الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تنسيقية أطباء دمشق ومظاهرات حي القابون

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:08:34:07

بقي هذا الحال في المخيم حتى خرجتُ منه، وعدتُ إليه، حيث أصبح مجالاً للعمل فقط، لأن المخيم آمن وفيه هذه السمات، بقي هو مجال عملنا الإغاثي، وجاء أنس عمارة الذي هو ابن المخيم أيضاً، والذي عرّفني على الدكتور جلال [نوفل]، وجاء الدكتور جلال، ورأى المخيم، ورأى بعض المستودعات التي قد نعمل فيها؛ لأنه في ذلك اليوم قال لي: يوجد ضعف في تنسيقية أطباء دمشق في "مخيم اليرموك" و"الحجر الأسود "و"القدم" و"العسالي"، لا توجد نقاط هناك.

هكذا أتوقع أننا أوفينا وصف الحالة في مخيم اليرموك والنشاط الذي بُذل حقهما، وبالمجمل كان مليئاً بالعمل الإغاثي ومليئاً بالناشطين المطلوبين في مخيم اليرموك والآمنين، بمعنى أنك تجلس في المخيم بأمان.

عندما تعرّفت على الدكتور جلال، وجاء، وشاهد الوضع، وعرّفته على صبر درويش. وتعرّف على ثائر السهلي، أحسّ أن هناك شبكة ربما تستطيع أن تعمل، وأن تؤمّن عملاً؛ فطرح عليّ موضوع العمل مع تنسيقية أطباء دمشق. بصراحة، لم يطرح الدكتور جلال الموضوع بالشكل المباشر بقدر ما أدخلني فيه بشكل تلقائي، وعرّفني على الدكتور مهند، وعرفني على فلان، فأصبحنا نعمل في التنسيقية بشكل تلقائي.

تشكّلت تنسيقية أطباء دمشق في بداية الثورة في المرحلة المبكرة جداً من الثورة، أتوقع أنها في شهر نيسان كانت قد تشكّلت، وشكّلها الدكتور إبراهيم عثمان، ونُشرت صور للدكتور عثمان وهو مقتول على الحدود السورية التركية بعد فترة من الزمن، وكان هو الناطق الإعلامي باسم التنسيقية أيضاً، وكان يظهر بشكله الواضح وبشكل مباشر. وكانت التنسيقية تضمّ أغلب طلاب الدراسات العليا المؤيدين للثورة في جامعة دمشق، وكانت لها عدة نشاطات أو تظاهرات منها: اعتصام مستشفى الأسد الجامعي في يوم اعتقال أطباء حلب الذين كان عددهم 51 طبيباً معتقلاً، وأُفرج عنهم بعد هذا الاعتصام، عملياً، فهو ليس اعتصاماً بقدر ما هو إضراب، فعندما نتكلم عن أطباء في الأسد الجامعي والمواساة يتوقفون عن العمل لطلاب الدراسات فهذا يعني أن المستشفى توقف عن العمل، وكان لها النشاط الواضح في تغطية المظاهرات طبياً وعلاج الجرحى، وكان هناك الكثير من الشباب الشجعان بينهم. وفيما بعد، انشقّ عنها أو تشكّلت - ولا أعرف إذا كان قد انشقّ أو تشكلت - ولكن يُقال: إن هناك خلافات نشأت في تلك الفترة، اتحاد الأطباء الأحرار، ويوجد فارق كبير بين اتحاد الأطباء الأحرار وبين تنسيقية أطباء دمشق، فاتخذ اتحاد الأطباء الأحرار قرار المشاركة، فإذا اعتبرنا أن بداية 2012 كانت بداية العمل المسلّح بشكله الرسمي في المناطق فهي اتخذت قرار المشاركة أو إقامة النقاط الطبية التابعة لها بشكل مباشر في المناطق التي يتواجد فيها جيش حرّ بشكل أبكر من تنسيقية أطباء دمشق؛ لأننا في تنسيقية أطباء دمشق بقينا مترددين أكثر في ذلك.

دخلنا أنا والدكتور جلال والدكتور مهند الدرخباني، وهو دكتور أسنان، وعلى ما يبدو أن الدكتور جلال يرى أننا موجودون في هذه الجغرافيا، ولم يحصل تعارف أكثر على الأطراف الأخرى من التنسيقية، وبدأنا العمل، وأُرسلت إلى القلمون، وكان ينبغي أن أجهّز مشفىً ميدانياً هناك؛ لأن أصدقائي في القلمون، وذهبنا إلى "يبرود"، وكان هناك مستشفى الأمل في "يبرود"، وكان الدكتور جلال قد قام بزيارتها، وكنا نتوقع عدم استمرارها لسهولة ضربها وسهولة قطعها من الموارد، فكان ينبغي أن يكون هناك شيء أكثر سريّة. وذهبت إلى القلمون مع وائل سعد الدين إلى الدكتور حسين حسن -الدكتور أحمد حسن استُشهد- الدكتور حسين أحمد حسن في دير عطية، وهو دكتور علوم سياسية، وجلسنا، وأمّن لنا أحد الأشخاص ليلاً، حيث جاء بعد المغرب، وذهبنا معه بالسيارة، وأرسلنا إلى "جراجير". وفي تلك المنطقة، في نهاية عام 2011، كانت بندقية الجيش الحرّ تسيطر على "الأوتوستراد"، حتى أن النظام قبل الغروب كان ينهي حركة عرباته بشكل كامل، ولكنه في النهار كان موجوداً ومسيطراً، وبعد الغروب، تكون السيطرة كاملة للجيش الحرّ. وذهبنا إلى "جراجير"، ودخلنا إلى منزل، وتعرّفنا في يومها على الرائد فراس بيطار، كان منشقّاً حديثاً، وكانت مجموعة من الأوراق أمامه، كان يرسم الخطة لتوجيه أول ضربة لمستودعات "مهين". وطرحنا المشروع، وأخبرناه أننا نريد أن نقيم نقطة طبية، وأخبره فراس بيطار بأنه سيجهّز مكاناً محفوراً تحت الأرض ومجهّزاً بلوازمه من مولدات كهربائية، وهو يتكفّل بهذا الأمر، ونحن نجلب الأجهزة؛ فرجعت، وأخبرت الشباب، وبدأ العمل على تجهيز المواد اللازمة لنقلها باتجاه القلمون من أجل تأمين ذلك. 

وفي هذه المرحلة، كان في المجموعة التي تعمل في الشام: أنا وأنس عمارة والدكتور جلال وصبر درويش ومتولي أبو ناصر وثائر السهلي، وهذه هي الشبكة التي نوزّع عليها العمل الطبي والإغاثي، وخلال هذا العمل كله، وما بين شهر أيار وحتى نهاية عام 2011، كنا نشارك في المظاهرات أيضاً، وفي الفترة الأولى، كنت خائفاً بعد أن خرجت في شهر نيسان، فجاء متولي في شهر أيار، وقال: لقد ذهبت إلى مظاهرة في "القابون"، وجاء الأمن، وتعاركنا بالأيدي. وشجعني. وفي الجمعة التي بعدها، ذهبنا أنا ومتولي ونوال إلى المظاهرة، وشارك فيها الكثير من الأشخاص، كان في ذلك اليوم الممثل محمد آل رشي الذي خطب في يومها في "القابون"، وكانت رزان [زيتونة]، وكان الكثير من الأشخاص، وكانت مظاهرات "القابون" جميلة بكل معنى الكلمة، كانوا قد رسموا في الشوارع، وخطّطوها، وكانت الأمور واضحة جداً بالنسبة لنا، والأمر الثاني هو عندما تحدث معنا مشكلات أثناء التظاهر في مكان لا نعرفه، مثل: الميدان الذي هو قريب منا جداً، ولكن الكثير من الشباب كانوا ينحصرون في زاوية، فالطريق مسدود، فأصبحت مخيفة بالنسبة لنا، وحتى عندما شاركنا في مظاهرة الميدان، في مظاهرة المثقفين، عندما خرجنا أنا ووائل اخترنا أن نخرج من "الجزماتية" لأننا نعرف الطريق، لأنك عندما تدخل في أحياء لا تعرفها فهذه مشكلة، وفي "القابون" كانوا قد نظموا كل شيء، ويوجد شخص يدلّك، ويخبرك بشكل دائم. 

القضية هي أننا في الشام عندما كنا موجودين كانت هناك مشاركة نسوية، ولكن بالنسبة لنا كمجموعة فهي معتمدة على معارفنا وأغلبهن من المتحررات (نوال وفدوى سليمان وفلانة) فهؤلاء النساء اللواتي نراهن، وعندما ذهبت إلى "القابون" كانت هناك النساء المحليات، وعندما خرجنا في الشام لم تتواجد النساء الشاميات، صحيح أن بعضهن شاركن، وليس الجميع، ولكن لم يكن هذا الزيّ الشامي الطاغي بين النساء، بينما في "القابون" كان واضحاً، فكان شيئاً مفرحاً، وكان الأهالي موجودين، وهذا الشيء مع الأسف غير متوفر في مخيم اليرموك أو في الشام؛ لأنها مناطق مختلطة، فكمية الغرباء كثيرة، وعندما ذهبنا إلى "القابون" كان الأمر مختلفاً، فأنت أتيت مع أهل البلد، وذاهب معهم؛ فتحسّ بالأمان. وكانت هناك هتافات تدعو لإسقاط النظام وكلام على بشار [الأسد] بشكل واضح، وأتذكر أنهم في "القابون" كتبوا: "الشعب يريد إسقاط النظام" على الشارع، وعندما انتهينا كنا نريد أن نعود أنا ومتولي بالسيارة ونوال، ولأن الجميع كانوا يشعرون بالأمان؛ فكانوا جميعاً يمشون بشكل طبيعي (الناشطون المعروفون).

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/10/14

الموضوع الرئیس

النشاط الطبي في الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/53-21/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

5-12/2011

updatedAt

2024/05/06

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-الميدانمحافظة دمشق-القابونمحافظة ريف دمشق-منطقة يبرودمحافظة ريف دمشق-القلمونمحافظة دمشق-جنوب دمشقمحافظة دمشق-مخيم اليرموك

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

جامعة دمشق

جامعة دمشق

اتحاد الأطباء السوريين الأحرار

اتحاد الأطباء السوريين الأحرار

مستودعات مهين

مستودعات مهين

تنسيقية أطباء دمشق

تنسيقية أطباء دمشق

الشهادات المرتبطة