الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

النشاط الطبي وتشكيل رابطة الأطباء الأحرار

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:09:58:08

 بالنسبة لي، لا أعتقد أنني كنت من منظمي المظاهرات، ولكننا منذ البداية شكّلنا الفريق الطبي لدعم المتظاهرين الذين سيُجرحون، ودوري من البداية بدأ بهذه الطريقة سواء بالنسبة للجرحى الذين كانوا يأتون نتيجة اعتداء النظام [أو غير ذلك]، وبدأنا بتشكيل النقطة الطبية ومستشفى ميداني من البداية، وهذا كان يختلف عن...، وكان يتطلب منك الكثير من العمل الذي يوجد فيه نوع من السرية والتنقل الآمن، فلم أكن من منظمي المظاهرات، ولكنني كنت على تواصل وأعرف ماذا سيحصل، وحتى إننا كنا ندعمهم لوجستيًا بالدعم الطبي.

هذه كانت ضخمة جدًا، وتصل إلى 25 ألف شخص، وانطلقت من الجامع الكبير إلى المزة في الشيخ سعد، وكنت بالقرب منها، وأنا أعرف أنه سيخرج تشييع، وأعرف بعض أطراف المنظمين، وحتى إننا كنا نسألهم: هل سيحصل اعتداء عليها؟ وهل أنتم ستحمونها؟ وكان هناك جزء كبير من ريف دمشق مشاركًا فيها، وآلاف جاؤوا من الريف، وشاركوا فيها كما أذكر، وبعض الأسماء لا زالت موجودة، وهي ليست للنشر، وسألتهم: كيف يمكنكم حمايتها إذا حصل اعتداء عليها؟ وفعلًا حصل إطلاق نار عليها، وحصلت في وقتها وفيات.

في الحقيقة، الشباب رفضوا حمايتها، وأذكر أنه حصل نقاش، وقالوا: إن حمايتها قد تكون مكلفة جدًا. أما في مناطقنا، كان الشباب يخرجون مع سلاحهم، ويحمون المظاهرة حتى لا يحصل صدام أو اعتداء عليها؛ لأن النظام لم يكن هو الذي يعتدي عليها فقط، وإنما يرسل الشبيحة حتى يعتدوا عليها، وكان النظام يرسل أشخاصًا، ونحن نذكر عندما جاءت المظاهرة الكبيرة من الغوطة، وكانت ستدخل إلى ساحة العباسيين، وعندما وصلوا إلى 8 آذار فإن السكن العشوائي الموجود هناك هو الذي خرج...، وبدأ يضرب الناس، وكنت تحتاج هناك إلى حماية، والنظام في تلك الفترة كان يستخدم أمرين هما: الشبيحة، والقناصة، فالحماية من هؤلاء، وإذا جاء من يدعي أنهم مظاهرة مؤيدة، ولكنهم جاؤوا من أجل الصدام كما حصل مع المحامين أمام القصر العدلي.

النقاط الطبية بعد اعتقال...، وأصبحوا يعتقلون أي طبيب طبب أو عالج، أو يعتقل المصاب نفسه، وكان لابد اليوم من إيجاد بديل، وكان هذا مبكرًا لأن النظام استخدمها من أول يوم، فكان إما الإبلاغ الطبي أو المستشفيات الخاصة وبدون وضع اسم، وبعدها لم يعودوا يجرؤون، وبعدها كان لابد من إنشاء نقاط طبية متنقلة، وأنت لا تستطيع وضع الأجهزة، وكانت الأجهزة بسيطة في البداية، وهي تبرع، أو كنا نشتري ما تم تنسيقه من أجهزة في المستشفيات، ونحضرها، و كنا نجمعها من بعض المتبرعين وخاصة المستشفيات الأولى، حيث كانت كلها بهذا الشكل، فالمؤسسات الداعمة وخاصة على مستوى دمشق وريفها [تأخر وصولوها] إلى ما بعد عام 2012 حتى أصبحت تصل وتقدم من الداعمين، أو حتى يمكننا أن نقول: في عام 2013 ومنها ما تشكل بعد عام 2013 . وهذا يختلف عن الشمال الذي كان مفتوحًا وقريبًا من الحدود، وكان لابد من وجود هذه المنظومة، وأعتقد أن رابطة الأطباء الأحرار التي تشكّلت في البداية، وضعت نقاطًا طبية في المزة  وفي بعض المنازل من أجل تطبيب المتظاهرين وإقامة نقاط طبية في المنازل، واعتقل أكثرهم؛ لأن الأسماء كُشفت باكرًا، والحقيقة أنه كان هناك بساطة في التعامل، ولم يكن هناك الكثير من التوجس الأمني أو الحيطة الأمنية فانكشفت الأسماء، والذين اعتقلهم النظام من البداية، فك الله أسر من بقي منهم والذين استشهدوا كثيرون- رحمهم الله- مثل: أسامة البارودي، ومحمود الرفاعي وهؤلاء الأشخاص اعتقلهم النظام من الأيام الأولى مثل الذين اعتقلهم من داريا في عام 2011 ، اعتقلهم النظام الحاقد، وجميعهم كانوا متظاهرين سلميين، وأكثرهم استشهدوا في السجون أو لا يزالون حتى الآن.

بصراحة أعتقد أنه  ليس في جميع المناطق، انظر إلى شباب داريا التي خرجوا بالورود ورأينا ماذا فعل بهم النظام وفي دوما، ولكن عندنا لم يدخل النظام لمدة طويلة بعد صدام معه في تاريخ 1 شباط/ فبراير 2012 ، لم يعد  يدخل النظام حتى عام 2017، فكانت فترة طويلة؛ لأنه حصل صدام عنيف معه، وأصبح لديه توجس من الدخول، ولكننا نعلم ماذا فعل في الغوطة الشرقية، ولكن ربما والده كان أقل عنفًا؛ لأنه لم يكن يريد إشعالها على أطراف العاصمة، ولكن بشار الأسد كان غبيًا في هذا الموضوع، وأعتقد أنه تجاوز الخطوط الحمراء في كل المناطق في سورية ومنها ريف دمشق.

في كل سوريا، بدأت المفاوضات التي يسمونها اللقاء مع الناس لحل المشكلة، وتشكل عندنا وفد في القرية، وتحدثنا في السهرة، وسألنا: من الذي سيذهب؟ وما هي الطلبات؟ فكان من المفترض أن يذهبوا في البداية إلى مناف طلاس ثم إلى القصر الجمهوري؛ لأن مكتب مناف طلاس كان في طرف قريتنا، وهو كان قائد أحد الألوية في الحرس الجمهوري، فذهب المختار وبعض الشباب، وطلبوا منه في يومها طلبين: نحن قريتنا لها طريق مباشر على الأوتوستراد من عند جمرايا والطلب هو فتح الطريق، والطلب الثاني هو: استرجاع القرية لـ 50% من أراضيها المستملكة من الدولة. وكانت هذه نقاشات شديدة قبل ذهاب الوفد؛ لأن الناس كانوا لا يريدون المظاهرات حتى لا تخرب البلد والقرية، ويقولون: انظروا إلى النظام كيف يفاوض، ثم كان الاتفاق هو أن يذهبوا ويطلبون هذين الطلبين؛ حتى نرى ماذا يفعل النظام. وأصبحنا ننتظر، ولم نخرج في مظاهرات حتى يأتي الرد، ثم جاؤوا، وقالوا: إن مناف طلاس وعدهم، ولا داعي لمقابلة الرئيس من أجل هذا الأمر، وهذا الأمر صغير جدًا. وبعد 3 أسابيع، عاد الشباب إلى المظاهرات، والنظام كان يكذب في كل شيء، وكل الوفود التي قابلته كان يكذب عليها.

أذكر بأنه جاء وفد من دوما وقابل بشار الأسد، وبعد خروجهم من المقابلة، اعتقلوهم.

بعد أحداث رنكوس، أجبرنا على إقامة نقطة طبية؛ لأن الطبابة أصبحت في المنازل، وحتى إننا أصبحنا نخزن الأدوية من الخوف من الحصار، لأن منطقتنا كانت ضيقة وحصارها يمكن أن يتم بسهولة من قبل النظام، وكان يجب أن يكون لدينا أدوية احتياطية. ومنذ عام 2011 وبعد عدة شهور ومن البداية، بدأنا بعد أن أصبحنا لا نستطيع الذهاب إلى المستشفيات، وتيقنا أنه من المستحيل أن نطبب في المستشفيات فكان يجب علينا إيجاد البديل وإيجاد أول مستشفى ميداني أنشأناه في المنطقة عندنا، وهو عبارة عن أدوات متنقلة، ولا يمكن أن يكون ثابتًا؛ لأن النظام كان لا يزال يستطيع الدخول، ويستطيع أن يقتحم أي مكان. وينبغي أن يكون لديك اليوم أدوات جاهزة تنقلها إلى أي مكان وهي معقمة، وتقرر متى ستداوي الجريح، وحتى إذا عالجت جريحًا أو جريحين فيجب عليك أن تغير مكانها؛ لأن النظام سيأتي أو أن هناك شخصًا سيتكلم، ويقول: هنا حصلت معالجة.

كنا نقوم بأخذ الأدوية من دمشق، والنظام في تلك الفترة كان يدقق على الدخول إلى دمشق، وكان النظام لديه نقاط معروفة أحدها عند صحارى والأخرى عند مفرق البحوث قبل مفرق معربا، ولديه عدة نقاط أخرى، وعادة تجد ازدحامًا من أجل الدخول إلى دمشق، والنظام يدقق على من هو قادم من ذلك الاتجاه، وكان خوفه باتجاه دمشق، ولكنني كنت في طريق الخروج وفي بكاج (الصندوق الخلفي) السيارة الكثير من الأدوات الطبية والمفجرات وبعض الأدوية، وتوقعت أنه لن يتم إيقافي، وفعلًا كانوا لا يوقفونك، ثم جاء أحد العناصر، وقال لي: افتح الصندوق، وأنا أيقنت للحظة أنه سيتم اعتقالي، ولكن في الحقيقة فتح صندوق السيارة، ورأى كل شيء، ثم سمح لي بالمرور، وأيقنت أنه لا يزال بعض الناس حتى ضمن الأجهزة الأمنية قد يكونون متعاطفين مع الناس.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/05/08

الموضوع الرئیس

النشاط الطبي في الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/80-09/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2011

updatedAt

2024/04/25

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-رنكوسمحافظة ريف دمشق-وادي بردىمحافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الحرس الجمهوري

الحرس الجمهوري

الشهادات المرتبطة