صاروا يطلقون النار وهي كانت على الشرفة، وتوفيت في بيتها بسبب إطلاق النار من الأمن؛ يعني الأمن بدأ يطلق النار لتفريق الناس وأصابتها رصاصة، وهي على البلكون (الشرفة)، وتوفيت، وأنا كنت أقوم بتصوير الأمن من زاوية، والأمن بعيد، وكنت أعطي زومًا (تكبيرًا) للكاميرا، وهي كانت كاميرا صغيرة نوع SONY، وهذه المرة أعتقد هي الحارة الوحيدة التي لم أتعرَّض فيها للضَّرب، الناس كانوا متعاطفين كثيرًا، وجميعهم يقولون: خبئوها، وهم كانوا من مدينة تادف، وأنا بدأت بتصوير الأمن الذي كان ينتشر، ويبحث عن الناس، كنت أصور فقط انتشار الأمن وحركتهم، وجاء أحد الشباب الموجودين في الحارة وقال: يجب عليك الصعود إلى السطح؛ لأن التصوير من هناك أفضل، والأمن لا يراك أبدًا، ولكنني لم أجرؤ للأمانة، فقلت له: لا، الزاوية من هنا جيدة وبقيت موجودة مع الشباب مع شباب الحارة، ولم تخرج نساء الحارة؛ لأن نساء هذه الحارة ملتزمات [يلبسن خِمارًا]، وأنا قمت بالتصوير، وعدت من شارع سيف الدولة وشارع 23 شباط، وكان الأمن فيها كثيرًا، وأنا في هذه اللحظة رأيت أن الناس كانوا شجعانًا جدًّا، ولا أعرف لماذافي هذه اللحظة كان لدى الناس شجاعة كبيرة؟ وأعتقد لأنَّ الفترة أصبحت طويلة، والناس صاروا أشجع في المواجهة، وبعدها عدت إلى البيت، وانتهت المظاهرة وتوفيت هذه الصبية رحمها الله.
أنا أكيد لم أشارك في جميع المظاهرات؛ لأنني أخرج بحسب التنسيق، وبعض المظاهرات كنت أسمع بها أو أشاهدها على الإنترنت، أو لم أسمع بها من قبل، وأعرف بها بعد ذلك، وكنت أزعل (أغضب) منهم؛ لأنهم لم يُعْلِموني بهذه المظاهرة.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2020/02/10
الموضوع الرئیس
الحراك السلمي في الرقةكود الشهادة
SMI/OH/145-12/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2011
updatedAt
2024/03/21
المنطقة الجغرافية
محافظة الرقة-سيف الدولةمحافظة الرقة-مدينة الرقةشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية